1-Click Setup for WordPress, Drupal & Joomla!
 
رؤية النتائج 1 إلى 11 من 11
  1. #1
    تاريخ الانضمام
    12/11/2008
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    2,733

    افتراضي تحرير العقل العماني من الاوهام: عاصفة الحزم نموذجا


    د. حمد الغيلاني

    لقد شهد التاريخ العماني، المليء بالأحداث الجسام، منها الانتصارات التاريخية المدوية، ضد المستعمرين، وكذلك تمدد الإمبراطورية العمانية، ومواقفها الخالدة، من القضايا الإنسانية، ومن انتمائها الخالص لعروبتها ودينها وقيمها ومبادئها، ملاحم عظيمة تستحق الفخر والاعتزاز، ومنها موقف العمانيين الخالد من نصرة إخوانهم في العروبة والدين والقيم، في زمن الامام أحمد بن سعيد البوسعيدي (1744-1783)، وتحريرهم البصرة من الاستعمار الفارسي، وهو موقف شامخ، يستحق الإجلال والاحترام والتقدير، وموقف العمانيين في زمن الإمام الصلت بن مالك الخروصي (حكم 237-272هـ)، من نصرة إخوانهم في العروبة والدين في جزيرة سوقطرة، وتحريرها من الاستعمار الصليبي الحاقد، موقف آخر، يستحق الإشادة والفخر والتخليد، عبر تاريخ هذا الوطن المجيد. كما أن الإمام سلطان بن سيف اليعربي (1711-1718م)، قام بتحرير البحرين من الاستعمار الفارسي، ومواقف وبطولات العمانيين لا تحصى أبدا؛ فهم أول من جاهد في البحر لنشر الإسلام في بلاد فارس والهند والسند، ومواقفهم وبطولاتهم وأمجادهم ونصرتهم للحق وانتماؤهم لعروبتهم وقيمهم النبيلة، لا يمكن إخفاؤها أو تجاهلها أو طمسها أو تزويرها.
    ولكن كل تلك المواقف والأحداث الجسام والتاريخ المشرق البهي، بالعزة والكرامة والإنسانية، تحققت عندما كان لعمان شخصية عالمية مرموقة وقوة عسكرية هائلة وانتماء واضح وصريح لعروبتها، وقيمها الإنسانية النبيلة.
    ومن المعلوم بالضرورة، أن أي بلد في العالم، لا يمكن أن يكون لها ثقلها الإقليمي والدولي، إلا وفق إمكانات البلد المتاحة، وأي بلد يفتقد تلك المقومات، لا يمكن أن يكون له دور أو شخصية محورية، وأهم تلك الإمكانات، القوة العسكرية، والقوة الاقتصادية، والاستقرار السياسي، والموقع الجغرافي، ورغم أن عمان تملك موقعًا استراتيجيًّا هامًّا جدا، بل الأهم على المستوى العالمي، نظرا لارتباط ثلثي نفط العالم بمضيق هرمز، وتملك استقرارا سياسيا نسبيا، مقارنة بالدول المحيطة، إلا أنها لا تملك أي ثقل اقتصادي، فمن المعلوم أن الاقتصاد العماني، يعتمد بشكل مطلق على عاملي النفط والغاز، المتذبذبين، ولا توجد للسلطنة أي إمكانات اقتصادية تصنيعية أو زراعية أو غيها، كما أن القوة العسكرية محدودة جدا، ولا تقارن بإمكانات القوى الإقليمية والدولية المتربصة، ولا بالقوة التي كانت تملكها أثناء قيامها بدورها الفاعل والمؤثر في الماضي.
    وخلال السنوات الأخيرة، شاركت السلطنة في التحالف الذي قادته أمريكا لحرب العراق، وما أعقب ذلك من تدمير لتاريخ وحضارة وإنسانية الشعب العراقي العظيم وبلاده وكرامته، وما خلف ذلك من قتل وتشريد وسجن وتعذيب وقهر وتنكيل لمئات الآلاف من الشعب العراقي، من قبل البرابرة الأمريكان ومن حالفهم، ثم تلا ذلك تسليم العراق للمليشيات الطائفية المتطرفة، وما سامته للشعب العراقي أيضا، من احتقار وترهيب وتدمير.
    كما شاركت السلطنة في التحالف الذي تقوده أمريكا البربرية أيضا، وحلفاؤها في محاربة ما يسمى بتنظيم داعش المتطرف في سوريا، من خلال الضربات الجوية، أو توفير الإمكانات اللوجستية لتنفيذها، وما حوى ذلك العمل، من قتل لكثير من الأبرياء المدنيين، وتدمير الكثير من البنيات التحتية للوطن الغالي العزيز سورية، وكان أولى بهذه القوى المتحالفة خلف لواء أمريكا أولا، أن تقضي على أصل الفساد والإرهاب ومنبعه الأصيل في سورية، وهو النظام السوري نفسه، الذي أذاق الشعب السوري، صنوفًا شتى من الويلات والعذاب؛ منها القنابل الكيميائية والبراميل المتفجرة، وغيرها من صنوف الإرهاب، التي لا يحصى لها عدد. كما شاركت السلطنة في العدوان الأمريكي البربري وحلفاؤه، ضد الشعب الأفغاني وأفغانستان، وما أعقب ذلك إلى الآن، من جرائم ارتكبت ضد الشعب الأفغاني وبلاده، جرائم من القتل والتعذيب والترويع، يندى لها جبين الإنسانية.
