1-Click Setup for WordPress, Drupal & Joomla!
أخبار السبلة الدينية
 
الصفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123
رؤية النتائج 61 إلى 73 من 73
  1. #61
    تاريخ الانضمام
    19/06/2016
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    3,584
    مشاركات المدونة
    6

    افتراضي

    والأحاديث في هذا أكثر من أن يمكننا إحصاؤها، وهي جميعا تدل على
    ضرورة إقامة الصفوف في الصلاة وتجنب اعوجاجها، ناهيك ما فيها من
    التنصيص على أن تسويتها من إقام الصلاة وعلى أن تخالفها يؤدي إلى تخالف
    القلوب وهو مما يؤدي إلى الفرقة والشقاق، وقد حذر الله تعالى من ذلك في
    العديد من الآيات كقوله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ،وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ ﴾
    وما تبعه من الامتنان على الذين آمنوا اجتماعهم بعد الفرقة وألفتهم بعد الشقاق
    وإنقاذهم من هلكة كانوا يتدافعون إليها بما كان بينهم من نزاع وصراع، وذلك في
    قوله: :﴿ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا﴾ وقوله: :﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾وقوله:﴿ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ ﴾.
     التوقيع 
    تلقطْ شذورَ العلمِ حيثُ وجدتَها ... وسلْها ولا يخجلْكَ أنكَ تسألُ ... إِذا كنتَ في إِعطائِكَ المالَ فاضلاً ... فإِنكَ في إِعطائكَ العلمَ أفضلُ.

    ربي زدني علمًا وألحقني بالصالحين

  2. #62
    تاريخ الانضمام
    19/06/2016
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    3,584
    مشاركات المدونة
    6

    افتراضي

    التخلف عن الصلاة في الصفوف الأول:

    مما شاع عند الناس في الصلاة تباطؤهم عن الصف الأول وإنشاؤهم
    صفوفا جديدة قبل أن تكتمل الصفوف المقدمة، وقد علمت من بعض ما تقدم
    ما في الصفوف الأولى من الفضل، وقد وردت بهذا روايات عديدة منها حديث
    أبي هريرة رضي الله عنه عند الربيع رحمه الله عن النبي ﷺ انه قال" لو يعلم الناس ما في
    الصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يتساهموا عليه لتساهموا، ولو يعلمون ما في
    التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا"
    وهو عند غير الربيع بلفظ:" لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم
    يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه
    ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا". ومن طريقه أن
    رسول الله ﷺ قال: لو تعلمون- أو يعلمون- ما في الصف المقدم لكانت
    قرعة" وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال النبي ﷺ:" لا يزال قوم يتخلفون عن
    الصف الأول حتى يخلفهم الله في النار" وفي لفظ" لا يزال قوم يتأخرون
    عن الصف الأول حتى يؤخرهم الله في النار" ولا يخفى ما في هذا من
    الوعيد على التخلف عن الصف الأول، وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال:
    " إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول سووا صفوفكم وحاذوا مناكبكم
    ولينوا في أيدي إخوانكم وسدوا الخلل فإن الشيطان يدخل فيما بينكم مثل
    الحذف" وعن العرباض بن سارية، عن رسول الله ﷺ انه :" كان يصلي على
    الصف الأول ثلاثا وعلى الثاني واحدة"، وعنه بلفظ "كان النبي ﷺ يصلي
    على الصف المقدم ثلاثا وعلى الثاني واحدة" وعن أبي سعيد الخدري، أن
    أن رسول الله ﷺ رأى في أصحابه تأخرا فقال لهم:" تقدموا فأتموا بي، وليأتم بكم
    من بعدكم، لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله" وعن أنس عن
    النبي ﷺ أنه قال:" أتموا الصف المقدم ثم الذي يليه فما كان من نقص فليكن في
    الصف المؤخر" وعن جابر بن سمرة، قال: خرج علينا رسول الله ﷺ فقال:
    " ما لي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شمس؟ اسكنوا في الصلاة" قال:
    " ثم خرج علينا فرآنا حلقا فقال:" ما لي أراكم عزين"، قال: ثم خرج علينا فقال:
    " ؟ ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها فقلنا يا رسول الله، وكيف تصف
    الملائكة عند ربها؟ قال" يتمون الصفوف الأول ويتراصون في الصف"، وفي
    مدونة أبي غانم رحمه الله:" والسنة أن تتم الصفوف الأولى ولا يتركوا فيها خللا، فإن
    للصلاة حقوقا منها إقامة الصفوف، وتمامها التسوية بالمناكب"
     التوقيع 
    تلقطْ شذورَ العلمِ حيثُ وجدتَها ... وسلْها ولا يخجلْكَ أنكَ تسألُ ... إِذا كنتَ في إِعطائِكَ المالَ فاضلاً ... فإِنكَ في إِعطائكَ العلمَ أفضلُ.

