1-Click Setup for WordPress, Drupal & Joomla!
 
رؤية النتائج 1 إلى 17 من 17
  1. #1
    تاريخ الانضمام
    18/04/2007
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    1,252

    إشارة (( واحـــة الصــائم )) سلسلة إيمانيات متجددة

    أحبابي الكرام في الله رواد سبلة عمان،أهديكم عذب السلام ومسك التحية،وطيب الكلام ...

    وأهنئكم بقدوم شهر رمضان المبارك شهر البركات والخيرات والنفحات والعتق من النيران،من حرم خيره فقد حرم الخير كله،ولذلك جدير بالمؤمن الفطن أن يعد العدة لاستقبال هذا الضيف الكريم،ويحسن وفادته،ويكرم قدومه،فمن باب الاستعداد لهذا الشهر الكريم،وتبادل الذكرى والتذكير بيننا،أحببت أن أفتح هذه النافذة الرمضانية لهذا العام،ليخط لنا كل واحد ما تجود به نفسه من فوائد ونصائح ومواعظ تتعلق بهذا الشهر المبارك،لتصبح هذه الصفحة ملتقى لتعاون على الخير والبر،والتواصي على الحق،والتذكير لكل قلب غافل ولاهي،وفرصة لتليين قلوبنا وتزكية نفوسنا،فيا باغي الخير أقبل ،ويا باغي الشر أقصر..
     التوقيع 
    يا قابضَ الروح من نفسي إذا احتُضِرَت = وغافرَ الذنب زحزحنِي عن النار

  2. #2
    تاريخ الانضمام
    18/04/2007
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    1,252

    افتراضي

    الذِّكْرُ ..غِذَاءُ الرُّوحْ.

    إن ذكر الله عزوجل غذاء الروح ومددها،وطمأنينة القلب وراحته،وسروره وانشراحه، يعرف أهميته الأصفياء، ويدرك حلاوته الأتقياء به تسمو الروح وتصفو النفس ويزكو الفؤاد ولا خير في روح رانت عليها الغفلة واستحكم عليها الإعراض والنسيان لأن الذكر أمره مهم وشأنه عظيم ومثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه كمثل الحي والميت إذ بهذه الكلمات القيمة بين الرسول صلى الله عليه وسلم أهمية الذكر بالنسبة للعبد المسلم فشتان بين ظلمة ونور وحياة وموت وهداية وضلال.. نعم شتان بين حي تسري روحه في جوانبه يعانق الحياة حركا نشطا يسعى تدب الأنفاس فيه وبين ميت لا حراك له جثة هامدة لا قيمة لها ولا وزن أو قدر.

    إن ذكر الله اتصال روحي يمد الروح بالغيث والمدد ويرتقي بها صعودا نحو درجات الكمال حيث يحلق بها عاليا بعيدا عن الدركات والحضيض الأسفل ويبعث في النفس نشاطا غريبا وعجيبا ليسير في هذه الدنيا هاديء النفس قرير العين مطمئن البال قال تعالى:"الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب" الرعد 28
    والذكر ممحق للذنوب والخطايا يأتي عليها فيتركها يبابا ويذروها كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف.


    والذكر غراس الجنة التي تطلبها أنفسنا وتبذل لأجل نيلها الغالي والنفيس والطارف والتليد، وهو هدوء القلوب وراحتها وأنسها وسرورها وفرحتها وحبورها ،كيف لا وهو ذكر للمولى سبحانه ووقوف ببابه وخضوع لجنابه واتصال به في جو روحاني مشحون بالإنابة والإخبات ، وهو غاية في التذلل والركون لركن قوي لا يدرك قوته إلا الغارقون في حبه العارفون لحقه الغارفون من يم الذكر الذاكرون المنيبون لرب الأرض والسموات.
    إن من حكمة التشريع الإلهي أن جعل الأذكار متنوعة متعددة بحسب الظروف والأحوال فهناك أذكار تصنف بحسب الوقت كالأذكار أدبار الصلوات وأذكار الصباح والمساء وهناك أذكار تصنف بحسب المكان الذي يكون الذاكر فيه كذكر الله عند المشعر الحرام ودخول المسجد ونحوه.


    كما أن الإنسان يباح له أن يأتي بالذكر علي أي هيئة وحال قائما وقاعدا ومضجعا وكل ذلك لكي يبقى العبد على اتصال دائم بسيده ومولاه قال تعالى:"الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم".
    إن الغفلة داء كبير ومرض خطير يستفرد بالنفس كما يستفرد الذئب بقاصية الغنم ولا يزال الغافل تتنازعه الشياطين والأهواء حتى تقذفه في حر الهجير ولظى الزمهرير لذلك فلنا في شهر الصوم فرصة ثمينة وغنيمة باردة للاتصال الروحي برب الروح ومالكها،والصوم وما يصحبه من روحانيات كفيلة بجعل الإنسان يقظ القلب حي النفس مطمئن الروح ، حركاته تسبيح ورقوده طاعة واستيقاظه ذكر فتدمن خلاياه ذكر الخالق لتنتشي كل خلية من خلاياه ذكرا وشكرا وصفاءا وطهر وحمدا وشكرا إذ بذلك تحلو الحياة ويكتمل الصيام ويطيب القعود والقيام وأي طمأنينة في غير ذكر الرحمن والضراعة للملك العلام.
     التوقيع 
    يا قابضَ الروح من نفسي إذا احتُضِرَت = وغافرَ الذنب زحزحنِي عن النار

  3. #3
    تاريخ الانضمام
    18/04/2007
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    1,252

    افتراضي

    الاحْتِسَابْ ... نَبْضُ الرُّوحْ.

