1-Click Setup for WordPress, Drupal & Joomla!
أخبار السبلة الدينية
 
الصفحة 8 من 12 الأولىالأولى ... 3456789101112 الأخيرةالأخيرة
رؤية النتائج 211 إلى 240 من 351
  1. #211
    تاريخ الانضمام
    04/06/2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    638

    افتراضي



    قصة خالد :

    يحكى أن خالد شاب نحيف جداً ، إذ يبلغ وزنه 30 كيلوا جرام ، وهو قد قارب 30 من عمره ، وقد قرر الزواج لكن خطيبته نصحته بأن يذهب إلى خبير تغذية لكي يزيد وزنه ، فذهب إلى خبير التغذية ، فأخبره أن عليه أن يتناول ثلاث حبات من الدواء كل يوم لمدة ثلاثة أشهر .

    ذهب خالد إلى البيت وعنده كيس من الدواء فيه 90 حبة ، لكنه لم يكن منتظم في تناول الدواء ، فقد يتناول 3 حبات مرة واحدة في اليوم ، وقد لا يتناول أي حبة لمدة أسبوع ، ثم قد يأخذ 9 حبات في يوم واحد ، وهكذا .

    وبعد شهر لم يزد وزنه ولا حتى كيلوجرام واحد ، بالعكس فقد شعر أنه يخسر وزنه ، فذهب إلى خبير التغذية ، وأخبره القصة .

    فقال الخبير : ألم تكن تعلم أنه يجب عليك الالتزام بالوصفة .

    فإنك إذا لم تلتزم بالوصفة فلن تنفعك ، بالعكس ستزيدك خسارة .

    (بالعكس ستزيدك خسارة)
    (بالعكس ستزيدك خسارة)
    (بالعكس ستزيدك خسارة)
    (بالعكس ستزيدك خسارة)
    (بالعكس ستزيدك خسارة)
    (بالعكس ستزيدك خسارة)
    (بالعكس ستزيدك خسارة)


    سورة الأسراء : وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82)



    (وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا)
    (وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا)
    (وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا)
    (وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا)
    (وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا)
    (وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا)
    (وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا)
    (وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا)



    في عالم الشهادة عندما نمرض ونذهب إلى الطبيب ، ويعطينا الدواء ، ويخبرنا بتعليمات تناول الدواء ( الوصفة الطبية ) ، نلتزم بها حرفياً ، لأننا نعلم جيداً أن أتباع الوصفة الطبية هي الطريقة الصحيحة لشفاء من المرض .

    ولكن في عالم الغيب عندما نريد زيادة الإيمان وزيادة الخشوع ، فإننا لا نفعل ذلك مع القرآن !!!
    ولكن في عالم الغيب عندما نريد زيادة الإيمان وزيادة الخشوع ، فإننا لا نفعل ذلك مع القرآن !!!
    ولكن في عالم الغيب عندما نريد زيادة الإيمان وزيادة الخشوع ، فإننا لا نفعل ذلك مع القرآن !!!
    ولكن في عالم الغيب عندما نريد زيادة الإيمان وزيادة الخشوع ، فإننا لا نفعل ذلك مع القرآن !!!
    ولكن في عالم الغيب عندما نريد زيادة الإيمان وزيادة الخشوع ، فإننا لا نفعل ذلك مع القرآن !!!
    ولكن في عالم الغيب عندما نريد زيادة الإيمان وزيادة الخشوع ، فإننا لا نفعل ذلك مع القرآن !!!
    ولكن في عالم الغيب عندما نريد زيادة الإيمان وزيادة الخشوع ، فإننا لا نفعل ذلك مع القرآن !!!





    فعلى سبيل المثال :

    شخص يعاني من قلة الإيمان ، وقلة الخشوع ، ذهب إلى الطبيب ( والطبيب هو القرآن ) فأخبره أن يتناول ( يقرأ) كل يوم نصف جزء ، وذلك بتدبر وتركيز وفهم للمعاني وتأمل وتفكر ، وذلك لمدة ثلاثة أشهر مثلاً .

