- محرك البحث العام
- المركبات
- الأراضي
- العقارات
- الوظائف
رؤية النتائج 1 إلى 5 من 5
-
25/05/2017 08:46 AM #1
عبد الباري عطوان يكتب عن موضوع دولة قطر وما آلت إليه الامور
عبد الباري عطوان
الخلاف المتصاعد بين قطر من ناحية والمملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة والبحرين ومصر من ناحية اخرى، يؤكد حالة الفوضى والانقسامات الشاملة التي تسود المنطقة العربية، والشق الخليجي منها خاصة، ويكشف هشاشة التحالفات وتقلباتها فيها.
نعترف ان هذا الخلاف لم يفاجئنا مطلقا، ولكن ما فاجأنا هو حدته، وطريقة التعبير عنه، والاجراءات والخطوات التي ترتبت، ويمكن ان تترتب عليه، فالدول الاربع من المفترض انها أعضاء في منظومة مجلس التعاون الخليجي أولا، والتحالف العربي الذي يحارب الحوثيين وحزب المؤتمر في اليمن ثانيا، مضافا الى ذلك ان هذه الدول الاربع، او اثنتين منها، ضخت مليارات الدولارات، وآلاف الاطنان من الأسلحة لتأجيج الصراع الدموي في كل من سورية وليبيا واليمن، وما ازالت.
مجلس التعاون الخليجي واجه العديد من الخلافات، بل والحروب السياسية والحدودية بين أعضائه، وخاصة بين دولة قطر والمملكة العربية السعودية، ولكن ما يجري حاليا بين الدول المذكورة آنفا، ربما يفتح جرحا من الصعب التئامه، ويحدث انقساما يستعصي على الجسّر في المستقبل المنظور على الأقل.
عنصر التفجير للازمة بدأ عندما بثت شبكة قنوات العربية” السعودية، و”سكاي نيوز عربية” الإماراتية، تصريحات خطيرة منسوبة الى الأمير تميم بن حمد آل ثاني في حفل تخريج لمجموعة من المجندين، اعترض فيها على التصعيد للخلاف مع ايران، وقال انه من غير الحكمة معاداتها، وادان وضع حزب الله” وحركة حماس″ على قائمة الإرهاب باعتبارهما حركتي مقاومة، واتهم السعودية والامارات والبحرين بالتحريض على دولة قطر واتهامها برعاية الإرهاب ومنظماته، وغمز بقناة السعودية عندما قال ان الدول التي تدعي محاربة الإرهاب هي الاكثر تشددا دينيا، وتقدم ذرائع للإرهابيين”، وذهب الى ما هو ابعد من ذلك عندما انتقد انفاق مئات المليارات من الدولارات على شراء الأسلحة بدلا من انفاق هذه الأموال على مشاريع التنمية، وتكهن بأن أيام ترامب باتت معدودة.
***
محطتا العربية” و”سكاي نيوز عربية” التقطتا هذه التصريحات، واستضافت العديد من المحللين المصريين والسعوديين الذين انهالوا بالهجوم على دولة قطر، واتهامها بالإرهاب، واحتضان حركاته، وخاصة حركة الاخوان المسلمين”، حسب وجهة نظرهم، وبثت قناة العربية” تسجيلا صوتيا لامير قطر الاب الشيخ حمد بن خليفة وهو يهاجم السعودية ويتوقع انهيار حكم آل سعود في مكالمة له مع العقيد الليبي معمر القذافي، كما نقلت تصريحات قديمة للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح يكشف فيها طلب امير قطر السابق منه المساعدة في شن حملات تخريبية في العمق السعودي.
امبراطورية الاعلام القطري العملاقة التي تشكل قناة الجزيرة” رأس الحربه فيها، اخذت على عين غرة، ولم تتصد لهذه الحملة بالتوضيح والرد، وواصلت بث برامجها العادية، الامر الذي اعطى لها، أي للحملة، نوعا من المصداقية لفترة طويلة، وجاء اول تصريح لمسؤول قطري للتوضيح بعد عدة ساعات، في صورة بيان قصير جدا يقول ان وكالة الانباء القطرية تعرضت لاختراق من قبل جهات مجهولة، وان التصريحات المنسوبة للامير تميم مزورة”.
وزاد من حالة الغموض” القطرية خبرا عاجلا لقناة العربية” اكد ان الشيخ محمد بن عبد الرحمن وزير الخارجية القطري ابلغ سفراء مصر والبحرين والامارات والسعودية بمغادرة الدوحة خلال 24 ساعة، وهو ما نفاه الوزير، وقال ان كلامه اخذا خارج سياقه.
