1-Click Setup for WordPress, Drupal & Joomla!
 
رؤية النتائج 1 إلى 15 من 15
  1. #1
    تاريخ الانضمام
    16/01/2011
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    490

    افتراضي انتصارات حرب أكتوبر ، هل دفع العرب ثمنها ؟

    انتصارات حرب أكتوبر ، هل دفع العرب ثمنها ؟
    ( الجزء الأول )

    منذ 43 عاما ، وحين كنت طالبا في الصف الثالث الإبتدائي ؛ انطلقت في العاشر من رمضان ( 1973م ) حربا بين العرب ؛ ممثلين في مصر وسورية ، وبين إسرائيل التي كانت تحتل شبه جزيرة سيناء منذ عام 1967م ، ووصلت قواتها إلى الضفة الشرقية لقناة السويس ، حيث ظلت جاثمة هناك ؛ ومتحصنة في خطوط دفاعية قوية على طول الضفة الشرقية للقناة . وعرفت تلك التحصينات بــــ "خط بارليف" ، والذي تكون من عدة نقاط حصينة ومنيعة ، لإيواء الجنود ، ولتشكل خطوط دفاعية أولية تصد أي هجمات مضادة من قبل المصريين على الجيش الإسرائيلي .
    كان خط بارليف معجزة عسكرية بكل المقاييس ، بسبب طريقة تشييده ؛ المستنبطة من العقيدة القتالية لليهود عبر تاريخهم " لايقاتلون إلا من وراء الحصون والخنادق " ولحصانة تلك النقاط ، التي شيدت بكميات خراسانية هائلة ؛ استخدم فيها الحديد القوي ، وزودت كل نقطة بسلاح مدفعية متعدد ، وبدبابات تحصنت بين النقاط وبكميات من الأسلاك الشائكة ، وبحقول الألغام ؛ التي أحاطت بنقاط ذلك الخط المنيع ؟!
    والأخطر من كل ذلك أن إسرائيل مدت خطوط أنابيب من تلك النقاط نحو مياه القناة ، تحتوي على سوائل حارقة من " مادة النابالم " ؛ لتشتعل في المياه ؛ فور عبور الجنود المصريين من الضفة الأخرى للقناة .
    ولذلك قدر الخبراء العسكريون مسألة عبور القناة بأنها ستكون مكلفة جدا ، مالم تكن من سابع المستحيلات ، وأن الخسائر في الجانب المصري ؛ ستكون جسيمة في الأرواح ، ولهذا شعر الجندي المصري بالانهزامية والاستسلام ؛ طيلة عدة سنوات ، خاصة في ظل حالتي " اللاسلم ، واللاحرب ، والتردي العربي" ؟!
    وفيما كان هذا الشعور باليأس يتسرب بين الجميع في مصر قبل الحرب ، لم تكن الجولان السورية أفضل حالا بل حصنتها إسرائيل بشكل قوي ، وجهزتها بالمدفعية والدبابات ؛ منعا لأي محاولة لاستردادها من قبل السوريين ، ناهيك عن أن قربها من تل أبيب جعل مسألة وصول الإمدادات والتعزيزات العسكرية ؛ أسهل من الجبهة المصرية ، ولذلك كانوا ينظرون لمسألة خوض الحرب بشيء من التردد ، لاسيما في ظل حرب تفسية كانت إسرائيل تبثها ومفادها بأن جيشها لايقهر ، وأنها لايمكن أن تهزم !
    وعلى ذلك كانت أحوال العرب ؛ مزيجا من الشعور بالإحباط والمرارة والنقمة ، نتيجة الهيمنة والسيطرة اليهودية على مناطق عربية كثيرة ، ولعجز المجتمع الدولي ، وعلى رأسه الأمم المتحدة عن إرضاخ الدولة العبرية التي أقيمت في وسط الأمة العربية ؛ للإنسحاب من تلك الأراضي التي احتلتها عام 1967م ، مما ولد المزيد من حالات السخط وعدم الرضا ، بل ودفع الشباب للتشدد والتطرف !
    وفيما كانت الأحوال والظروف على تلك الشاكلة المأساوية بين أطياف الرأي العام العربي قاطبة ؛ كانت القيادات المصرية والسورية بقيادة كل من الرئيس الراحل " محمد أنور السادات" ؛ والرئيس الراحل " حافظ الأسد " وبقية القادة العسكريين ، ومعهم زعامات العالم العربي ، يفكرون سرا بجدية حول كيفية تحريك الملف عسكريا ، لإجبار إسرائيل على التفاوض للإنسحاب من الأراضي العربية المحتلة!
    ورافقت التحركات العربية تدريبات ضخمة ومستمرة للجيشين المصري والسوري طيلة الأعوام التي سبقت خوضهما الحرب ، وضعت من خلالها خطط للتزود بمختلف أنواع الأسلحة والعتاد اللازم والحديث ، من الدول الشرقية ؛ استعدادا لمعركة الحسم !
    وكان من الواضح أن الجيش المصري عاقدا العزم على نسف مشاعر الاستسلام واليأس ، ودحض نظرية الجيش الذي لايقهر ، ولذلك راجع العسكريون المصريون واللجان المتخصصة كافة الأسباب التي أدت لهزيمة 67م ، والتي كان من أهمها ضعف مستوى المقاتل المصري ؛ وعدم مواكبته الفكرية للتعامل مع السلاح ، وحدثت الخطط الحربية ؛ فكان أن تم تجنيد عشرات الآلاف من الشباب الجامعيين ؛ وحملة الشهادات الفنية وغيرهم من الشباب المتعلم المتحمسين للقتال ، وتم استبعاد الذين لم يكن بمقدورهم مواكبة خطط التحديث العسكرية التي كانت تتم في مصر وسورية ؛ كما استبدلت القيادات التي كانت من أسباب الهزيمة في 1967م ، أو ممن كان لديهم شعور باليأس ، بآخرين لديهم الإصرار والعزيمة والإرادة ، والأمل في تحقيق النصر ، وكثفت الدورات والتدريبات القتالية على استخدام مختلف أنواع السلاح الحديث ، ودرب الجيشان المصري والسوري بشكل قاس على القتال في مختلف أنواع الظروف على كيفية عبور القناة ، وإغلاق انابيب النابالم الحارقة ، وعلى اختراق التحصينات القوية!
    كما اهتم المصريون والسوريون أيضا بالحصول على المعلومات اللازمة عن أوضاع الجيش الإسرائيلي ، وعن خط بارليف ؛ ونقاطه الحصينة ، وتم ذلك من خلال الملاحظة والاستطلاع اليومي للضفة الأخرى للقناة ،أو في هضبة الجولان بالنسبة للسوريين ، كما نجحت مصر في تجنيد عملاء في داخل إسرائيل ، وقد أظهرت وثائق المصريين نجاحهم في ذلك إلى درجة أنهم تعرفوا على كل شيء تتطلبه عملياتهم العسكرية ، فعرفوا أيام إجازات الجنود الإسرائيلين ، ومتى يعودون لتل أبيب ، ومن يخلفهم خلال تبديلهم لمواقعهم الأمامية ، كما عرفوا أنواع الأسلحة في كل حصن على طول خط بارليف والجولان السورية .
    وحيث كان التركيز الإسرائيلي متوجها بشدة على الجيهة المصرية ، فقد كانت أي شاردة وواردة من القاهرة محل تحليل في تل أبيب ، ولذلك فطن المصريون لهذا الأمر فلجأوا لممارسة خطط الخداع والتضليل الإستراتيجي ، تطبيقا لقوله تعالى :"وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم " ، لإيهام إسرائيل بعدم نية ، أو قدرة العرب على الدخول في حرب معها ؛ وقد مورست بعض الإجراءات لتنفيذ تلك الخطط ؛ لتبدو صحيحة ؛ مما أشعر القادة الإسرائيليون ببعض الاسترخاء ، فبلعوا الطعم ؟!
    وحين وجد المصريون والسوريون أنفسهم أنهم باتوا قادرين على شن حرب مضادة على الجيش الإسرائيلي في سيناء والجولان ؛ حددت ساعة الصفر المشتركة بموجب تنسيق بين قيادتي البلدين ، وبدعم ومؤازرة عربية غير مسبوقة في تلك الفترة ، تمثلت معالمهما في تقديم مساندة شاملة وغير محددة للدولتين العربيتين ، وفتحت أبواب التبرعات دعما للمجهود الحربي ؛ وشاركت وحدات قتالية من جيوش وأسلحة بعض الدول العربية في القتال مع المصريين والسوريين ، إضافة إلى نجاح العرب في استخدام سلاح النفط كأداة ضغط سياسي في المعركة في تضامن عربي يظهر لأول مرة كقوة مؤثرة ضد السياسات الغربية المؤيدة لإسرائيل .
    لكن يخطيء من يظن أن حرب أكتوبر ؛ كانت سهلة على العرب ، أو أن عبور المصريين إلى شرق القناة وتحطيم خط بارليف كان سهلا ، أو أن الانتصارات المبدأية للسوريين في مطلع معاركهم في الجولان كانت نزهة لهم ، كما يخطيء من يعتقد أن العرب لم يدفعوا ثمن انتصارهم في تلك الحرب المجيدة ؟!
    ( يتبع )