    ومن خلال استعراض ستة مواقف من التاريخ العماني في الماضي والحاضر، نلاحظ أن عمان كان لها مواقف تاريخية خالدة، تستحق الافتخار والاعتزاز؛ منها موقف عمان من أهل البصرة ونجدتهم من الاستعمار الفارسي، وتحرير البصرة منهم، وموقف العمانيين، من إخوانهم في سومطرة، وتحريرها من الاستعمار الصليبي، وموقف عمان من إخوانهم في البحرين، وتحريرها من الاستعمار الفارسي. وفي المقابل، وفي العصر الحديث، هناك ثلاثة أمثلة لعمان، أولها وقوفها مع التحالف الذي تقوده أمريكا لتدمير العراق، وشعبه وحضارته وتاريخه وإنسانيته، والموقف الثاني، هو وقوفها مع التحالف الذي تقوده أمريكا أيضا، لتدمير ما يسمى بتنظيم داعش، والموقف الثالث هو وقوف عمان مع التحالف الأمريكي البربري وحلفائه لتدمير أفغانستان وشعبها وحضارتها وإنسانيتها.
    ومن يقرأ الموقف العماني الحالي، من خلال ما استعرضناه سابقا، يلاحظ أن عمان لم تقف في الحياد من القضايا الإقليمية حولنا، بل شاركت كما شاركت كثيرا من دول المنطقة، وسبب المشاركة، وهو من المعلوم بالضرورة، أن هذه الدول ومنها الدول الخليجية، لا تملك قرارها وإرادتها في مثل هذه الأحداث، بل يطلب منها المشاركة من قبل الدول الكبرى، الإقليمية منها والدولية فتنفذ، وفق ما رسم لها من دور.
    ومن خلال تطبيق كل ما سبق على واقع ما يسمى بعاصفة الحزم، وهي الحرب التي شنتها المملكة العربية السعودية ودول الخليج وحلفاؤهم، ضد المتطرفين في اليمن أو من يسمّون بالحوثيين وحليفهم المخلوع، وموقف عمان من تلك الحرب، نلحظ الآتي: أن السلطنة لم تُستَشر أصلا في الدخول في الحرب من عدمه، حيث صرح وزير خارجيتها أنها لم تُدعَ للاجتماع التنسيقي قبل الحرب، ولم تبلغ أو يطلب منها المشاركة، ومن هذا المنطلق، فلا يمكن القول أن عمان اتخذت قرارا بعدم المشاركة بالحرب، لأنها وبكل بساطة، لم تُتَحْ لها فرصة الاختيار لتختار، كما أنه، بالتالي لا يمكن القول أن عمان لم تشارك من منطلق حيادها وعدم خوضها في حروب ومشكلات إقليمية، تؤدي إلى مزيد من التوتر وسفك الدماء في المنطقة، حيث أن عمان شاركت تحت راية أمريكا وحلفائها في تدمير العراق منذ سنوات، وتشارك حتى اليوم تحت راية أمريكا في الحرب ضد داعش، وشاركت في تدمير أفغانستان منذ أعوام، وكلها حروب لا تختلف من حيث المبدأ عّما يحدث في اليمن اليوم، كما أن موقف السلطنة من الأزمة الحالية في اليمن ليس حياديا، حيث وصف وزير الخارجية عاصفة الصحراء، بأنها حرب ضد اليمن، حين قال: لن نكون طرفا في حرب ضد اليمن، ومن المعلوم أن عمان تشارك في حرب ضد داعش بقيادة أمريكا، ولم يقل أحد أنها حرب ضد سوريا، لأنها حرب ضد تنظيم متطرف، وكذلك الحرب التي تقودها السعودية وحلفاؤها ضد تنظيم الحوثيين المتطرف، الذي هدم المساجد ودور حفظ القرآن ودمر منازل الآمنين وقتل العلماء، وهو لا يقل تطرفا عن داعش وتطرفها، فهي أيضا، من حيث المبدأ، حرب ضد تنظيم متطرف، فلماذا المشاركة في حرب داعش هو عمل محترم ومقدر، بينما الحرب ضد تنظيم الحوثيين هو حرب ضد اليمن وشعبه، وهل هذا حياد، أم تطرف وانحياز، وقلبٌ للمفاهيم والقيم والواقع والوقائع. وكان من الأجدى القول إننا لم نشارك لأننا لم يطلب منا ذلك وحسب، وليس لأن مبادئنا لم تسمح بذلك، فكيف تسمح مبادئنا بالمشاركة في الحروب على العراق وسوريا وقبلها أفغانستان، وتمتنع مبادئنا في اليمن، إذا كنا نملك إرادة القرار فعلا، ومبادئنا تحتم علينا الوقوف مع الحق، وضد الظلم والطغيان والاستبداد، والتمدد الطائفي.
    وفي الختام، فإن الأحداث العظام والقرارات المصيرية، في الدول ذات السيادة والقانون، تتم وفق إرادة ومشورة الشعب، لا الحكومات، فهي إما أن تتم من خلال استفتاء شعبي، أو تصويت من برلمان كامل الصلاحيات والإمكانات، بينما تحدث هذه القرارات في دولنا وفق أهواء وأمزجة بعض الساسة، ثم يأتي الإعلام ليعدّ انتهاكَ إن
    سانية الإنسان وتدميرَه عملا أخلاقيا بناء، والوقوفَ مع الظلم والعدوان أو السكوت عنه، هو حقنا للدماء، ومبدأ أصيلا لعدم التدخل في شؤون الغير.
     التوقيع 
    ملكي 5 = malaki5
    ويبقى الإنسان هو الإنسان