    باحتساب الأجر عند الله تعالى تنبض الروح ، وتحيا النفس ويسري في جنباتها النشاط،فترتقي لأعلى عليين،وتصل لدرجات الصديقين،غير أن خلقا كثيرا يجهل فضيلة الاحتساب ويزهد فيها وما زهدهم هذا إلا بسبب جهل منزلتها وعظيم قدرها ، وإلا فلو أدرك العبد هذه الفضيلة ما همّشها ولا ضيّعها ولا أهملها أو فرط فيها.
    وإذا شئنا تعريف الاحتساب فهو طلب الأجر والثواب من الكريم الوهاب على شيء تجد النفس فيه مشقة عند وقوعه ومعانقته سواء كان ضرا نزل أو عملا من الأعمال شاقا فهي تجد مشقة وحرجا كبيرا في ذلك ومثال ذلك فقدُ صَفِيِّ أو فردِ أو عضوِ من الأعضاء فكل ذلك صعب كون فقدانه يورث حسرة وهما كبيرين ، وكذلك عند مجاهدة النفس لأداء طاعة أو ترك معصية ففيه من المشقة على النفس كون النفس تنشط للقبيح وتكسل عن الحسن فقيامك لصلاة الفجر مثلا ونفسك تواقة للنوم صعب جدا إذ يشدك مضجعك إليه وذلك بلا شك شاق عليك صعب على نفسك لكن ذلك يهون إن جعلت نصب عينيك ما يوازي قيمته ويعادل مكانته من الأجر والمثوبة عند ربك ليسهل العسير وتهون الأمور وتصغر المصائب وهو ما يسمى احتسابا ،احتساب رائع يورث الخلود ويورد الجنان مستنيرا بهدي الرسول صلى الله عليه وسلم ففي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء".

    والاحتساب دليل على كمال إيمان العبد وحسن إسلامه وتغلغل الإيمان في قرارة نفسه وإن سأل سائل عن كيفية ومجال الاحتساب فمجالاته واسعة غير محددة بحدود ولنا في شهر رمضان أروع احتساب صرح به النبي الأواب صلى الله عليه وسلم حين قال: "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"
    ويتجلى احتساب المسلم في شهر رمضان في كل أمر ونهي وسلوك يأتي به العبد أو يذره بدءا من احتسابه للوقت الذي يقضيه أثناء معاينته لهلال الشهر الفضيل واحتسابه للحظات الطيبة التي يؤدي فيها صلاة العشاء والتراويح ، وفي نيته التي ينويها لصوم الشهر الكريم وفي لحظات سحوره واحتساب البركة والأجر منه ،وفي قيامه لليل وترديده لأذان الفجر، وصلاته سنة الفجر ثم أداء الصلاة مع الجماعة، وقراءته للقرآن حتى شروق الشمس ثم احتسابه لصلاة الشروق أجر حجة وعمرة ، وكذلك خروجه لأداء عمله وطلب اللقمة الحلال التي تغنيه عن ذل السؤال والحاجة للغير، إلى حسن خلقه ومعاملته مع الناس، وغير ذلك من الفضائل وفواضل الأعمال على مدى نهار الصوم وليله.


    إن الاحتساب سبب للإخلاص والبعد عن ذميمة الرياء فالمحتسب لا يطلب أجر عمله إلا من خالقه فهو لا يبتغي بأعماله محمدة الخلق ولا ثناءهم العاطر عليه ، وكيف يطلب أجره من ضعيف عاجز عن نفع نفسه او دفع الضر عنها؟! والاحتساب علامة صلاح العبد فالعبد الصالح يجعل الاحتساب نصب عينيه وهو سبيل شكر المنعم الذي غمرتنا نعمة وطوقتنا آلاؤه ومننه فبتنا عاجزين عن شكرها وأداء حقها، لذلك فإن رمضان الخير مكسب الاحتساب ونيل الأجر وإدراك الثواب جعلنا الله ممن صامه وقامه احتسابا.

    آخر تحرير بواسطة أبو الأنوار : 14/06/2016 الساعة 05:24 PM
     التوقيع 
    يا قابضَ الروح من نفسي إذا احتُضِرَت = وغافرَ الذنب زحزحنِي عن النار

  4. #4
    تاريخ الانضمام
    18/04/2007
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    1,252

    افتراضي

    القُرْآنُ .. رُوحٌ مِنْ أَمْرِ الله



    يسمو القرآن بالنفس، ويرتقي بالروح سموا ورقيا لا حدود له، وذلك بما يشتمل عليه هذا الذكر الحكيم والنور المبين من آيات ومواعظ وحكم ونذر وأمر ونهي، تمر على النفس فتهذبها والسلوك فتقوّمه وترأب صدع القلب، وتجلو عنه الغشاوة، وتنقيه ليعود قلبا نورانيا ساميا في معانيه وتجلياته؛ معان تأتي على العين والأذن واليد واللسان وكل جارحة فتوقفها على سواء الصراط، معان تأتي على ساحة النفس المجدبة فتعشبها ليخضرَّ أرجاؤه، ويلبس بها حلة قشيبة زاهية رائعة، وليس هذا عجيبا فالقرآن ربانيّ المنبع إلهيّ المصدر أنزله الحكيم الخبير ليكون نبراسا يضيء الدرب، ويهدي إلى الحق والرشد ، كتاب قيِّم أعجز المعاندين ، وهدى الحائرين، وأسعد به نفوس المؤمنين.


    كتاب خالد هدايته باقية للناس ما بقيت السموات والأرض،ولا نزال نزداد به يقينا بما يتجلى لنا من إعجازه الظاهر الذي أخرس أفواه العناد وجعلها تلهج بعظمته وتخضع لهيبته وتستجيب لدعوته.
    ونحن اليوم أحوج ما نكون إليه في زمان طغت فيه المادية وأحكمت قبضتها على الأمة وطوقتها تلك الدعوات المشككة والمغرضة.
    نحن في حاجة ماسة لمن يعود إلى دفتي القرآن فيرتوي منه حفظا وتعلما وهداية فهو البلسم الشافي الذي يأسو الجروح ويرتقي بالروح.
    ولنا في شهر القرآن فرصة ثمينة للرجوع إليه والاستمساك بحبله وهديه والاعتصام بقيمه وتعاليمه وتطبيقها في كافة نواحي لأنه لم يترك مجالا من مجالات الحياة إلا عالجه وناقشه وبينه ووضحه.


