حارب هواك وجاهد نفسك وشهواتك بما استطعت ..تسلح بتقوى الله تعالى ،وبخشيته ،وبمراقبته وإذا خسرت معركة فلا تخسر الحرب ..لا تكن تابعا لما تهواه نفسك فليس كل ما تهواه تفسك صحيح وليس كل ما تهواه نفسك مباح ، فكم من رجل أهلكه هواه ،وكم من غافل أحرقته شهواته ..ان من رحمة الله تعالى بنا أن شرع لنا الإستغفار وفتح لنا باب التوبة وجعل محبته ورحمته -جل شأنه- لمن استغفر وتاب وأناب ،فكلما دفعتك نفسك لحرام ادفعها للطاعة دفعا ، وكلما لطختك بوسخ الذنوب اغسلها بالاستغفار غسلا وتب واعجل الى ربك واسأله الثبات والمغفرة والرحمة .. لا يخدعنك الشيطان بالاستمرارية في درب المنكر بحجة أنك أكثرت ، أو أن ذنوبك كذا وكذا ،أو أنه لا فائدة منك ولن تستطيع أن تقاوم وأنك لن تتغير فهو ليس أعلم بك من ربك الذي خلقك والذي قال : (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [سورة الزمر 53] ، فهناك أمل دائما ولو لم يكن فائدة ما حثك الرحيم الى التوبة رغم اسرافك وشدة غلطك فتب وارجع وابشر بكل خير ، والى كل من ينصحه ناصح او يزجره زاجر او يدعوه مشفق الى التوبة والى صيانة نفسه من ارجاس الشياطين وكيدهم ومن الذنوب وما فيها من خيبات وبليات لا تغرنك نفسك ولا يغرنك حالك فكل شيء الى زوال ونهاية وبعد الموت حساب عسير فتب لله وعد اليه واحسن العمل قال ربنا جل شأنه: (وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا)[سورة الفرقان 71]..أسال الله لي ولكم الهداية والتوبة والمغفرة والجنة آمين