كثيرا ما نسمع عن ضرورة إفساح مسافة الأمان بين السيارات أثناء القيادة بالطريق في حدود ثانيتين.

وإذا تمعنا في واقع حياتنا فإن الأمر يتعدى إلى أمور كثيرة سواء أكانت مسافة أمان مادية أم معنوية!

فمسافة الأمان لازم تركها بين مختلف طرق المواصلات، وفي الطائرات تكون أفقيا وعموديا.

وتوجد مسافة أمان بين الأشخاص حسب العلاقة الاجتماعية بينهم.

كما أن هناك مسافة أمان معنوية منها ترك الإنسان ما لا يعنيه من الأحوال الشخصية للآخرين، وخلق سياج من الحدود في التعامل مع الناس. كما يبتعد عن المحرمات بخلق مسافة أمان عن الشبهات...

ومثله أن يبعد الإنسان نفسه عن مهالك الردى، فيكون على بعد آمن عن أقرب شفا جرف هار، ويبتعد عن الثور لكي لا يرديه أرضا، ويبعد يديه عن النار حتى في شدة البرد.

فلا يكاد يخلو جانب من هذا الأمر، وهو رديف الاحتياط والضمان والوقاية.

تطبيق عملي لمسافة الأمان:
علاقة الرجل بزميلته في العمل أو الدراسة مبنية على الاحترام المتبادل والتعاون على البر والتقوى، فيجب أن تكون بينما مسافة أمان عند الحديث والتعامل معها فلا يقترب كثيرا منها إلا في حدود الأدب والمعقول، بينما يصل الاقتراب أحيانا إلى حد تلامس العباءة مع الدهداشة بما دون الشبرين من واقع مشاهد وليس طعنا فيهما!
فلكل إنسان مجال كهرومغناطيسي يحوم حوله لا يقربه إلا الأهلون والأصدقاء.
أما المسافة المعنوية فتتمثل في خط حدود أخلاقية في التعامل مع المرأة بما يحفظ لها كرامتها فلا يحملها من الأعمال إلا ما لا تطيقه، ولا يتمادى في مزاحه معها ولا يتدخل في أمورها الخاصة...

عسى أن أكون وفقت في نقل الصورة