    بالطبع الكل متفق ، أن هذا الذي يعاني من قلة الإيمان وقلة الخشوع سيزيد إيمانه وخشوعه إذا قرأ كل يوم نصف جزء لمدة ثلاثة أشهر وذلك بتدبر وتركيز وفهم للمعاني وتأمل وتفكر .

    لكن هل نحن نتعامل مع القرآن هكذا ؟؟؟


    ولكن كما أن الدواء يضر إذا تعاملت معه باستهزاء ، وكذلك القرآن يزيدك خسارا إذا تعاملت معه باستهزاء .

    سورة الأسراء : وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82)





    فالإنسان له قراءتان للقرآن الكريم :

    1) قراءة تدبرية : فيها اهتمام وفيها تركيز وفيها محاولة للفهم ، فيها استحضار أننا نقرأ كلام الله ، فيها استيعاب لمطلوب ومدلول وهدف الآية .

    2) قراءة سطحية : قراءة فيها اهمال ، فيها شرود الذهن ، فيها عدم اهتمام .




    هذا الذي يقرأ قراءة سطحية ، سيعاقبه القرآن ، لأن للقرآن عقوبات ، هذا لكي يعلم الذين يمسكون بالمصحف أنهم يقرأون كلام الله ، هذا لكي يعلم الذين يمسكون بالمصحف أنهم أمام الله ، هذا لكي يعلم الذين يمسكون بالمصحف أن الله يكلمهم الأن .


    فتأدب وأنت تقرأ كلام ربك .
    تأدب وأنت ممسك بالمصحف
    تأدب مع الله وأنت أمام الله وتقرأ كلام الله
    الله أمامك ويكلمك الأن فتأدب مع الله


    سورة الأسراء : وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82)

    (وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا )









    أخذنا مثال أهل الكتاب الذين آمنوا بالقرآن ودخلوا الإسلام ، الذين ذكرهم الله كثيرا في القرآن ، منهما مرتين في سورة آل عمران وسورة الإسراء ، وفي المرتين ذكرهم الله وهم خاشعين .

    لكن هناك أهل الكتاب الذين لم يأمنوا بالقرآن ولم يدخلوا الإسلام وهم الأكثرية ، كذلك هؤلاء ذكرهم الله في القرآن الكريم :

    سورة البقرة : وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (113)

    (وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ ) هم يتلون كتبهم التوراة والإنجيل ، لكن هذه القراءة لم تنفعهم .

    لكن المؤمنين الذين آتاهم الله الكتاب يتلونه حق تلاوته :

    سورة البقرة : الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (121)

    (يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ ) وليس تلاوة سطحية .


    آخر تحرير بواسطة أستاذ التدبر : 17/08/2013 الساعة 11:06 PM
     التوقيع 

  2. #212
    تاريخ الانضمام
    04/06/2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    638

    افتراضي



    كيف تزيد الإيمان والخشوع ؟؟؟


    تعلمنا أنه لزيادة الإيمان والخشوع يجب علينا أن نتعامل مع القرآن وكأننا نتعامل مع الدواء ، فيجب علينا أن نقرأه كل يوم ، كل يوم حدد ما تستطيع أن تقرأه بتدبر وتفكر وتأمل وتركيز وفهم .
    مثلاً : نصف جزء ، جزء ، جزئيين ، حسب مقدرتك ووقتك .


    لكن ليس المهم الكم بل المهم الفهم ، حتى ولو كل يوم صفحة واحدة تكفي ما دامت بتدبر وتفكر وتأمل وتركيز وفهم .

    ضع خطة :

    مثال 1:

    كل يوم 6 صفحات لمدة ثلاثة أشهر ، لكن لا تدع يوم بدون قراءة .