    ما أحوجنا لمؤسسات تهتم به أكثر،فتفتح المراكز والمدارس التي تقوم بتحفيظه وتعليمه للناس فالحفظة في ديارنا يعدون بالأصابع
    أين هم المعتكفون المنحنون على قراءته وحفظه وتعليمه للورى؟
    أين هم العابُّون من بحره الزاخر المرتون من معينه العذب السلسال؟
    إذن في شهر القرآن فرصة محفزة للاعتناء به ورعايته وقراءته وحفظه وترويح النفس بمعانيه والرقي بالروح بمبانيه لأن فيه أنسها وسرورها وفرحتها وحبورها ونعيمها وهناؤها.
     التوقيع 
    يا قابضَ الروح من نفسي إذا احتُضِرَت = وغافرَ الذنب زحزحنِي عن النار

  5. #5
    تاريخ الانضمام
    18/04/2007
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    1,252

    افتراضي

    التَّفَكُرُ .. سَبِيلُ الرُّوحْ.


    يقترن الفكر والتفكر بالذكر ولا ينفك عنه والعباد تحتاج لإطلاق فكرها والتأمل والتدبر في ملكوت السماوات والأرض لأن إطلاق النظر في هذا الكون الواسع والتأمل والتدبر مهم جدا لتعميق الإيمان وإنماء بذرته في القلوب ويرتقي العبد بنفسه ويمضي بها عاليا حين يتأمل في بديع صنع الله في كل صغيرة وكبيرة منتشرة في هذا الوجود والفكر نهج راق يمضي عليه المؤمنون الصادقون فرتقي أرواح بإدمانهم الفكر والتفكر وإمعان النظر والتدبر.

    ألا وإنه مما لاشك فيه أن السماوات والأرض والبحار والأنهار والذرات والكواكب لم توجد نفسها بنفسها وإنما أوجدها خالق عظيم ومدبر حكيم يستحق الحمد والتمجيد والثناء خالق أوجدها بعد أن كانت عدما لا وجود لها أوجدها بلا مثل أو محاكاة أو نظر في صنع غير فكل المخلوقات خلقها الله سبحانه وتعالى.

    إن ميدان التفكر رحب واسع فالسماء وما أوجد الله فيها من أجرام وكواكب ونجوم وأقمار وامتداد دون سقف أو عمد والهواء وما خلق الله فيه من جزيئات فيه سر الحياة والطير التي تحلق والأرض وما بث الله فيها من كائنات متعددة الأشكال والألوان في تناسق للكون عجيب دون مصادمة ولا تضاد بينها تجعل العبد يخر ساجدا لله عزوجل مقرا بوحدانيته وأنه لا خالق للوجود سواه وهو نتاج مهم من نتاج التفكر والتأمل والتدبر، قيل لأعرابي من البادية: [[أعرفت الله؟ قال: إي والله، قالوا: فبماذا عرفته؟ قال: عجباً لكم! الأثر يدل على المسير، والبعرة تدل على البعير، وأرض ذات فجاج، وليل داج، ألا تدلان على السميع البصير ]].


    لقد بث الله في الآفاق عجائب صنعه وحث عباده على النظر والتأمل في مواضع شتى من كتابه الحكيم قال تعالى: " قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ " [يونس : 101] ويقول جل ثناؤه: " أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ " (الغاشية:17-20) صدق الله العظيم. كل ذلك ليزداد الورى يقينا على يقين وإيمانا مع إيمانهم ونعى الله على أولئك الذين لا يعملون أفكارهم في قراءة هذا الملكوت الواسع قال تعالى: "أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ " (الحج 46).
    قيل للإمام الشافعي : اعرض لنا من آيات الله - وكان بجانبه صنوبر- فأخذ ورقة منها، وقال: [[هذه الورقة تأكلها النحلة فتخرج عسلاً، وتأكلها دودة القز فتخرج حريراً، وتأكلها الغزال، فتخرج مسكاً، أما تدل على الله الذي بيده كل شيء ]]
    ونحن اليوم وقد وافانا من الخير ما وافنا وغمرنا من ألطاف شهر رمضان ما غمرنا حري بنا أن نعمل فكرنا وأن نقف قليلا وقفة تأمل واعتبار وتفكر وإدبار والروح جد نقية وهي أرق ما تكون والذهن صاف كل الصفاء عما يكدره ويعكر صفوه لنتأمل في ملكوت السماوات والأرض وننظر في الآيات المبثوثة بهذا الكون الفسيح والآفاق ليغمرنا الصفاء ونأنس بالإشراق ففي الفكر الإيمان والهداية والسمو والرقي والرفعة حيث المؤمنون يمجدون ربا وخالقا مبدعا هناك حيث الروح تجد سبيلها.
     التوقيع 
    يا قابضَ الروح من نفسي إذا احتُضِرَت = وغافرَ الذنب زحزحنِي عن النار

  6. #6
    تاريخ الانضمام
    18/04/2007
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    1,252

    افتراضي

    سنا المساجد
    جميلة هي المساجد حين تعمر بذكر الله وتلاوة آياته البينات وتمتلئ بجموع المصلين لأداء الصلوات وكم هو رائع أن يعلق المسلم قلبه ببيت الله عزوجل ليستظل تحت ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله .. كم هم محرومون أولئك الذين لا يعرفون الطريق المؤدية إلى المسجد أي خسارة فوق خسارتهم وأي ضياع يحاكي ضياعهم إن شهر رمضان المبارك يعتبر فرصة ذهبية لتوطيد أواصر المحبين ببيوت الله عزوجل فالأجر فيه أجران والفوز فوزان.