    آخر تحرير بواسطة Al7amadani : 07/10/2016 الساعة 09:56 AM

  2. #2

    افتراضي

    رحم الله الزعيمين الكبيرين الرئيس الراحل " محمد أنور السادات" ؛ والرئيس الراحل " حافظ الأسد "
    واسكنهم فسيح جناته
     التوقيع 
    من أقوال سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة: " ﻻ مستقبل في العالم إﻻ للاسلام السمح الوسط وإن طال الزمان وتمادى الطغيان" المصدر كتاب اﻹستبداد مظاهره ومواجهته.

  3. #3
    تاريخ الانضمام
    18/09/2016
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    277

    افتراضي

    نعم دفعنا اتفاقية كامب ديفيد
    وسلمنا مصر بالكامل لسيطرة الإسرائيلية .

  4. #4
    تاريخ الانضمام
    16/01/2011
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    490

    افتراضي

    اقتباس أرسل أصلا بواسطة علي خميس الماس المعمري مشاهدة المشاركات
    رحم الله الزعيمين الكبيرين الرئيس الراحل " محمد أنور السادات" ؛ والرئيس الراحل " حافظ الأسد "
    واسكنهم فسيح جناته
    رحمهم الله ، ورحم كل زعيم عربي كذلك خدم الأمة العربية ...

