1-Click Setup for WordPress, Drupal & Joomla!
أخبار السبلة الدينية
 
الصفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
رؤية النتائج 1 إلى 30 من 53
  1. #1
    تاريخ الانضمام
    04/06/2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    638

    افتراضي مشاهد يوم القيامة ( عندما نبصر مستقبلنا في زمان لا نهاية )والدنيا مجرد حلم نستيقظ منه عندما نموت .

    مشاهد يوم القيامة ( عندما نبصر مستقبلنا في زمان لا نهاية )والدنيا مجرد حلم نستيقظ منه عندما نموت .





    ملاحظة :

    هذا الموضوع : مشاهد يوم القيامة ( عندما نبصر مستقبلنا في زمان لا نهاية )والدنيا مجرد حلم نستيقظ منه عندما نموت .

    هو مرحلة متقدمة من مراحل التدبر في القرآن الكريم ، لذلك من الأفضل أن تقرأ أولاً المواضيع السابقة وهي :


    مراحل خلق الإنسان ( عندما نعرف حقيقة أنفسنا أمام الله )
    اللغو : حينما يقدمه الشيطان كبديل للقرآن
    أسرار وخفايا ( ذكر الله تعالى ) : قد تتغير حياتك بسبب هذا الموضوع !!!
    هذا خلق الله ( عندما نقرأ آيات الله المبثوثة في الكون ) وعندما ترسخ جذور الإيمان في القلب

    وروابط هذه المواضيع موجودة في التوقيع .

    لأنك أذا قرأت هذا الموضوع مباشرة ، ربما يصعب عليك فهم بعض الأمور .

    آخر تحرير بواسطة أستاذ التدبر : 10/09/2013 الساعة 09:15 AM
     التوقيع 

  2. #2
    تاريخ الانضمام
    04/06/2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    638

    افتراضي

    النور والظلمات في عالم الغيب





    بسم الله الرحمن الرحيم






    سورة ابراهيم : الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1)




    منطلق الخروج من الظلمات إلى النور هو هذا الكتاب ، ومن أراد أن يخرجه الله من الظلمات إلى النور فعليه بهذا الكتاب ، والله تعالى عندما يخرج هذا الذي تمسك بالقرآن ، يخرجه من الظلمات إلى النور ، فإنه يبين له الطريق إلى العزيز الحميد ، الطريق إلى الله ، صراط العزيز الحميد هو طريق الله ، الطريق الموصل إلى مرضات الله ، الطريق الموصل إلى الجنة .


    وهذا ما نجده في سورة المائدة :

    سورة المائدة : ... قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16)


    (وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ ) أولاً .

    (وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) ثانياً .


    فلا يمكن للإنسان أن يحصل على الهداية إلا إذا حصل على النور ، بمعني لن يهتدي إلى الطريق المستقيم إلا بالنور أولاً ، عليه أن يحصل على النور أولاً ، لأنه بهذا النور سيبصر الطريق ، وعندما يبصر الطريق فإنه سيسلكها ويقطعها .

    هذا الذي يحدث في العالم الغيبي ، أما مثال ذلك في عالم الشهادة فمثل السيارة ، فالسيارة لا يمكن أن تتحرك خطوة على الطريق الصحيح في الليل الحالك الدامس ، إلا إذا أشعل المصباح أولاً ، فلا يمكنه أن يتحرك خطوة إلى الأمام إلا بالنور ، وعندما يكون لديك هذا النور فإنك ستبصر الطريق ، النور يجعل الطريق واضحة ، ستتبدد الظلمات ، هذا في عالم الشهادة .

    والله سمى القرآن نوراً ، لأنه يخرج من تمسك به من الظلمات إلى النور ، لا يتركه في الظلمات ، القرآن يخرج من يتمسك به من الظلمات إلى النور ، وذلك في أي زمان وأي مكان ، إذا كان تمسكه خالص وصادق لله تعالى .

    سورة النساء : يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا (174)


    والله يمدح الذين يتبعون النور في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ، وفي كل زمان ومكان إلى قيام الساعة :

    سورة الأعراف : ... فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157)


    والله في القرآن الكريم يقدم لنا منهج في كيفية الخروج من الظلمات إلى النور ، يقدم لنا منهج الذكر الكثير والتسبيح :

    سورة الأحزاب : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43) تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا (44).

    بمعنى أن من حقق الذكر الكثير والتسبيح بكرة وأصيلا ، فإن الله يخرجه من الظلمات إلى النور ، وعندما يحصل على هذا النور الغيبي ، فإنه يبصر به الطريق الغيبي الموصل إلى الله ، وعندما يسلك هذا الطريق ، يكون مؤمناً حقاً ، وما دام مؤمناً حقاً فإن الله يكون به رحيماً (وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا) ، إلى آخر رمق من حياته ، حتى يلقى الله (تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا) .


    وسنرى أن القضية كلها تتعلق بالنور ، من عاش في هذا النور الغيبي ، إلى أن مات على هذا النور الغيبي ، فإنه يعيش بالنور ويموت بالنور ، ويبعث في النور ، ويحشر في أرض النور ، المسألة كلها مسألة نور ، القضية كلها قضية نور ، هل سنحصل على هذا النور ، ثم هل سنحافظ على هذا النور ، لكي نعيش بالنور ، ونموت على النور ، ونبعث في النور ، لنحشر على أرض النور .

    كذلك الأشقياء ، فإنهم يعيشون في الظلمات ، ويموتون في الظلمات ، ويبعثون في الظلمات ، ويحشرون في الظلمات ، وسنرى أن المنافقين يطلبون من المؤمنين ، وهم يرونهم من مكان بعيد ، وقد حصل هؤلاء المؤمنين على النور ، يطلب منهم المنافقين شيئاً من نورهم :

    سورة الحديد : يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ ... (13)

    هذا نور في الآخرة ، المنافقين يطلبون النور يوم القيامة ، وقد حصل عليه المؤمنون ، لم يحصل عليه المؤمنون في الآخرة ، لقد كان معهم في الدنيا ، فأخذوه معهم إلى الآخرة ، هذا النور يأخذ من الدنيا إلى الأخرة ، المؤمنون كان لديهم نور في الدنيا ، عاشوا بالنور وماتوا على النور ، وهذا النور هو نفسه الذي يبعثون فيه ويحشرون عليه ، فهو نور أمتد من الدنيا إلى الآخرة .

    أما المنافقين فإنهم عاشوا في الظلمات ، وماتوا في الظلمات ، وبعثوا في الظلمات ، وحشروا في الظلمات ، فليس لديهم نور يوم القيامة ، فتجدهم يبحثون عن هذا النور يوم القيامة ، فلا يجدونه .

    سورة الحديد : يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ ...(13)








    هكذا المؤمنون حقاً :

    يعيشون في النور ، ويموتون في النور ، ويبعثون في النور ، ويحشرون في أرض النور .



    هكذا هم المؤمنون ، وقد يكون أحد المؤمنين عاش فترة من حياته في الظلمات ، ولكنه قبل موته رجع إلى الله ليعيش في النور ، قد يكون عاش لفترة من الزمن في الظلمات ، عشر سنوات ، أو 20 سنة ، أو 30 سنة ، أو 40 سنة ، أو ... ، لكنه قبل موته عاش في النور ، قد يكون مسلم أو غير مسلم ، قد يكون دخل الإسلام قبل وفاته بيوم واحد ، فتمسك بالقرآن ليدخل في النور ، وليعيش في النور لساعات ، لكنه عاش في النور ، ومات في النور ، ليبعث في النور ، وليحشر في أرض النور ، هنا نتكلم عن خاتمة حياة الإنسان ، آخر ساعاته ، آخر أنفاسه ، وآخر رمق .










    أما المنافقين :

    فيعيشون في الظلمات ، ويموتون في الظلمات ، ويبعثون في الظلمات ، ويحشرون في الظلمات .





    قد يكونون عاشوا فترة من حياتهم في النور ، تمسكوا بالنور فترة من الزمن ، لكنهم تركوا النور فتركهم الله في الظلمات :

    سورة البقرة : مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18)



    عاشوا في النور فترة معينة ، تمسكوا بالقرآن فترة معينة ، أضاء القرآن حياتهم فترة معينة ، عاشوا في النور فترة معينة ، لكن مع الأسف تخلوا عن هذا النور ، لكن مع الأسف تخلوا عن هذا القرآن ، لم يتمسكوا به إلى آخر لحضة من حياتهم ، تركوا القرآن ، تركوا النور فتركهم الله في الظلمات (ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ) .


    فهم يعيشون آخر مرحلة من مراحل حياتهم في الظلمات ، يموتون في الظلمات ، يبعثون في الظلمات ، يحشرون في الظلمات ، وحينها سيبحثون عن النور ، ويطلبون من المؤمنين حقاً الانتظار ، (انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ) ، انتظرونا قليلا حتى نقتبس من نوركم ، نريد أن نأخذ من نوركم ، فليس لدينا نور هنا .

    سورة الحديد : يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (14).










    فالحصول على هذا النور الغيبي ، هو أساس السعادة في الدنيا والآخرة ، فكيف تحصل على هذا النور ، كيف تخرج من الظلمات إلى النور ، لكي تحصل على النور الغيبي :

    من خلال الذكر الكثير ، والتسبيح في البكرة والأصيل :

    سورة الأحزاب : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43) تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا (44).

    ومن خلال تدبر الآيات البينات :

    سورة الحديد: هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (9)





    آخر تحرير بواسطة أستاذ التدبر : 09/09/2013 الساعة 07:54 AM
     التوقيع 

  3. #3
    تاريخ الانضمام
    04/06/2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    638

    افتراضي






    كيف تحصل على النور ؟

    1) من خلال تدبر القرآن الكريم .

    2) من خلال الذكر الكثير ، والتسبيح في البكرة والأصيل .








    ومن حصل على هذا النور فإن الله يشرح صدره للإسلام ، يعني يتسع صدره لكي يتقبل الحقائق الموجودة في القرآن الكريم :

    سورة الزمر : أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (22) اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (23) أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (24)

    (أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ) .


    شرح : أي وسع الله صدره للإسلام ، وسع صدره لكي يتقبل الحقائق الموجودة في القرآن ، فيتقبلها بكل شوق وحب ، ويطبقها بكل أريحية .


    وفي قمة الذين شرح الله صدرهم للإسلام ، ولتقبل حقائق القرآن ، هو الرسول صلى الله عليه وسلم :

    سورة الشرح : أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1)

    فالله شرح صدر الرسول صلى الله عليه وسلم ، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام على نور ، ومن شرح الله صدره ، فقد رزق الهداية :

    سورة الأنعام : فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (125)

    (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ) .

    فمن يرد الله أن يهديه إلى الطريق المستقيم ، هذا الطريق الذي يوصل إلى الجنة ، يشرح صدره للإسلام ، بذلك النور ، النور هو الذي يشرح الصدر ، وعندما يشرح الصدر يكون الإنسان مهتدياً ، والمهتدي يسير في الطريق إلى الله ، الطريق إلى الجنة .




    أما :

    (وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ) .



    من فقد النور ، الذي لم يتمسك بالنور ، الذي يعيش في الظلمات ، تلك الظلمات تجعل صدره ضيقاً ، ضيقاً بحيث لا يتسع لتقبل الحقائق الموجودة في القرآن ، الظلمات تضيق الصدر بحيث لا يتسع لحقائق القرآن ، وإذا لم يتسع صدره لحقائق القرآن ، فإنه لا يكون لديه الاستعداد لكي يطبق أوامر القرآن ، فيتركها ولا يفعلها ، فيضل ( وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ) .