المملكة العربية السعودية ودولة الامارات والبحرين اتخذت قرارا فوريا بحجب مواقع شبكة الجزيرة” وكل الصحف القطريه على شبكة الانترنت”، ومن غير المستبعد ان تلجأ الى التشويش على بث قناة الجزيرة” لاحقا، مما يؤكد ان النفي القطري لاقوال الامير تميم، والتأكيد على اختراق وكالة الانباء القطرية لم يكونا مقنعين” ولم يخففا من حدة الازمة، ويوقفا الحملة.
اللافت ان هذه الازمة في العلاقات بين قطر ودولتي الامارات والسعودية جاءت بعد حدثين مهمين لا بد من التوقف عندهما:
الأول: الزيارة التي قام بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرياض، ومشاركته في ثلاث قمم سعودية وخليجية وعربية إسلامية، والتركيز على الحرب على الارهاب، واعتبار ايران رأس حربته، وتلعب دورا رئيسيا في زعزعة استقرار المنطقة، وعقد الرئيس الأمريكي اجتماعا اتسم بالتوتر مع الأمير القطري على هامشها.
الثاني: ظهور العديد من المقالات في صحف أمريكية وغربية، وكان آخرها في مجلة فورين بوليسي” وبقلم جون هانا، المسؤول السابق في وزارتي الدفاع والخارجية الامريكية، واحد مستشاري ديك تشيني، نائب الرئيس الأمريكي الأسبق، اتهم فيها قطر بدعم الإرهاب، والتحريض على قتل الامريكان في العراق، واستخدام الجزيرة” بفاعلية لتحويل الربيع العربي الى شتاء إسلامي متطرف، وتمويل جماعات إسلامية بالمال والسلاح للقتال في سورية، علاوة على تسترها على إقامة خالد شيخ محمد، مهندس هجمات الحادي عشر من سبتمبر في الدوحة، وتسهيل هروبه الى أفغانستان قبيل اقدام المخابرات الامريكية على اعتقاله، مضافا الى ذلك اتباعها سياسة مزدوجة من وجهين، أي احتضان قاعدة العيديد” التي انطلقت منها الطائرات الامريكية لضرب العراق، والوقوف الى جانب نظام صدام حسين ودعمه إعلاميا، واكد كاتب المقال ان تشيني بحث نقل قاعدة العيديد” من قطر، وان ترامب يؤيد هذه التوجه، والامارات والسعودية مرشحتان لاستضافتها، وطالب بمعاقبة دولة قطر على رعايتها للارهاب.
الأمير تميم حظي باستقبال بارد” في قمة الرياض، ولم يتبادل الحديث الا مع السيد فهد بن محمود، نائب رئيس وزراء سلطنة عمان ورئيس وفدها، وبدرجة اقل مع الأمير محمد بن نايف ولي العهد السعودي، وذكرت مصادر داخل القمة ان الأمير محمد بن زايد الذي لم يتبادل معه اطراف الحديث، او يصافحه مطلقا، وكسر البروتوكول وتجاوز الأمير تميم، ووقف الى جانب الرئيس ترامب في احد الصور التذكارية.
***
اكتفاء الإمبراطورية الإعلامية القطرية بأذرعتها كافة، بـ”توضيح” مسألة الاختراق لوكالة الانباء القطرية، ونفي التصريحات المنسوبة للامير تميم، و”التراجع″ عن قرار طرد سفراء السعودية والامارات ومصر والبحرين يوحي بان قطر قررت اللجوء، على غير عادتها، الى التهدئة، ومحاولة امتصاص الازمة، ولكننا نعتقد ان الطرف الآخر قد يستمر في التصعيد ريثما تتخلى دولة قطر عن دعم حركة الاخوان المسلمين” وادواتها الإعلامية، وتشهر سيف العداء ضد ايران، وتتماهى مع سياسات المثلث السعودي المصري الاماراتي حرفيا.
مصادر خليجية سربت انباء عن وجود سيناريو” لاجراء عملية تغيير في قمة الحكم في قطر بضوء اخضر امريكي، وان ما يحدث حاليا هو تمهيد لها، ولكننا لم نجد أي تأكيد لهذا السيناريو، وان كنا لا نستبعده، بالنظر الى محاولة الانقلاب التي وقعت عام 1996، للإطاحة بأمير قطر السابق واعادة والده الى الحكم، ومن المفارقة ان الدول الثلاث، أي السعودية والامارات ومصر كانت مشاركة في هذه المحاولة الانقلابية الفاشلة بالمال والسلاح والجنود.