  2. #2
    تاريخ الانضمام
    12/11/2008
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    2,733

    افتراضي

     التوقيع 
    ملكي 5 = malaki5
    ويبقى الإنسان هو الإنسان

  3. #3
    تاريخ الانضمام
    23/04/2015
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    1,074

    افتراضي

    اخي ملاك الغائب الحاضر اين انت ,,

    شكرا لطرحك القيم عزيزي

    بارك الله فيك
     التوقيع 



    لأنني أحبك
    .
    .
    .

    سوف أحبك ألف عام أخرى !!

  4. #4
    تاريخ الانضمام
    23/04/2015
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    1,074

    افتراضي

    اخي ملاك الغائب الحاضر اين انت ,,

    شكرا لطرحك القيم عزيزي

    بارك الله فيك
     التوقيع 



    لأنني أحبك
    .
    .
    .

    سوف أحبك ألف عام أخرى !!

  5. #5
    تاريخ الانضمام
    25/09/2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    3,554
    مشاركات المدونة
    299

    افتراضي

    اقتباس أرسل أصلا بواسطة MaLaKi5 مشاهدة المشاركات

    د. حمد الغيلاني

    لقد شهد التاريخ العماني، المليء بالأحداث الجسام، منها الانتصارات التاريخية المدوية، ضد المستعمرين، وكذلك تمدد الإمبراطورية العمانية، ومواقفها الخالدة، من القضايا الإنسانية، ومن انتمائها الخالص لعروبتها ودينها وقيمها ومبادئها، ملاحم عظيمة تستحق الفخر والاعتزاز، ومنها موقف العمانيين الخالد من نصرة إخوانهم في العروبة والدين والقيم، في زمن الامام أحمد بن سعيد البوسعيدي (1744-1783)، وتحريرهم البصرة من الاستعمار الفارسي، وهو موقف شامخ، يستحق الإجلال والاحترام والتقدير، وموقف العمانيين في زمن الإمام الصلت بن مالك الخروصي (حكم 237-272هـ)، من نصرة إخوانهم في العروبة والدين في جزيرة سوقطرة، وتحريرها من الاستعمار الصليبي الحاقد، موقف آخر، يستحق الإشادة والفخر والتخليد، عبر تاريخ هذا الوطن المجيد. كما أن الإمام سلطان بن سيف اليعربي (1711-1718م)، قام بتحرير البحرين من الاستعمار الفارسي، ومواقف وبطولات العمانيين لا تحصى أبدا؛ فهم أول من جاهد في البحر لنشر الإسلام في بلاد فارس والهند والسند، ومواقفهم وبطولاتهم وأمجادهم ونصرتهم للحق وانتماؤهم لعروبتهم وقيمهم النبيلة، لا يمكن إخفاؤها أو تجاهلها أو طمسها أو تزويرها.
    ولكن كل تلك المواقف والأحداث الجسام والتاريخ المشرق البهي، بالعزة والكرامة والإنسانية، تحققت عندما كان لعمان شخصية عالمية مرموقة وقوة عسكرية هائلة وانتماء واضح وصريح لعروبتها، وقيمها الإنسانية النبيلة.
    ومن المعلوم بالضرورة، أن أي بلد في العالم، لا يمكن أن يكون لها ثقلها الإقليمي والدولي، إلا وفق إمكانات البلد المتاحة، وأي بلد يفتقد تلك المقومات، لا يمكن أن يكون له دور أو شخصية محورية، وأهم تلك الإمكانات، القوة العسكرية، والقوة الاقتصادية، والاستقرار السياسي، والموقع الجغرافي، ورغم أن عمان تملك موقعًا استراتيجيًّا هامًّا جدا، بل الأهم على المستوى العالمي، نظرا لارتباط ثلثي نفط العالم بمضيق هرمز، وتملك استقرارا سياسيا نسبيا، مقارنة بالدول المحيطة، إلا أنها لا تملك أي ثقل اقتصادي، فمن المعلوم أن الاقتصاد العماني، يعتمد بشكل مطلق على عاملي النفط والغاز، المتذبذبين، ولا توجد للسلطنة أي إمكانات اقتصادية تصنيعية أو زراعية أو غيها، كما أن القوة العسكرية محدودة جدا، ولا تقارن بإمكانات القوى الإقليمية والدولية المتربصة، ولا بالقوة التي كانت تملكها أثناء قيامها بدورها الفاعل والمؤثر في الماضي.