    ربي زدني علمًا وألحقني بالصالحين

  3. #63
    تاريخ الانضمام
    19/06/2016
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    3,584
    مشاركات المدونة
    6

    افتراضي

    التأخير عن الصفوف الأولى في الجمعات يؤدي إلى اضطرار الأنين من بعد إلى تخظي
    الرقاب مع أنه مشدد فيه:


    كثيرا ما نرى المبكرين إلى الجمعة يتركون الصفوف الأولى، ويتنافسون
    على الصف في مؤخرة المساجد، ويبقى الفراغ في الصفوف الأولى، فإذا
    امتلأت المؤخرة لم يجد الناس مكانا للصلاة إلا أن يتقدموا إلى الأمام،
    حيث ترك الفراغ، فيضطرون إلى تخطي الرقاب، وهو منهي عنه، بل شدد فيه
    رسول الله ﷺ فعن عبد الله بن بسر، قال: كنت جالسا إلى جانبه يوم الجمعة،
    فقال: جاء رجل يتخطى رقاب الناس، فقال له رسول الله ﷺ :" أي اجلس فقد
    آذيت"،وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن رجلا دخل المسجد يوم الجمعة،
    ورسول الله ﷺ يخطب فجعل يتخطى الناس، فقال رسول الله ﷺ:" اجلس،
    فقد آذيت وآنيت"، وعن الحسن مرسلا أن رجلا جاء يتخطى رقاب الناس
    والنبي ﷺ يخطب فلما قضى النبي خطبته وصلاته قال يا فلان أجمعت
    : اليوم قال أما رأيتني يا رسول الله قال:" قد رأيتك وآذيت وآنيت"، وعن
    ابن عباس رضي الله عنه أن النبي ﷺ كان يخطب يوم الجمعة، فدخل رجل يتخطى
    رقاب الناس، فقال رسول الله ﷺ:" يبطئ أحدكم، ثم يتخطى رقاب الناس
    ويؤذيهم"، فقال: ما زدت على أن سمعت النداء فتوضأت. قال:" أو يوم
    ؟ وضوء هو"، وروي بسند ضعيف عن " عثمان بن الأرقم بن أبي الأرقم
    المخزومي عن أبيه وكان من أصحاب النبي ﷺ قال: إن النبي ﷺ قال:"إن
    الذي يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة ويفرق بين الإثنين بعد خروج الأمام
    كالجار قصبه في النار"،و" عن أبي هريرة أنه كان يقول لأن يصلي أحدكم
    بظهر الحرة خير له من أن يقعد حتى إذا قام الإمام يخطب جاء يتخطى رقاب
    الناس يوم الجمعة".
    ولو أن المبكرين إلى الجمعة أخذوا بالسنة في ملء الصفوف الأولى لما
    كان داع لمن أتى من بعدهم أن يقع في مخالفة السنة بتخطي الرقاب، ولكن
    الجهل بالسنة هو الذي أدخل الناس في هذه المضايق.
     التوقيع 
    تلقطْ شذورَ العلمِ حيثُ وجدتَها ... وسلْها ولا يخجلْكَ أنكَ تسألُ ... إِذا كنتَ في إِعطائِكَ المالَ فاضلاً ... فإِنكَ في إِعطائكَ العلمَ أفضلُ.