  5. #5
    تاريخ الانضمام
    16/01/2011
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    490

    افتراضي

    اقتباس أرسل أصلا بواسطة قشار الموز مشاهدة المشاركات
    نعم دفعنا اتفاقية كامب ديفيد
    وسلمنا مصر بالكامل لسيطرة الإسرائيلية .
    هي الظروف سيدي الكريم التي شاءت هكذا ، ولعلك ستلاحظ ذلك في بقية الأجزاء

  6. #6
    تاريخ الانضمام
    16/01/2011
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    490

    افتراضي

    ( الجزء الثاني )
    كان القرار لخوض حرب أكتوبر المجيدة ؛ يتم الاستعداد له منذ عام 1968م ، أي بعد عام النكسة ؛ وذلك بقرار خوض "حرب الإستنزاف" التي شهدت بطولات رائعة للجيش المصري ، وألحق عدة هزائم جوية وبرية وبحرية بالقوات الإسرائيلية ، ومن خلال تلك الحرب الإستنزافية تم كسر الحاجز النفسي ، وأستوعب المقاتلون المصربون أنه من الممكن هزيمة الجيش الإسرائيلي .
    وعلى ذلك النسق كانت المعنويات ترتفع ، والتدريبات تتم سرا ؛ انتظارا لساعة الحسم ؛ وفي أماكن مختلفة من الأراضي المصرية ، فمثلا تدربوا على عبور القناة في بحيرة قارون جنوب القاهرة ، بيد أن ما كان ينقص المصريين هو السلاح ، فهم كانوا يعتمدون على الإتحاد السوفيياتي ، الذين كانوا مقترين في هباتهم لمصر لذلك وصفهم السادات بأنهم كانوا " أشد خلق الله بخلا " !
    ومع ذلك يسجل التاريخ المصري والعربي للرئيس المصري الراحل " محمد أنور السادات " ، بأحرف من نور ؛ مواقفه وقدراته وإرادته القوية منذ توليه حكم مصر بعد وفاة جمال عبدالناصر ، حيث استطاع إنتشال الدولة من جحيم مستنقع نكسة 67م ، الجاثم فوق الصدور وأعاد صياغة قيم المجتمع للتحديث والصناعة ؛ كما أعاد بناء مؤسسات الدولة لتتفق مع المشروعية والقانون وفوق كل ذلك أعاد بث الحياة من جديد في الناس ؛ ورفع روحهم المعنوية ، بعد حالة اليأس والاستسلام التي كانوا عليها ، كما يسجل له التاريخ وطنيته في إعادة بناء القوات المسلحة ؛ والانتقال بها من حالة التردي والتشرذم ؛ إلى حالة القوة والتنظيم والعلم .
    ورغم أن السادات كان يدرك أن ما أخذ بالقوة لن يسترد إلا بالقوة ؛ إلا أنه كان يعي أن الإمكانيات الاقتصادية الشحيحة لمصر ، والظروف الدولية ، لا تساعده على تحقيق تطلعات الشعب المصري ؛ والأمة العربية ، في وقت كانت فيه الدولة العبرية تتفوق على الدول العربية من جميع النواحي ، بفضل تدفق العون المالي والتكنولوجي ، والدعم الغربي غير المحدود لها ، وحصولها على السلاح المتطور أولا بأول ، بل أن معظم جنودها ، وقادتها العسكريين هم من خريجي معاهد وكليات حربية غربية ، هاجروا إليها جاهزين ومستعدين للدفاع عنها ، كما كان هناك عشرات الآلاف من اليهود ينتظرون الإشارة للمشاركة في حروب إسرائيل مع العرب لمنعهم من رمي اليهود في الحرب كما كانوا يتوهمون!
    إذن لم يكن قرار الحرب سهلا ، وكان السادات يعي أن الفشل العسكري سيترتب عليه نتائج كارثية ومدمرة لبلاده أكثر مما حدث في عام نكسة 1967م ، خاصة وأنه مدرك تماما أن أي حرب مع إسرائيل ؛ معناه بالضرورة حربا مع أمريكا ، في حين أن من كان يعتمد عليه السادات كمزود للسلاح ، وهو ماكان يعرف بالاتحاد السوفيياتي ، لم يكن يزود مصر بأحدث الأسلحة الهجومية أو المتطورة ، وكثيرا ما امتعض واستاء السادات من الروس ، وطالبهم بالمزيد لكن كان للسوفييات حسابات معقدة ، وكأنهم كانوا يرغبون في إبقاء الأوضاع على ماهي عليه ، أو أنهم كانوا لايثقون في الرئيس السادات ، خاصة بعد إقدامه على اعتقال الشيوعيين ، وأنصار عبدالناصر عام 1971م ؟!
    وأمام هذه الظروف كان السادات يلجأ إلى حيل سياسية لامتصاص غضب الشعب المصري ؛ المصر على خوض الحرب بأي ثمن لاسترداد الكرامة المفقودة ، فوعدهم السادات بعد توليه السلطة أن عام م1971 هو عام الحسم لتحرير الأرض المحتلة ؛ وحين مر عام 1971 م دون حسم ؛ خرجت مظاهرات غاضبة من طلاب الجامعات المصرية في عام 1972 م ، وحدثت مصادمات مع أجهزة الأمن ؛ فاعتقل المئات ، مما جعل السادات وبقية القيادات يقتربون من قرار خوض الحرب التي فرضت عليهم ، بالظروف التي هم عليها ، والتي كانت في غير صالح مصر ؟!
    لقد توصل المصريون بعبقريتهم الفذة إلى فهم طباع اليهود ، فهم قوم لايتحملون خوض حروب طويلة الأمد إذا ما فرضت عليهم ، ولا يتحملون وقوع قتلى في جيشهم ؛ لذلك بنوا عقيدة الجيش الإسرائيلي القتالية على نظرية " الحرب الخاطفة " وذلك ما حدث في حرب الأيام الستة عام 1967م ، حين انتصروا على العرب في ستة أيام في هجمات مباغتة ؟!
    إذن كان السادات يفكر في خلق هذا المشهد لهم ، فعبور المصريين للضفة الأخرى ، وتحطيم خط بارليف ونقاطه الحصينة ، يعني انهيار وانكشاف القوات الإسرائيلية في سيناء ؛ وبالتالي فذلك يفرض عليهم تحديات ، ويجعلهم يوافقون على الحلول السلمية ، والدخول في مفاوضات مع المصريين حيال ذلك ؛ ومن هنا كان القرار العسكري يهدف في النهاية إلى إيجاد الحلول السياسية .
    ولعل ذلك ما كانت تؤكده البرقيات التي كشف النقاب عنها بعد بدء حرب 1973م بيوم ، بين السادات ، وهنري كيسنجر ، وزير خارجية أمريكا آنذاك ، التي أكدت على أن مصر لن تعمق مدي الإشتباكات ، مما تأكد معه بأن نوايا الرئيس السادات من الحرب هو تحقيق مكسب سياسي محدد فقط ؟!
    ( يتبع )