    وهناك علامات لشرح الصدر ، وهناك علامات أخرى لضيق الصدر :

    فالذي يتسع صدره بهذا النور ، يرزقه الله الطمأنينة ، يطمئن صدره لذكر الله :

    سورة الرعد : الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)

    والطمأنينة من الاستقرار ، يعني نفسه تستقر بهذا الذكر، لأن قلبه مليء بذكر الله ، فهو يذكر ربه كثيراً ، فنفسه تستقر وتهدأ وترتاح .


    وأما الذين يعيشون في الظلمات ، فإنهم لا يحصلون على هذه الطمأنينة ، ولا على هذه السكينة ، ولا على هذا الهدوء ، يعيشون في قلق ، يحيون في اضطراب وتوتر .

    كلما أكثرت من ذكر الله ، كلما أحسست بالطمأنينة ، وهذا هو سر السعادة ، هذا هو السر الحقيقي للسعادة ، ذكر الله الكثير هو سر السعادة ، ذكر الله الكثير هو الذي يخرجك من الظلمات إلى النور ، ذكر الله الكثير هو الذي يعطيك النور ، ذكر الله الكثير هو الذي يشعرك بالطمأنينة ، ذكر الله الكثير هو السر الحقيقي للسعادة ، فالذين يعيشون في النور هم السعداء ، ، ذكر الله الكثير هو الذي يجعلك مستقراً نفسياً ، ذكر الله الكثير هو الذي يشرح الصدر، وعندما يشرح صدرك ، يتسع لحقائق القرآن ، ويكون لك الأمن والهدى :

    سورة الأنعام : الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82).




    هل قلت يوماً أنك تريد الأمن ، أريد أن أشعر بالأمان ، لا أريد أن أشعر بالخوف ؟

    أصبحت الأن تعرف كيف تحصل على الأمن الحقيقي .






    الذين يعيشون في الظلمات ، تجدهم غير مستقرين ، لديهم عقد نفسية ، قلق على المستقبل ، ندم على الماضي ، يعيش حياة الضيق ، صدره ضيق ، الضيق يلاحقه ، الضيق يطارده ، مهما كان ، يظن أن الأموال تنقصه ، ويتوهم أن الأموال إذا زادت وكثرت فإن هذا الضيق سيذهب ، ولكن على العكس تماماً ، كلما زاد ماله زاد قلبه ضيقاً ، كلما زاد خوفاً على أمواله ، وكلما زاد عدد سياراته ومنازله وأراضيه ومادياته ومتعه ، كلما زاد ضيقاً وهماً وخوفاً ، وزاد توتراً أكثر وأكثر ، هذا تماماً ما يفعله عالم الظلمات بالذين يعيشون فيه .

    يظن أن السعادة في المادة ، ولكن السعادة في ذكر الله ، لأن هذا الذكر يمنحه النور ، والذي يعيش في النور يمنحه الله السكينة ، فالإنسان معرض في هذه الحياة الدنيا للمخاطر والأهوال ، معرض للأزمات والخوف ، فالله عندما يرزقه السكينة ، فإن هذا الخوف يذهب عنه في تلك اللحظات الحرجة والحاسمة ، وممن رزق السكينة ، الرسول صلى الله عليه وسلم .

    سورة التوبة : إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ ... (40)

    (فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ )

    لأنه موقف محفوف بالمخاطر ، المشركين وكفار مكة يريدون الإمساك به ، وطبيعة النفس الإنسانية أنها تخاف ، لكن النبي صلى الله عليه وسلم يعيش في النور ، لذلك رزقه الله السكينة ، تلك السكينة جعلت الخوف لا يتطرق إلى قلب النبي صلى الله عليه وسلم .

    عندما تذكر الله ( ركز : أنت تذكر الله ) ، أنت تتذكر الله ، أنت مع الله في كل وقت ومكان ، ذكر الله على لسانك في كل وقت ومكان ، أنت مع الله في كل وقت ومكان ، هل تتوقع أن يتخلى الله عنك في الأزمات ؟

    لا ، سيكون الله معك في الأزمات ، سينزل الله سكينته عليك ، لا تقلق الله معك ، لا تحزن الله معك ، لا تحزن الله معنا ، وهكذا الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لأبي بكر الصديق رضي الله عنه صاحبه في الغار ، يقول له :

    سورة التوبة : ... إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ ... (40)

    عندما تريد أن يكون الله معك في الأزمات ، فكن مع الله في كل مكان وزمان.

    عندما تريد أن يذكرك الله في الأزمات ، فذكر الله في كل مكان وزمان.

    كذلك أنزل الله سكينته في قلوب المؤمنين عند فتح مكة ، لكي يذهبوا إلى الفتح وهم مطمئنين :

    سورة الفتح : هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (4)

    فالمؤمن الذي يعيش في النور ، يرزقه الله الطمأنينة والسكينة ، وأما الذي يعيش في الظلمات فإن الله يملأ قلبه بالضيق ، كما يملأه بالرعب :


    سورة الأحزاب : ... وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ... (26)

    سورة الحشر : ... وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ... (2)


    فهم دوما في فزع وجزع ، وهم دوماً في هلع وخوف ، يشعر أن الله ليس معه ، وذلك لأنه لا يتعامل مع القرآن التعامل الصحيح .










    الخلاصة :

    الذي يعيش في النور :

    يرزقه الله الطمأنينة والسكينة ، وخلاصتها الحياة الطيبة .

    سورة النحل : مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97)

    فالقلب عندما يمتلئ بالطمأنينة والسكينة ، فإن صاحبه يعيش حياة طيبة ، تمهيداً لكي يموت طيباً ، والمساكن الطيبة تنتظره في جنات عدن .

    سورة النحل : الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (32)

    سورة التوبة : وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)

    سورة الصف : يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12)


    الذكر الكثير يولد النور ، الذكر الكثير يعطي النور ، الذكر الكثير يمنح النور ، فمن عاش بالنور ، وتمسك بالنور ، فالله تعالى يملأ قلبه طمأنينة وسكينة ، فيجد الحياة الطيبة ، ربما من الناحية المادية قد يكون متوسط الحال ، لكنه يجد الحياة الطيبة ، فيعيش طيباً ، هو نفسه طيب :


    سورة آل عمران : مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ... (179)

    والله تعالى يبعد عنه الخبيث :

    سورة الأنفال : لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ... (37)

    الله تعالى لا يجعله يتأثر بالخبيث ، يجعله طيباً ، ليبقى نظيفاً نقياً طاهراً ، فهو طيب ، ويموت طيباً :


    سورة النحل : الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (32)

    وفي الجنة تنتظره مساكن طيبة في جنات عدن :

    سورة التوبة : وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)


    سورة الصف : يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12)





    آخر تحرير بواسطة أستاذ التدبر : 09/09/2013 الساعة 08:06 AM
     التوقيع 

  4. #4
    تاريخ الانضمام
    04/06/2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    638

    افتراضي



    سورة طه : قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126) وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى (127)


    (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا)

    وقد يكون يعيش حياة كلها رفاهية ، بيت واسع ، وأثاث فاخر ، وسيارة فارهه ، وأموال طائلة ، وجاه وعز ومنصب ، لكنه يعيش معيشة ضنكا (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا) ، ولم يقل الله من أعرض عن ذكري فإن ليس له معيشة ، لكن الله قال أن له معيشة ولكنها ضنك ، من الناحية المادية له معيشة ، لكنها معيشة ممزوجة بالضنك ، مصحوبة بالضنك ، الضنك لا يفارقها ، لا يفارقه الهم والغم والقلق والاضطراب النفسي ، والمعنويات المنهارة والكآبة ، وعدم الاستقرار ، (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا) .

    هكذا لأنه عاش في الظلمات ، وهذا ما يفعله عالم الظلمات بالذين يعيشون فيه ، ومن لا يتمسك بهذا الكتاب ، من لم يتمسك بهذا القرآن ،من لم يتمسك بهذا النور ، فسيبقى في الظلمات ، ومن بقي الظلمات فإنه سيكون أعمى لا يبصر ، فلا نور معه ، وإذا ظل أعمى إلى أن مات فسيبعث أعمى يوم القيامة في الظلمات ،( قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126) .

    سورة الأسراء : وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا (72)

    هكذا الذي يفضل الظلمات على النور ، هذا هو مصير الذي لا يتمسك بالنور ، هذا هو مصير الذي لا يتمسك بهذا القرآن ، هذا هو مصير الذي لا يعطي الأوقات لهذا القرآن ، ولو كان بيته واسعاً ، ولو كان أثاثه فاخر ، ولو كان لديه أموال طائله ، ولو كانت سيارته فارهة ، هذا كله لا يفيد ، هذا كله لا ينفع ، هذا كله لا قيمة له في موازين السعادة عند الله ، ليس هذا هو تعريف السعادة عند الله ، (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا) .

    أنه الضنك الذي يلتقم القلوب ، تعاسة وشقاء ، ذل وهوان ، مشاكل ومصائب :

    سورة طه : وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) .



    لماذا يحشره الله أعمى ؟ لأنه كان في الدنيا أعمى لا يبصر ، ليس معه النور لكي يبصر ، أنه يعيش في الظلمات .

    سورة الأسراء : وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا (72)

    سورة فاطر : وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ (19) وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ (20) وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ (21) وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (22)

    سورة فاطر : وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ (58)

    الذي يعيش في النور يسمى : بصير .

    الذي يعيش في الظلمات يسمى : أعمى .

    ( البصير ) لا يساوي ( الأعمى ).



    (الذي يتمسك بالقرآن) لا يساوي ( الذي لا يتمسك بالقرآن ) .

    سورة الأعراف : وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ (170)


    سورة الزخرف : فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43)



    كذلك :


    (النور) لا يساوي ( الظلمات ) .



    مثلما :

    (تعامل الله مع البصير) لا يساوي ( تعامل الله مع الأعمى ) .

    سورة طه : وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) .

    ومن كانت لديه ذرة من عقل ، مسكة من منطق ، يدرك تماماً أن الله لا يساوي بين الذين يعيشون في النور ، والذين يعيشون في الظلمات .





    أبداً لا تضع يساوي ، هناك فرق كبير ، واختلاف كثير ، فالأعمى لا يساوي البصير ، لكن لماذا ؟

    لأن الأعمى ستتولد منه السيئات ، ويسمى مسيء .

    أما البصير فستظهر منه الصالحات.

    سورة غافر : وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ (58)

    بمعنى أن :

    الْأَعْمَى = الْمُسِيءُ ( تظهر منه السيئات ) .


    الْبَصِيرُ = الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ( تظهر منه الطاعات والحسنات والخيرات) .




    كذلك يبين الله في سورة الجاثية :

    سورة الجاثية : أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (21)





    كذلك يبين الله هذا المعنى في سورة ص :

    سورة ص : أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ (28) كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29)



    هذه كلها فروق بين هؤلاء وهؤلاء ، الذين هم في النور والذين هم في الظلمات ، هذه كلها فروق من الناحية النفسية ، لكن كذلك هناك فروق من الناحية المادية بين الفريقين :


    تابع لتعرف ،،،



     التوقيع 

  5. #5
    تاريخ الانضمام
    03/08/2010
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    7,032

    افتراضي

    لي عودة بإذن الله للقراءة بتمعن
     التوقيع 
    "لا شيء يجعلنا عظماء غير ألم عظيم"

  6. #6
    تاريخ الانضمام
    14/03/2013
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    3,562
    مشاركات المدونة
    95

    افتراضي

    بارك الله فيك . فصّلت في الشرح والمقارنه بين الظلمات والنور فالظلمات طرقاتها كثيره أما النور طريقه واحد أوحد وهو طريق الهدايه . جزاك الله خير الجزاء

    من المتابعين ان شاء الله ولي طلب في النهايه لإستيضاح أمر ما .