    وخلال السنوات الأخيرة، شاركت السلطنة في التحالف الذي قادته أمريكا لحرب العراق، وما أعقب ذلك من تدمير لتاريخ وحضارة وإنسانية الشعب العراقي العظيم وبلاده وكرامته، وما خلف ذلك من قتل وتشريد وسجن وتعذيب وقهر وتنكيل لمئات الآلاف من الشعب العراقي، من قبل البرابرة الأمريكان ومن حالفهم، ثم تلا ذلك تسليم العراق للمليشيات الطائفية المتطرفة، وما سامته للشعب العراقي أيضا، من احتقار وترهيب وتدمير.
    كما شاركت السلطنة في التحالف الذي تقوده أمريكا البربرية أيضا، وحلفاؤها في محاربة ما يسمى بتنظيم داعش المتطرف في سوريا، من خلال الضربات الجوية، أو توفير الإمكانات اللوجستية لتنفيذها، وما حوى ذلك العمل، من قتل لكثير من الأبرياء المدنيين، وتدمير الكثير من البنيات التحتية للوطن الغالي العزيز سورية، وكان أولى بهذه القوى المتحالفة خلف لواء أمريكا أولا، أن تقضي على أصل الفساد والإرهاب ومنبعه الأصيل في سورية، وهو النظام السوري نفسه، الذي أذاق الشعب السوري، صنوفًا شتى من الويلات والعذاب؛ منها القنابل الكيميائية والبراميل المتفجرة، وغيرها من صنوف الإرهاب، التي لا يحصى لها عدد. كما شاركت السلطنة في العدوان الأمريكي البربري وحلفاؤه، ضد الشعب الأفغاني وأفغانستان، وما أعقب ذلك إلى الآن، من جرائم ارتكبت ضد الشعب الأفغاني وبلاده، جرائم من القتل والتعذيب والترويع، يندى لها جبين الإنسانية.
    ومن خلال استعراض ستة مواقف من التاريخ العماني في الماضي والحاضر، نلاحظ أن عمان كان لها مواقف تاريخية خالدة، تستحق الافتخار والاعتزاز؛ منها موقف عمان من أهل البصرة ونجدتهم من الاستعمار الفارسي، وتحرير البصرة منهم، وموقف العمانيين، من إخوانهم في سومطرة، وتحريرها من الاستعمار الصليبي، وموقف عمان من إخوانهم في البحرين، وتحريرها من الاستعمار الفارسي. وفي المقابل، وفي العصر الحديث، هناك ثلاثة أمثلة لعمان، أولها وقوفها مع التحالف الذي تقوده أمريكا لتدمير العراق، وشعبه وحضارته وتاريخه وإنسانيته، والموقف الثاني، هو وقوفها مع التحالف الذي تقوده أمريكا أيضا، لتدمير ما يسمى بتنظيم داعش، والموقف الثالث هو وقوف عمان مع التحالف الأمريكي البربري وحلفائه لتدمير أفغانستان وشعبها وحضارتها وإنسانيتها.
    ومن يقرأ الموقف العماني الحالي، من خلال ما استعرضناه سابقا، يلاحظ أن عمان لم تقف في الحياد من القضايا الإقليمية حولنا، بل شاركت كما شاركت كثيرا من دول المنطقة، وسبب المشاركة، وهو من المعلوم بالضرورة، أن هذه الدول ومنها الدول الخليجية، لا تملك قرارها وإرادتها في مثل هذه الأحداث، بل يطلب منها المشاركة من قبل الدول الكبرى، الإقليمية منها والدولية فتنفذ، وفق ما رسم لها من دور.