  7. #7

    افتراضي

    اقتباس أرسل أصلا بواسطة Al7amadani مشاهدة المشاركات
    رحمهم الله ، ورحم كل زعيم عربي كذلك خدم الأمة العربية ...
    اللهم آمين يا رب العالمين
     التوقيع 
    من أقوال سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة: " ﻻ مستقبل في العالم إﻻ للاسلام السمح الوسط وإن طال الزمان وتمادى الطغيان" المصدر كتاب اﻹستبداد مظاهره ومواجهته.

  8. #8
    تاريخ الانضمام
    18/09/2016
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    277

    افتراضي

    اقتباس أرسل أصلا بواسطة Al7amadani مشاهدة المشاركات
    هي الظروف سيدي الكريم التي شاءت هكذا ، ولعلك ستلاحظ ذلك في بقية الأجزاء
    وسايس بيكو ٢،١ اللي قسمت ظهر البعير

  9. #9
    تاريخ الانضمام
    12/07/2016
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    723

    افتراضي

    اقتباس أرسل أصلا بواسطة Al7amadani مشاهدة المشاركات
    انتصارات حرب أكتوبر ، هل دفع العرب ثمنها ؟
    ( الجزء الأول )

    منذ 43 عاما ، وحين كنت طالبا في الصف الثالث الإبتدائي ؛ انطلقت في العاشر من رمضان ( 1973م ) حربا بين العرب ؛ ممثلين في مصر وسورية ، وبين إسرائيل التي كانت تحتل شبه جزيرة سيناء منذ عام 1967م ، ووصلت قواتها إلى الضفة الشرقية لقناة السويس ، حيث ظلت جاثمة هناك ؛ ومتحصنة في خطوط دفاعية قوية على طول الضفة الشرقية للقناة . وعرفت تلك التحصينات بــــ "خط بارليف" ، والذي تكون من عدة نقاط حصينة ومنيعة ، لإيواء الجنود ، ولتشكل خطوط دفاعية أولية تصد أي هجمات مضادة من قبل المصريين على الجيش الإسرائيلي .
    كان خط بارليف معجزة عسكرية بكل المقاييس ، بسبب طريقة تشييده ؛ المستنبطة من العقيدة القتالية لليهود عبر تاريخهم " لايقاتلون إلا من وراء الحصون والخنادق " ولحصانة تلك النقاط ، التي شيدت بكميات خراسانية هائلة ؛ استخدم فيها الحديد القوي ، وزودت كل نقطة بسلاح مدفعية متعدد ، وبدبابات تحصنت بين النقاط وبكميات من الأسلاك الشائكة ، وبحقول الألغام ؛ التي أحاطت بنقاط ذلك الخط المنيع ؟!
    والأخطر من كل ذلك أن إسرائيل مدت خطوط أنابيب من تلك النقاط نحو مياه القناة ، تحتوي على سوائل حارقة من " مادة النابالم " ؛ لتشتعل في المياه ؛ فور عبور الجنود المصريين من الضفة الأخرى للقناة .
    ولذلك قدر الخبراء العسكريون مسألة عبور القناة بأنها ستكون مكلفة جدا ، مالم تكن من سابع المستحيلات ، وأن الخسائر في الجانب المصري ؛ ستكون جسيمة في الأرواح ، ولهذا شعر الجندي المصري بالانهزامية والاستسلام ؛ طيلة عدة سنوات ، خاصة في ظل حالتي " اللاسلم ، واللاحرب ، والتردي العربي" ؟!
    وفيما كان هذا الشعور باليأس يتسرب بين الجميع في مصر قبل الحرب ، لم تكن الجولان السورية أفضل حالا بل حصنتها إسرائيل بشكل قوي ، وجهزتها بالمدفعية والدبابات ؛ منعا لأي محاولة لاستردادها من قبل السوريين ، ناهيك عن أن قربها من تل أبيب جعل مسألة وصول الإمدادات والتعزيزات العسكرية ؛ أسهل من الجبهة المصرية ، ولذلك كانوا ينظرون لمسألة خوض الحرب بشيء من التردد ، لاسيما في ظل حرب تفسية كانت إسرائيل تبثها ومفادها بأن جيشها لايقهر ، وأنها لايمكن أن تهزم !
    وعلى ذلك كانت أحوال العرب ؛ مزيجا من الشعور بالإحباط والمرارة والنقمة ، نتيجة الهيمنة والسيطرة اليهودية على مناطق عربية كثيرة ، ولعجز المجتمع الدولي ، وعلى رأسه الأمم المتحدة عن إرضاخ الدولة العبرية التي أقيمت في وسط الأمة العربية ؛ للإنسحاب من تلك الأراضي التي احتلتها عام 1967م ، مما ولد المزيد من حالات السخط وعدم الرضا ، بل ودفع الشباب للتشدد والتطرف !
    وفيما كانت الأحوال والظروف على تلك الشاكلة المأساوية بين أطياف الرأي العام العربي قاطبة ؛ كانت القيادات المصرية والسورية بقيادة كل من الرئيس الراحل " محمد أنور السادات" ؛ والرئيس الراحل " حافظ الأسد " وبقية القادة العسكريين ، ومعهم زعامات العالم العربي ، يفكرون سرا بجدية حول كيفية تحريك الملف عسكريا ، لإجبار إسرائيل على التفاوض للإنسحاب من الأراضي العربية المحتلة!