    ربي زدني علمًا وألحقني بالصالحين

  4. #64
    تاريخ الانضمام
    19/06/2016
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    3,584
    مشاركات المدونة
    6

    افتراضي

    الصفوف تبدأ من الوسط خلف الإمام:
    ومما شاع في عادات الناس عدم مبالاتهم من أين بدأوا الصف الذي يلي
    الصف الأول، مع أن الصفوف يجب أن تكون منتظمة، فكما أن الصف الأول
    لا يمكن أن يكون جانبا عن الإمام فكذلك الصفوف التي تليه، مع الحرص على
    تعادلها وإن ترجح جانب على جانب فليكن جانب اليمين هو الأرجح لفضل
    الميامن على المياسر، ولما ثبت عن النبي ﷺ من حبه التيامن، وجاء عن أبي هريرة
    عن النبي ﷺ انه قال:" وسطوا الإمام وسدوا الخلل"، ومهما قيل في إسناده بأنه
    رواه يحيى بن بشير بن خلاد وهو مجهول عن أمه ولم يرو عنها غيره، فإنه يعتضد
    ذلك بأن السنة الثابتة في صلاة النبي ﷺ أن كان يتوسط المأمومين خلفه، وهذا
    الذي جرى عليه الصحابة والتابعون ومن تبعهم بإحسان، فلا يعدل عنه إلى غيره.
     التوقيع 
    تلقطْ شذورَ العلمِ حيثُ وجدتَها ... وسلْها ولا يخجلْكَ أنكَ تسألُ ... إِذا كنتَ في إِعطائِكَ المالَ فاضلاً ... فإِنكَ في إِعطائكَ العلمَ أفضلُ.

    ربي زدني علمًا وألحقني بالصالحين

  5. #65
    تاريخ الانضمام
    19/06/2016
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    3,584
    مشاركات المدونة
    6

    افتراضي

    فضل ميامن الصفوف:

    وأما ترجيح الميامن على المياسر فيدل عليه ما عهد من سنة النبي ﷺ
    من حبه للتيامن، على أنه جاء من رواية عائشة رضي الله عنها عن النبي ﷺ أنه قال:
    " إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف"، ومهما قيل من ضعفه فإنه
    يعتضد بالقاعدة العامة وهي ما علم من هديه ﷺ من حب التيامن، على أن
    المنذري في الترغيب والترهيب ذكر أن إسناده حسن، وكذلك الحافظ ابن
    حجر في الفتح ،ويعضده ما ثبت عن البراء رضي الله عنه ، قال:" كنا إذا صلينا
    خلف رسول الله ﷺ، أحببنا أن نكون عن يمينه، يقبل علينا بوجهه، فإنه
    يعني أن الصحابة رضي الله عنهم استقر عندهم حب التيامن لما ألفوه من هدي
    النبي ﷺ في ذلك، ويفهم هذا من حديث ابن عباس رضي الله عنه قال:" قمت ليلة
    أصلي عن يسار النبي ﷺ فأخذ بيدي أو بعضدي حتى أقامني عن يمينه،
    وقال بيده من ورائي"، إذ لو كانت الميسرة كالميمنة لتركه النبيﷺ حيث
    قام، ولهذا ترجم البخاري في صحيحه بقوله:" باب ميمنة المسجد والإمام"
    وذكر بعده حديث ابن عباس.


    وإذا أدركت هذا فاعجب لأولئك الذين يتسابقون إلى مياسر الصفوف
    ويدعون ميامنها، حتى أنك تجد في الجوامع الكبرى ميمنة المسجد لم يكتمل
    فيها الصف الأول، بينما ميسرته امتلأت إلى الصف الرابع أو الخامس!! وكثيرا
    ما يبدأون الصف من طرفه لا من وسطه، خصوصا الجانب الأيسر منه، وهذا
    كله إمعان في مخالفة هدي النبي ﷺ وعدم المبالاة في إقامة الصلاة على أي
    وجه كانت.


