1-Click Setup for WordPress, Drupal & Joomla!
 
رؤية النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ الانضمام
    07/07/2014
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    61

    افتراضي ربيعة بن مكدم حامي الضعائن

    بسم الله الرحمن الرحيم

    ان دريد بن الصمة فارس هوازن خرج يوماً في فوارس من بني جشم يريد الغارة على بني كنانة ؛ فلما كان بواد لبني كنانة في طرف الدهناء يقال له ( الأخرم ) رُفِع له رجل من ناحية الوادي ومعه ظعينة (فتاة). فلما نظر إليه قال لفارس من أصحابه : صِحْ به أن خل عن الظعينة ، وانج بنفسك - وهو لا يعرفه - فانتهى إليه الرجل ، وألح عليه ، فلما أبى ألقى زمام الراحلة وقال للظعينة :

    سيري على رسلك سير الآمن
    سير رداح ذات جأش ساكن
    إن انثنائي دون قرني شائني
    أبلي بلائي ، واخبري ، وعايني

    ثم حمل على الفارس فصرعه ، وأخذ فرسه فأعطاه الظعينة .
    فبعث دريد فارسا آخر لينظر ما صنع صاحبه ؛ فرآه صريعاً ، فصاح به ، فتصامم عنه ، فظن أنه لم يسمع فغشيه ، وألقى زمام الراحلة إلى الظعينة ، ثم حمل على الفارس فصرعه ، وهو يقول :

    خـَلِّ سبيل الحرة المنيعة
    إنك لاق ٍ دونها ربيعة
    في كـفه خَطـِّية مطيعة
    أولا فخذها طعنة سريعة
    فالطعن مني في الوغى شريعة

    ثم حمل عليه فصرعه .
    فلما أبطأ على دريد بعث فارسا آخر ، لينظر ما صنعا ، فانتهى إليهما ، فرآهما صريعين ، ونظر إليه يقود ظعينته ، ويجر رمحه ، فقال له الفارس : خـَلِّ عن الظعينة . فقال لها ربيعة : اقصدي قصد البيوت ، ثم أقبل عليه ،فقال :

    ماذا تريد من شتيم عابس
    ألم تر الفارس بعد الفارس
    أرداهما عامل رمح يابس


    ثم طعنه فصرعه ، فانكسر رمحه . ولما أبطأ عن دريد ارتاب ، وظن أنهم قد أخذوا الظعينة ، وقتلوا الرجل ، فلحق بهم فوجد ربيعة بن مكدم لا رمح معه ، وقد دنا من الحي ؛ ووجد أصحابه قد قـُتلوا ، فقال له دريد : أيها الفارس ؛ إن مثلك لا يـُقتل ، وإن الخيل ثائرة بأصحابها ، ولا أرى معك رمحا ، وأراك حديث السن ؛ فدونك هذا الرمح ؛ فإني راجعٌ إلى أصحابي فمثبطهم عنك . وأتى دريد أصحابه ، فقال : إن فارس الظعينة قد حماها ، وقتل فرسانكم ، وانتزع رمحي ، ولا طمع لكم فيه ؛ فانصرف القوم ،
    وقال دريد :

    ما إن رأيت ولا سمعت بمثله
    حامي الظعينة فارسا لم يقتل
    أردى فوارس لم يكونوا نِهْزةً
    ثم استمـرَّ كـأنَّـه لم يـفـعـل ِ
    متهلـِّلا ً تبدو أسِرَّة ُ وجهه
    مثل الحسام جَلـَتـْه أيدي الصيقَل ِ
    وترى الفوارس من مخافة رمحه
    مثل البغاث خشين وقع الأجدل ِ
    ياليت شِعري من أبوه وأمه ؟
    يا صاح ِ من يكُ مثله لا يُجهل ِ


    فأجابه ربيعه :