    جزاك الله خيراً

  7. #7
    تاريخ الانضمام
    25/08/2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    21

    افتراضي

    شكرا وبارك الله فيك

  8. #8
    تاريخ الانضمام
    04/06/2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    638

    افتراضي




    كيف يعامل الله البصير والأعمى من الناحية المادية ؟


    البصير :

    البصير يكون متقياً ، ويسلك طريق الهداية التي يراها بالنور الذي معه ، سيكون متقي ، سيتقي ربه ، وهذا يقول الله عنه :


    سورة الطلاق : ... وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ...(3)

    هذا المال وهذا الرزق يأتيه نتيجة لأنه متقي ، سيكون الله معه ، يخرجه من أزماته ، ويزيده من فضله ، هذا كيوسف عليه السلام ، الله تعالى أخرجه من السجن ، وزاده من فضله ، جعله على خزائن الأرض ، هكذا كان تعامل الله تعالى مع يوسف عليه السلام ،( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ) أخرجه من السجن ، (وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) جعله على خزائن الأرض من حيث لا يحتسب .

    هكذا أيضاً تعامل الله مع موسى عليه السلام ، عندما خرج خائفاً يترقب :

    سورة القصص : فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (21)

    فأخرجه الله من الخوف ، ورزقه الوظيفة والزوجة .

    هكذا كان تعامل الله مع موسى عليه السلام ، أزال عنه الخوف ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ) ، ورزقه الزوجة والوظيفة من حيث لا يحتسب (وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) .




    الأعمى :


    أما الأعمى فإن الله تعالى يعذبه ، ربما يعذبه بتلك الأموال الكثيرة ، تكون أمواله ولو كانت كثيرة ، مصدر التعب والإعياء والإرهاق والإنهاك :

    سورة التوبة : فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ... (55)

    قد تكون أمواله كثيرة ، قد يكون عدد أولاده كبيراً ، لكن كل هذا مصدر للعذاب ، يعذبه هنا في الحياة الدنيا ، والذين لا يعرفونه ، يتمنون أن يكونوا مثله ، يتمنون أن تكون أموالهم كأمواله ، لكن لو اقتربوا منه ، اقتربوا من حقيقته ، ورأوا المأساة التي يعيشها ، شاهدوا المصيبة التي يحياها ، لعرفوا الحقيقة ، أدركوا أن الله يعذبه بتلك الأموال .

    سورة التوبة : فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ... (55)



     التوقيع 

  9. #9
    تاريخ الانضمام
    04/03/2007
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    789

    افتراضي

    جزاك الله خير
     التوقيع 
    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
    يا قارئ خطي لا تبكي على موتي ... فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك ... وإن مت فاللذكرى ويا ماراً على قبري لا تعجب من أمري ... بالأمس كنت معك وغداً أنت معي ,أمـــوت و يـبـقـى كـل مـا كـتـبـتـــه ذكــرى ... فيـا ليت كـل من قـرأ خطـي دعالي



  10. #10
    تاريخ الانضمام
    11/04/2012
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    43

    افتراضي

    شرح واضح سسهل الأستيعاب .....فى ميزان حسناتك ( متابعون بأذن الله)

  11. #11
    تاريخ الانضمام
    04/06/2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    638

    افتراضي





    الأيام الأخيرة في حياة البصير والأعمى




    الأيام الأخيرة في حياة البصير :



    كذلك تعامل الله مع البصير من الناحية الغيبية ، الله تعالى يبعد عنه قرناء السوء ، ورفقاء الغيبة ، يبعدهم عنه ، يجعلهم ينفرون ، لكن لماذا ؟

    لذلك الذكر الذي كان يتمسك به ، مثلما كان النبي صلى الله عليه وسلم :

    سورة الأسراء : ... وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا (46)

    فالله يبعد عنه زملاء السوء ، ورفقاء الشر ، وذلك لكي لا يسمع الغيبة ، لا يسمع الغيبة أبداً ، وحينها يكون القرآن الكريم نوراً ، يبصر من خلاله عيوبه ، فيراجع نفسه ، حتى يكون هذا القرآن نوراً ، حتى يكون هذا القرآن مثل مرآة غيبية تعكس له صورته على حقيقتها ، تعكس له أخطاءه ، وحين ذلك يوجهه القرآن لكي يتوجه لمعالجة أخطاءه وعيوبه وماضيه ، فيتفرغ للمراجعة وللمحاسبة ، يراجع نفسه ويصفي ملفاته القديمة ، ينقي ملفاته السوداء ، وهذا كله توطئة وتمهيداً لكي يموت سعيداً ، الله تعالى يقف بجنبه ، يأخذ بيده لكي يموت سعيداً ، الله تعالى يأخذ بيد البصير ، الله تعالى يأخذ بالذي تمسك بالنور ، الله تعالى يأخذ بالذي تمسك بالقرآن ، يمنع عنه الغيبة ، ليتفرغ لعيوبه وليس عيوب الآخرين ، بحيث يكون تفكيره سليماً ، يفكر تفكيراً صحيحاً ، تأتيه أفكار واضحة عن نفسة ، عن حقيقة نفسه ، يرى حقيقة نفسه من خلال القرآن ، وهكذا يتفرغ في ما بقي له من عمره لمراجعة أخطاءه ، وتصفية ملفاته السابقة ، وهكذا الله تعالى يوفقه لتصفية هذه الملفات ، يوفقه إلى رد المظالم إلى أهلها ، يسيره إلى رد الأمانات إلى أصحابها ، يتنصل من التبعات ، وهكذا تمهيداً له لكي يموت سعيداً ، ثم يرسل إليه ملك الموت ، فيجده نقياً نظيفاً طاهراً ، وقلبه سليماً ، فيموت طيباً .

    سورة النحل : الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ... (32)

    ومن رحمة الله به عند الموت أنه لا يجد العذاب ، لا يجد من الله إلا السلام :

    سورة الأحزاب : ... وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43) تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا (44)

    سورة مريم : وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33)
























    الأيام الأخيرة في حياة الأعمى :



    الذي عاش أعمى ، الله تعالى لا يأخذ بيده ، يقيض له القرناء :

    سورة فصلت : وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ... (25)

    لأنه لا يكثر من ذكر الله بقلبه :

    سورة الزخرف : وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (37)

    (وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ)

    وهكذا القرناء يقبلون عليه ، يقبل عليه قرناء السوء ، أصدقاء ورفقاء وزملاء السوء ، فتجده يستقبلهم استقبالاً حاراً ، وبحفاوة شديدة ، وهو لا يدري أنهم أتوا كي يملؤوا أذنيه بالغيبة ، فهو يسمع الغيبة ، ويسمع الغيبة ، ويسمع الغيبة ، إلى أن يصير في وضع يرى جميع الناس يخطئون ، إلا هو لا يخطئ ، هو فقط لا يخطئ ، فتجده لا يراجع نفسه ، لا يبصر عيوبه ، لا يتذكر ماضيه الأسود ، وبالتالي لا يفكر في رد المظالم ، لا يرد المظالم ، لا يتنصل من التبعات ، لا يأدي الأمانات إلى أهلها ، هكذا يعيش في الظلمات ، لا يبصر أخطاءه ، لا يبصر عيوبه ، لا يبصر زلاته وهفواته ، لأنه مشعول بعيوب الناس ، وبهفوات الناس وزلات الناس ، لأن القرناء قدموا إليه ، يملؤوا أذنيه بالغيبة ، هذه غيبة وهذه نميمة ، وهكذا محرمات السماع .

    سورة فصلت : وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ... (25)

    وإذا ضل على هذه الحال ، يأتيه ملك الموت ، فيجده ظالماً لنفسه ، فيموت هو ظالم لنفسه:

    سورة النحل : الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ ... (28)

    وفي لحظة الموت يجد العذاب ، ولا يجد الرحمة :

    سورة المؤمنين : حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ (64) لَا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لَا تُنْصَرُونَ (65) قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُونَ (66) مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ (67) أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ (68)

    (حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ)

    (يَجْأَرُونَ) في تلك اللحظة يصرخ صرخة ، يسمع لها صوت شديد ، هذا كله في عالم الغيب ، ونحن لا نرى شيء :

    سورة الواقعة : فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ (85)

    نحن لا نبصر شيئاً ، لكن هذا يحدث في عالم الغيب ، والناس وأقاربه وأخوته وزوجته ينظرون إليه ، هم كلم ينظرون إليه لكنهم لا يبصرون شيء ، الله وحده يعلم ما يحدث له هناك .


    سورة المؤمنين : حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ (64) لَا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لَا تُنْصَرُونَ (65) قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُونَ (66) مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ (67) أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ (68)

    (قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُونَ) الله يذكرهم بالآيات ، يذكرهم بالقرآن الكريم ، يا لها من حسرة وأي حسرة ، هو يصرح ويصرخ ويصرخ من شدة الهول والألم (إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ) ، والله يجيبهم (لَا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لَا تُنْصَرُونَ) ، ثم يذكرهم الله بالقرآن الكريم (قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُونَ) .

    سيشعر كل من ترك القرآن بأهمية القرآن عندما يموت ، سيندم أشد الندم .

    ( قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُونَ)

    يبين الله أن السبب الرئيسي والجوهري للعذاب الذي هم فيه الآن ، السبب الذي جعله يشقى في لحظات الموت ، هو إعراضه عن الآيات ، إعراضه عن القرآن الكريم ، فالإعراض عن القرآن له عواقب وخيمة ، عاقبته في لحظات الموت ، عاقبته في لحظات الموت وما بعده ، الموت فقط تمهيد لمصائب قادمة .




     التوقيع 

  12. #12
    تاريخ الانضمام
    04/06/2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    638

    افتراضي

    أشكر كل الأخوة والأخوات على الردود المتميزة :


    اقتباس أرسل أصلا بواسطة قصة رأي مشاهدة المشاركات
    بارك الله فيك . فصّلت في الشرح والمقارنه بين الظلمات والنور فالظلمات طرقاتها كثيره أما النور طريقه واحد أوحد وهو طريق الهدايه . جزاك الله خير الجزاء

    من المتابعين ان شاء الله ولي طلب في النهايه لإستيضاح أمر ما .

    جزاك الله خيراً
    اقتباس أرسل أصلا بواسطة ukomani مشاهدة المشاركات
    شكرا وبارك الله فيك
    اقتباس أرسل أصلا بواسطة حفيدة صعصة مشاهدة المشاركات
    شرح واضح سسهل الأستيعاب .....فى ميزان حسناتك ( متابعون بأذن الله)
    اقتباس أرسل أصلا بواسطة ابن الميثم مشاهدة المشاركات
    جزاك الله خير
    اقتباس أرسل أصلا بواسطة Just Miracle مشاهدة المشاركات
    لي عودة بإذن الله للقراءة بتمعن
     التوقيع 

  13. #13
    تاريخ الانضمام
    04/06/2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    638

    افتراضي





    الله الرحيم


    والله لم يظلم هؤلاء العمي ، بل أنفسهم كانوا يظلمون أنفسهم ، ويجب علينا أن نستحضر أن الله كان رحيماً بهم وهم في حياتهم الدنيا ، رحيماً بالنعم ، رحيماً بالعذاب الأدنى من ناحية أخرى :


    سورة الرحمن : الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4) الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5) وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ (6).