    مثال2 :

    كل يوم 12 صفحة لمدة ثلاثة أشهر ، لكن لا تدع يوم بدون قراءة .




    مثال3 :

    كل يوم جزء لمدة ثلاثة أشهر ، لكن لا تدع يوم بدون قراءة .

    أو ضع أي عدد تريده ، لكن عليك الالتزام ، وسترى النتيجة بعد أيام أو أسابيع .











    الوصفة القرآنية لزيادة الخشوع :

    سورة الأسراء : وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (105) وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا (106) قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (108) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا (109) .


    ( وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا )







    الوصفة القرآنية لزيادة الإيمان :

    سورة الأنفال : إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2)

    (وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا)


     التوقيع 

  3. #213
    تاريخ الانضمام
    04/06/2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    638

    افتراضي




    اسم الله المهيمن


    سورة لقمان : يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16) يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17)

    هنا يبين لقمان عليه السلام لأبنه ، هنا يبين له معنى من معاني اسم الله المهين ، الله المهيمن على كل ذرة من ذرات هذا الوجود (يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ ) حبة من خردل شيء في منتهى الصغر ، هذه الحبة الصغيرة ، هذه الجزيئة الصغيرة ، هذه الخلية ، هذه الذرة .

    (يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ)

    وإن تكن هذه الحبة من الخردل في صخرة أو في السماوات والأرض ، هذه حبة الخردل أن كانت في أي مكان من السماوات والأرض ، أي مكان ، هي حبة خردل صغيرة جداً لا يهم أين تكون ، في أي مكان من الأرض ، في أي مكان من الكون ، قد تكون في كوكب يبعد عنا مليارات السنوات الضوئية ، قد تكون في السماء السابعة ، قد تكون في أعماق المحيطات ، قد تكون في أعماق جسمك ، لا يهم ، المهم أن الله سيأتي بها ويحضرها .


    (يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ)

    (يَأْتِ بِهَا اللَّهُ ) وكلمة (يَأْتِ ) ضع تحتها مليون خط ، الله الذي يأت بأي شيء في السماوات والأرض ، بمعنى أنها لا تغيب عنه ، هو يعلم أي شيء في أي مكان ، هو المهين هو المسيطر على كل ذرات ملكه ، لا تغيب عنه ذرة من ذرات الكون .

    وفوق هذا فهو المهيمن على كل ذرات السماوات والارض ، المتحكم في كل ذرة من ذرات السماوات والأرض ، المسيطر على كل ذرة من ذرات السماوات والأرض ، يأمرها بأي شيء فلا تملك إلا أن تطيع ، يأمرها أن تتحول إلى شيء آخر فتتحول ، يأمرها بأن تفنى وتتحول إلى عدم فتتحول .


    سورة لقمان : يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16) يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17)













    سورة الحشر : هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)




    (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ)



    (الْمُهَيْمِنُ )



    هو الله المهيمن على هذا الوجود ، هو الله المسيطر على هذا الوجود ، هو الله المتحكم بهذا الوجود ، الله الملك الحقيقي لهذا الوجود .






    سورة فصلت : ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12)



    (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ )المادة الأولية للسماوات والأرض هي الدخان ، مثلما هو التراب المادة الأولية للإنسان ، لكن الأرض كانت دخان في الأصل ، والتراب من الأرض ، لذلك نجد أن أصل التراب هو دخان .


    هل تستطيع أن تمسك الدخان ؟

    والدخان معروف ، عندما تشعل كومة من الحطب ، يصعد الدخان ، هذا الدخان لا تستطيع أن تمسكه ، مجرد أمساك ، لا تستطيع ، لكن الله المهيمن على هذا الدخان ، المهيمن على كل ذرة من ذرات الدخان ، يأمره بما يريد وبما يشاء ، هذا فقط نموذج ليس إلا ، هذا مثال فقط على اسم الله المهيمن على كل ذرات هذا الوجود .