    وكثيرا ما تجد المصلي يصف وحده خلف الصف مع أن الصف الذي
    أمامه فيه فراغ، وقد شدد النبي ﷺ في صف المصلي وحده، فعن علي بن
    شيبان، قال:" خرجنا حتى قدمنا على النبي ﷺفبايعناه، وصلينا خلفه، ثم
    صلينا وراءه صلاة أخرى، فقضى الصلاة، فرأى رجلا فردا يصلي خلف
    الصف، قال: فوقف عليه نبي الله ﷺ حين انصرف قال:" استقبل صلاتك،
    لا صلاة للذي خلف الصف"، وجاء عنه بألفاظ متعددة.
    وعن وابصة بن معبد أنه ﷺ قال:" أيها المصلي وحده ألا وصلت إلى
    الصف فدخلت معهم أو جررت إليك رجلا إن ضاق بك المكان فقام معك أعد
    صلاتك فإنه لا صلاة لك"، وجاء عن ابن عباس بلفظ:" أيها المنفرد بصلاتك
    أعد صلاتك".


    وكم تجد يوم الجمعة أفرادا من الناس يصف أحدهم في جانب خارج
    المسجد الجامع ليصلي بصلاة الإمام وحده، مع أن في داخل المسجد فراغا
    يسع كثيرا من الناس.


    وهذا المخالفات كلها راجعة إلى الجهل بفقه الصلاة وأحكامها، وأن
    الناس لا يرونها إلا عادة ألفوها فلا يبالون أن تكون إقامتها كيفما كانت.
     التوقيع 
    تلقطْ شذورَ العلمِ حيثُ وجدتَها ... وسلْها ولا يخجلْكَ أنكَ تسألُ ... إِذا كنتَ في إِعطائِكَ المالَ فاضلاً ... فإِنكَ في إِعطائكَ العلمَ أفضلُ.

    ربي زدني علمًا وألحقني بالصالحين

  6. #66
    تاريخ الانضمام
    19/06/2016
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    3,584
    مشاركات المدونة
    6

    افتراضي

    رص الصفوف وسد فرجها:

    هذا؛ وقد رأيت فيما سبق من الروايات كيف كان النبي ﷺ يأمر برص
    الصفوف، وعدم إيجاد الفرج بينها، ويحذر من أن يدخل الشيطان من خلل
    الصفوف فيفسد على المصلين دينهم وعبادتهم، ومع هذا كم يكون في الصلاة
    من الفجوات التي لا يبالي الناس بها مع أن النبي ﷺ كان يأمر بسد الفرج في
    الصفوف حتى بعد الإحرام ومن ذلك ما جاء عن ابن عمر رضي الله عنه أنه ﷺ قال:" من وصل صفا وصله الله ومن قطع صفا قطعه الله".

    وكثيرا ما تخترم الصفوف حتى يكون في الصف الواحد فراغ واسع بين
    طرفيه خصوصا في الجوامع عندما يجمع بين الصلوات ويأبى كثير من
    المصلين إلا أن يجمعوا الصلاتين، فلا يبالون أن يتخلل الذين يصلون السنن
    الراتبة صفوفهم، فإذا أتم هؤلاء صلاتهم انسحبوا وبقي الفراغ في مكانهم فلا
    يوجد من يسده، وهو من مشكلات الجمع بين الصلوات لغير ضرورة ولا
    حاجة، ولكن لألفة الناس الجمع وارتياحهم له حتى يتخيل كثير منهم أن
    المسافرين لا تحل صلاتهم إلا بالجمع بين الظهرين وبين العشاءين تنجم
    هذه المشكلات، وقد ذكرت في غير هذا الموضع ما يترتب على الجمع من
    مشكلات متعددة لا أرى لها حلا إلا بترك الجمع لغير ضرورة أو حاجة، إلا أن
    يكون في غير المساجد أو في مساجد لا تزدحم بالمصلين ولا تتعاقب عليها
    الجماعات بغير انتظام.
     التوقيع 
    تلقطْ شذورَ العلمِ حيثُ وجدتَها ... وسلْها ولا يخجلْكَ أنكَ تسألُ ... إِذا كنتَ في إِعطائِكَ المالَ فاضلاً ... فإِنكَ في إِعطائكَ العلمَ أفضلُ.