    البسملة (بسم الله الرحمن الرحيم ) نجدها في مطلع كل سورة ، اسم الله الرحمن نجده في مطلع كل سورة ، اسم الله الرحيم نجده في مطلع كل سورة ، وعلينا أن نستحضر رحمة الله بهؤلاء العمي ، بهؤلاء الأشقياء ، كان رحيماً بهم ، هم الذين لا يريدون ، هم الذين لا يستجيبون ، هم الذين يظلمون .


    سورة النحل : ... وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (33)


    الله تعالى خلق هذا الشقي ، الذي هو الآن في القبر يعذب ، خلقه وأنعم عليه نعماً لا تحصى :


    سورة ابراهيم : ... وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ... (34)


    سورة النحل : وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ... (18)


    لكن مشكلة هذا الإنسان عندما كان حياً ، أنه كان عندما ينعم الله عليه نعماً ، كان يعرض عن الله ، وبمقدار ما كان الله ينعم عليه النعم ، بمقدار ما كان هذا الشقي يعرض عن الله ، كان يبتعد وينأى بجانبه :


    سورة الأسراء : وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا (83) قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا (84)



    سورة فصلت : وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ (51)







    قصة :

    نفترض أن الأب عمر هو والد لمازن ، هذا الأب عمر ، بمقدار ما ينفق ويعطي ولده مازن ، بقدر ما يحقق طلباته ، بقدر ما يقدم له الهدايا ، وبقدر ما يوفر له كل شيء من طعام وشراب ولباس ودواء ومسكن ، وبقدر ما يوفر له من أدوات مدرسية ، بقدر ما يعرض هذا الولد عن أبيه ، لا يسلم عليه مجرد سلام ، لا يجلس مع أبيه ، لا يسأل عن أبيه ، يعرض ويبتعد ، يذهب بعيداً عن أبيه ، لا يسمع كلامه ويعصيه .


    والأب يرحم ولده ، فيناديه ، يا بني ، يا مازن ، إذا كنت لا ترغب في الحديث معي ، على الأقل أجلس هنا معي في وجبة الفطور ، كي أراك قليلاً يا بني ، أنت أبني أريد أن أراك ، فهو يرد على أبيه ويقول : لا أريد ، فهو يعرض عن أبيه ، ويتناول فطوره في غرفة أخرى ، كيف سيكون موقف الوالد ؟ ، كيف سيكون إحساسه ؟ كيف سيكون شعوره ؟ ، كيف سيكون ألمه ، كيف سيتألم؟ ، داخلياً كيف سيتوجع؟ ، هذا كله للإنسان المعرض عن الله ، ولله المثل الأعلى .


    سورة الأسراء : وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا (83) قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا (84)

    سورة فصلت : وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ (51)


    فالولد مازن لا يجلس مع أبيه مجرد جلوس ، يرفض مجرد الجلوس مع أبيه ، ولكن الأب قلبه رحيم ، فيرسل برسالة إلى ولده مازن وذلك عن طريق أم مازن ، يقول له : تعال يا بني ، عد إلي ، أرجع إلي ، سأعطيك ضمان بأني لن أعاقبك ، إذا عدت إلي ستجدني كريم ، تعال إلي ، عد إلي ، ارجع إلى أبيك ، وسلم علي ، أنا لا أريد شيء ، فقط أجلس معي ، سلم ، إذا عدت إلي فإني سأعطيك ضمان بأني لن اعاقبك ، سأكون معك كريماً ، سأعطيك هدية ، هذا كله للإنسان المعرض عن الله ، ولله المثل الأعلى .

    سورة الانفطار : يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8)

    الله تعالى يناديه وهو معرض ، يناديه باسمه الكريم(يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ) ، لم يناديه باسمه الجبار ، لم يناديه باسمه المتكبر ، بل ناداه باسمه الكريم ، يعني إذا عدت إلى ربك ، تجده كريماً ، لن يعاقبك تعال ، تعال ، ربك في انتظارك ، الكريم في انتظارك .

    لكن الأبن مازن ، يرفض الاستجابة ، ويستمع إلى قرناء السوء ، يصغي إلى قرناء السوء ، هناك قرناء في الشارع ، ينادونه ، يقولون له : دعك من أبيك ، أبوك صار شيخ كبير ، لا ينفعك ، تعال إلينا ، هكذا قرناء السوء يوسوسون ، هكذا أصدقاء وزملاء وأصحاب السوء يوسوسون ، وهكذا يفضل هذا الأبن أصدقائه على أبيه .

    وكذلك من الناحية الغيبية ، تجد الإنسان المعرض عن الله يستجيب لقرناء السوء ، لشياطين الجن والأنس، يحقق للقرين رغباته ، عندما يأمره بالمعاصي والذنوب والسيئات .

    ولكن هذا الابن مازن ، عندما يحدث له حادث ، عندما يصبح مريض ، عندما يقع له حادث مرور ، حدث له حادث مرور مروع ، كانت نتيجته ، جروح وكسور بليغة ، ونقل مازن إلى المستشفى ، لكن تكلفة العلاج عالية ، وتكلفة العملية الجراحية باهضه جداً ، هنا القرناء تخلوا عنه ، القرناء لا يدفعون ، القرناء لا يقفون معه وقت الشدة ، تركوه وحيداً في المستشفى ، وهنا قدم إليه أبوه عمر ، وذهب إليه إلى المستشفى ، وقال له : يا بني ، أنا معك ، أنا والدك ، أنا والدك الكريم ، ولا زلت كريماً ، وسأدفع كل شيء ، سأتكفل بالعملية الجراحية ، سأدفع نفقة العلاج مهما كانت ، أنت لا تدفع أي شيء ، أنت أبني ، فقط ارجوك أن تعود إلى ، في تلك اللحظات وعده ، مازن وعد أبوه ، فقال له : يا أبي أن وقفت بجانبي فأني أعدك أني سأعود إلى البيت ، وآكل الإفطار معك ، وسأجلس معك ، وسأسلم عليك .

    ولكن عندما كشف الله عنه الضر ، وأنقذه من مصيبته ، عاد مثل ما كان في السابق ، عاد إلى قرناء السوء ، وترك والده ، وهذا مجرد مثال ، مجرد قصة توضع علاقة المعرض عن الله ، علاقة الأعمى مع الله ، علاقة الشقي مع الله ، علاقة الإنسان مع الله ، هذا كله للإنسان المعرض عن الله ، ولله المثل الأعلى .

    سورة يونس : وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (12)

    سورة الروم : وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (33)

    سورة الزمر : وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (8)

    سورة الزمر : فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (49)







    وبالطبع كل ضر يصيب هذا الإنسان ، يمثل فرصة من الفرص للتوبة النصوح ، ولما كان العمر في تناقص ، فالفرص كذلك في تناقص ، العمر ينقضي ، والأيام تمضي ، والفرص في تناقص ، حتى تنتهي كل فرصه ، وهنا الله تعالى لم يظلمه ، أعطاه الفرصة تلو الفرصة لكي يتوب ، لكنه لم يتوب ، فرص تتلوها فرص ، وفرص تتلوها فرص ، لكنه لم يتوب ، منحه الفرص كاملة لكي يتوب ويرجع ، كان رحيماً به .

    سورة الكهف : وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا (58)

    الله تعالى كان رحيماً به بالنعم ، وبالعذاب الأدنى المحيط الذي يذكره بالله ، والذي يمنح له الفرص ، لعله يرجع :

    سورة السجدة : وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (21) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ (22)

    هذا الإنسان أضاع كل فرص التوبة النصوح ، فوت على نفسه كل فرص الرجوع إلى الله ، الله يمنح له الفرص تلو الفرص ، وهو يضيع الفرص تلو الفرص ، الله يناديه ، تعال تعال تعال تعال تعال تعال تعال ، وهو يقول لا لا لا لا لا لا لا ، وفي لحظة الموت ، يموت شقياً ، يموت أعمى ، يموت في الظلمات ، فالله لم يظلمه :

    سورة النحل : ... وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (33)

    سورة هود : ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ (100) وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ... (101)




     التوقيع 

  14. #14
    تاريخ الانضمام
    04/06/2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    638

    افتراضي

    حسن الخاتمة للبصير وسوء الخاتمة للأعمى







    في لحظة الموت ، الأعمى يجد العذاب ، والبصير يجد الرحمة ، لكن هذا ليس في ما يبدو لنا من الظاهر ، لكن هذا ما يحدث في عالم الغيب ، الرحمة والعذاب تحدث في عالم الغيب ، وليس في عالم الشهادة ، بمعني أن الأعمى قد يموت في بيته وعلى فراشه ، ويراه الناس مبتسم ، قد يحدث هذا ، قد يموت في بيته وعلى سريره نظيفاً مبتسماً سعيداً من الناحية المادية ، نحن نراه هكذا ، هذا ما يشاهده الذين حوله ، فيقولون هذه هي حسن الخاتمة ، لكن قد يكون يعذب الآن في عالم الغيب ، أنه يموت في الظلمات ، والناس تحسبه من الصالحين .

    وقد يموت البصير في حادث مرور ، قد تنفجر به الطائرة ، قد يموت غرقاً في البحر ، لكنه يجد الرحمة من الناحية الغيبية ، الله يرحمه عند موته ، الله يرحمه عند سكرات الموت ، لكن نحن نرى الدماء ، نحن نرى الأشلاء الممزقة ، لكنه من الناحية الغيبية يجد الرحمة .

    فالقضية لا تتعلق بالظاهر الذي يبدو لنا ، المسألة لا تتعلق بحسن وسوء الخاتمة التي نحن نراها في عالم الشهادة ، لكن القضية والمسألة تتعلق بحسن وسوء الخاتمة في عالم الغيب ، فنحن عندما نتكلم عن الرحمة والعذاب فنحن نقصد الجانب الغيبي الذي لا نبصره .


    سورة الواقعة : فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ (85)


    إذن نحن لا نبصر ، نحن لا نبصر الجانب الغيبي .

    فنحن قد نرى الأعمى في عالم الشهادة ، فقد يموت صديق لك وتراه سعيداً مبتسماً على فراشه ، وكل علامات حسن الخاتمة تراها فيه ، فقد كان إمام الصالحين في قريته ، وسيد العابدين في قبيلته ، لكن في آخر الأنفاس وآخر الأرماق، في لحظات حشرجات الموت وسكراته ، تأتيه ملائكة العذاب ، فيصرخ صرخات في عالم الغيب ، ونحن لا نراه من منظور عالم الشهادة فنقول هنيئاً له حسن الخاتمة ، لقد كان يعصي الله في السر ، في خلواته ، ويحسب أنه من المهتدين .


    أما البصير فيجد الرحمة لحظات الوفاة ، حتى لو أجمع كل أهل عالم الشهادة أن خاتمته خاتمة سوء ، فقد يكون عاصياً وفاسداً ولكنه قبل ساعات من وفاته تاب توبة نصوحا ، فتقبها الله من ذلك القلب الصادق ، وهم لا يعلمون أنه قد تاب ، بل يظنون أنه لا زال على معاصيه ، فلا يهم حكم الناس عليه في عالم الشهادة ، بل القضية ما هو حاله عند الله ؟.