    سورة فصلت : ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12)







    سورة البقرة : وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (116) بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (117)



    سورة الأنعام : وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (73)



    سورة يس : أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (81) إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82) فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83)


    آخر تحرير بواسطة أستاذ التدبر : 18/08/2013 الساعة 11:40 PM
     التوقيع 

  4. #214
    تاريخ الانضمام
    13/09/2009
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    590

    افتراضي

    شكرا لك عزيزي

  5. #215
    تاريخ الانضمام
    04/06/2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    638

    افتراضي




    تابع اسم الله المهيمن



    الله المهيمن المسيطر المتحكم بكل ذرة من ذرات ملكه ، وإن أدراكنا لهذه الحقيقة يساعدنا على فهم كيف يمنح الله النعم ، فإذا أراد الله أن يمنح أحداً نعمة ، فإن هذا أمر هين ، أمر سهل ويسير على المهيمن :


    سورة مريم : قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (8) قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا (9)


    وبقدر ما تدرك أن الله هو المهيمن ، بقدر ما تدعو ربك بكل ثقة ، بكل اطمئنان وبكل توكل ، تلجأ إليه في كل قضية من القضايا التي تهمك ، في كل مشكلة من المشاكل التي تعاني منها ، في كل شيء ، وأنت موقن أن لله قوة مطلقة لا حدود لها ، يعجز العقل البشري عن التعبير عنها ، عن أدراكها ، عن فهمها ، له قدرة مطلقة على أي شيء ، وأن هذه القضية مهما كانت مستحيلة الحل في عالم الأسباب فأن الله قادر على حلها بلمح البصر ، وهي عند الله هينة ، وذلك على الله يسير .


    وبقدر ما تستشعر الضعف أمام القوي بقدر ما تدرك أن لله قوة مهيمنة على أي شيء ، وهو قادر على منحك أي شيء ولو كان ذلك في عالم الأسباب مستحيل الوقوع .


    كذلك العكس ، فالله له قدرة مطلقة أن يسحب منك أي نعمة ، ولو شعرت أن ذلك مستحيل في عالم الأسباب ، أن يسحب أي شيء من أي أنسان مهما كان ، ولو كان ذلك السحب في عالم الأسباب يعد مستبعداً ومستحيلاً ، ولكنه على الله هين .


    ومثال ذلك عصى موسى عليه السلام ، سنرى كيف تنقلب إلى حية بأمر الله سبحانه وتعالى ، ثم بعد ذلك تتحول الحية مرة أخرى إلى عصى بأمر الله ، ترجع إلى أصلها الذي كانت عليه ، فكل شيء يتعلق بأمر الله :



    سورة طه : وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى (18) قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (19) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (20) قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى (21)



    هذه العصى تمثل بالنسبة لموسى عليه السلام تمثل نعمة عظيمة .


    ومفهوم النعمة : هي أي شيء تريد أن يبقى معك ، أي شيء تحاول أن تحافظ عليه ، ترغب أن يبقى بين يديك ، ترغب أن يبقى في يدك ، وتخشى أن يفارقك ، وتتخذ جميع الأسباب والاحتياطات من أجل أن لا تفقده ، هذه هي النعمة .

    ومفهوم الضر : هو أي شيء ترغب أن يبقى بعيد عنك ، أي شيء لا تريده .

    وفي القصة :

    النعمة : هي العصى .

    الضر : هي الحية ، لأن لا أحد يرغب أن تقترب منه حية تسعى .


    سورة طه : وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى (18) قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (19) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (20) قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى (21)


    العصى بالنسبة لموسى ولأي أنسان في العالم هي نعمة ، أما الحية التي تسعى فهي بالنسبة لموسى ولأي أنسان في العالم ضر ، والمرض ضر ، فأي أنسان يخشى أن يقترب منه المرض ، أما الصحة فهي نعمة فكل أنسان يريد الصحة ، كذلك الغنى نعمة والفقر ضر .


