ساحل القراصنة.... لطالما كان القواسم بمثابة الشوكة في حلق الانجليز، بسبب تضييقهم الخناق على السفن الإنجليزية المتجهة من المستعمرة البريطانية في الهند والمارة بسواحل عُمان لممارسة التجارة في منطقة الخليج العربي وفارس. فلم يجد الانجليز مخرجًا لهم من هذا المأزق إلا عن طريق شن الهجمات على معاقل القواسم المنتشرة بطول السواحل الشمالية لعُمان، وسمحت الظروف التي تمر بها عُمان آنذاك على تصعيد الأمور بين الطرفين. حيث مرت البلاد بعد مقتل السيد سلطان بن أحمد بسلسلة من الصراعات السياسية الداخلية، فأبناء الإمام أحمد بن سعيد من جهة وأبناء السيد سلطان بن أحمد من جهة أخرى والسيد بدر بن سيف وحلفائه من جهة ثالثة، إلا أن الوضع لم يلبث أن استقر بيد السيد سعيد بن سلطان.
ولم يكد السيد سعيد يصل إلى الحكم حتى وجد نفسه مُضطرًا للتحالف مع الانجليز لاستعادة سلطته على السواحل الشمالية والتي أصبح القواسم يشكلون فيها تكتلا سياسيًا واضحًا للعيان، ومما أدى إلى تصعيد الوضع السياسي آنذاك وتأزمه بصورة كبيرة تحالف القواسم مع آل سعود (الدولة السعودية الأولى).
ولا يسعنا الوقت هنا لذكر تفاصيل الشد والجذب بين الأطراف الأربعة، ولكن نختصرها بأن الانجليز والسيد سعيد لم يكن لديهم الاستعداد لقبول ذلك الوضع وبالمقابل لم يكن القواسم ومن ورائهم آل سعود بالخصم السهل، إلا أن لجأ الإنجليز لفكرة كانت قد تبلورت لديهم آنذاك وهي أن يتم تقيد كل منافس وحليف لها بمعاهدة للحفاظ على مصالحها السياسية والتجارية في المنطقة وكان لها ما أرادت.
وعمومًا أي يكن فأن ما يهمنا هنا أن أسلوب الانجليز هو من حسم الأمر في النهاية لصالح بريطانيا العظمى، لكن ليس عن طريق الحروب والمعارك كما كان سابقًا، إنما عن طريق استخدام أسلوبِ مُغاير جعلها كما يقول البعض(الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس) وللقارئ الكريم الحرية لتفسير هذه العبارة الامبريالية.....
أن أسلوب الانجليز كان أسلوب معاهداتِ واتفاقياتِ والذي استطاع من خلاله هؤلاء تقييد العديد من القوى السياسية على مستوى العالم، تضم هذه المعاهدات في تفاصليها الكثير من الأمور التي غابت فيها حقوق الكثير من الشعوب والحضارات.


(معلومة : طبعا وبكل تأكيد التسمية (ساحل القراصنة) استعمارية بحتة لكن ننقل لكم الموقف التاريخي كما تم ذكره في المصادر والوثائق والمراسلات التاريخية، وإن لم نتفق معهم على ذلك. فعلى سبيل المثال عندما يسألك شخصًا ما عن الموقع الجغرافي لدولة إسرائيل، ستجيبهم رغما عنك أنها في قلب الوطن العربي ....تعليقاتكم تثري الموضوع )
دمتم بحفظ الله ورعايته....