    إن کان ينفعک اليقين فسائلي
    عني الظعينة يوم وادي الأخرم
    اذ هي لأول من أتاها نهبة
    لو لا طعان ربيعة بن مكدم
    اذ قال لي أدني الفوارس ميتة
    خل الظعينة طائعاً لن تندم
    فصرفت راحلة الظعينة نحوه
    عمداً ليعلم بعض ما لم يعلم
    و هتكت بلرمح الطويل إهابه
    فخر صريعا لليدين و للفم
    و منحت آخر بعده جيّاشة
    نجلاء فاغرة کشدق الأضجم
    و لقد شفتهما بآخر ثالث
    و ابي الفرار لي الغداة تکرّمي

    ثم لم تلبث كنانة وهي القبيلة التي منها ربيعة أن أغارت على بني جُشم فقتلوا ناساً وأسروا دريد فأخفى دريد اسمه عن الناس خجلاً من أن تتسامع العرب أن دريداً أ ُسر، وبينما هو عند آسره إذ جاء نسوةُ يتهادين ، فصرخت إحداهن وقالت:" هلكتم والله وأهلكتم ! ماذا جرَّ علينا قومنا ؟!هذا والله الذي أعطى ربيعة رمحه!" فسألوه : من أنت؟ فقال:" أنا دريد بن الصمة! فمن صاحبي؟!" قالوا: ربيعة بن مكدم . قال : فما فعل؟ .قالوا: قتله حلفاؤكم من بني سليم. قال: فما فعلت الظعينة؟ قالت المرأة: ريطة بنت جذل و أنا هي .
    فحبس القوم دريد وآمروا أنفسهم فقالوا : لاينبغي أن نكفر نعمة دريد على صاحبنا. وقال آخرون: والله لايخرج من أيدينا إلا برضا الذي أسره. فانبعثت المرأة في الليل وهي ريطة بنت جذل الطعان تقول أبياتاً منها:


    سنجزي دريداً عن ربيعة نعمةً
    وكُلُّ فتي يُجزى بما كان قدَّما
    فإن کان خيراً کان خيراً جزاءه
    و إن کان شراً کان شراً مذمما
    سنجزيه نعمي ليس بصغيرة
    بإعطائه الرمح السديد المقوّما
    فقد ادرکت کفّاه فينا جزاءه
    و اهل بأن يجزي الذي کان قدّما
    فلو كان حيًّا لم يضِق بثوابه
    ذراعاً غنيـًّا أو كان مُعدِما
    ففکوا دريداً من إسار مخارق
    و لا تجعلوا البؤسي الي الشر سلّما


    فلما أصبحوا أطلقوه فكسته المرأة وجهزته ولحق بقومه، فلم يزل كافـًّا عن بني فراس حتى هلك
     التوقيع 
    الأمل يصنع الحياة ،،، فقط ثق بنفسك ،، وتوكل على الله

  2. #2
    تاريخ الانضمام
    09/12/2009
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    15,141

    افتراضي

    أخي الكريم

    بانتظار إبداعك الشخصي

    فائق تقديري
     التوقيع 
    [ ظِل هيرمافروديتوس ]
    الرواية التي أربكتني كثيراً، ونجحت في تلبُّسي حتى بعد انتهائي من كتابتها
    ظللتُ أشهراً أعاني مع سعاد، وفي كل صباحٍ أقف أمام مرآتي طويلاً

    تجدونها في مكتبة روازن/الفتح/المعراج/ الطيبات

    ودّي أغمّض عيني وْأمشي إلى
    ـــــــــــــــــــــ أيّة جهة! بس المهم أبقى معك

    ما وراء الفقد


مواضيع مشابهه

  1. استفسار .... لكحل محمود سعيد ؟!
    بواسطة الأمل المقتول في القسم: الاستفسارات والاستشارات الحوائية
    الردود: 28
    آخر مشاركة: 01/10/2013, 11:59 PM
  2. ربيعة الرأي
    بواسطة م الرئيسي في القسم: السبلة الدينية
    الردود: 0
    آخر مشاركة: 19/10/2011, 11:22 PM

قواعد المشاركة

  • ليس بإمكانك إضافة مواضيع جديدة
  • ليس بإمكانك إضافة ردود
  • ليس بإمكانك رفع مرفقات
  • ليس بإمكانك تحرير مشاركاتك
  •