    القضية ليست بالظاهر الذي نراه ، القضية حاله في عالم الغيب .



    سورة الأحزاب : تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا (44)

    فهذا البصير يجد السلام من الله ، يجد الرحمة من الله ، وحينها لا يطلب الرجوع إلى الحياة الدنيا ، فالبصير لا يقول حين لحظات الموت :

    سورة المؤمنين : حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100)

    فهو لا يقول : (رَبِّ ارْجِعُونِ) .

    الذي يقول : (رَبِّ ارْجِعُونِ ) هو الأعمى فقط ، الشقي هو الذي يقول (رَبِّ ارْجِعُونِ) .

    فالشقي الأعمى يقول : (رَبِّ ارْجِعُونِ ) لأنه وجد العذب عند الموت .






    كذلك في سورة ابراهيم :

    سورة ابراهيم : وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ ... (44)

    (فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ)

    (فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا ) الذين ظلموا هم الذين يقولون (رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ) وليس الذين آمنوا .

    (رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ) يطلبون أجل قريب ، يطلبون فترة بسيطة ، لأنهم وجدوا العذاب (يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ) .

    يطلبون هذه الفترة لكي يحققوا فيها (نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ) ، أي لكي يتوبوا التوبة النصوح .

    ولكن الله لا يستجيب لدعوتهم ، لقد فات الأوان .









    آخر تحرير بواسطة أستاذ التدبر : 12/09/2013 الساعة 11:19 PM
     التوقيع 

  15. #15
    تاريخ الانضمام
    04/06/2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    638

    افتراضي





    البصير لا يباغت في لحظات الموت ، الأعمى يباغته الموت









    كذلك هناك فرق بين الأعمى والبصير ، في لحظات الموت ، فالبصير لا يعرف الغيب ، لم يكن يعلم بلحظة موته ، لكن لا يباغت ، لأنه كان يذكر الموت دائماً ، لأنه كان مستعداً للموت ، فإذا أصبح فإنه لا ينتظر المساء ، وإذا أمسى فإنه لا ينتظر الصباح ، وإذا نام يضع في باله أنه قد يستيقظ يوم القيامة ، أنه يتوقع أن يموت في كل لحظة ، بما أنه يذكر الموت بين حين وآخر ، كان يتوقع أن يزوره ملك الموت بين حين وآخر ، فحينما يأتيه ملك الموت فإنه لا يباغت .

    أما الأعمى فإنه يباغت ، الأعمى لا يذكر الموت ، يعيش الأمل ، عنده أمل :

    سورة الحجر : ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (3)

    دائماً عنده أمل في حياة طويلة جداً ، فهو يقول أنه سيعيش حتى 80 سنة ، ولن يموت قبل وصول الثمانين ، ولن يزره ملك الموت قبل الثمانين ، فليس لديه توقع بأن يزوره ملك الموت بعد يوم ، أو ساعة ، أو دقيقة ، أو الآن في هذه اللحظة ، لا يوجد لديه هذا التوقع ، فهو لا يذكر الموت بين حين وآخر ، لا يتوقع قدوم ملك الموت بين حين وآخر ، فعندما يأتيه ملك الموت يأتيه بغتة .

    فلذلك نجد كلمة بغتة مصاحبة للعذاب في القرآن الكريم ، تأتي في سياق العذاب ، تأتي مجاورة لكلمة العذاب :

    سورة الأنعام : قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ (47)

    سورة الحج : وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ (55)

    سورة الشعراء : لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (201) فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (202) فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ (203)

    سورة العنكبوت : وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلَا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجَاءَهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (53)

    سورة الزمر : وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55)

    أنها المباغتة ، أنها المفاجئة ، يأتيهم الموت وهم لا يتوقعونه .

    نحن هنا فقط في لحظات الموت ، هناك فرق كبير جداً بين موتة البصير وموتة الأعمى ، هناك فرق شاسع بين موتة السعيد وموتة الشقي ، هناك فرق لا حدود له بين الموت في النور والموت في الظلمات .





    الله يكلمك الآن ، أستشعر أن الله يخاطبك ، يخاطبك أنت وحدك بالذات :


    سورة الزمر : قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55) أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58) بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (59) وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ (60) وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (61) .



     التوقيع 

  16. #16
    تاريخ الانضمام
    04/06/2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    638

    افتراضي




    عندما يهلك الكون كله و يبقى الله وحده

    والمؤمن البصير لا يباغته الموت ، لأنه يذكر الموت في كل حين ، ولا يذكر الموت لنفسه فحسب ، بل يذكر أن كل ذرة في هذا الكون ستفنى .

    سورة الروم : أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى ...(8)

    كل شيء في السماوات و في الأرض و ما بينهما، له أجل مسمى ، ومسمى يعني أجل معلوم عند الله ، نهاية معلومة عند الله ، وأي ذرة في هذا الكون كله ، هي متجهة إلى ذلك الأجل الذي يعلمه الله ، متجهة إلى نهايتها التي يعلمها الله ، وحين يحين ذلك الأجل ، الله تعالى سيميتها فتفنى .

    سورة الروم : أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى ...(8)

    والله يذكر أن للإنسان أجل ، كما للشمس وللقمر أجل أيضاً ، يعني لا فرق بين الإنسان والشمس ، لا فرق بين الإنسان والقمر ، يعني لا فرق بين مخلوق ومخلوق ، كان إنساناً ، كان حيواناً ، كان نباتاً ، كان جماداً ، لا بد له من أجل ، لا بد له من نهاية ، وهو مهما كانت حركته في هذه الحياة ، هو متجه إلى ذلك الأجل .

    سورة الأنعام : هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ (2)

    سورة لقمان : ... وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ... (29)

    تأمل أن الشمس والقمر وللإنسان لهم أجل مسمى ، لا فرق بينهم ، كلهم لهم أجل مسمى ، كلهم لهم نهاية ، وهذه الشمس مع سرعتها في الكون ، مع ضخامتها في الحجم ، هي متجهة نحو نهايتها ، متجهة إلى الموت ، فكيف بالإنسان وهو يجري بسيارته ، يجري ويسرع ، نجده ينطلق مسرعاً ، أنه متجه إلى أجله .

    سورة يس : وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38)

    وموعد أجل الشمس والقمر ، هو يوم القيامة ، وهذا ما نجده في سورة القيامة :

    سورة القيامة : وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9)

    وهنا جمع حقيقي ، الشمس تجمع مع القمر يوم القيامة ، فيصبحا كتلة واحدة .

    سورة القيامة : لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2) أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3) بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ (4) بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ (5) يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ (6) فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9) يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10) كَلَّا لَا وَزَرَ (11) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (12) يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ (13) بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ (15).

    وموعد نهاية هذا الكون ، موعد نهاية السماوات والأرض ، هو الصعقة ، في سورة الزمر :

    سورة الزمر : وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (68).

    فالنفخة نفختان ، نفخة للصعق ونفخة للبعث ، نفخة الصعق هي التي تميت كل شيء ، ولا تبقي شيء يتحرك ، كل شيء سيتوقف ، سيسكن ، سيموت ، سيفنى ، والنفخة الثانية للبعث .

    سورة الرحمن : كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27)

    سورة القصص : ... كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (88)

    الله تعالى يقدم البرهان ، بأنه تعالى هو وحده الحي الذي لا يموت ، وحده سبحانه ، وهذا تسبيح ، عندما نقرأ الفناء ، والأجل والنهاية ، نهاية الإنسان ونهاية الكون ، ونهاية الحياة ، وعندما نقرأ هذه النهايات ، عندما نقرأ هذه النهاية في القرآن تجعلنا ننزه الله ونسبحه ، بأنه هو الحي وحده ، لا شريك له ، يجعلنا ننزه الله وحده عن الموت ، فسبحان الله الحي ، الذي لا يموت ، ننزهه وحده عن الفناء ، الله وحده هو الذي لا يموت .

    سورة الفرقان : وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا (58)


     التوقيع 

  17. #17
    تاريخ الانضمام
    14/03/2013
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    3,562
    مشاركات المدونة
    95

    افتراضي

    جزاك الله خير على عنونة التوقيع كلن وفق مساره وشرحه المنفصل . جزاك الله كل الخير

  18. #18
    تاريخ الانضمام
    04/06/2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    638

    افتراضي







    البعث



    فهناك نفخة للصعق وهناك نفخة للبعث ، ونفخة البعث تسمى في القرآن صحية ، كما تسمى زجرة :

    سورة ق : وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ (41) يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ (42) إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ (43) يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ (44).

    (يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ ) الأرض هنا هي أرض الآخرة ، والله قرب لنا الصورة ، عندما تتشقق الأرض ويخرج منها النبات ، تماماً وبنفس الكيفية والدقة يخرج منها الإنسان يوم القيامة ، في سورة عبس :

    سورة عبس : ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21) ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ (22) كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ (23) فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (26) فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27)

    (ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ) أنشره يعني أخرجه وبعثه يوم القيامة ، وهذا النشور هو مثل : فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (26) فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27).

    الأرض هنا هي أرض الفلاحة ، أرض المزرعة ، الأرض في الدنيا ، والإنسان لا يزال حي ، (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ) يعني من أراد أن يتيقن من البعث ، فلينظر إلى طعامه ، هذا في سورة عبس ، وأما في سورة ق ، فتنشق الأرض لا ليخرج منها النبات ، بل ليخرج منها الإنسان ، (يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ ).

    (يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ )

    ركز مع كلمة (سِرَاعًا ) لأن النبات في الدنيا ، الله تعالى يخرجه شيئاً فشيئاً وبالتدريج ، ليس سراعاً ، جميع النباتات ، جميع الأشجار ، الله تعالى يخرجها شيئاً فشيئاً ، أما يوم القيامة ، تشقق الأرض فيخرج الإنسان سراعا ، بسرعة كبيرة جداً ، يخرج رأسه ثم جسمه مباشرة وبسرعة رهيبة (ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ) .

    سورة ق : يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ (44) نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ (45).


    (فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ)

    (فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ)

    (فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ)


    وهذه الصيحة أيضاً في القرآن تسمى زجرة ، لأن لها صوت مرعب ، صوت مفزع ، مخيف :

    سورة الصافات : فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنْظُرُونَ (19)

    سورة النازعات : فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (13) فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (14)

    سورة الحاقة : فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ (13) وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً (14) فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (15) وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ (16).

    الصيحة التي من خلالها تنشق الأرض ليخرج منها جميع البشر ، وبدون استثناء ، إنما هي نفخة واحدة ، يعني صيحة واحدة تكفي للجميع :

    سورة يس : مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (49) فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ (50) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ (51) قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52) إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (53) فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (54) .

    صيحة واحدة تكفي الجميع ، وهم أموات فيبعثون ، وهنا هذه الصيحة تدلنا على قدرة الله المطلقة :

    سورة لمان : مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (28)

    نحن في هذه الحياة الإنسان عندما ينام ، عندما يستغرق في النوم ، لا سيما إذا كان منهكاً ومتعباً ، وعندما تأتي لكي توقظه ، ربما تنبهه مرات ومرات وهو لا يستجيب ، تنبهه مرة ، ثم تعود وترجع وهكذا ، ولا يستجيب لأنه غارق في النوم ، هنا يوم القيامة ، ليس شخص واحد ، مليارات الخلق ، ومليارات تتلوها مليارات ، ومليارات بعدها مليارات ، من عهد آدم عليه السلام إلى قيام الساعة ، الكل موتى ، الكل ميت ، يبعثون كلهم بصيحة واحدة ، صيحة واحدة تكفي الجميع ، أنها قدرة الله ، الله تعالى يظهر قدرته ، قدرة الله تعالى تتجلى .