    ومن خلال تطبيق كل ما سبق على واقع ما يسمى بعاصفة الحزم، وهي الحرب التي شنتها المملكة العربية السعودية ودول الخليج وحلفاؤهم، ضد المتطرفين في اليمن أو من يسمّون بالحوثيين وحليفهم المخلوع، وموقف عمان من تلك الحرب، نلحظ الآتي: أن السلطنة لم تُستَشر أصلا في الدخول في الحرب من عدمه، حيث صرح وزير خارجيتها أنها لم تُدعَ للاجتماع التنسيقي قبل الحرب، ولم تبلغ أو يطلب منها المشاركة، ومن هذا المنطلق، فلا يمكن القول أن عمان اتخذت قرارا بعدم المشاركة بالحرب، لأنها وبكل بساطة، لم تُتَحْ لها فرصة الاختيار لتختار، كما أنه، بالتالي لا يمكن القول أن عمان لم تشارك من منطلق حيادها وعدم خوضها في حروب ومشكلات إقليمية، تؤدي إلى مزيد من التوتر وسفك الدماء في المنطقة، حيث أن عمان شاركت تحت راية أمريكا وحلفائها في تدمير العراق منذ سنوات، وتشارك حتى اليوم تحت راية أمريكا في الحرب ضد داعش، وشاركت في تدمير أفغانستان منذ أعوام، وكلها حروب لا تختلف من حيث المبدأ عّما يحدث في اليمن اليوم، كما أن موقف السلطنة من الأزمة الحالية في اليمن ليس حياديا، حيث وصف وزير الخارجية عاصفة الصحراء، بأنها حرب ضد اليمن، حين قال: لن نكون طرفا في حرب ضد اليمن، ومن المعلوم أن عمان تشارك في حرب ضد داعش بقيادة أمريكا، ولم يقل أحد أنها حرب ضد سوريا، لأنها حرب ضد تنظيم متطرف، وكذلك الحرب التي تقودها السعودية وحلفاؤها ضد تنظيم الحوثيين المتطرف، الذي هدم المساجد ودور حفظ القرآن ودمر منازل الآمنين وقتل العلماء، وهو لا يقل تطرفا عن داعش وتطرفها، فهي أيضا، من حيث المبدأ، حرب ضد تنظيم متطرف، فلماذا المشاركة في حرب داعش هو عمل محترم ومقدر، بينما الحرب ضد تنظيم الحوثيين هو حرب ضد اليمن وشعبه، وهل هذا حياد، أم تطرف وانحياز، وقلبٌ للمفاهيم والقيم والواقع والوقائع. وكان من الأجدى القول إننا لم نشارك لأننا لم يطلب منا ذلك وحسب، وليس لأن مبادئنا لم تسمح بذلك، فكيف تسمح مبادئنا بالمشاركة في الحروب على العراق وسوريا وقبلها أفغانستان، وتمتنع مبادئنا في اليمن، إذا كنا نملك إرادة القرار فعلا، ومبادئنا تحتم علينا الوقوف مع الحق، وضد الظلم والطغيان والاستبداد، والتمدد الطائفي.
    وفي الختام، فإن الأحداث العظام والقرارات المصيرية، في الدول ذات السيادة والقانون، تتم وفق إرادة ومشورة الشعب، لا الحكومات، فهي إما أن تتم من خلال استفتاء شعبي، أو تصويت من برلمان كامل الصلاحيات والإمكانات، بينما تحدث هذه القرارات في دولنا وفق أهواء وأمزجة بعض الساسة، ثم يأتي الإعلام ليعدّ انتهاكَ إن
    سانية الإنسان وتدميرَه عملا أخلاقيا بناء، والوقوفَ مع الظلم والعدوان أو السكوت عنه، هو حقنا للدماء، ومبدأ أصيلا لعدم التدخل في شؤون الغير.
    لا يخلو المقال من تشنجات وخلط للأوراق ،
    ومبالغة في توصيف حال الحوثين الذي جعلوا من شيطنتهم مبررا لتلك الحملة التي بدأت معالم إخفاقاتها شاهرة للعيان ،
    ولا يمكن حشر مواقف السلطنة في زاوية الأنانية وشهوة الظهور ، والرغبة في تربع اتخاذ القرارات ،
    فما يقوم به ذلك الحلف الذي تكشف حقيقته لهو خير دليل عن تحفظ السلطنة من تلك الحرب التي لزت السعودية لإشعال فتيلها ،
    فالدور بات على السعودية التي هي واحدة من الدول المعدة للتقسيم ، وهذه حقيقة لا ينكرها إلا جاهل في أمر السياسية ،
    والقادم سيميط اللثام عن حقائق ما تزال تحت الركام .