    ورافقت التحركات العربية تدريبات ضخمة ومستمرة للجيشين المصري والسوري طيلة الأعوام التي سبقت خوضهما الحرب ، وضعت من خلالها خطط للتزود بمختلف أنواع الأسلحة والعتاد اللازم والحديث ، من الدول الشرقية ؛ استعدادا لمعركة الحسم !
    وكان من الواضح أن الجيش المصري عاقدا العزم على نسف مشاعر الاستسلام واليأس ، ودحض نظرية الجيش الذي لايقهر ، ولذلك راجع العسكريون المصريون واللجان المتخصصة كافة الأسباب التي أدت لهزيمة 67م ، والتي كان من أهمها ضعف مستوى المقاتل المصري ؛ وعدم مواكبته الفكرية للتعامل مع السلاح ، وحدثت الخطط الحربية ؛ فكان أن تم تجنيد عشرات الآلاف من الشباب الجامعيين ؛ وحملة الشهادات الفنية وغيرهم من الشباب المتعلم المتحمسين للقتال ، وتم استبعاد الذين لم يكن بمقدورهم مواكبة خطط التحديث العسكرية التي كانت تتم في مصر وسورية ؛ كما استبدلت القيادات التي كانت من أسباب الهزيمة في 1967م ، أو ممن كان لديهم شعور باليأس ، بآخرين لديهم الإصرار والعزيمة والإرادة ، والأمل في تحقيق النصر ، وكثفت الدورات والتدريبات القتالية على استخدام مختلف أنواع السلاح الحديث ، ودرب الجيشان المصري والسوري بشكل قاس على القتال في مختلف أنواع الظروف على كيفية عبور القناة ، وإغلاق انابيب النابالم الحارقة ، وعلى اختراق التحصينات القوية!
    كما اهتم المصريون والسوريون أيضا بالحصول على المعلومات اللازمة عن أوضاع الجيش الإسرائيلي ، وعن خط بارليف ؛ ونقاطه الحصينة ، وتم ذلك من خلال الملاحظة والاستطلاع اليومي للضفة الأخرى للقناة ،أو في هضبة الجولان بالنسبة للسوريين ، كما نجحت مصر في تجنيد عملاء في داخل إسرائيل ، وقد أظهرت وثائق المصريين نجاحهم في ذلك إلى درجة أنهم تعرفوا على كل شيء تتطلبه عملياتهم العسكرية ، فعرفوا أيام إجازات الجنود الإسرائيلين ، ومتى يعودون لتل أبيب ، ومن يخلفهم خلال تبديلهم لمواقعهم الأمامية ، كما عرفوا أنواع الأسلحة في كل حصن على طول خط بارليف والجولان السورية .
    وحيث كان التركيز الإسرائيلي متوجها بشدة على الجيهة المصرية ، فقد كانت أي شاردة وواردة من القاهرة محل تحليل في تل أبيب ، ولذلك فطن المصريون لهذا الأمر فلجأوا لممارسة خطط الخداع والتضليل الإستراتيجي ، تطبيقا لقوله تعالى :"وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم " ، لإيهام إسرائيل بعدم نية ، أو قدرة العرب على الدخول في حرب معها ؛ وقد مورست بعض الإجراءات لتنفيذ تلك الخطط ؛ لتبدو صحيحة ؛ مما أشعر القادة الإسرائيليون ببعض الاسترخاء ، فبلعوا الطعم ؟!
    وحين وجد المصريون والسوريون أنفسهم أنهم باتوا قادرين على شن حرب مضادة على الجيش الإسرائيلي في سيناء والجولان ؛ حددت ساعة الصفر المشتركة بموجب تنسيق بين قيادتي البلدين ، وبدعم ومؤازرة عربية غير مسبوقة في تلك الفترة ، تمثلت معالمهما في تقديم مساندة شاملة وغير محددة للدولتين العربيتين ، وفتحت أبواب التبرعات دعما للمجهود الحربي ؛ وشاركت وحدات قتالية من جيوش وأسلحة بعض الدول العربية في القتال مع المصريين والسوريين ، إضافة إلى نجاح العرب في استخدام سلاح النفط كأداة ضغط سياسي في المعركة في تضامن عربي يظهر لأول مرة كقوة مؤثرة ضد السياسات الغربية المؤيدة لإسرائيل .
    لكن يخطيء من يظن أن حرب أكتوبر ؛ كانت سهلة على العرب ، أو أن عبور المصريين إلى شرق القناة وتحطيم خط بارليف كان سهلا ، أو أن الانتصارات المبدأية للسوريين في مطلع معاركهم في الجولان كانت نزهة لهم ، كما يخطيء من يعتقد أن العرب لم يدفعوا ثمن انتصارهم في تلك الحرب المجيدة ؟!
    ( يتبع )
    يا شيخ مضحوك علينا تعلمنا الكذبة انتصارات اكتوبر 73.
    من قال ان العرب انتصروا على اسرائيل عام 73. !!! كيف انتصروا واسرائيل احتلت كامل سيناء والجولان في اقل من سبعة ايام ولو لا تدخل الامم المتحدة لكانت الان مصر وسوريا باكملها تحت الاحتلال
    حكومات الطغاة المهزومين لا زالوا يتغنوا بهذه الاكذوبة.
    الحكومات الانقلابية والحكومات الدكتاتورية لا تنتصر على اسرائيل. انما تنتصر على شعوبها فقط

    آخر تحرير بواسطة عامل بوظيفتي : 08/10/2016 الساعة 07:36 PM
     التوقيع 
    "نحن بحاجة للخلافات أحيانا لمعرفة ما يخفيه الاخرون في قلوبهم .قد تجد ما يجعلك في ذهول وقد تجد ما تنحني له احتراما "
    وليام شكسبير .