    بشراك أمة الله
    عندما يشرق عليك النهار وأعمال المنزل متكدسة فوق كاهلك وحين تغرب الشمس عليك وأنت ما زلت في مطبخك تخدمين الصائمين المصلين الذاكرين فأيقني أن ذلك لن يذهب سدى من رب العالمين فأجرك عنده محفوظ وجوده لاتحده حدود فقط احتسبي ذلك عنده واقتطعي وقتا له احتسبي أجر خدمتك الصائمين ولا تنسي في غمرة أعمالك أن تخصيه بوقت تسبحينه فيه وتمجدينه وتثنين عليه حتى وإن كان في ساعة أعمالك وغمرة أشغالك
    .
    نيات متعدده
    حين تؤدي أي عبادة أيها الصائم القائم صلاة ذكر تسبيح قرآن فاحرص أن تعدد نياتك لتتضاعف لك الأجور من الشكور الغفور فحين تقرأ القرآن مثلا فعدد فيه النية فاقرأه بنية العبادة والتدبر والاستشفاء والتعلم ونحوه وكذلك حين تذكر الله فانو ذكرك عبادة وإنابة وانوه طمأنينة قلبك وسكنه وانوه تطبيقا لسنة الرسول وأمره..إلخ


    درر نفيسه
    وَكُلُّ عَنَاءٍ فِي الجِنَـانِ هَدِيَّـةٌوَكُلُّ هَنَاءٍ فِي الدُّنَـى لِنُـزُولِ
    وَكُلُّ حَيَاةٍ بَعْدَهَا المَوْتُ مَاثِلٌوَكُــلُّ مُــدِبٍّ مُــؤْذِنٌ بِـرَحِـيـلِ
    وَكُـلُّ نَعِـيـمٍ غَـيْـرُ جَـنَّـةِ رَبِّـنَـاسَيُدْرِكُـهُ مَحْـقٌ وَكُــلُّ أُفُــولِ

    نصيحة
    قال تعالى: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى (طه:131).
     التوقيع 
    يا قابضَ الروح من نفسي إذا احتُضِرَت = وغافرَ الذنب زحزحنِي عن النار

  7. #7
    تاريخ الانضمام
    24/05/2015
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    31

    افتراضي

    شكرا لك أخي
    وبارك الله فيك

  8. #8
    تاريخ الانضمام
    18/01/2012
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    10,664

    افتراضي

    بارك الله فيك ابو الانوار
    مأجور بإذن لله
     التوقيع 
    ؟؟
    ثمة أوقات يصبح الشرح فيها
    عجز
    ليس عجز الكلام أو الوصف
    ولكنه عجز الذين يعلمون أن الشرح وحده ليس كافيًا لإيضاح الصورة



  9. #9
    تاريخ الانضمام
    18/04/2007
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    1,252

    افتراضي

    لا للفتور
    إن خلقا كثيرا هدانا الله وإياهم إذا أقبل شهر الخير ثارت هممهم وانطلقت حتى إذا تقدمت أيام الشهر بدأت تخور وتفتر وتبرد شيئا فشيئا وهذا ليس شأن الأريب والعاقل اللبيب فالمرء الطامح يسابق لآخر رمق بل على العكس كلما اقتربت المنافسة من نهايتها شد العزم وقارب الخطى في سرعه ليظفر بالمأمول فالبدار البدار والهمة الهمة فالسلعة غالية والجنة طيبة الرائحة والحور العين تزينت والدور استعدت للفائزين.

    التنويع التنويع
    من الضروري جدا أن ينوع المرء العبادة في رمضان فتنويع الصلاة يتمثل في أداء الفرائض والسنن والرواتب والنوافل والفضائل والتنويع في الإنفاق يشمل الصدقة والزكاة لمن وجبت عليه والتنويع في الأذكار بحسب الأحوال والتنويع في صلة الأرحام بحسب درجاتهم والتنويع في العلم بحسب فنون العلم والتنويع في النصيحة بحسب المقال والمقام وهكذا كي لا يتطرق السأم والملل إليك وليبقى نشاطك في اتقاد وهمتك في ثبات وزياده.

    موعظة
    تذكر بأنك مهما عشت في هذه الدنيا فعما قريب إلى الله مرتحل عائد فصم كما قيل صوم مودع فلست تدري أيمر عليك العاشر من رمضان أم هذا هو آخر العهد به واستصحب هذا الفكر في ما تبقى من أيام ربما يسعدك ذلك إن سرت وارتحلت.

    همسه
    لا تلملأ بطنك من الموائد العامره عند إفطارك ولاتنس أن تترك ثلثا لشرابك ونفسك فذلك أرقى للروح وأفضل لها.
     التوقيع 
    يا قابضَ الروح من نفسي إذا احتُضِرَت = وغافرَ الذنب زحزحنِي عن النار

  10. #10
    تاريخ الانضمام
    18/04/2007
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    1,252

    افتراضي

    لغة الدموع
    تتعدد الدموع التي تتحدر من الإنسان على خده بحسب الموقف الذي هو فيه فهناك دموع الفرح ودموع الحزن ودموع الخشية ودموع المرض وغيرها من أصناف الدموع غير أن دموع الخشية تأتي في مرتبة متقدمة على سائر الأدمع الأخرى إذ يمكن أن تمضي وتحلق بصاحبها عاليا إلى مراتب البقاء والخلود وقد أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك في أكثر من نص من نصوص السنة المطهرة ففي حديث المستظلين بعرش الرحمن قال :"ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه من الدمع" وعلى إثر ذلك استحق المذرف لها أن يستظل تحت عرش الرحمن وفي نص آخر عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ
    سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فالعين وبكاؤها من خشية الله كانت سببا في سلامة صاحبها من النار ما أحوجنا في هذا الشهر المبارك إلى مزيد من دموع الخشية فعل ذلك يطهر الذنوب ويغسل الآثام.