  6. #6
    تاريخ الانضمام
    13/03/2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    226

    افتراضي

    شاركت السلطنة في التحالف الذي قادته أمريكا لحرب العراق، وما أعقب ذلك من تدمير لتاريخ وحضارة وإنسانية الشعب العراقي العظيم وبلاده وكرامته
    المغالطة الأولى بهذا النص سلطنة عمان لم تشارك في غزو العراق و احتلاله و ما تسمى (بحرب الخليج الثالثة)
    بل شاركت في حرب تحرير الكويت أو ما تسمى (حرب الخليج الثانية) وقد شاركت بهذه الحرب جميع الدول الخليجية
    وبعض من الدول العربية وعن موقفها تجاه غزو العراق كان رافضا رفضا تاما للغزو منسجما مع الموقف الخليجي العام .


    كما شاركت السلطنة في التحالف الذي تقوده أمريكا البربرية أيضا، وحلفاؤها في محاربة ما يسمى بتنظيم داعش المتطرف في سوريا، من خلال الضربات الجوية، أو توفير الإمكانات اللوجستية لتنفيذها
    كيف شاركت السلطنة على نحو هذه العبارات بطائرات!! أو صواريخ عابرة للقارات!!! أو لربما بطائرات بدون طيار !!!
    المغالطة الثانية السلطنة اكتفت بدعم الحرب ضد داعش من خلال موقفها المعلن فحسب و وفقا لقرارات مجلس الأمن
    وانسجاما مع مواقف دول الخليج داعش تنظيم إرهابي دموي متطرف الفكر وهو آلة القتل الثانية بسوريا ومن بعد النظام
    السوري بقي النظام السوري إلى الآن و بسبب الفيتو الروسي و الصيني و بسبب دعم الصين و روسيا و إيران و حزب
    الله له وعن وجه المقارنة بين تنظيم داعش و النظام السوري و أيهما أخطر على سوريا ومن الأولى بالحرب كلاهما خطر
    على سوريا و لكن تنظيم داعش خطره يمتد خارج حدود سوريا و يهدد المنطقة بأكملها و موقف دول الخليج تجاه النظام
    السوري معلن منذ أن بدأ هذا النظام بإبادة شعبه و تدمير سوريا .... و هل على دول الخليج و سلطنة عمان محاربة النظام
    السوري هل تستطيع و روسيا و الصين و إيران يدعموا هذا النظام و غيرهم فكونا من هذه المقارنات الغريبة .

    وقوف عمان مع التحالف الأمريكي البربري وحلفائه لتدمير أفغانستان وشعبها وحضارتها وإنسانيتها.
    لم أجد مصدرا لهذه المعلومة و من يستطيع أن يجد فليأتينا بمصدر لها .