    تحول العصى إلى أفعى في عالم الأسباب شيء مستحيل وغير ممكن ، لكن عند الله شيء يسير وسهل ، هنا النعمة تتحول إلى ضر ، فالله قادر أن يسحب أي نعمة لدى أي أنسان في أي زمان وأي مكان ، وذلك بأي كيفية يعجز العقل البشري عن تصورها ، لأن العقل البشري يعجز عن تصور كيفية تحول العصى إلى حية تسعى ، يعجز عن تصور كيف تحولت كل ذرة من ذرات العصى إلى ذرات أفعى حية ، أسأل أي عقل بشري ، لن يجد لذلك أي تفسير ، بل أنه سيكذب بهذه الحقيقة أن كان لا يؤمن بالقرآن .









    ومن هنا نستخلص قاعدة ، كيف يتعامل الله معنا :


    (( الله قادر أن ينزع منك أي نعمة ، أن يسحب منك أي نعمة ، أن يأخذ منك أي نعمة في أي لحظة من اللحظات ، في أقل من ثانية ، بلمح البصر ، بأي كيفية ، وبأي طريقة ، وبأي أسلوب ، يعجز العقل البشري عن تفسيرها ))



    والعكس صحيح :

    (( الله قادر أن يعطيك أي نعمة ، أن يرزقك أي نعمة ، أن يمنحك أي نعمة في أي لحظة من اللحظات ، في أقل من ثانية ، بلمح البصر ، بأي كيفية ، وبأي طريقة ، وبأي أسلوب ، يعجز العقل البشري عن تفسيرها ))







    وهذا يجعلك أن لا تتوكل على عالم الأسباب ، ولا تعتمد على عالم الأسباب ، عليك أن تتعامل مع الأسباب لكن لا تتوكل على الأسباب ولا تعتمد على الأسباب ، بل توكل على الله ، عليك أن تتعاطى مع عالم الأسباب ولكن لا تعبد الأسباب لكن أعبد مسبب الأسباب ، والمهيمن على عالم الأسباب ، لا تركن إلى الأسباب ، لا تتكئ على الأسباب ، لأن الله فوق الأسباب ، والله خالق الاسباب ، المهيمن عليها و المتحكم فيها والمسيطر عليها ، وهذا ما يجعلك تخاف الله ، تخاف المهيمن على عالم الأسباب ، تخاف بين لحظة وأخرى أن يسحب الله منك أي نعمة ، تذكرة وأنت خائف .


    سورة الأعراف : وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً ... (205)


    وعندما تعيش هذا الخوف ، ستخاف الله ، لأن زوال النعم ليس له علاقة بالأسباب ، الله وحده الذي يسحب ويأخذ النعم ، وهذا يدفعك أن تتصل دوماً بالله ، أن تكون دائماً في حالة من الطاعة المستمرة ، لأن الله قادر أن يسحب منك أي نعمة في أي وقت ولو كان ذلك مستبعد في عالم الأسباب .










    مثال :

    مازن يسوق سيارته الجديدة التي أشتراها بالأمس في طريق مستقيم معبد جديد ، ويتحرك بسرعة منخفضة وليست سريعة ولا متوسطة بل منخفضة ، ولا توجد في الطريق منعرجات ولا منحنيات ولا التواءات ولا حيوانات ولا ناس ولا مدن ولا قرى لا شيء سوى طريق مستقيم ، في جو رائع جميل جداً ، ولا توجد أي سيارات أبداً وكأن الطريق له وحده ، وقد أخذ رخصة القيادة بجدارة ، وهو بطل العالم في القيادة الأمنه ، وهو في حالة ممتازة من الوعي والأدراك وقد أخذ قسط وافر من الراحة ، وليس نعسان ولا مرهق ولا متعب ، وليس مريض ، وعنده في السيارة من ينبهه ويرشده وينصحه .