  10. #10
    تاريخ الانضمام
    18/09/2016
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    277

    افتراضي

    اقتباس أرسل أصلا بواسطة عامل بوظيفتي مشاهدة المشاركات
    يا شيخ مضحوك علينا تعلمنا الكذبة انتصارات اكتوبر 73.
    من قال ان العرب انتصروا على اسرائيل عام 73. !!! كيف انتصروا واسرائيل احتلت كامل سيناء والجولان في اقل من سبعة ايام ولو لا تدخل الامم المتحدة لكانت الان مصر وسوريا باكملها تحت الاحتلال
    حكومات الطغاة المهزومين لا زالوا يتغنوا بهذه الاكذوبة.
    الحكومات الانقلابية والحكومات الدكتاتورية لا نتصر على اسرائيل. انما تنتصر على شعوبها فقط
    تعرف شو هو خط برليف عبارة عن كثبان رمليه كدسها الاسرائليين لمنع السيارات العسكرية المصرية من الدخول فجابوا سيارات بلدية الصعيد ورشوه بالمياه لين اختفت الكثبان تماما وسووها انتصار قومي والفو عليها عشرات الكتب تتغنى بانتصار القومية وضحكوا علينا بهذا الانتصار في المدارس

  11. #11
    تاريخ الانضمام
    12/07/2016
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    723

    افتراضي

    اقتباس أرسل أصلا بواسطة قشار الموز مشاهدة المشاركات
    تعرف شو هو خط برليف عبارة عن كثبان رمليه كدسها الاسرائليين لمنع السيارات العسكرية المصرية من الدخول فجابوا سيارات بلدية الصعيد ورشوه بالمياه لين اختفت الكثبان تماما وسووها انتصار قومي والفو عليها عشرات الكتب تتغنى بانتصار القومية وضحكوا علينا بهذا الانتصار في المدارس
    بالضبط كلامك سليم 100%. راشين دك تراب بالمياه المضغوطة ويتغنوا بالنصر
    خليهم الحين كان عندهم الشجاعة يدمروا الجدار العنصري حول الضفة الغربية.
     التوقيع 
    "نحن بحاجة للخلافات أحيانا لمعرفة ما يخفيه الاخرون في قلوبهم .قد تجد ما يجعلك في ذهول وقد تجد ما تنحني له احتراما "
    وليام شكسبير .

  12. #12
    تاريخ الانضمام
    16/01/2011
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    490

    افتراضي

    اقتباس أرسل أصلا بواسطة عامل بوظيفتي مشاهدة المشاركات
    يا شيخ مضحوك علينا تعلمنا الكذبة انتصارات اكتوبر 73.
    من قال ان العرب انتصروا على اسرائيل عام 73. !!! كيف انتصروا واسرائيل احتلت كامل سيناء والجولان في اقل من سبعة ايام ولو لا تدخل الامم المتحدة لكانت الان مصر وسوريا باكملها تحت الاحتلال
    حكومات الطغاة المهزومين لا زالوا يتغنوا بهذه الاكذوبة.
    الحكومات الانقلابية والحكومات الدكتاتورية لا تنتصر على اسرائيل. انما تنتصر على شعوبها فقط
    بالمقياس العسكري كان انتصارا ، لأنه لو لم تتم هذه الحرب ؛ لما استطاع المصريون استرجاع سيناء ...
    أما بالنسبة للجبهة السورية ؛ فهي ربح وخسارة ، حيث حقق السوريون انتصارات في الأيام الأولى للحرب ، ثم مالبث أن استطاعت اسرائيل تحقيق مكاسب ، وحين تسأل عن الأسباب فالإجابة كما قيل في المؤلفات هو الجسر الجوي الذي عوض إسرائيل عن خسائرها ؛ في حين كان العرب يخسرون ولا أحد يعوضهم .....وبالتالي فهو انتصار على الجبهة المصرية حيث عبر المصريون للضفة الشرقية ، وحطموا خط بارليف ، وكبدوا اليهود خسائر كبيرة ... فلك كل التقدير ،

  13. #13
    تاريخ الانضمام
    16/01/2011
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    490

    افتراضي

    اقتباس أرسل أصلا بواسطة قشار الموز مشاهدة المشاركات
    تعرف شو هو خط برليف عبارة عن كثبان رمليه كدسها الاسرائليين لمنع السيارات العسكرية المصرية من الدخول فجابوا سيارات بلدية الصعيد ورشوه بالمياه لين اختفت الكثبان تماما وسووها انتصار قومي والفو عليها عشرات الكتب تتغنى بانتصار القومية وضحكوا علينا بهذا الانتصار في المدارس
    اختلف معك ، فخط بارليف من الخطوط الدفاعية القوية التي أقيمت بعد الحرب العالمية الثانية ، وهو خط كان صعبا اختراقه لأنه يقع بمحاذاة مياه القناة الشرقية مباشرة ، وكان اليهود يحيطونه بسواتر قوية من الأسمنت والخرسانات المسلحة ، وغيرها من الاستحكامات القوية ... وعموما تم الفصل في هذه المسألة من قبل الخبراء وكتاب التاريخ الذين أكدوا على مناعة وحصانة هذا الخط ، وصعوبة اختراقه ... ونحن مجرد تلاميذ ياسيدي ،،،