    سورة يس : مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (49) فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ (50) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ (51) قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52) إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (53) فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (54) .

    سورة لمان : مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (28)

    ولا غرابة ، فنجن جميعا أحياء ، والله يسير حركة الدماء في عروقنا ، ويحافظ على سرعتها ، ويتحكم في سرعة الدماء ، يتحكم ويهيمن على سرعة الدماء ، ليس نحن فقط ، بل كل سكان الكرة الأرضية في وقت واحد ، أليس هذا برهان على أن الله قادر قدرة مطلقة على أن يبعثهم في وقت واحد .



     التوقيع 

  19. #19
    تاريخ الانضمام
    04/06/2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    638

    افتراضي





    من مشاهد يوم القيامة





    انشقاق السماء :


    سورة الحاقة : فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ (13) وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً (14) فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (15) وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ (16).

    وانشقاق السماء إيذان بانتهاء هذه الحياة ، لأن السماء جعلها الله هي السقف ، وسقف البيت عندما يتهدم فإن كل البيت يتهدم ، وعندما يسقط السقف هذا إيذان بتهدم كل شيء ، سينهار و سيتحطم ، هكذا انشقاق السماء في القرآن .

    سورة الأنبياء : وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ (32)

    سورة ق : أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ (6)


    (وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ ) يعني ما لها من تشققات ، فقرون وقرون وقرون والناس ينظرون إلى السماء ولم يجدوا لها تشققاً واحداً ولا تصدعاً واحداً ، لا تجد فيها خللاً ولا اضطراباً واحداً ، ولكن مع قيام الساعة الله تعالى يأذن لهذه السماء بأن تنشق .

    سورة الرحمن : فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ (37)

    سورة الانشقاق : إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)

    سورة الانفطار : إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (1) وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ (2) وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (5).

    وهذا الانفطار له منظر مخيف ، فالله تعالى يقرب لنا الصورة ، فالولدان وهم الأطفال الصغار ، ثلاث سنوات أو أربع سنوات ، لو رأوا منظر انشقاق السماء وانفطارها مباشرة يشيب ، يصبح لون شعره أبيض ، يشتعل رأسه شيباً .

    سورة المزمل : فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا (17) السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا (18) إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (19) .

    هذا يحدث للصغير ومنظر لا يستطيع الكبير أن يتصوره ، منظر لا يحتمله العقل ، هناك حيث يتجسد الخوف في كل شيء .

    وهذا ما نجده في بداية سورة التكوير :

    سورة التكوير : إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (2) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3)

    يتهاوى هذا النظام ، هذا النظام الرائع والدقيق حان وقت نهايته ، حان وقت رحيله وزواله ، كل الأنظمة الشمسية والنجمية تتلاشى ، ومليارات المجرات حان وقت افولها ، بل الكون كله متجه إلى نهايته ، ويصطدم الكون بعضه ببعض .

    في هذه الحياة الدنيا :

    سورة الذاريات : وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47)

    أما يوم القيامة :

    سورة الأنبياء : يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ (104)





    وهذا ما توصل إليه علماء الفلك ، علماء الفلك يتكلمون من الناحية العلمية ، وهم ليس لديهم قرآن ، ليس انطلاقاً من القرآن ، يتكلمون انطلاقاً من علمهم ، وليس من القرآن ، يقولون : أن هذا الكون في اتساع ، والقرآن يقول ذلك .

    سورة الذاريات : وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47)

    يقول علماء الفلك في الغرب ، من منظور أبحاثهم ودراساتهم الفلكية ، وليس من القرآن ، فهم يأكدون أن هذا الكون هو في اتساع ، ويشبهونه بالمطاط تماماً ، مثل البالون الذي ينتفخ فيتسع ، بحيث يتمدد ويتمطط ويتسع ، ولكن هو يتمدد بانتظام دقيق جداً ، وليس بشكل عشوائي ومضطرب .

    ويكمل علماء الفلك ويقولون : أن هذا الكون الذي يتمدد بنظام دقيق جداً ويتسع ، يصل هذا التمدد وهذا الاتساع إلى نقطة يتوقف عندها ، ثم فجأة يبدأ يتقلص ، بالانكماش والتكدس على ذاته ، لكن ليس بحركة منتظمة دقيقة ، بل بعشوائية واضطراب كمطاط ينكمش تماماً ، هذا مثل أن تمسك في يدك خيط من المطاط ، عندما تشده فإنه يتسع بانتظام ، لكن حين تتركه فإنه ينكمش بسرعة رهيبة جداً ، وبدون نظام ، بل بحركة تموجيه اضطرابيه ، وهذا هو الكون عندما يهلك ، فالأجرام يرتطم بعظها ببعض ، كل شيء سينهار ، مليارات وبلاين المجرات ستنهار .

    سورة الأنبياء : يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ (104)

    يقول علماء الفلك : أن المسافة بين الشمس والأرض هي 156 مليون كيلومتر تقريباً ، وأن الشمس تتسع لمليون وثلاثمئة ألف كرة أرضية ، يعني خذ الكرة الأرضية وضع بجوارها كرة أرضية أخرى ، أفعل هذا مليون وثلاثمئة ألف مرة ، تحصل على حجم الشمس ، ودرجة حرارة الشمس 20 مليون درجة مئوية ، ولو أن الأرض تحيد عن مدارها ، تنحرف عن مسلكها بمسافة بسيطة نحو الشمس ، فإنها تتبخر في أقل من ثانية واحدة ، والشمس هي نجم متوسط الحجم ، وليست من النجوم العملاقة ، فهناك في هذا الكون نجوم عملاقة أكبر من الشمس مليارات المرات .

    سورة القيامة : لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2) أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3) بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ (4) بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ (5) يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ (6) فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9) يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10) كَلَّا لَا وَزَرَ (11) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (12) يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ (13) بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ (15).





     التوقيع 

  20. #20
    تاريخ الانضمام
    04/06/2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    638

    افتراضي





    من مشاهد يوم القيامة





    زلزال الأرض :








    وفي الأرض يحدث زلزال كبير ، لم تشهده الأرض في تاريخها بطوله ، ولم تعهده في ماضيها كله :

    سورة الزلزلة : إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8) .

    سورة الحج : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2).

    (يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ) تذهل كل مرضعة ، ليس بعض ، تصور أن كل مرضعة لها رضيع ، إشارة إلى علاقة الأمومة ، أقوى علاقة هي علاقة الأم بأبنها الرضيع ، ليس أبنها الكبير ولا حتى أبنها الصغير ، بل أبنها الرضيع ، الله يبين أن هذا الزلزال يقطع هذه العلاقة ، يقطعها ولا يبقيها ، فما بالك بغيرها من العلاقات ، العلاقات بين الزملاء والأصدقاء والأقرباء والجيران والشركاء والرفقاء ، كل شيء سيتقطع ، علاقات الأبوة والبنوة والأمومة والزوجية والأخوية وعلاقات النسب ، كل العلاقات مهما كانت حميمة وراسخة ، تتقطع وتنفصل ولا يبقى لها وجود .

    سورة المؤمنين : فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ (101)

    سورة الممتحنة : لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (3)

    أقوى علاقة إنسان بإنسان على وجه الأرض على مر جميع العصور ، هي علاقة الأم بأبنها ، ليس الأكبر ولا المتوسط ولا الصغير ، بل أبنها الرضيع ، لأن الأم تتمسك بأبنها الصغير، كيف لا وقد كان جزء منها قبل أيام ، فهي دوما تفكر فيه ، تأخذه بحضنها بشدة ، كم تمنت أن تكون هي وهو كتلة واحدة من شدة الحب والتعلق ، دوما تشفق عليه ، أنه رضيع ، لا يملك لنفسه شيء .

    لكن هذا الزلزال يقطع هذه العلاقة ، فما بالك بغيرها من العلاقات .


    سورة الحج : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2).

    (يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ) تذهل : أي تصاب بالذهول ، يغيب هذا الرضيع عن ذهنها ، تتصرف وكأن ليس لديها رضيع ، وكأن الرضيع غير موجود ، فهي تذهل عنه ، وكأن هذا الرضيع ليس أبن لها ، هكذا تصرفها في تلك اللحظات .

    (وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا) وليس بعض ، بمعنى أن كل حامل تحمل جنينها في بطنها أو رحمها ، أكان نطفة أو علقة أو مضغة أو أي شيء ، مهما كان عمره ، فإنها لا تطيق أن تبقيه في أحشائها ، لأن الزلزال ضربته عنيفة جداً ، لا يبقي على جنين إلا ويجعله ينزل من بطن أمه (وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا) ، فهو زلزال قوي جداً .

    (وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى) من شدة هذا الزلزال ، من شدة الصدمة والهول ، كأنهم فقدوا وعيهم ، سكرى يعني من حيث المنظر ، عندما تنظر إليهم ، عندما تدقق النظر في وجوههم ، تجدهم كأنهم فقدوا الوعي ، كأنهم سكارى ، حالتهم شبيهة بحالة السكر ، لكنهم ليسوا بسكارى ، هم في وعي تام ، في كامل قواهم العقلية ، هم يدركون الحقيقة ، يعرفون واقعهم ، يعرفون حالهم ، يعرفون أن الآن هو يوم القيامة ، لكن عذاب الله شديد ، لكن هول الموقف يجعل الناس هكذا .

    سورة الحج : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2).




     التوقيع 

  21. #21
    تاريخ الانضمام
    04/06/2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    638

    افتراضي

    أشكرك أختي الكريمة ( قصة رأي) على هذه الردود المتميزة ، وبارك الله فيك وجعل القرآن الكريم ربيع قلبك .



    اقتباس أرسل أصلا بواسطة قصة رأي مشاهدة المشاركات
    بارك الله فيك . فصّلت في الشرح والمقارنه بين الظلمات والنور فالظلمات طرقاتها كثيره أما النور طريقه واحد أوحد وهو طريق الهدايه . جزاك الله خير الجزاء

    من المتابعين ان شاء الله ولي طلب في النهايه لإستيضاح أمر ما .

    جزاك الله خيراً
    اقتباس أرسل أصلا بواسطة قصة رأي مشاهدة المشاركات
    جزاك الله خير على عنونة التوقيع كلن وفق مساره وشرحه المنفصل . جزاك الله كل الخير
     التوقيع 

  22. #22
    تاريخ الانضمام
    14/03/2013
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    3,562
    مشاركات المدونة
    95

    افتراضي

    اقتباس أرسل أصلا بواسطة أستاذ التدبر مشاهدة المشاركات
    أشكرك أختي الكريمة ( قصة رأي) على هذه الردود المتميزة ، وبارك الله فيك وجعل القرآن الكريم ربيع قلبك .
    يا رب العالمين ءامين ولك بالمثل ان شاء الله
    العفو منك أخي . جزاك الله كل الجنه
    عندي بعض النقاط لو تستطيع الإسترسال فيها أخي الفاضل

    1. أرجو منك شرح سورة الدخان فلدي سؤال عن صدق ما إذا كانت السماء والأرض يبكيان لموت الإنسان , صحيح أم لا
    استشهاداً على بكاء السماء وإحمرارها أثناء قتل الحسين بن علي . قرأت في أحد التفاسير أن باب نزول الرزق وصعود العمل في السماء
    يبكي عند موت المسلم وكذلك موضع سجوده . أرجو التأكيد بشرح السوره لأن التفاسير التي عُدت لها تشرح كلمياً دون القصّ
    وإحدى الكتب شرحت آيتين من سورة الدخان تحتمل تأويلين دنيا ويوم الحساب وهي ليست الآيات التي اُريد لذلك لو تشرحها كامله
    قصصياً وعبره أيضا .