    ربي زدني علمًا وألحقني بالصالحين

  7. #67
    تاريخ الانضمام
    19/06/2016
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    3,584
    مشاركات المدونة
    6

    افتراضي

    تعمد الصلاة بين السواري، وترك الصفوف الخالية منها:
    زين للناس أن يصلوا بين سواري المسجد ولو كانت في المسجد سعة بحيث يمكنهم تفاديها بل من الناس مَنْ تَـخَالُـهم من حرصهم على ذلك أنهم يعتقدون أن الصلاة لا تصح إلا أن تكون بين السواري!! مع ما يؤدي إليه ذلك من قطع الصفوف وعدم اتصالها، وقد يترتب عليه وجود فراغ بين السارية ومن يصلي قربها، وقد جاء النهي عن ذلك، وكان السلف رحمهم الله تعالى حراصا على تفاديه، ولكن الجهل بالدين هو آفة الآفات، وإليك بعض ما روي عنهم في ذلك، فعن "عبد الحميد بن محمود قال: كنت مع أنس بن مالك فوقفنا بين السوارى فتأخرنا فلما صلينا قال أنس إنا كنا نتقى هذا على عهد رسول الله ﷺ"، وروى الحاكم بإسناد صححه ووافقه عليه الذهبي عن معاوية بن قرة، عن أبيه، قال: كنا ننهى عن الصلاة بين السواري، ونطرد عنها طردا»، وفي رواية عنه: " كنا على عهد النبي ﷺ نطرد طردا أن نقوم بين السواري في الصلاة "، وعن ابن مسعود أنه قال: "لا تصفوا بين السواري"، وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: "عليكم بالصف الأول، وعليكم بالميمنة، وإياكم وما بين السواري".
     التوقيع 
    تلقطْ شذورَ العلمِ حيثُ وجدتَها ... وسلْها ولا يخجلْكَ أنكَ تسألُ ... إِذا كنتَ في إِعطائِكَ المالَ فاضلاً ... فإِنكَ في إِعطائكَ العلمَ أفضلُ.

    ربي زدني علمًا وألحقني بالصالحين

  8. #68
    تاريخ الانضمام
    19/06/2016
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    3,584
    مشاركات المدونة
    6

    افتراضي

    تعمد الصلاة إلى غير سترة في أماكن يمر بها الناس:
    كم فرض الله تعالى من احترام الصلاة وتقديرها، لأنها مناجاة للخالق تعالى، فلا ينبغي للإنسان أن يؤديها إلا بحضور قلب وهدوء بال، واستقرار فكر، لذلك شدد النبي ﷺ في مرور الإنسان بين يدي المصلي أثناء صلاته، لما في ذلك من تشويش فكره وطرد الخشوع عنه، ففي مسند الربيع: عن جابر بن زيد رحمه الله قال: قال رسول الله ﷺ: "لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لوقف أربعين خيرا له من أن يمر بين يديه"، قال جابر: قال بعض الناس: يعني أربعين خريفا، وقال آخرون: أربعين شهرا، وقال آخرون: أربعين يوما".

    وفي مصنف ابن أبي شيبة عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: سمعت عبد الحميد بن عبد الرحمن، عامل عمر بن عبدالعزيز، ومر رجل بين يديه وهو يصلي، فجبذه حتى كاد يخرق ثيابه، فلما انصرف، قال: قال رسول الله ﷺ: لو يعلم المار بين يدي المصلي لأحب أن ينكسر فخذه ولا يمر بين يديه»، وقد بلغ التشديد في المرور بين يدي المصلي أن النبي ^ أمر بمقاتلته إن أصر على المرور، وسماه شيطانا، فعن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري  قال: قال رسول الله ﷺ: "إن أحدكم إذا كان في الصلاة فلا يدع أحدا يمر بين يديه وليدرأ ما استطاع فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان"، وجاء من طريقه بلفظ: "إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة وليدن منها ولا يدع أحدا يمر بين يديه فإن جاء أحد يمر فليقاتله فإنه شيطان".

    وأنت ترى في هذه الحديث الأمر بالصلاة إلى سترة والأمر بالدنو منها لتفادي مرور المارين بين يدي المصلي، وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يبتدرون السواري ليصلوا إليها، لتكون واقيا لصلاتهم من أثر مرور المارين بين أيديهم، فعن أنس  قال: "كنا بالمدينة إذا أذن المؤذن ابتدر القوم إلى السواري فركعوا الركعتين حتى يأتي الرجل الغريب ليدخل المسجد، فيحسب أن الصلاة قد صليت من كثرة من يصليهما"، وفي رواية عنه قال: لقد رأيت كبار أصحاب النبي ^ يبتدرون السواري عند المغرب».

