يستمر الجوع بحصد أرواح مدنيين لا ذنب لهم سوى أنهم كانوا من سكان أحياء ومدن جنوب العاصمة دمشق، غير آبه بأعمارهم أو جنسهم، وغير مكترث بطفل رضيع أو بشيخ كبير.

ولكن أسوأ ما في الأمر أن يعاقب سكان المخيم دون ذنب مرتين، مرة عندما أتى الصهاينة وطردوهم من منازلهم وتشردوا بحثا عن مأوى، ومرة أخرى عندما وجدوا أبناءهم وأحفادهم يموتون جوعا على يد نظام لطالما تشدق بمقاومة الصهاينة.

إنه حال مخيم اليرموك الواقع جنوبي العاصمة دمشق والذي يشكل نصف سكانه اليوم فلسطينيون سوريون، ويبلغ مجموع قاطنيه نحو ستين ألفا توفي منهم 63 شخصا إما جوعا وإما بسبب سوء التغذية، حسب ما وثق ناشطون وعمال إغاثة.

ويرى الناشط رامي السيد الموجود في مخيم اليرموك، أن ارتفاع أعداد الضحايا جوعا في المخيم يعود إلى ازدياد الكثافة السكانية فيه.

لا تخزين
ويضيف السيد في حديث للجزيرة نت قائلا "مخيم اليرموك والحجر الأسود هما أكثر منطقتين يتعرض قاطنوهما للموت جوعا، وذلك بسبب اعتماد سكان هاتين المنطقتين على استهلاك المنتجات الفورية خلافاً لباقي المناطق السورية التي يعمد أهلها إلى تخزين بعض المأكولات الموسمية لوقت الحاجة، أضف إلى ذلك الكثافة السكانية العالية في المنطقتين".
دمار وقصف وموت وجوع يصيب مخيم اليرموك

وعن المواد المتوفرة في المخيم يقول السيد "الغذاء غير متوفر في مخيم اليرموك وكل ما يحصل عليه أهالي المخيم موجود في محيط الحجر الأسود، حيث توجد حقول زراعية فيها بعض الأعشاب الطبيعية التي تنمو على شكل حشائش من غير زراعة. يخاطر المدنيون تحت رحمة قناصي النظام ليجلبوها، كما أنه قد يصل سعر الكيلوغرام الواحد منها 700 ليرة سورية. وشهدت هذه الحقول في الفترة الأخيرة استشهاد قرابة ثلاثين شخصا خلال مدة شهر تقريبا قتلوا جميعا على أيدي قناصة النظام".

ويؤكد السيد أن مختلف أنواع البقول والحبوب لم يعد لها أي وجود الآن لا في المخيم ولا في غيره من أحياء جنوب العاصمة نظرا للاستهلاك الكبير لها وعدم تعويض النقص جراء الحصار المفروض على المنطقة من قبل قوات النظام.

العدس
ويضيف قائلا "قبل عدة أشهر كانت الوجبة الرئيسية في مخيم اليرموك هي العدس، ذلك لأنه تم العثور على مستودع كبير يحوي كميات ضخمة منه، فكان الجميع يتناول العدس حساء أو يصنع منه الخبز، ولكن الآن وبعد أن تم استهلاكه بشكل كامل، لا تجد على طاولة الطعام إلا بعض أنواع المخللات والماء المغلي مع التوابل في حين تشكل الحشائش الوجبة الرئيسية".

بينما يؤكد فاروق الرفاعي -الناطق باسم مجلس قيادة الثورة في دمشق- أن أول دفعة من المساعدات التي أرسلتها منظمة أونروا لمساعدة المحاصرين داخل الحي لم يصل منها إلا 130 سلة غذائية فقط من أصل ألف سلة غذائية.

ويتحدث الرفاعي عن أسباب ذلك للجزيرة نت فيقول "سرقت القيادة العامة التابعة لأحمد جبريل وقوات النظام معظم المساعدات الغذائية التي أرسلتها منظمة أونروا ثم قاموا بتوزيعها على شبيحة شارع نسرين المتاخم لمخيم اليرموك، واليوم وردنا أنه يتم توزيع بعض هذه المساعدات على عوائل الشبيحة في مدينة القطيفة بريف دمشق".

ويختم الرفاعي حديثه بالقول "إن المأساة التي تحدث في مخيم اليرموك قامت بتعرية منظمة التحرير الفلسطينة بالكامل وأثبتت أنها ليست سوى منظمة مهترئة وعميلة للنظام لا تستطيع القيام بأي شيء".






كل عام وكل المسلمين والمدافعين عن الاسلام بخير وسلام