    موقف السلطنة تجاه عاصفة الحزم هو موقف معلن السلطنة مع الشرعية و مع عبد ربه منصور هادي و هي ضد الحلول
    العسكرية و الواضح أن الحرب في اليمن سيستغرق وقتا طويلا و نتائج هذه الحرب مجهوله إلى الآن و في تقديري بأن
    الحرب ستزيد الوضع اليمني تعقيدا إن لم تزده الآن ... و لكن من وجهة نظري أن السعودية و بعض دول الخليج و من
    يقودوا تحالف عاصفة الحزم لم يكن لديهم خيارات كثيرة و كان الأمل ضعيف و مع انتظار أن تتغير المواقف الحوثية وأن
    يلتزم الحوثيون بالمبادرة الخليجية و مع ذلك قرار الحرب ليس قرارا سليما وربما يقود المنطقة الخليجية واليمن و إلى
    الأسوأ .

    آخر تحرير بواسطة شاعر بكل المشاعر : 20/05/2015 الساعة 12:13 AM

  7. #7
    تاريخ الانضمام
    13/03/2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    226

    افتراضي

    اقتباس أرسل أصلا بواسطة الفضل10 مشاهدة المشاركات
    لا يخلو المقال من تشنجات وخلط للأوراق ،
    ومبالغة في توصيف حال الحوثين الذي جعلوا من شيطنتهم مبررا لتلك الحملة التي بدأت معالم إخفاقاتها شاهرة للعيان ،
    ولا يمكن حشر مواقف السلطنة في زاوية الأنانية وشهوة الظهور ، والرغبة في تربع اتخاذ القرارات ،
    فما يقوم به ذلك الحلف الذي تكشف حقيقته لهو خير دليل عن تحفظ السلطنة من تلك الحرب التي لزت السعودية لإشعال فتيلها ،
    فالدور بات على السعودية التي هي واحدة من الدول المعدة للتقسيم ، وهذه حقيقة لا ينكرها إلا جاهل في أمر السياسية ،
    والقادم سيميط اللثام عن حقائق ما تزال تحت الركام .
    حال الحوثين الذي جعلوا من شيطنتهم مبررا لتلك الحملة التي بدأت معالم إخفاقاتها شاهرة للعيان
    مرحبا أخي الفضل لماذا تعتقد بأن هنالك من قام بشيطنة الحوثيون ... الحوثيون قاموا باحتلال صنعاء و اقتحموا القصر
    الرئاسي و وضعوا بعض من الوزراء و السياسيين و من ضمنهم رئيس اليمن تحت الإقامة الجبرية و انقلبوا على الشرعية
    و نكثوا المبادرة الخليجية برأيي أن هنالك فرق كبير و شاسع بين تنظيم داعش و بين الحوثيون الحوثيون جماعة مسلحة
    وهم أقلية في اليمن حيث نسبتهم من سائر الشعب اليمني أقل من عشرة في المائة و أثناء الثورة اليمنية و خلع الرئيس
    علي عبد الله صالح كان الحوثيون مع الشعب ومع الثوار الحوثيون رغم ما فعلوا كان من الممكن الوصول معهم وإلى اتفاق
    عبر طاولات الحوار و التفاهم و لكن تنظيم داعش له وضع مختلف فهو جماعة متطرفة لا تفهم إلا لغة القوة و العنف .

    آخر تحرير بواسطة شاعر بكل المشاعر : 30/05/2015 الساعة 08:39 PM

  8. #8
    تاريخ الانضمام
    07/12/2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    6,825
    مشاركات المدونة
    1

    افتراضي

    المقال فيه تجني على السلطنة ... فسلطة عمان لم تشارك عسكريا ضد تنظيم داعش .. انما استنكرت الاعمال الارهابية التى تمس الانسانية

    و الثاني انها لما تشارك في الحرب في افغنستان و العراق .

    اما في ما يتعلق بقرار السلطنة بعدم المشاركة بالحرب في اليمن .. فقرار السلطنة كان واضح .. و الاسباب منطقة و عقلانية .

