دواتك لما البنت تكون باردة معك في الحوار !!

[Eros]

إذا كنتَ تؤمن بجاذبية الكلمة وتقوم بتطبيقها.. فبرأيك لماذا تتعثر العملية الحوارية؟!

الحوار.. هو أبرز معالم أية علاقة!
وفي الحوار نفسه، ثمّة مهارات عديدة تساهم في جعله حوارا ناجحا يؤتي ثماره المنشودة..
ومن بين أهم تلك المهارات مهارة السؤال..
وفي مهارة السؤال.. يُعدّ (السؤال المفتوح) !! من أعمق تطبيقاتها، مثل السؤال الذي ابتدأ المقال به!



لن تجد فيما يأتي أية مفاهيم استهلاكية كتعريف السؤال المفتوح أو أهميته ...إلخ وعليه فمن ليست لديه خلفية حول مفهوم الأسئلة المفتوحة،
فإن قراءة هذا المقال بالنسبة له يفُترض أن تكون الخطوة الثانية. مع التأكيد على أن استخدام الأسئلة المفتوحة لا يعني بحال إلغاء الأسئلة المغلقة.

إذا كنت لا تزال مهتما بالأسئلة المفتوحة فسيمنحك هذا المقال تقنية فاعلة جدا..
وهي طريقة واحدة من بين العديد من الطرق الاحترافية لطرح سؤال مفتوح؛
إذْ إنّ مجرد معرفة كيفية صياغة السؤال المفتوح لا يكفي لصنع سؤال مفتوح احترافي قادرٍ على أنْ يفتح لك أعتى الأبواب الموصدة!



تقنية: "المقدمة الجسرية"!

"المقدمة الجسرية"! هي تمهيد يسبق طرح السؤال، حيث تعمل كالجسر بين آخر ما قاله الطرف الآخر وبين سؤالك، مثال:

بثينة: .... ولذلك أنا أتبنّى الرأي القائل بأن كثرة التجارب لا تمثل النضج، وإنما القراءة الجيدة لتلك التجارب، وكيفية الاستفادة منها لاحقا..

طارق: الإشارة التي تفضلتِ بها بشأن القراءة الجيدة لتلك التجارب استوقفتني،
وأراني أميل إلى الاستفسار عن رأيك بخصوص عامل السفر في تعزيز القراءة الجيدة لتجاربنا في الحياة..

نرى أنّ طارقا قام بتشييد أرضية صلبة مستثمرا الطرح الذي قدّمته بثينة،
منطلقا بذلك لطرح سؤاله ليوجّه مسار الحديث لمزيد من العمق بالانتقال من الحديث عن الفرق بين كثرة التجارب وبين القراءة الجيدة لها إلى الحديث عن السفر بكل سلاسة..

ويبدو واضحا جدا أن مقدمة سؤال طارق مثّلت حلقة الوصل بين طرح بثينة وسؤاله،
فبالإضافة إلى أن المقدمة متصلة بآخر ما طرحته بثينة، فهي في الوقت نفسه متصلة بسؤاله..

هذا من شأنه أن يكوّن انطباعا جيدا لدى بثينة من حيث عناية طارق بالنقاط التي عرّجت إليها، ويدفعها لمزيد من التعمق؛
كونها تجد أنّ طرحها محل تقدير لدى طارق، هذا فضلا عن ملاحظتها مهارةَ الاستماع التي يتمتع بها طارق..

الآن انظر معي للنموذج السلبي الآتي، بالرغم من استخدام صيغة السؤال المفتوح! للانتقال إلى النقطة نفسها، وهي "السفر" !!:



بثينة: .... ولذلك أنا أتبنّى الرأي القائل بأن كثرة التجارب لا تمثل النضج، وإنما القراءة الجيدة لتلك التجارب، وكيفية الاستفادة منها لاحقا..

طارق: .... ماذا يمثل السفر بالنسبة لك؟!