    2. أيضا سورة الجاثيه . لا أدري إذا كانت هناك استثناءات في الإعراب الذي يكون لكلمتين بينهما واو عطف فالدارج أن كلا الكلمتين
    يكون لهما نفس الإعراب والتشكيل أيضا .. أتمنى التصحيح لي إن أخطأت . الآيه رقم 22
    "وخلق الله السماواتِ و الأرضَ"
    وكذلك الشرح لها . لو استطعت أخي وأعتذر منك أيضا

    ان شاء الله في ميزان حسناتك أخي هذا

  23. #23
    تاريخ الانضمام
    04/06/2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    638

    افتراضي

    اقتباس أرسل أصلا بواسطة قصة رأي مشاهدة المشاركات
    يا رب العالمين ءامين ولك بالمثل ان شاء الله
    العفو منك أخي . جزاك الله كل الجنه
    عندي بعض النقاط لو تستطيع الإسترسال فيها أخي الفاضل

    1. أرجو منك شرح سورة الدخان فلدي سؤال عن صدق ما إذا كانت السماء والأرض يبكيان لموت الإنسان , صحيح أم لا
    استشهاداً على بكاء السماء وإحمرارها أثناء قتل الحسين بن علي . قرأت في أحد التفاسير أن باب نزول الرزق وصعود العمل في السماء
    يبكي عند موت المسلم وكذلك موضع سجوده . أرجو التأكيد بشرح السوره لأن التفاسير التي عُدت لها تشرح كلمياً دون القصّ
    وإحدى الكتب شرحت آيتين من سورة الدخان تحتمل تأويلين دنيا ويوم الحساب وهي ليست الآيات التي اُريد لذلك لو تشرحها كامله
    قصصياً وعبره أيضا .

    2. أيضا سورة الجاثيه . لا أدري إذا كانت هناك استثناءات في الإعراب الذي يكون لكلمتين بينهما واو عطف فالدارج أن كلا الكلمتين
    يكون لهما نفس الإعراب والتشكيل أيضا .. أتمنى التصحيح لي إن أخطأت . الآيه رقم 22
    "وخلق الله السماواتِ و الأرضَ"
    وكذلك الشرح لها . لو استطعت أخي وأعتذر منك أيضا

    ان شاء الله في ميزان حسناتك أخي هذا

    وعليكم السلام :


    أشكرك أختي الكريمة ( قصة رأي) على هذه الأسئلة ، والتي لا أعرف أجابتها ، فقط ذكرت أكثر من مرة في مواضيع سابقة ، أنه ليس لدي علم ، كما قد يتصور البعض ، كل ما أفعله هو الإعداد والتنسيق ، وقد وضعت في توقعي في كل مشاركاتي الجملة التالية :

    ملاحظة : هذه المواضيع ( التدبر في القرآن الكريم ) ليست لي ، بل هي لمجموعة من علماء وشيوخ التدبر في القرآن الكريم ، كل ما قمت به هو التنسيق والإعداد .

    فكثيرين يحسنون الظن بي ، والحقيقة أن كل ما أفعله هو نقل علم العلماء الكبار ، فإني مجرد ناقل للعلم لا غير .

    وأعتذر عن عدم الإجابة على أسئلتك.

    وشكراً.

     التوقيع 

  24. #24
    تاريخ الانضمام
    14/03/2013
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    3,562
    مشاركات المدونة
    95

    افتراضي

    اقتباس أرسل أصلا بواسطة أستاذ التدبر مشاهدة المشاركات
    وعليكم السلام :


    أشكرك أختي الكريمة ( قصة رأي) على هذه الأسئلة ، والتي لا أعرف أجابتها ، فقط ذكرت أكثر من مرة في مواضيع سابقة ، أنه ليس لدي علم ، كما قد يتصور البعض ، كل ما أفعله هو الإعداد والتنسيق ، وقد وضعت في توقعي في كل مشاركاتي الجملة التالية :

    ملاحظة : هذه المواضيع ( التدبر في القرآن الكريم ) ليست لي ، بل هي لمجموعة من علماء وشيوخ التدبر في القرآن الكريم ، كل ما قمت به هو التنسيق والإعداد .

    فكثيرين يحسنون الظن بي ، والحقيقة أن كل ما أفعله هو نقل علم العلماء الكبار ، فإني مجرد ناقل للعلم لا غير .

    وأعتذر عن عدم الإجابة على أسئلتك.

    وشكراً.

    أنا قرأت التوقيع لكن ظننت إن بإمكانك الجمع في هذا وإن طالت المده . لا , لا بأس
    ما وضعته إلى الآن ليس بالقليل جزاك الله خيراً . لا مشكله

    العفو أخي

  25. #25
    تاريخ الانضمام
    31/08/2013
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    2,737

    افتراضي

    جزاكَ الله الحُسنى ، بارك الله فيك ..
     التوقيع 
    ﻻ ﻳﺨﺪﻋﻨّﻚ ﻣﻦ ﻋﺪﻭٍ ﺩﻣﻌــــــﺔ ---- ﻭﺍﺭﺣـــﻢ ﺷﺒﺎﺑﻚ ﻣﻦ ﻋﺪﻭٍ ﺗﺮﺣﻢ
    ﻟﻮﻻ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝُ ﻟﻜﺎﻥ ﺃﺩﻧﻰ ﺿﻴﻐﻢ ---- ﺃﺩﻧﻰ ﺇﻟﻰ ﺷﺮﻑٍ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺴـــــﺎن
    وما ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻧﻔﺴﻲ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖْ ---- ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓَ ﻛﻤﺎ ﻻﺗﺸﺘﻬـــــي طبع
    ♚وضعتني أمي ملكة ♚

  26. #26
    تاريخ الانضمام
    04/06/2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    638

    افتراضي

    من مشاهد يوم القيامة




    الجبال يوم القيامة :

    تتميز الجبال بأنها المخلوق الأكبر على سطح الأرض ، وأنها المخلوق الأشد قوة وصلابة على وجه الأرض .


    وهذا الزلزال له آثار عجيبة على الجبال ، والله يبين ذلك في سورة الواقعة :

    سورة الواقعة : إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (1) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (2) خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ (3) إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (4) وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا (5) فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا (6).

    (وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا) يعني فتت (فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا) .

    الزلزال من شدة الضربة ، يفتت الجبال فيجعلها هباء يعني غباراً ، جزيئات لا ترى بالعين المجردة ، نحن نرى ونسمع عن الزلازل في هذه الحياة ، بين يحين وآخر نسمع عن زلزال وقع هنا أو هناك ، لكن عندما يقع زلزال في مكان معين من الكرة الأرضية فإنه لا يصل إلينا ، إلا عبر وسائل الإعلان كنبأ أو خبر فقط ، يعني لا نحس بضربته ، لا نشعر بهزته ، فقد وقع بعيداً .

    أما زلزال قيام الساعة ، فيضرب في كل نقطة من نقاط الأرض ، زلازل اليوم مهما كانت قوتها ، مهما كانت شدتها ، هذه الزلازل تهدم البنايات الكبيرة ، تهدم العمارات العالية ، لكنك إذا نظرت إلى الجبال فإنك ستجدها راسخة في مكانها ، أنظر إلى الجبال بعد الزلازل ، ليس هناك أي أثر لزلزال على الجبل ، أثرها على المباني والعمارات والبيوت ، ولا أثر لها على الجبال .

    أما زلزال يوم القيامة ، فلا يبقي على جبل واحد ، كلها يفتتها ، جميعها تتحول إلى هباء ، والهباء لا نراه بالعين المجردة ، إنما نراه حينما يسقط شعاع الشمس من ثقب في سقف الغرفة أو نافذة الغرفة ، فنرى جزيئات صغيرة جداً ، هذا هو الهباء ، ما كنا لنراها لولا قوة شعاع الشمس المركز عليها ، زلزال الساعة يصير الجبال هباء ، بمعنى سراب .

    سورة النبأ : وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا (20)

    والسراب كأنه شيء من بعيد ، لكن بمجرد الاقتراب منه يصبح لا شيء ، هذا هو السراب ، السراب هو شيء تتوهم أنه شيء ، تظنه شيئاً ، تحسبه شيئاً ،هذا من بعيد ، لكن إذا اقتربت لا تجده شيئاً .

    سورة النور : ...كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا ... (39)

    الجبال تصبح هكذا .

    سورة الواقعة : إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (1) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (2) خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ (3) إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (4) وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا (5) فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا (6).

    سورة طه : وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (105) فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (106) لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا (107).




     التوقيع 

  27. #27
    تاريخ الانضمام
    04/06/2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    638

    افتراضي



    من مشاهد يوم القيامة


    الأمن للذين آمنوا :



    هكذا تصبح السماء ، وهكذا تصبح الجبال ، هذا كله تمهيد للعرض :

    سورة الحاقة : يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ (18)

    نعود إلى النفخة في الصور ، نفخة البعث ( الصيحة أو الزجرة ):

    فالبصير الذي مات في النور ، يحفظه الله من سماع تلك الصيحة ، من مات بصيراً ، يعني من عاش في النور ، ومات في النور ، فالله يحفظه من سماع تلك الصيحة أو الزجرة ، كيف ذلك ؟

    لأن تلك الصيحة أو الزجرة تحدث فزعاً ، والله تعالى يبين أن هؤلاء الذين جاءوا بالعمل الصالح ، الله تعالى يحفظهم من هذا الفزع ، يعطيهم الأمن .

    يقول الله تعالى في سورة النمل :

    سورة النمل : مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (89)

    هذا ما نجده في ختام سورة النمل ، وهي الآية ( 89) أرجع إلى الآية (87) :

    سورة النمل : وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ... (87)

    الآية تبين أن الفزع مصاحب للنفخ في الصور لكن هناك استثناء (إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ) ، وهذا الاستثناء مبين في الآية (89).

    وهؤلاء الذين استثناهم الله (إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ) ، هم (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ) .

    (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ) يعني بالخير ، بالعمل الصالح ، (فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ) .





    الآن تدبر في الآيتين (87) و (89) مع بعضهما :

    سورة النمل : وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ... (87)

    سورة النمل : مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (89)


    هذا الفزع إنما هو مصاحب للنفخة (الصيحة أو الزجرة ) الله تعالى يحفظ البصير فلا يفزع من النفخة ، لا يفزع (وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ) .









    كان هذا في أواخر سورة النمل ، أما في سورة الأنبياء :

    سورة الأنبياء : إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (101) لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ (102) لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (103).

    (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى) يعني من عاش بصيراً ، ومات بصيراً ( البصيرة الغيبية ) .