    الكاتب يميل الى تسفيه السلطنة بانها دولة ضعيفة و ليس لها وزن على جميع الاصعده . اعتقد الكاتب هنا انما يسقط ذاته على السلطنة و ثم يقوم برشقها بهذه النعوت
     التوقيع 
    مرحبا بالأصدقاء

  9. #9
    تاريخ الانضمام
    25/09/2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    3,554
    مشاركات المدونة
    299

    افتراضي

    اقتباس أرسل أصلا بواسطة شاعر بكل المشاعر مشاهدة المشاركات
    مرحبا أخي الفضل لماذا تعتقد بأن هنالك من قام بشيطنة الحوثيون ... الحوثيون قاموا باحتلال صنعاء و اقتحموا القصر
    الرئاسي و وضعوا بعض من الوزراء و السياسيين و من ضمنهم رئيس اليمن تحت الإقامة الجبرية و انقلبوا على الشرعية
    و نكثوا المبادرة الخليجية برأيي أن هنالك فرق كبير و شاسع بين تنظيم داعش و بين الحوثيون الحوثيون جماعة مسلحة
    وهم أقلية في اليمن حيث نسبتهم من سائر الشعب اليمني أقل من عشرة في المائة و أثناء الثورة اليمنية و خلع الرئيس
    علي عبد الله صالح كان الحوثيون مع الشعب ومع الثوار الحوثيون رغم ما فعلوا كان من الممكن الوصول معهم وإلى اتفاق
    عبر طاولات الحوار و التفاهم و لكن تنظيم داعش له وضع مختلف فهو جماعة متطرفة لا تفهم إلا لغة القوة و العنف .
    أستاذي الكريم :
    السؤال أليس الحوثيون مزيج من الشعب اليمني ؟
    ولعلك تشاركني ذلك التساؤل فعندما كانت المدن تتساقط الواحدة تلو الأخرى يد الحوثين أين كان الجيش ؟
    وأين كان المجتمع الدولي ؟! لماذا لزم الصمت حتى خضعت المؤسسات لقبضة أولئك الثلة ؟!
    أم أن هنالك سيناريو كان معدا من أجل شن تلك الحرب المجنونة التي تصطلي نارها المنطقة !
    وستعود شرارتها لمن أوقد أوارها ، ولمن قرأ فيما خط في كتب القوم والغزاة الجدد يجد حقيقة هذا المقال ،
    ليكون المستهدف من هذه الحرب هي السعودية في المقام الأول ، ولهذا لز بها من أجل خلخلت قواها وتنفير الناس عن حماها ،
    لعل البعض يرى في كلامي نوع من الهذيان ، غير أن الحقيقة نجعلها في طيات الأيام ، فهي حرية أن تكشف حقيقة هذا الكلام .

    دمتم بخير ...

    آخر تحرير بواسطة الفضل10 : 28/06/2015 الساعة 02:16 PM

  10. #10
    تاريخ الانضمام
    27/09/2014
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    101

    افتراضي

    المقال به نقاط حمراء كثيرة،

    نرجو تعريفنا بالكاتب.

  11. #11
    تاريخ الانضمام
    21/01/2014
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    1,661

    افتراضي

    الكاتب ليس محلل سياسي و لا يفقه شيئا ف السياسه
    و المفترض من الاعضاء و الكشرفين اختيار مواضيعهم بعنايه فليست العبره بعدد الاشتراكات و لكن العبره بقيمتها ... تحياتي

مواضيع مشابهه

  1. هزيمة عاصفة الحزم ..لا تسقط بالتقادم
    بواسطة احمر ابيض اخضر في القسم: سبلة السياسة والاقتصاد للشؤون الدّولية
    الردود: 149
    آخر مشاركة: 23/05/2015, 09:54 PM
  2. دول التحالف تعلن نهاية عاصفة الحزم بتحقيق الانتصار
    بواسطة راديو المجد في القسم: سبلة السياسة والاقتصاد للشؤون الدّولية
    الردود: 21
    آخر مشاركة: 25/04/2015, 05:12 PM
  3. عاصفة الحزم ومستقبل المنطقة (قراءة سياسية)
    بواسطة أ.سلطان الخروصي في القسم: سبلة السياسة والاقتصاد للشؤون الدّولية
    الردود: 9
    آخر مشاركة: 16/04/2015, 11:34 AM
  4. بلدة القريتين بولاية إزكي نموذجا من الريف العماني
    بواسطة القريتين عظيم في القسم: قسم السياحة في ربوع عمان
    الردود: 40
    آخر مشاركة: 16/03/2013, 11:22 AM
  5. منهج القرآن في تحرير العقل والفكر
    بواسطة تاجر في زمن المستحيل في القسم: سبلة الفكر والحوار الثقافي
    الردود: 3
    آخر مشاركة: 27/11/2011, 10:54 AM

قواعد المشاركة

  • ليس بإمكانك إضافة مواضيع جديدة
  • ليس بإمكانك إضافة ردود
  • ليس بإمكانك رفع مرفقات
  • ليس بإمكانك تحرير مشاركاتك
  •