هل يعيد التاريخ نفسه؟ لا نملك الإجابة، ولكن الازمة خطيرة، والقطيعة تتفاقم، ولا شيء مستبعد هذه الأيام في ظل التحالف الاماراتي السعودي الذي لم يتردد عن خوض الحرب في اليمن، والاستمرار فيها لاكثر من عامين، وقرع طبول حرب أخرى ضد ايران، والتهديد بنقل المعركة الى عمقها.
سؤال آخر يبدو مشروعا وهو: من سيهرع للوقوف الى جانب قطر والدفاع عنها؟ ايران التي حاربتها قطر والفصائل المتحالفة معها في سورية وبدرجة اقل في العراق، ام تركيا البعيدة والتي باتت في حالة من العداء مع جميع جيرانها الى جانب أمريكا ومعظم دول اوروبا؟ ام قاعدة العيديد” الامريكية التي تريد وجنودها وطائراتها الرحيل.
لا نملك الا توجيه الأسئلة في الوقت الراهن، والاعتراف بان قطر في وضع متأزم، وغير مسبوق، وفي مواجهة أعداء شرسين وعدد قليل جدا من الحلفاء، وفي زمن يوضع فيه العقل والحكمة جانبا، وصححونا اذا كنا مخطئين
-
مادة إعلانية
-
25/05/2017 08:55 AM #2
كلام واقعي ومدروس
كل الأمنيات للحكومه القطريه في تجاوز هالمنعطف.
-
25/05/2017 08:56 AM #3
مقال وضع النقاط على الحروف
بورك قلمك يا عبدالباري عطوان
-
25/05/2017 09:22 AM #4
مثل هذي المقالات يتضح توجهها إلى طرف واحد أو عنصر واحد
وهوه الخلاف
(فلم يذكر مدى العلاقات القوية والإلتزام بإتفاقيات دولية لا يمكن خرقها بين هذي الدول
ناهيك عن أتحادهم العميق مثل ما يقولون (خلاف عيال عم)
يشكر على التحليل.. ولكن تكرار والتعمق أنه هناك مشكله عميقه جدا لا ينم إلى عن تحيز
(أن أمنيات التفرق بين دول الخليج كبيره"حتى بين بعض العرب من دول وأشخاص")
والذين يرون ما وصلت إلية هذه الدول من تطور إقتصادي كبير وتطور فالعلاقات الدولية بشكل أوسع
يثير فيهم الغيض
خاصه إذا رأؤ أنفسهم في منطقه بعيدة عن ما وصلته هذه الدول
أملنا الكبير
أن تتوحد جميع الدول العربية والإسلامية إلى كلمه سوى
تصب في مصلحة شعوبها...
آخر تحرير بواسطة أللياس : 25/05/2017 الساعة 09:45 AM
-
25/05/2017 09:39 AM #5السعودية لا يروق لها ( من لا يعتنق عقيدة السمع والطاعة العمياء لرؤيتها وتوجهاتها )
تلك العقيدة ترغب في تصديرها للوطن العربي والخليج وتجعل جميع الشعوب يعتنقونها
( ليأتمر الجميع بأمرها وينتهي بنهيها )
كالعبيد في زمن الجاهلية
في حين ان المفترض ولكون السعودية دولةً هامة ( أن تكرس مبادىء الاستقلالية لسيادة جيرانها والمنطقة )
وتعمل على نشر القيم الاسلامية السمحة والوسطية
وان توجد تعريفاً واضحاً للإرهاب ( تُلقيه على مسامع المجتمعين بتلك القمم ) حتى يعلم القاص والداني (( ما هو الإرهاب الذي تتحدث عنه السعودية )) وكان يتوجب عليها ان تعطي للحضور توضيحاً عن اسباب التطرف ونشأة الفكر الإرهابي ومناقشة تلك الأساسيات وتشخيصها وبلورة نتائجها بحضور الجميع ) ومن ثم تُصنف الإرهاب والدول الراعية والداعمة للإرهاب
هكذا هو المنطق والحكمة والعقل ( يقول )
اما ان تأتي تصنيفات وتُسوق عبر وسائل الإعلام ودون تفنيد علمي ((( لمنشأها ونشأتها وكيفية تكونها )) والوسائل لمكافحتها
لن تجدي نفعاً (( فالتشخيص )) اهم الوسائل للعلاج وعندما يكون التشخيص للمرض غير دقيق
فالبنتيجة ستأتي نتائج العلاج (( بدون فائدة ))
ان من يرغب في السلام والأم والطمأنينة لهذا الوطن العربي والخليج على وجه الخصوص
عليه ان يجلس على طاولة الحوار مع جيرانه وشركائه في المنطقة
يجلس بمنطق (( الحوار المفتوح )) ويستمع بإمعان للحقائق