  14. #14
    تاريخ الانضمام
    06/03/2016
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    445

    افتراضي

    اقتباس أرسل أصلا بواسطة علي خميس الماس المعمري مشاهدة المشاركات
    رحم الله الزعيمين الكبيرين الرئيس الراحل " محمد أنور السادات" ؛ والرئيس الراحل " حافظ الأسد "
    واسكنهم فسيح جناته
    ولما لا تسال الله تعالى ان يحشرك مع من دعوت لهم بالخير وسالت الله لهم الرحمة .. مجرد سؤال

  15. #15
    تاريخ الانضمام
    16/01/2011
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    490

    افتراضي

    (الجزء الثالث )
    أي باحث لتاريخ "حرب أكتوبر" سيجد بأن وقائعها في الشق المتصل بالجبهة المصرية وفير جدا ؛ حيث كتبت عنها عشرات المؤلفات العربية والأجنبية ، التي تشرح التفاصيل بدقة متناهية ؛ لكن الأمر يغدو صعبا حين يرغب المرء في البحث عن أحداث الحرب في الجبهة السورية ؛ فالمؤلفات العربية والأجنبية التي تناولت الحرب في الجولان السورية ؛ حيث دارت وقائع الحرب السورية الإسرائيلية عام 1973م ، شحيحة للغاية حتى الآن ، وماكتب عن الأحداث التي دارت هناك هزيل ، ولايتناسب مع أهمية تلك الحرب وأحداثها!
    ولكن مع ذلك فإن ما وجدته من مؤلفات قليلة عن الحرب بين سوريا وإسرائيل على هضبة الجولان ؛ يعطي التصور عن سوء التخطيط والقيادة والسيطرة خلال تلك الحرب ؛ ففي الوقت الذي كان المصريون يحققون انتصارات ملموسة منذ السادس من أكتوبر ، حدث تطور خطير في مسار الحرب يوم 11 أكتوبر 1973م حيث قررت إسرائيل بعد حصولها على دعم ومساندة عسكرية كبيرة جدا من أمريكا ؛ التركيز على الجبهة السورية أكثر ؛ لمنع القوات السورية التي كانت تتقدم بسرعة كبيرة ؛ متجاوزة التحصينات في الجولان ؛ من تجاوز الحدود الشمالية ؛ والوصول لبحيرة طبرية ، فكانت هجماتهم مكثفة ومركزة للغاية ضد الجيش السوري مما أدى إلى حدوث انقلاب في سير المعارك هناك ، فتمكنوا من إعادة السوريين للوراء ، وكادوا يصلون دمشق لولا تدخل العراقيين لنجدة دمشق!
    وهنا اتخذ الرئيس المصري السادات قرارا بتطوير الهجوم لعمق سيناء ، لتخفيف الضغط على السوريين ، مع أن قادته العسكريون نصحوه بعدم اللجوء لذلك في تلك المرحلة ، لاسيما وأن التسليح المصري ناقصا ؛ ولايتم تعويضه ، كما هو الحال على الجانب الإسرائيلي .
    وكانت حجة العسكريين بعدم تطوير الهجوم ؛ حتى لاتنكشف مؤخرة القوات المصرية ، بابتعادها عن مرمى حوائط الصواريخ المصرية المقامة غربي القناة ، لكن السادات كان يرى أنه من الضروري القيام بتلك الخطوة تضامنا مع السوريين ؛ ولتخفيف الضغوطات عنهم ؟!
    وقد أدى تقدم الفرق المصرية من أماكنها للأمام ؛ لحدوث ثغرة " الدفرسوار" الشهيرة التي اكتشفها الإسرائيليون ، فاستغلوها لاختراق الجيش المصري والوصول لمدينة السويس ، فكان ذلك القرار التي اتخذه السادت ؛ قرارا سياسيا أكثر منه قرارا عسكريا ، حيث لم يستفد منه على الصعيد العسكري ؛ المصريون ؛ ولا السوريون على السواء ، بل كان كالنقطة السوداء ، التي لطخت الثوب الأبيض ، وأدت فيما بعد لحصار الجيش المصري الثالث ، حصارا منع عنه الأكل والشرب لعدة أيام ، حتى توقفت الحرب يوم 22 أكتوبر 1973م وقبول الدولتين باللجوء للتفاوض تحت إشراف دولي !
    ورغم ذلك حقق المصريون أهدافهم السياسية من خوض الحرب ، حيث أرغموا إسرائيل التي كانت قبل ذلك ترفض الإنسحاب من سيناء ؛ بل أن ما كان يتناقله الإعلام الدولي أن أقصى ما ستفعله إسرائيل لو قبل العرب التصالح معها ، وإقامة السلام ، أن تنسحب من نصف سيناء فقط ، ولكن خسائر الحرب وأحداثها أجبرتهم على تركها كاملة بعد مفاوضات شاقة ومضنية وما يحزنني أن السوريين لم يحققوا أية مكاسب من خوضهم الحرب ؛ ولم يبدوا جدية لاحقا للمضي في عملية سلمية مع إسرائيل لاسترداد أرضهم ؛ كما فعل المصريون ، وظلوا متمسكين بشعاراتهم ونظرياتهم القومية ؛ ولذلك لا تزال الجولان إلى اليوم تحت السيطرة الإسرائيلية ؛ التي قررت ضمها نهائيا ؟!