    وقد بالغ الجهلة في مخالفة هذه التوجيهات النبوية في أمر صلاتهم، فتجد أحدهم إذا دخل المسجد لا يهنأ له أن يصلي إلا حيث يمر الناس، ويتفادى السواري أن يصلي إليها، كأنهم يظنون أنهم إذا تعرضوا لمرور المارة بين أيديهم في صلاتهم كان ذلك أعظم لأجرهم، وقد يصلي أحدهم قريبا من السارية، ولكنه لا يتركها بينه وبين قبلته، فتارة يجعلها خلفه، وتارة يجعلها عن يمينه أو عن شماله، هكذا زين لهم الشيطان ذلك، وحببه إلى قلوبهم إمعانا في مخالفة الأوامر الشرعية وعدم مبالاتهم بالصلاة، كأن الصلاة هي أقل ما يمارسونه من الأعمال قيمة، وهو إن دل على شيء فإنما يدل على أنهم اتخذوا الصلاة عادة ورثوها من آبائهم وأجدادهم، وليست عبادة تقيهم عذاب الله وسخطه، وتبلغهم ثوابه ورضوانه إن أدوها على الوجه المشروع.
    ومما يؤسف له أن يستهين الفقهاء بتوعية الناس في هذا، فلا يهتموا بتبصيرهم بالحق وردهم إلى الرشد، بل تركوا حبلهم على غاربهم، يتصرفون كما يملي عليهم هواهم، ويرضون به شيطانهم.
     التوقيع 
    تلقطْ شذورَ العلمِ حيثُ وجدتَها ... وسلْها ولا يخجلْكَ أنكَ تسألُ ... إِذا كنتَ في إِعطائِكَ المالَ فاضلاً ... فإِنكَ في إِعطائكَ العلمَ أفضلُ.

    ربي زدني علمًا وألحقني بالصالحين

  9. #69
    تاريخ الانضمام
    19/06/2016
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    3,584
    مشاركات المدونة
    6

    افتراضي

    الصلاة أول ما يحاسب عليه العبد:
    هذا؛ ولا أعجب إلا ممن يفرط في صلاته وهي عمود دينه وأم عباداته فلا يبالي أن يؤديها كيفما كانت، مع أنها هي أول ما يحاسب عليه العبد بين يدي الله تعالى يوم القيامة، فعن تميم الداري، قال: قال رسول الله ^: "أول ما يحاسب به العبد، الصلاة، ثم سائر الأعمال"، وفي رواية: "إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر".
    وكم في الصلاة من أخطاء ترتكب وحرمات تنتهك من غير أن يتفطن لها الناس، وقد تعرضت لبعض ذلك في غير هذا الموضع، ولا تسأل عن بقية العبادات وما يقع فيها من أخطاء تذهب بما تثمره في نفس العابد من إصلاح وتهذيب، وتؤدي في الآخرة إلى خسران ثوابها والعياذ بالله، ولا يتسع المقام لتتبعها.
     التوقيع 
    تلقطْ شذورَ العلمِ حيثُ وجدتَها ... وسلْها ولا يخجلْكَ أنكَ تسألُ ... إِذا كنتَ في إِعطائِكَ المالَ فاضلاً ... فإِنكَ في إِعطائكَ العلمَ أفضلُ.

    ربي زدني علمًا وألحقني بالصالحين

  10. #70
    تاريخ الانضمام
    18/06/2018
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    566
    مشاركات المدونة
    33

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

    ما شاء الله موضوع جدا طيب..

    جزاكم الله خيرا...
     التوقيع 
    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

    صارحني هنا...

    https://www.sarhne.com/nizwani911


  11. #71
    تاريخ الانضمام
    18/06/2018
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    566
    مشاركات المدونة
    33

    افتراضي

    ولجمال الكتاب وأهميته...

    فمن يحب قراءته أو تحميله فليتفضل...

    هنــــــــــــــــــــا
     التوقيع 
    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

    صارحني هنا...

    https://www.sarhne.com/nizwani911


  12. #72
    تاريخ الانضمام
    19/06/2016
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    3,584
    مشاركات المدونة
    6

    افتراضي

    اقتباس أرسل أصلا بواسطة رسالة غرام مشاهدة المشاركات
    ولجمال الكتاب وأهميته...