    لهف نفسي
    لهف نفسي على اليتيم الذي ذهب ريب المنون بوالديه أو بأحدهما أي رحمة تملؤ كياني عليه وتضاعف تألمي له كم هو محتاج إلى قلب حان رؤوف لطيف ليؤنسه في دنيا الناس الموحشة حيث الرعاية والاهتمام والصدر الرقيق الحاني إن شهر رمضان يثير شجونا وشؤونا على هذه الشريحةالمهمشة التي تفقد المؤازر والمعين والمساعد والنصير إلا القليل القليل منهم ما أحوجنا إلى شخص يستيقظ قلبه على معاناتهم فيسرع الخطى إلى ضمهم ورعايتهم والإنفاق عليهم وشد أزرهم.

    تسابيح الكون
    وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لاتفقهون تسبيحهم ياالله ما أروع الكون الفسيح حين تقعد تسبح الله عزوجل تحس أن كل خلية من خلاياك وشعرة من شعرك وذرة من ذرات هذا الكون الممتد تسبح معك وتردد هتافها تمجيدا للواحد الأحد الفرد الصمد الذي تنزه عن الشريك والصاحبة والولد فسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.
     التوقيع 
    يا قابضَ الروح من نفسي إذا احتُضِرَت = وغافرَ الذنب زحزحنِي عن النار

  11. #11
    تاريخ الانضمام
    18/04/2007
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    1,252

    افتراضي

    لقاء لابد منه
    هو لقاء حتمي لايقبل فيه الأعذار مهما طال الزمان أو قصر أجراه اللطيف الخبير على كل عباده فهو لقاء آتيهم وملاقوه لأجل ذلك لزاما على المرء أن يكون على أهبة الاستعداد في كل وقت وحين ولا شيء أخطر على المرء من استحكام الغفلة به والتعلق بطول الأمل فطوله يورث الركون إلى الدنيا والتكالب على زخرفها الزائل ويورث كذلك التمادي والتعود على الزلل والآثام لذلك على الإنسان أن يتفقد أحوال نفسد بين الحين والحين كما يجب عليها أن يجعل له في ميدان الذكرى صولات وجولات فلعل ذلك يوقظ قلبه النائم ولنا في رمضان محطة لندكر ونتعظ ونعتبر ونبصر.

    بركة اللبن
    قليل هي الموائد التي يخلو منها شراب اللبن عند الإفطار في شهر رمضان بل قد سبب نقصه قبل سنتين حرجا وامتعاضا لدى كثير من محبيه فهو شراب مبارك طيب امتن الله به على عباده واستحق أن يكون شراب الخالدين في جنات النعيم يقول الحق جل جلاله: {مثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى} محمد:15 كما باركه الرسول الكريم حينما اختاره عندما خير بين الماء والخمر واللبن على تقدير ثبوت الروايه وعن ابن عباس قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ طَعَامًا فَلْيَقُلْ اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ وَأَطْعِمْنَا خَيْرًا مِنْهُ وَإِذَا سُقِيَ لَبَنًا فَلْيَقُلْ اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ وَزِدْنَا مِنْهُ فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ يُجْزِئُ مِنْ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ إِلَّا اللَّبَنُ"

    شدو الطفوله يا رمضان
    لله كم ترك شهر رمضان من ذكرى وذكريات على الصغير والكبير فمن منا لم يصنع له رمضان ذكريات عذبة جميلة رائعة تزيدنا حبا له على حب فالاستقاء بالرشا من البئر وصنع أمي للإفطار وقت العصر وجلوسنا بعيدا عن المائدة حتى يكمل الكبار الصائمون إفطارهم وبكاء إمام قريتنا لدى أدائه صلاة التراويح وانزعاج أمي من ثقل نومنا حين توقظنا للسحور وغيرها من الذكريات الحسنة تزيدنا تعلقا بشهر الخير وحرصا على استباق الفضل فيه واستثمار كل لحظة من لحظاته فطب مقاما فينا يا نسيمات الصفاء وسر في الأرجاء لتروح أفئدة المخلصين يا أرج الحبيب ففيك الهناء وفي كنفك الرحمات.

    همسه
    أيها الأحبة يخطيء كل الخطأ من يحسب أن شهر رمضان شهر خمول وكسل بل على العكس هو شهر جد واجتهاد وعمل وإقدام إذ تتساقط الذنوب مع تساقط حبيبات عرق العاملين وتجف الذنوب بجفاف حلوق الكادين الكادحين ولا تنسوا أن المرء يدرك أجرين بعمله أجر أدائه العمل وأجر المشقة التي تناله بسبب صومه فهلا احتسبنا أجرنا على الله وسألناه رغبة ورهبة ورجوناه؟؟
     التوقيع 
    يا قابضَ الروح من نفسي إذا احتُضِرَت = وغافرَ الذنب زحزحنِي عن النار

  12. #12
    تاريخ الانضمام
    18/04/2007
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    1,252

    افتراضي

    أيا عجبا كيف يعصى الإله
    إن نعم الله سبحانه المبثوثة في هذا الوجود هيهات أن تعد أو تحصى أو تحد أو تستقصى ويكفي الإنسان عبرة من ذلك نعم الله التي أودعها هذا الإنسان بالذات فالسمع والبصر والشم والبشرة الجميلة والخلقة السوية تدع اللسان والقلب يهتفان بتمجيد البارئ المصور جل وعلا وهذه النعم للأسف الشديد يعتريها تقصير في الشكر والثناء على المنعم بل قد تقابل بكفر ونكران ولا يحس أحدنا بقيمة النعمة والمنعم إلا حين نفقدها فالأعمى وحده يدرك قيمة الإبصار وكذا الأصم يحس بقيمة السمع والأمر ذاته عند الأبرص فهو وحده يدرك ما ثمن الجلد الحسن الجميل فالحمد لله على ما أنعم وأسدى وتكرم.