    (أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ) عنها : ضمير يعود إلى نار جهنم ، مبعدون إبعاد تام عن نار جهنم ، وفوق هذا (لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا) ، لا يسمعون صوتها ، مجرد سماع صوت جهنم لا ينالهم ، (لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا) وهذا كله من رحمة الله بهم .

    هكذا من مات بصيراً ، بعث بصيراً ، الله تعالى يمنح له الأمن ، من لحظة بعثه ، إلى اللحظة التي يدخل فيها الجنة .

    الله تعالى يعطيه الأمان طوال يوم القيامة ، فيشعر بالأمن .







    وهذا ما نجده أيضاً في سورة فصلت :

    سورة فصلت : ... أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ... (40)

    يعني يمنح له الأمن ، ليس لساعة فقط ، ليس لثانية فقط ، ليس لبرهة فقط ، يمنح له الأمن ليوم القيامة كاملاً .



     التوقيع 

  28. #28
    تاريخ الانضمام
    04/06/2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    638

    افتراضي



    من مشاهد يوم القيامة



    (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ)



    من المعلوم أن الناس جميعاً يبعثون من مكان واحد ، السعداء والأشقياء الكل في مكان واحد ، عندما تتشقق الأرض ، في الوهلة الأولى ، في الثانية الأولى ، وفي اللحظات الأولى من البعث ، يكون الجميع مع بعض السعداء والأشقياء ، وهنا لا بد أن نستحضر شيئاً ، مهماً جداً .


    ركز جيداً :

    الله تعالى يبعث السعداء بالنور : عندما تتشقق الأرض السعيد يظهر رأسه من الأرض وهو يشع بالنور ، وبسرعة يظهر باقي جسمه وكله نور ، أنه يشع نوراً ، لماذا ؟


    لأنه عاش في الدنيا بالنور ، ومات على النور ، لذلك يبعثه الله في النور .


    سورة آل عمران : يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ ... (106)







    أما الشقي: فلا يبعث بالنور ، تتشقق الأرض فيظهر رأسه من الأرض وهو أسود مظلم حالك ، ثم يظهر جسمه أسود كالفحم وكقطع الليل المظلم ، لكن لماذا ؟

    لأنه عاش في الظلمات ، ومات في الظلمات ، فيبعثه الله في الظلمات .

    سورة آل عمران : ... وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ... (106)








    هكذا هي المعادلة يوم القيامة :

    سورة آل عمران : يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (106) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107) تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ (108)

    من عاش بصير ، ومات بصير ، فإنه يبعث في النور .

    من عاش أعمى ، ومات أعمى ، فإنه يبعث في الظلمات .

    سورة الزمر : وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ (60) وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (61)

    من عاش بالنور ، وتمسك بالنور ، وتمسك بالقرآن :

    سورة النساء : يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا (174)

    من تمسك بالنور ، عاش بالنور ومات في النور ، بعث في النور .

    لكن من لم يتمسك بالنور ، فإنه يعيش في الظلمات ، ويموت في الظلمات ، ويبعث في الظلمات .


     التوقيع 

  29. #29
    تاريخ الانضمام
    04/06/2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    638

    افتراضي




    من مشاهد يوم القيامة


    الصفحة السوداء التي بها نقاط بيضاء


    نريد الأن أن نستحضر النسبة المئوية على وجه العموم ، لكل من السعداء الذين بعثوا في النور ، والأشقياء الذين بعثوا في الظلمات يوم القيامة ، في اللحظات الأولى للبعث .


    فالأشقياء لحظة البعث يمثلون الأكثرية ، والسعداء لحظة البعث يمثلون الأقلية ، الآن نفترض أننا حصلنا على منظر علوي للبعث ، ( ركز: هذا مجرد افتراض ليس إلا ) ، أننا حصلنا على منظر علوي لجميع البشر ، من عهد آدم عليه السلام إلى آخر إنسان ، قرون وقرون وقرون ، مليارات ومليارات ومليارات البشر ، ومليارات تتلوها مليارات .


    ( ركز : هذا مجرد افتراض فقط ليس إلا ، وذلك لتقريب الصورة فقط ) .



    السؤال : الآن هذا المنظر العلوي للبعث:

    هل سيكون صفحة بيضاء فيها نقاط سوداء ؟

    أم سيكون صفحة سوداء فيها نقاط بيضاء ؟



    الإجابة : سنحصل على صفحة سوداء فيها نقاط بيضاء ، وهذه هي صفحة السماء في الليل تذكرنا كل يوم بمشهد البعث ، أنها صفحة السماء في الليل أنظر إليها ، صفحة سوداء فيها نقاط بيضاء تتلألأ ، هذه النقاط البيضاء تمثل السعداء ، وهذه النجوم التي تتلألأ ، تتفاوت في شدة وقوة تلألأها ، أشاره إلى تفاوت درجات السعداء ، فنورهم يوم القيامة ساعة البعث يتفاوت ، حسب أعمالهم في الدنيا ، وهذا تمهيد وتوطئة لمنازلهم ودرجاتهم في الجنة ، منزلتك في الجنة تتحدد حسب عملك في الدنيا ، ويتجلى ذلك العمل في صورة قوة تلألأ نورك ساعة البعث ، وشدة هذا التلألأ يعكس صورة منزلتك ودرجتك في الجنة .



    سورة آل عمران : هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (163)

    وهذه الصفحة نجدها مذكورة في سورة يونس :

    سورة يونس : وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (27).

    (كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا)

    وتلك صفحة الليل تذكرنا كل يوم بمشهد البعث يوم القيامة ، أنه عالم الشهادة في الدنيا ، يذكرنا بمشاهد عالم الغيب يوم القيامة ، التي نحن مقبلون عليها .

    هل تمنيت يوماً عندما ترى صفحة السماء في الليل ، أن تكون نجماً يتلألأ ؟


     التوقيع 

  30. #30
    تاريخ الانضمام
    04/06/2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    638

    افتراضي



    من مشاهد يوم القيامة


    أرض النور يوم القيامة :



    والله تعالى لا يترك السعداء في تلك الصفحة السوداء ، فيأمر ملائكة الرحمة بأن يتجهوا إلى هؤلاء السعداء ، ليزيلوا عنهم الخوف أولاً ، ويبشرونهم بالجنة ثانياً ، ويأخذون بأيديهم ثالثاً إلى أرض هي أرض النور ، إلى أرض كلها نور ، خاصة للسعداء ، أعدت خصيصاً لهم ، للسعداء فقط .

    سورة فصلت : إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (32).

    (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا) ثم استقاموا وليس انحرفوا .

    (تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا) يزيلون عنهم الخوف أولاً .

    (وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) يبشرونهم بالجنة .

    لأن هؤلاء السعداء ماتوا على الخوف وهم في الدنيا ، الخوف من الله ، والخوف من عذاب الله ، فعندما يزيلون عنهم الخوف ترتفع نسبة الطبع لديهم بالجنة إلى 100% ، وحينها يبشرون بالجنة .


    وهذا ما نجده أيضاً في سورة الحديد :

    سورة الحديد : يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (14).


    (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ)

    يعني ملائكة تعرفت على السعداء من خلال النور ، فأخذت بأيديهم إلى أرض النور ، بعيداً عن تلك الصفحة السوداء ، لأن الذين بقوا في الصفحة السوداء هم الأشقياء فقط ، وتأتي ملائكة العذاب إلى هؤلاء الأشقياء ، الزبانية ملائكة العذاب ، تأخذهم إلى نار جهنم لكن ليس الآن فهناك مشاهد أخرى قبل دخولهم نار جهنم ، وهذا معنى :

    سورة آل عمران : فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ... (185) .

    يعني لن يدخل سعيد من السعداء الجنة إلا بعد أن يزحزح عن النار :

    سورة آل عمران : فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ... (185) .


    ملائكة الرحمة بعد أن بشروا السعداء بالجنة يأخذون بأيديهم بعيداً عن الصفحة السوداء ، لأن من يبقى في الصفحة السوداء فإن الزبانية ستتجه إليه ، جميع من يبقى في الصفحة السوداء ، ولا يبقى فيها إلا الأشقياء ، تتجه إليهم ملائكة العذاب وهم الزبانية .

    أما ملائكة الرحمة ، كأنهم يقومون بعملية انقاذ ، ينقذون السعداء ، ينقذون الصالحين ، ينقذون التائبين ، ينقذون المؤمنين ، ينقذون الذين تلألؤا بالنور ، ينقذونهم من تلك الصفحة السوداء ، ينقذونهم قبل مجيء الزبانية ، وهذا معنى :

    سورة آل عمران : فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ... (185) .

    يعني لن يدخل سعيد من السعداء الجنة إلا بعد أن يزحزح عن النار ، يعني عن تلك الصفحة السوداء .

    سورة آل عمران : كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (185)





    ويأخذونهم إلى أين ؟

    يأخذونهم إلى أرض النور ، وهذه الأرض مذكورة في سورة الزمر :

    سورة الزمر : وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (68) وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (69) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ (70).

    (وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ).

    ركز : (وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ) ولم يقل وجيء بالناس ، لأنها أرض ليست خاصة بالناس ، ليست لعموم الناس ، لم يقل وجيء بالمجرمين ، لم يقل وجيء بالمشركين ، لم يقل وجيء بالظالمين ، لم يقل جيء بالكافرين والمشركين ، لم يقل وجيء بالمنافقين .

    بل قال الله سبحانه وتعالى : (وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ) ، والمقصود بالشهداء هنا ، هم من سلكوا طريق الأنبياء ، هم من أطاعوا الأنبياء ، هم المؤمنين حقاً في كل زمان ومكان ، هؤلاء فقط لا غيرهم .

    سورة الزمر : وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (69) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ (70).

    إذن أرض النور هي أرض خاصة للأنبياء والشهداء فقط ، وليست لكل الناس ، والشهداء هم الذين سلكوا طريق الأنبياء ، هم الذين تأسوا بالأنبياء ، هم الذين شهدوا بنبوة الأنبياء ، وأتبعوهم وتأسوا بهم ، الشهداء هم من أقتدوا بالأنبياء ، ساروا على طريق الأنبياء .

    سورة الحج : ...وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ...(78)

    سورة الزمر : وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (69) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ (70).

    وحينما يوضع الأنبياء والشهداء في أرض النور ، حين أذن يبتسمون ، ويبتهجون ، ويستبشرون :


    سورة عبس : وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (39).


     التوقيع 

الصفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

مواضيع مشابهه

  1. ¨.O تعلمت عندما كنت طفلا .. وأكتشفت عندما كبرت O.و"
    بواسطة الأفق لايعني السماء في القسم: سبلة ترويح القلوب
    الردود: 10
    آخر مشاركة: 09/12/2012, 06:51 PM
  2. صُدمت نهاية الشهر عندما ..!
    بواسطة حطام اقلامي في القسم: سبلة ترويح القلوب
    الردود: 1004
    آخر مشاركة: 10/01/2012, 01:29 PM
  3. الردود: 9
    آخر مشاركة: 14/09/2011, 09:36 AM
  4. ايهما اقسى عندما تتحجر الدموع ام عندما تتساقط؟؟
    بواسطة ابوسمية2 في القسم: السبلة العامة
    الردود: 7
    آخر مشاركة: 04/05/2011, 11:22 AM

قواعد المشاركة

  • ليس بإمكانك إضافة مواضيع جديدة
  • ليس بإمكانك إضافة ردود
  • ليس بإمكانك رفع مرفقات
  • ليس بإمكانك تحرير مشاركاتك
  •