    فمن يحب قراءته أو تحميله فليتفضل...

    هنــــــــــــــــــــا
    بوركت ..
     التوقيع 
    تلقطْ شذورَ العلمِ حيثُ وجدتَها ... وسلْها ولا يخجلْكَ أنكَ تسألُ ... إِذا كنتَ في إِعطائِكَ المالَ فاضلاً ... فإِنكَ في إِعطائكَ العلمَ أفضلُ.

    ربي زدني علمًا وألحقني بالصالحين

  13. #73
    تاريخ الانضمام
    19/06/2016
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    3,584
    مشاركات المدونة
    6

    افتراضي

    التفريط في الطهارات إخلال بأداء الصلوات:
    لا ريب أن الطهارة شرط من شروط صحة الصلاة، فلا تصح صلاة من تلبس بنجاسة في بدنه أو ثوبه أو البقعة التي يصلي فيها، وقد أثنى الله تعالى على الذين يحبون أن يتطهروا في قوله ﴿ ... لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ۚ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ﴾التوبة: ١٠٨، ففي هذه الآية هذا الثناء العاطر الذي خلده الله تعالى لعباده الذين يحبون التطهر، لأن الله يحب المطهرين، وقد اشتهر أنهم كانوا يجمعون ما بين التطيب بالحجارة والاستنجاء بالماء.

    قال القرطبي: "أثنى الله سبحانه وتعالى في هذه الآية على من أحب الطهارة وآثر النظافة وهي مروءة آدمية ووظيفة شرعية، وفي الترمذي عن عائشة رضوان الله عليها أنها قالت: مرن أزواجكن أن يستطيبوا بالماء فإني أستحييهم قال: حديث صحيح وثبت أن النبي ﷺ كان يحمل الماء معه في الاستنجاء فكان يستعمل الحجارة تخفيفا والماء تطهيرا، ابن العربي: وقد كان علماء القيروان يتخذون في متوضآتهم أحجارا في تراب ينقون بها ثم يستنجون بالماء".
    وقال قطب الأئمة: "لما نزلت مشى رسول الله ﷺ ومعه المهاجرون، حتى وقف على باب مسجد قباء، فإذا الأنصار جلوس، منهم عويم بن ساعدة، فقال: "أمؤمنون أنتم؟" فسكتوا، ثم أعادها فقال عمر: يا رسول الله إنهم لمؤمنون وأنا معهم، فقال ﷺ: "أترضون بالقضاء؟" قالوا: نعم، فقال: "أتصبرون على البلاء؟" قالوا: نعم، قال: "أتشكرون في الرخاء؟" قالوا: نعم،قال ﷺ: "مؤمنون ورب الكعبة" فجلس ثم قال: "يا معشر الأنصار إن الله  قد أثنى عليكم في الطَّهور فما الذي تصنعون عند الوضوء وعند الغائط؟" فقالوا: يا رسول الله نتبع الغائط الأحجار الثلاثة، ثم نتبع الأحجار الماء، فتلا عليهم الآية".
    فمن ذلك وغيره أخذنا معشر المغاربة الإباضية الاستنجاء بالحجارة، ثم الماء، وعليه فرقة من قومنا، وبعض علماء القيروان، وعن بعض: أن الثناء على مخلوق بصفة إيجاب لتلك الصفة، ولا يجزى الاستنجاء بالماء وحده للزُوجَة الغائط، ولا بالحجارة وحدها، فإن ذلك المحل لا يطهر بالمسح فبلله نجس قبل الاستنجاء بالماء"اهـ.