    مدرسة الصيام
    يعتبر الصوم مدرسة رائعة يدخل في نطاقها معاشر الصائمين مدرسة يتعلم الجميع فيها ما معنى مراقبة الخالق سبحانه وتعالى فالمرء حين يخلو بنفسه دون رقيب غير عين الرقيب فيعزف عن مفطراته احتسابا وامتثالا لأوامر الخالق عزوجل بلا شك يصعد بنفسه إلى أرقى درجات المراقبة.
    وحين يتضور المرء جوعا وعطشا يدرك حقيقة معاناة المحرومين الذين يهيمون على وجوههم في مكاب النفاية وأكياس القمامة يبحثون عما به رمقهم.
    إن من الظلم امتلاء موائد الأغنياء العامرة وأفواه الأطفال في إفريقيا جافة جائعة فإذا أغفل الأغنياء الجانب الديني في الإنفاق فلماذا يغفل الجانب الإنسان فهل من باسط يده ليكون في زمرة المحسنين في شهر الأجود من ريح مرسله؟؟

    يا فتاه
    أنت الأمل في زمان عربد فيه الطغيان وبذلوا جهدهم لإبعادك عن درب وهدي نبيك صلوات الله وسلامه عليه أنت مضرب طهر وعفاف وفضيله حاشاك حاشاك عن اتباع كل ناعق والسير خلف كل منافق أعلم يقينا أنك تدركين ماهية مخططاتهم الخبيثة وما يسعون إليه في دعوات تحريرك تحريرهم لك ليس إلا من قيمك ومبادئك التي أرساها لك دينك ولك في السلف الصالح خير طريق تمشين عليه .
    إن سعدك وسرورك في رجوعك وتوبتك وإنابتك لربك لاسيما وأنت في شهر التوبة والإحسان ألا ما أحوجك إلى دمع الدجى ليغسل ذنوبك وخطاياك ويعيد الحياة إلى ما ذبل من حقول قلبك المجدبة ألا ما أحوجك للنقاء والصفاء والجود والإحسان في شهر رائق كرمضان.
     التوقيع 
    يا قابضَ الروح من نفسي إذا احتُضِرَت = وغافرَ الذنب زحزحنِي عن النار

  13. #13
    تاريخ الانضمام
    18/04/2007
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    1,252

    افتراضي

    رَوْحَانِيَّتَانْ .. صِيَامٌ وَجُمُعَهْ.

    حين تنهل الخيرات وتنسكب الرحمات وتغشانا عناية الله بمواسم خير حينها فقط يحس العبد بالقيمة من وجوده، كيف لا وهو أحوج ما يكون إلى مواسم طهر وتطهير ليشمر فيها عن ساعد الجد والاجتهاد ليغتسل رغبة ورهبة في بحور شطآنها من درن الذنوب والأسقام وأوحال المعاصي والخطايا ليسمو بروحه ويرتقي بها وينقيها ليجعلها في مصاف الأولياء ودرجات الصديقين.

    ما أجمل أن نعانق يوم الجمعة ونحن صيام ففي ذلك برد على النفس،وروح على الروح،وصفاء على الفؤاد، كيف لا والروحانيات تنهل كمثل غيث هتان على أرض عطشى ليتعانقا شوق محبين بعد طول بعاد هناك حيث تتعانق الأنفس والنسمات،ووتتقهر الخطيئات في زحمة الرحمات،وتتزاحم في الروح المنى والأمنيات.

    نعم صوم وجمعة يستشعر العبد في كنفهما بأمان وطمأنينة وبرد وسكينه وإيمان يغمر نفسه ويملؤ فواده فيتقاطر الخير عليه منهلا من كل صوب وحدب بدءا من صباحه الذي يقوم فيه لأداء فرضه وسننه مرورا بساعات الجمعة الرائعة وما فيها من حلاوة الصلاة على خيرة الهداة وكذاك التبكير إليها والسعي لأدائها مبتغيا ما عند الله من الفضل وجزيل العطايا إلى اللحظات الطيبة والألفة والاجتماع حيث الكل متآلف متلاحم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى سائر الجسد بالسهر والحمى ومن ثم لحظات إلقاء الإمام لخطبته ووعظه ودرره التي ينثرها بين يدي الحضور، إلى ساعة من الساعات ودعوة فيها لا ترد ثم أداء السنن والتبتل لرب الأرض والسماء ،إلى جلستهم لاستماع معلومة أو درس قيم ثم انطلاقهم من ذلك المكان وقد بلغت أرواحهم مدى من الطهر والسكينة والنقاء، وانتهاء بعصر الجمعة الجميل عصر الذكر والأذكار والسؤل والدعاء عصر جمعة وعصر صوم لحظات جميلة وأنفاس تضرع لله بحط الذنوب والخطايا عصر من فوته فقد أفات على نفسه فضلا وخيرا هيهات أن يعودان إليه إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

    لله تلكم الأوقات ما أعطرها وتلك الأزمان ما أنفسها لكم نحن في نعم من الله غامرة ورفد منه متتابع وعطاء وكرم نعجز عن شكره ونفي بحقه.


    إن المسلم الحق لا يدع الفرص تفوته ولا اللحظات تذهب سدى بل عليه أن يحسن استثمارها واستغلالها فيما يعود عليه بنفع في دينه ولكم وهبنا الله أوقاتا ثمينة ولحظات مباركة أبينا إلا تضييعها ولعمري إننا محاسبون عنها فلنحسن استغلال أيام وليالي هذا الشهر الفضيل لنبلغ الغاية وندرك المقصود.
     التوقيع 
    يا قابضَ الروح من نفسي إذا احتُضِرَت = وغافرَ الذنب زحزحنِي عن النار

  14. #14
    تاريخ الانضمام
    18/04/2007
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    1,252

    افتراضي

    الصيام مدرسة الصبر

    تبلغ درجة الحرارة الأربعين درجة ونيف وعباد الرحمن صائمون الشهر الفضيل ولا نتعلم من ذلك إلا الصبر فكم هو الأجر الذي سنناله إن صبرنا واحتسبنا ذلك عند الله!!!!

