.......... هناك مثل شرقي يقول " في بذور اليوم كل ازهار المستقبل "

فإذا كانت الأرض صالحة خصبة تنبت فيها جميع البذور وإذا كانت عكس ذلك فإن الأستنبات فيها محال !!
والأرض الطيبة هنا أقصد بها الأسرة الصالحة الكريمة والتي تعتبر أساس التربية والمنطلق الأول والنواه التي تشكل المجتمع قبل جميع الجهات المعنية الأخرى فإذا صلحت الأسرة صلح المجتمع .

عندما ترى أطفال ملتزمون في قراءة القرآن وفي الصلاة يؤدونها بخشوع وتدبر فهذا الألتزام والأهتمام نابع من الأسرة الصالحة .
فتجدهم من الطلاب المتفوقين في المدرسة والمميزين يحبون الظهور أمام المعلمين والأدراة بأفضل صورة ويثرون المدرسة بأنشطتهم ورسوماتهم وفعالياتهم ويمثلون المدرسة على مستوى المنطقة وعلى مستوى الوزراة كي يرفعوا اسم المدرسة عاليا ، وعندما تحاورهم وتناقشهم في موضوع معين تجد الأحترام والتقدير وحسن ولابقة الكلام يحسبون لكلامهم ألف حساب ، وإذا أخطأوا وقصروا في إنجاز فروضهم وواجباتهم تجدهم يعتذرون مرات عديدة عسى أن تسامحهم وتتجاوز عنهم وهنا بالطبع المعلم مجبر على مسامحتهم ولكن يحاول أن يحسسهم بالتقصير حتى لا يتطور عندهم الأهمال والتقصير
حقا إنهم طلاب مميزون طيبون يتركون بصمة في المدرسة عندما يرحلون منها .

وتجد طلاب عكسهم تماما بزاوية 180 درجة ؟؟؟
المصيبة أن المجتمع يحمل المدرسة اللوم الأكبر !!!

ولكن هل يعقل أن تعلم المدرسة الطلاب عدم الأحترام والسخرية من الآخرين وتحقير الناس والمعلمين وتلقيبهم بألقاب سيئة ؟؟؟
هل يعقل بأن تعلم المدرسة الطلاب التدخين والسرقة والتحرشات الجنسية والتسرب من الحصص ومن المدرسة وتكسير الطاولات والكراسي والعبث بالمفاتيح الكهربائية ؟؟؟

لو نظرنا لحال هذا الطالب سوف تجد فجوة كبيرة بينه وبين أسرته ، ستجد الأسرة مفككه غير متجانسة ومترابطة وربما الأب والأم من جنسيتين مختلفتين فعادات الأم تختلف عن عادات المجتمع العماني وهذا بالطبع يؤثر سلبيا على سلوك الطفل ...
و تجد الأب مشغول في عمله كل الوقت ولا يعطي أولاده أية إهتمام ولا يسئل عنهم ..

وعندما يفطن الطفل بأنه غير مراقب على أقواله وأفعاله ولا يحاسب على زلاته وغلطاته هنا يبدأ الأنحراف تدريجيا الى أن يصل مرحلة لا يستطيع الأب السيطرة عليه عاجز عن فعل أي شي يرمي الحمل على المدرسة في تربيته وينتظر هفوه بسيطة من المدرسة كي يتحرك ويحاسب المدرسة بالتهديد والأدعاء العام ....
وهذه أمور كثرت في الآونه الأخيرة !!!!

من هنا أقول من كانت عنده ذرية يدعوا الله بأن تكون ذرية صالحه وأن لا يتكل على الآخرين في تربية ذريته وإنما يبدأ هو بالأول بمحاسبة أولاده ومراقبتهم على كل صغيرة وكبيرة الى ان يصلوا مرحلة قادرين على تحمل مسؤلية أنفسهم قادرين على تمييز الصواب من الخطأ
،
،
،
،
أخيرا كل لسان بما تربى يكتب وينطق