    وهذا الرأي عندي هو الأصح، وقد اعتمدته في العمل والفتيا، فإن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وقد أوجب الله تعالى الطهارة من الأنجاس وجعلها شرطا لصحة الصلاة، فلا تصح إلا بطهارة البدن والثوب والموضع، وقد أمر الله تعالى بطهارة الثياب بقوله: ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ المدثر: ٤، فلا ريب أن البدن آكد في وجوب تطهيره، لأن تطهير الثياب لأجل ملابستها البدن، فعلى الإنسان أن يحسن طهارة بدنه من آثار ما يفرزه من فضلات الطعام والشراب، وإنه ليعسر أن يتحقق التطهير إلا بالجمع بين التنشيف بالحجارة أو ما يشبهها وبين استعمال الماء، ففضلات الطعام كما قال القطب رحمه الله لُـزُوجَتها تمنع الماء من القضاء على آثارها، وبجانب ذلك فإن لمخرجها تضاعيف تبقى فيها النجاسة إن لم يتم تنظيفها بالمنشفات قبل استعمال الماء.

    وأما البول فالطهارة منه أشد عسرا، لأن له مددا، فلذلك يحتاج الإنسان إلى الاستبراء منه بنتـر الآلة وتنشيف مخرجه بالمنشفات مع الحركة إلى أن يتأكد عدم وجود بقايا في مجراه، ليكون استعمال الماء بعد ذلك قاضيا على كل أثر له، وقد نبه النبي ﷺ على ضرورة التوقي من البول كما جاء في حديث "أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: أكثر عذاب القبر من البول»"، وعن "جابر قال: بلغنا عن رسول الله ﷺ أنه مر برجلين يعذبان في القبر، فقال: يعذبان وما يعذبان بكبيرة، أما أحدهما فقد كان لا يستبريء من البول، وأما الآخر فقد كان يمشي بين الناس بالنميمة»".

    ومراده بقوله: "وما يعذبان بكبيرة" أن ما يعذبان بسببه ليس هو أمرا كبيرا يشق عليهما اجتنابه، وإلا فلا يخفى أن النميمة ليست صغيرة، فإنها من السعي بالفساد بين الناس، ولذلك حذر الله تعالى من الإصغاء إلى المشائين بها في قوله: ﴿وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ ❁ هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ﴾ القلم: ١٠ – ١١، وكم من فتنة أوقدت النميمة نارها فشبت، والتهم ضرامها الأخضر واليابس، وأتى على الحرث والنسل، فلا يتصور أن تكون صغيرة، وكذلك عدم الاحتراز من البول لأنه قرن بالنميمة في النتيجة والحكم، وقد جاء الحديث بلفظ: "إنهما ليعذبان وما يعذبان من كبير، ثم قال: بلى"، ويحتمل أن يكونا غير مكترثين بما كان منهما مما أدى إلى تعذيبهما، ويؤكد ذلك قوله ^: "بلى"، وفي رواية "وإنه لكبير".

    وقد تهاون الناس في الحرص على الجمع بين الطهارتين، وهذا أمر فيه خطورة، وحسب اللبيب ما في هذه الروايات تحذيرا وتنفيرا من ذلك، ولكن بحمد الله بدأ وعي الناس بهذا، وكثير منهم يوفرون في دورات المياه في بيوتهم المنشفات الورقية، وليتهم يعممون ذلك في الدورات التابعة للمساجد، وإن كان الحريصون على هذه الطهارة يتزودون الأوراق المنشفة في مخابئ ثيابهم
     التوقيع 
    تلقطْ شذورَ العلمِ حيثُ وجدتَها ... وسلْها ولا يخجلْكَ أنكَ تسألُ ... إِذا كنتَ في إِعطائِكَ المالَ فاضلاً ... فإِنكَ في إِعطائكَ العلمَ أفضلُ.

    ربي زدني علمًا وألحقني بالصالحين

الصفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123

مواضيع مشابهه

  1. الردود: 0
    آخر مشاركة: 03/04/2013, 01:22 PM
  2. الردود: 2
    آخر مشاركة: 31/12/2012, 02:16 PM
  3. نداء عاجل لسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي
    بواسطة أبوحمزة البوسعيدي في القسم: السبلة العامة
    الردود: 28
    آخر مشاركة: 05/05/2012, 05:12 PM
  4. الردود: 9
    آخر مشاركة: 08/02/2012, 12:40 PM

قواعد المشاركة

  • ليس بإمكانك إضافة مواضيع جديدة
  • ليس بإمكانك إضافة ردود
  • ليس بإمكانك رفع مرفقات
  • ليس بإمكانك تحرير مشاركاتك
  •