    كتب عالم نفساني ألماني بحثا عن تقوية الإرادة ،أثبت فيه أن أعظم وسيلة لذلك هي الصوم! كيف لا والله عز وجل فرض الصوم على عباده ليتحرروا من غرائزهم، وينطلقوا من سجن أجسادهم، ويتغلبوا على نزعات شهواتهم، وفي ذلك تقوية للإرادة، وتربية على الصبر، فالصائم يجوع، وأمامه شهي الغذاء، ويعطش وبين يديه بارد الماء، ويعف وبجانبه زوجه، لا رقيب عليه في ذلك إلا ربه، ولا سلطان إلا ضميره، ولا تسنده إلا إرادته القوية الواعية، ولكل هذا سمَّاه رسول الله صلى الله عليه وسلم شهر الصبر..

    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لِكُلِّ شَىْءٍ زَكَاةٌ وَزَكَاةُ الْجَسَدِ الصَّوْمُ». وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الصِّيَامُ نِصْفُ الصَّبْرِ»

    إخوتي : إن الصبر خلق جامع للفضائل الكبيرة، فالصبر على الطاعة تقوى، والصبر عن شهوة البطن قناعة، والصبر عن شهوة الجسد عفة، والصبر عند القتال شجاعة، والصبر عند الغضب حِلم، والصبر عن فضول المعيشة زهد، والصبر على مجالسة الفقراء والمساكين تواضع، وخلاصة الإسلام كلمتان: عبر عنهما القرآن الكريم في قوله تعالى: (وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) [العصر:3].
    نحن نجاهد لنصبر على حرارة الجو مع وجود أجهزة التكييف ،ولكن التاريخ يحكي لنا عن أبرز وأقوى المعارك الإسلامية التي حدثت في الشهر الكريم!!نعم معارك وجهاد حقيقي ومنها بدر الكبرى ، وفتح مكة ، ومعركة عين جالوت؛ وأدرك حقيقة سر انتصار المسلمين في معركة بدر على قلة عددهم أعداؤنا ومنهم المستشرق "نيكلسون" حيث قال : لقد كان انتصار محمد على قريش الوثنيين أمراً طبيعياً بدهياً؛ لأن الرسول كان يعلم أتباعه النظام العسكري والجندية الكاملة خمس مرات في المسجد، ولا شك أن الفكرة العسكرية ملحوظة في الصلاة.. ولا شك أن لها آثارها ونتائجها ولكن هناك روحاً خفية أخرى يرجع إليها هذا الانتصار الباهر، ألا وهي روح الإرادة التي أشاعها في نفوس المسلمين شهر رمضان الذي وقعت خلاله هذه المعركة الإنسانية الكبرى، وأن الأرواح التي حاربت في صفها الملائكة لا بد أن تكون قد بلغت من الصفاء والإيمان والتجرد والإخلاص حداً ما كان ليستنزل جند السماء من السماء إلا لملائكة البشر الذين رباهم رسول الله في مدرسة الوحي وفي معهد القرآن وبين جدران المسجد وذلك يشع من قوله تعالى: (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [آل عمران:123]


    فها هي مدرسة رمضان شرعت أبوابها منذ 6 أيام ونحن في اليوم السابع ، فلا تذمر من الحر والشمس الحارقة فأجرنا بإذن الله مضاعف مع الصبر وخلاص النية..
     التوقيع 
    يا قابضَ الروح من نفسي إذا احتُضِرَت = وغافرَ الذنب زحزحنِي عن النار

  15. #15
    تاريخ الانضمام
    18/04/2007
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    1,252

    افتراضي

    الإِنفَاقُ .. إِشْرَاقُ الرُّوحْ.

    أتألم ألما شديدا وأنكس رأسي خجلا وحسرة وأنا أتابع عبر وسائل الإعلام إخوانا لنا يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله يعصف بهم الجوع وتفتك بهم الأمراض والأوبئة بينما موائدنا عامرة بما لذ وطاب نبدأ في إعدادها من قبل صلاة العصر إلى يصدح المؤذن لصلاة المغرب حيث موعد الإفطار.
    لست أدري كيف طعم الإفطار والتنعم بما لذ وطاب وأخوة الدين يتساقطون جوى ضحايا الجوع غير الراحم والوباء القاصم.
    لست أدري كذلك إلى متى هذا الشح والبخل من قبل بعض الأغنياء الذين من الله عليهم بما من عليهم من صنوف الخير والنعم؟
    إننا نحتاج لمراجعة أنفسنا وتصحيح مسارنا فيما يتعلق ببذخ الموائد وما يتعب به عمال البلدية من بقايا الطعام المخلف الذي أزعجت رائحته الطرقات.

    إن شهر رمضان شهر رحمة وإشفاق ومودة شهر فيه يشعر الغني بمعاناة الفقير والمتخم بمعاناة الجائع شهر فيه يطلق المؤمن كفه للإحسان على الفقراء والمساكين تأسيا برسول الهدى صلى عليه وسلم الذي كان في رمضان أجود بالخير من الريح المرسلة.
    إن إشراق الروح وصفاءها يكمن في إحساس المؤمن بمعاناة المؤمن وإحساس الغني بما يلقاه الفقير فيجود عليه وينفق ويتصدق بما من الله به عليه.
    كم اغتبطت نفسي قبيل فترة حين بذل محسن ستين ألف ريال من ماله لشراء حاجات وأغراض أساسية لفقراء بذل ماله وأنفقه وأذهبه ولم يبق له من ذلك غير نيته الخالصة الصادقة لله ودعوات الفقراء المحرومين الذين نالهم نصيبا من بره وإحسانه.