هُنا.. تلاحظ بثينة أن طارقا قفز إلى موضوع آخر بدون أن يتفاعل مع ما طرحته،
وهذا يجعلها تُحْجم شيئا فشيئا عن الإجابة التفصيلية في الأسئلة اللاحقة؛ لأن ردود أفعالنا عادة ما تتأثر بما نستقبله من الآخرين،
وستشعر بثينة حينها بأن الموقف أشبه بالتحقيق؛ ممّا يجعل الريبة تُداخِلها..

ومن البداهات أن أشير إلى أن ذلك لا يمتدّ إلى ما لانهاية، ومع ذلك يبقى السؤال قائما عن الحد الذي يفترض فيه أن نختم سلسلة أسئلتنا المفتوحة، فما هو؟
هنا يرجع لتقديرك بحسب القرائن عما إذا كان الطرف الآخر قد نفد ما لديه بشأن الموضوع أم أنه لا يزال لديه الكثير ليقوله، أم أنّ لديه ما يقوله بعد،
ولكنه لا يود الانتقال لنقطة أخرى لأي سبب كان كالحالة النفسية والطبيعة الشخصية من حيث الميل إلى كثرة الحديث أو قلته،
وعدم الاشتغال بشيء آخر - لو كانت المحادثة كتابية - وكذلك درجة الانفتاح في العلاقة.
وفي البداية من الطبيعي جدا أن تكون الإجابات مختزلة، كما أنه يعتمد على الوعي،
فالأكثر وعيا ترى مسار إجابتهم مكتظًّا بالأمثلة والشروحات والاقتباسات والآراء العميقة أما الخاوي فربما لا تزيد إجابته عن: أتفق أو لا أتفق!،
فلا تجلد نفسك كثيرا في حال صادفت مثل هذه النوعية.



وأنت تقرأ ما سبقت الإشارة إليه بخصوص المقدمة الجسرية،
أفترضُ أنك تتساءل في حالة إذا كنت قد اكتفيت من الحديث حول نقطة معينة في الموضوع محلّ الحديث،
وترغب حينئذ في الانتقال إلى نقطة أخرى مختلفة تماما، فماذا تصنع حينها؟

أعتقد أن الانطباع الذي تركتَه لدى الطرف الآخر نتيجة سلسلة الأسئلة المفتوحة المترابطة التي قمتَ بطرحها،
يجعله يتقبّل برحابة صدر، استقبال سؤال مفتوح يتناول نقطة أخرى من قِبَلك،
مع الأخذ في الاعتبار أن تقوم بتقديم الامتنان إليه بشأن ما تفضل به، واستئذانه في الانتقال لنقطة أخرى،
هُنا لن يكون الموقف عقبة قمتَ بتجاوزها بل سيُحسب نقطة لصالحك، فهذا التصرف يرسمك في وعي الطرف الآخر كشخصية مليئة بالاتزان والاحترام.

ختاما هناك خطوة مهمة للغاية، خطوة.. إذا لم تقم بها فكل جهودك في السؤال المفتوح ستنسف دُفعة واحدة.



إنها الاستماع.. بعد طرح سؤالك المفتوح..
هذه الخطوة المهمة جدا، تتيح لك التعمّق في إجابة الطرف الآخر، وتاليًا تُمكّنك من تبنّي أفضل خَيار لصياغة مقدمة جسرية لسؤالك اللاحق..
ومن جهة أخرى، فإنّ اللغة غير اللفظية المتمثّلة في تعابير وجهك ولغة جسدك وتواصل عينيك، من شأنها أن تحفّز الطرف الآخر للمزيد؛
وهذا هو الهدف الأساسي من طرح أي سؤال!


كلّي أملٌ بأني قدمت مادة سهلة الهضم وذات قيمة مُضافة بالنسبة إليك..
امتلئ حياةً.

[خفايا القلوب]

.
.
السلام عليكم و رحمة الله..
.
ارى ان الموضوع تعليمي ( كيفية طرح السؤال المفتوح)
اكثر منه نقاشي في موضوع اجتماعي..
لهذا ارى انه يناسب هذا القسم..
.
لـ اطلاع مشرفة القسم..

[شموخ الراشدي]

موضوع جميل وراقي
تقبلي مروري ولا تاكلي صحن قبولي