وداعاً يا عام 2017

قبل أيام ودعنا عاماً ميلادياً حمل في طياته الكثير من التجارب الناجحة والفاشلة، كتبنا سطوراً ومسحنا سطوراً، علقت في ذاكرتنا لحظات جميلة وأخرى أليمة، ودعنا أشخاصاً واستقبلنا أشخاصاً، أدخلتنا التكنولوجيا في سحرها العميق فلم نشعر بدوران الأرض ولم نسمع صوتاً لعقارب الساعة. تقارب النهار مع الليل والليل مع النهار فأصبحت الأيام تجرى بسرعة لم نعتاد عليها من قبل. تلك التجارب التي مرت في ذلك العام كفيلة بأن تصنع من الإنسان إنسانا أخر، كفيلة أن تخرجه من اليأس إلى فسحة الأمل. تلك السطور التي اخترناها من بين الالف السطور فجعلنها رفيقة عامنا الجديد هي الأخرى كفيلة بأن تضئ دروب الجهل. ودعنا أشخاصاً والدموع فاضت من حزنها والقلب سكنه لهيب الفراق، فكأن الفراق يريد أن يعملنا درساً جميلا في فن الصبر. سرقتنا التكنولوجيا من عالم التقارب والتلاحم إلى عالم افتراضي انعزلي نوعا ما (انعزل الجسد عن الجسد) حتى عندما كان اللقاء في مكان واحد وتحت سقفا واحد قررت التكنولوجيا مواصلة مشاور السرقة الجسدية والفكرية. ها نحن اليوم نضع أقدامنا في عام جديد وكلنا أملا بأن نتخلص بعض الشئ من سجون التكنولوجيا ونمنح من نحب الوقت والفكر.
محمود بن خلف العدوي