    إن شهر رمضان فرصة ثمينة ذهبية للإحسان على الفقراء والمحرومين ورسم البسمة على محياهم .. فرصة ثمينة للإنفاق في سبيل الله عزوجل وشراء جنة غالية وصحبة للمصطفى صلى الله عليه وسلم،فرصة ثمينة لتطهير النفس من داء البخل والشح والارتقاء بالروح من التهالك على حطام الدنيا الفاني ومتاعها الزائل
    شهر رمضان فرصة ثمينة لمن أراد التجارة مع الله وقرضه القرض الحسن ليجد ذلك أضعافا مضاعفة عند الله.
    لكم نغبط أولئك الذين من الله عليهم بالمال فسخروه في مرضات الله عزوجل ولكم نتحسر على بخيل شحيح قابض لا يعرف من الحياة إلا ما يملأ كيسه ويبعده عن خالقه وسيده ولا حول ولا قوة إلا بالله
    نستطيع الاستغناء عن أمور شتى في سبيل مد يد العون للفقراء والمساكين والمحرومين ولدينا من الآيات القرآنية الحاضة الحاثة على البر والإحسان والإنفاق في سبيل الله عزوجل هل آن الأوان لتصيخ لها أسماعنا وتستجيب لدعوتها القلوب المؤمنة والأنفس الزكية هل آن الأوان ليكون رمضان منطلقا نحو البر والإحسان ورعاية الفقراء والمساكين والمحرومين؟
     التوقيع 
    يا قابضَ الروح من نفسي إذا احتُضِرَت = وغافرَ الذنب زحزحنِي عن النار

  16. #16
    تاريخ الانضمام
    18/04/2007
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    1,252

    افتراضي

    وَطْأَةُ الجُّوعْ تَهْذِيبُ الرُّوحْ
    إن الجوع أداة فعالة تسمو بالروح وترتقي بها وتنقيها وتصفيها لأن الجوع جند من جنود الله سبحانه وتعالى على من يشاء ولقد ابتلى الله به أولياءه وأصفياءه لينالوا منه الصلاة والرحمة فأما كونه جنديا من جنود الله فمصداقا لقول الحق تعالى (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ )(النحل112) وأما كونه ابتلاءا لاستخلاص الصفوة وتمحيص الأنقياء فمصداقا لقول الحق تعالى(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) البقرة 155 وكلنا يطالع سيرة السلف الصالح وطلاب الآخرة وكيف كان جوعهم أكثر من شبعهم ولنا في رسولنا صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة في هذا المضمار فقد كان يربط على بطنه الحجارة من شدة ما به الجوع َنْ سِمَاكٍ قَالَ سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُا
    أَلَسْتُمْ فِي طَعَامٍ وَشَرَابٍ مَا شِئْتُمْ لَقَدْ رَأَيْتُ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا يَجِدُ مِنْ الدَّقَلِ مَا يَمْلَأُ بِهِ بَطْنَهُ ولاقى المؤمنون إثر المقاطعة مالاقوا من شدة العيش وضنك الحياة ووطأة الجوع حتى أكلوا ورق الشجر وجلود الجيف سدا لحدة الجوع وشدته.
    وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعيذ من الجوع عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ
    كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:" اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُوعِ فَإِنَّهُ بِئْسَ الضَّجِيعُ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْخِيَانَةِ فَإِنَّهَا بِئْسَتِ الْبِطَانَةُ"
    وفي صوم شهر رمضان وما يعاني الصائم فيه من وطأة الجوع والحرمان حكم وغايات نستشفها وتتجلى لنا منها:
    أن الجوع يضيق مجاري الشيطان في الجسد فكلما زاد بالإنسان الجوع شغله عما سواه فيتركز فكر الإنسان في سده ومدافعته دون أن ينتبه لما عداه فهو شغل شاغل للنفس.
    وكذلك في الحرمان والإحساس بحدة الجوع إحساس بما يعانيه الفقراء والمحرومون والجوعى في أنحاء البسيطة فيدفعه ذلك إلى الإنفاق والإحسان على أهل الجوع والمسغبة.
    وفي الجوع تذكير للنفس بتبدل الحال وتغيرها وبأن الأحوال متقلبة على الإنسان فليست دنيا الناس كلها شبع فيوم جوع ويوم شبع ويوم شبع ويوم جوع هكذا في تبدل وتغير ليتمكن الإنسان من مواكبة كل الظروف مهما كانت.
    لأجل ذلك كان حريا بذي العقل أن يستثمر شهر رمضان ليرتقي بروحه ويسمو بنفسه ويعلو بهمته فالكيس العاقل ينتهز مواسم الخير ويوقف نفسه على الحق والرشد ولا يجعل حظه من صيامه الجوع والعطش ولا من قيامه التعب والظمأ فرب جوع يوم أعقبه شبع طويل ورب شبع يوم أعقبه جوع طويل
     التوقيع 
    يا قابضَ الروح من نفسي إذا احتُضِرَت = وغافرَ الذنب زحزحنِي عن النار

  17. #17
    تاريخ الانضمام
    28/12/2014
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    3,989

    افتراضي

    الله
    يرضيكم
    ان شاء الله
    ويوفقكم
    ويستر عليكم

مواضيع مشابهه

  1. عـــزاء واجـــب ..
    بواسطة إرتقآء في القسم: السبلة العامة
    الردود: 34
    آخر مشاركة: 13/05/2014, 12:35 AM
  2. عـــزاء واجـــب للمشرفـــة missing
    بواسطة معنا الله في القسم: سبلة التصوير الضوئي والتصميم والخطوط
    الردود: 32
    آخر مشاركة: 28/08/2013, 09:05 AM
  3. .........إيمانيات... دورة تدبر لنساء
    بواسطة أنفاس الورد2011 في القسم: السبلة الدينية
    الردود: 4
    آخر مشاركة: 14/08/2011, 10:28 PM
  4. مساءكم إيمانيات-سؤال
    بواسطة طيبة الكون بكبره في القسم: السبلة الدينية
    الردود: 2
    آخر مشاركة: 11/02/2011, 07:03 AM

قواعد المشاركة

  • ليس بإمكانك إضافة مواضيع جديدة
  • ليس بإمكانك إضافة ردود
  • ليس بإمكانك رفع مرفقات
  • ليس بإمكانك تحرير مشاركاتك
  •