ويتبادل الرأي والمشورة (( بأخوية )) ولتحقيق وحدة مصير اوطان وشعوب هذه المنطقة
فسبحانه وتعالى لم يخلق الناس ( لكي تدمرهُم أفكار وآلات القتل والدمار ) بل اوجدّ الناس (( ليعمروا الأرض ))
وزمان شح المعلومات والمعرفة (( انتهى وولى الى غير رجعة ))
الناس اصبحت واعية وعلى قدر كبير جداً من الوعي ويعلمون جيداً ما هو الإرهاب ومصادر الارهاب
ليس الناس بحاجة الى احد يحدد لهم ما (( ما يجب ان يعرفون )) او لا يعرفون
الذي يرغب في تحقيق السلام والأمن والطمأنينة (( يتوجب )) أن يؤدي اعمالاً على الأرض
يستطيع الناس تلمُسّها وهي التي تتحدث (( عن الخير او الشر ))
وليس الناس بحاجة الى من يحدد لهم الخير والشر (( إلا العبيد او المنبطحين او المنقادين ))
اما الأحرار من الناس فهم ولاة امر انفسهُم
صناعة السلام لها رجالها
وشتان بين الذين يرمون الناس بالصواريخ ومن يقدمون لهم (( واجب )) العلاج والعون
فالأعمال على الأرض هي من يحدد صُنّاع السلام والأمان ، من صُناع القتل والدمار
وهُنا ليس مجالاً للمزايدات (( فالدمار والإبادة الذي يتعرضان له الشعب الشوري واليمني )) خير دليل
ولا سبيل لتحقيق السلام والأمن والاستقرار لشعوب المنطقة
(( سوى التقارب والحل السلمي للنزاعات والاختلافات والخلافات ))
لغة الدّم تأتي بمزيد من الإرهاب ولا تكافح ؛ بل تُنشىء جيلاً اكثر تطرفاً وارهاباً
فالأطفال الذين يرون دماء واجساد آبائهم وامهاتهم واخوانهم ملقاة وممزقةً على الأرض (( لا يُنتظر منهم )) أن يأتوا بالورود مستقبلاً ليُلقوها على الذين تسببوا في قتل اهليهم وذويهم ؛ بل ستترسخ وتنموا لديهم نزعة االانتقام والشباب الذين شُرِدُوا بالملايين من اوطانهم وهُدمت بيوتهم وبنية بلادهم التحتية وهُجروا وجوعوا وذاقوا الأمرين ؛ لا يتوقع احداً (( أنهُم )) سيأتون بالرياحين والياسمين للذين كانوا السبب في تشريدهم وتدمير مستقبلهم وحياتهم ؛ بل وبطبيعة الانسان (( لا يقبل الظلم )) وكردة فعل (( سينتقم وسينتهج الانتقام ))
وبالمحصلة وعوضاً عن الاصلاح الجذري لأسباب الإرهاب (( الفكرية ))
سينتج جيل اكبر عدداً وعتاداً (( متطرفين وإرهابيين ))
لذلك ينبغي التعاطي بحكمة مع الأمور والأحداث وليس بعنجهية الصواريخ والقنابل
فليس كل الأوضاع تحل بالقنابل والقتل والدمار (( فهناك امور لا يأتي القضاء عليها )) سوى بالحكمة
والسياسة التي تنتهج السلام وتصنع الأمن والإستقرار .
آخر تحرير بواسطة المزدان : 25/05/2017 الساعة 09:44 AM
مواضيع مشابهه
-
ما بعد التهدئة أخطر _ عبد الباري عطوان
بواسطة بنت بلاد النور في القسم: سبلة السياسة والاقتصاد للشؤون الدّوليةالردود: 1آخر مشاركة: 22/11/2012, 12:44 PM -
عبد الباري عطوان: يخافونه حتى في القبر
بواسطة بوعابد1221 في القسم: سبلة السياسة والاقتصاد للشؤون الدّوليةالردود: 11آخر مشاركة: 27/10/2011, 12:59 AM -
عبد الباري عطوان يكتب: أسامة بن لادن الذي عرفت
بواسطة صاحب المعالي في القسم: سبلة السياسة والاقتصاد للشؤون الدّوليةالردود: 4آخر مشاركة: 03/05/2011, 12:22 PM -
عبد الباري عطوان والاصلاح في السعودية
بواسطة الرشيد العماني في القسم: سبلة السياسة والاقتصاد للشؤون الدّوليةالردود: 0آخر مشاركة: 26/03/2011, 09:40 PM -
ويكيليكس.. ما خفي اعظم .....عبد الباري عطوان
بواسطة هارون5 في القسم: سبلة السياسة والاقتصاد للشؤون الدّوليةالردود: 9آخر مشاركة: 06/12/2010, 10:25 AM