    وكان أصعب الأمور على المصريين في نهاية المطاف أن يوقعوا معاهدة للسلام " كامب ديفيد " مع إسرائيل ؛ بإشراف أمريكي ، والتي تضمنت بنودا مجحفة بالحقوق والسيادة المصرية على سيناء ، أهمها حرمان مصر من نشر قواتها في بعض المناطق ، مما أدى إلى عشعشة وانتشار الإرهابيين والمجرمين في مناطقها ، وهو ما تعاني منه مصر اليوم !
    ولئن كانت نتائج حرب أكتوبر قد أعادت جزءا مهما من الهيبة والكرامة للعرب ؛ وأكدت على أهمية التضامن والتآزر العربي في وقت الشدائد ؛ وإلى استرداد مصر لكامل أراضيها المحتلة ؛ إلا أنها في المقابل قدمت خدمة لأمريكا والغرب ؛ حين تحولت كأداة هامة للحرب الباردة ؛ بتقليص المجال الحيوي ، والتخلص من نفوذ الاتحاد السوفيياتي في المنطقة العربية ، والتي كان الغرب يسعى لها قبل ذلك كثيرا ، فقد أبعدت حرب أكتوبر؛ مصر من فلك ودائرة نفوذ الإتحاد السوفيياتي ، ورمت بها في أحضان أمريكا والغرب ، الذين بدأوا يتحكمون في القضايا العربية ، فالروس كانوا يدركون منذ البداية بأن السادات له ميول غربية الهوى ، ولعل هذا السبب هو الذي أدى إلى تقليل كميات الأسلحة ونوعيتها الممنوحة لمصر التي حاربت بدبابات قديمة ( تي 54 وتي 62) مقابل دبابات أمريكية حديثة ومتطورة ؛ منحت لإسرائيل آنذاك !
    وكشفت نتائج الحرب كذلك أن السادات كان يعي منذ توليه الرئاسة خلفا لعبد الناصر ؛ أن مفتاح حل قضية الشرق الأوسط في يد أمريكا ؛ فهو يعرف أن الإتحاد السوفيياتي ، لا يريد القضاء على دولة إسرائيل بدليل أن أول دولة اعترفت بها كان الإتحاد السوفياتي ذاته ؛ ولذلك فقد كان السادات يتخذ إجراءات مناوئة لتقليص مصالح الروس منذ توليه رئاسة مصر، ولعل ذلك يفسر قول السفير السوفيياتي في مصر بعد قرار السادات الاستغناء عن الخبراء الروس من مصر عام 1972م "إن هذه قصة دراماتيكية ومشوقة، مفاتيحها موجودة فى اتصالات السادات بأمريكا ".
    كما أدت نتائج حرب أكتوبر اللاحقة إلى ابتعاد مصر عن العرب وابتعادهم عنها ، لفترة من الوقت ، إثر توقيع معادهة السلام ، التي فرقت العرب ، وعملت على خلق تيارات متشددة ومتعددة الأهواء ، ورسخت الإنقسامات .
    وحين قرر العرب ومصر المصالحة كانت مصر تسير في سكة لارجعة منها ؛ بسبب تكبيلها باتفاقيات تجارية واقتصادية وسياسية ؛ ولتحول النخب في المجتمع المصري إلى النمط الثقافي الغربي .
    ومن زاوية أخرى أدت قرارات العرب بإيقاف تصدير النفط للغرب ؛ إلى نتائج كارثية لاحقا ، كان من معالمها إعادة رسم نظام اقتصادي وسياسي عالمي جديد جاءت نتائجه في ظهور العولمة لاحقا ، والتخطيط للتحكم في أسعار النفط العالمية ، للتأثير على العوائد المالية والدخل القومي للدول ، بل والبحث عن بدائل أخرى عن النفط العربي ، كإنتاج النفط الصخري ، وصناعة السيارات الكهربائية ، والحصول على الطاقة من ألواح الطاقة الشمسية ؛ وغيرها من الزيوت النباتية.
    وفوق كل ذلك ساهمت إسرائيل بشكل غير مباشر في اشغال وإغراق المنطقة في فوضى عارمة ، لعيد الغرب فكرة تقسيم دولها وفق نصوص اتفاقية "سايكس بيكو" ، بل وفرضت أمريكا قوانين أخرى لمساءلة وملاحقة الدول عن أفعال مواطنيها إذا ما ارتكبوا جرائم ضد مواطني ومصالح بعض الدول ، والمطالبة بتعويضات مالية .
    والخلاصة ، فإنه رغم الاحتفال بحرب أكتوبر كل عام إلا أن نتائج هذه الحرب المشرفة ، أصبحت جزء من الذاكرة فقط ، فقد تبددت الأحلام والآمال التي كان يعول عليها العرب ، للتخلص من إرث الماضي ، ولتحقيق طفرة اقتصادية ، ولم يجني العرب من نتائج الحرب ؛ مكانة علمية أو سياسية أو إقتصادية عالمية ؛ يمكن الإشارة إليها بفخر واعتزاز ؛ بل لاتزال هناك دول عربية تعاني من التردي والتخبط السياسي والإداري
    ( انتهى ).

مواضيع مشابهه

  1. الردود: 603
    آخر مشاركة: 15/10/2015, 07:26 PM
  2. مبروككككك تقديم صرف رواتب أكتوبر بمناسبة عيد الأضحى الأحد, 23 أكتوبر
    بواسطة وتشرق الشمس في القسم: سبلة إستفسارات وطلبات الباحثين عن عمل
    الردود: 21
    آخر مشاركة: 24/10/2011, 03:08 PM
  3. الردود: 9
    آخر مشاركة: 19/03/2011, 07:37 PM

قواعد المشاركة

  • ليس بإمكانك إضافة مواضيع جديدة
  • ليس بإمكانك إضافة ردود
  • ليس بإمكانك رفع مرفقات
  • ليس بإمكانك تحرير مشاركاتك
  •