    في هذه المعطيات أن يقع لمازن حادث هذا أمر مستبعد ، وفي عالم الأسباب يصعب وقد يستحيل حدوث حادث لمازن وهذه حاله ، لكن عند الله هذا أمر هين ويسير وسهل جداً ، وفي هذا المثال أو أي مثال ، يجعل الإنسان يعيش الخوف ، لا تستبعد أن يقع عليك أي حادث ، لا تأمن الأسباب ، تعامل مع الأسباب لكن لا تركن إليها ، خذ بالأسباب لكن لا تتوكل على الأسباب .

    لا تستبعد أن يحدث أي شيء ، لأنه في اللحظة التي تقول فيها مستبعد ( مستبعد ، مستبعد ، مستبعد ) أن يحدث لي حادث ، مستحيل أن يحدث لي شيء ، وقد تطلب من زميلك في السيارة أن يكتب قائمة بالأسباب التي تجعل من المستحيل أن يحدث لك حادث :

    1) السيارة جديدة .

    2) الطريق معبد .


    3) الجو ممتاز .

    وتملأ القائمة حتى العدد مليون ، وفجأة يرسل لك المهيمن على عالم الأسباب ، سيارة كأنها صاروخ في الجهة المقابلة من الشارع ، تأخذك أنت وأسبابك ، لتتيقن أن لا شيء مستحيل عند المهيمن على ذرات هذا الوجود ، وهذا يحدث دائماً ، ترى حوادث وتقول كيف حدث هذا الحادث ؟ تلك رسالة من الله ، يخبرك أن لا تعتمد على عالم الأسباب ، بل توكل على مسبب الأسباب .


    سورة طه : وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى (18) قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (19) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (20) قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى (21)


     التوقيع 

  6. #216
    تاريخ الانضمام
    04/06/2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    638

    افتراضي




    سورة طه : وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى (18) قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (19) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (20) قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى (21)

    الله المهيمن على كل ذرات هذا الوجود ، لذلك لا تركن إلى الأسباب ، لكن خذ بالأسباب ، ولا تتوكل على الأسباب ، لا تعتمد على الأسباب ، لا تتكئ على الأسباب ، لا تثق بالأسباب ، لا تأمن الأسباب ، لكن لماذا ؟؟؟

    لأن الله هو المهيمن على الأسباب ، لذلك توكل على الذي خلق الأسباب ، توكل على الذي هو مسيطر على عالم الأسباب ، أعتمد على المتحكم بعالم الأسباب ، لأنها جزء لا يتجزأ من ملكوته :

    سورة يس : فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83)

    وهذا يجعلك تتقي الله وتخافه ، وتعيش مع الله ، هذا يجعلك تثق فقط بالله ، ففي المثال السابق عن مازن الذي يقود السيارة ، تصور أنك أنت الذي تقود السيارة ، وعندما تركب السيارة أدعو دعاء السفر :

    سورة هود : ... بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (41)

    سورة الزخرف : ... سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ (14)

    وكأنك تقول عندما تركب السيارة : يا ربي أنت المهيمن على كل ذرات جسمي ، وأنت المهيمن على كل ذرات هذه السيارة ، يا ربي أني أثق فيك فقط ، ولا أثق بالأسباب ، صحيح أن سيارتي اشتريتها بـ 20 ألف ريال ، وتحتوي على كل ميزات السلامة العالمية ، لكني يا ربي لا أثق في هذه السيارة ، يا ربي أنا أثق فيك فقط ، يا ربي أني أتوكل عليك فقط ، يا ربي صحيح أن كل المسافة التي سأقطعها هي 5 كيلومترات ، لكن هذا لا يجعلني أثق بالأسباب ، أني يا ربي متوكل عليك فقط .

    كذلك تستشعر أنك وأنت راكب سيارتك أن الله هو الذي يسيرك من مكان إلى مكان :

    سورة يونس : هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ... (22)

    فالله هو الذي يسيرك ، وليست السيارة التي تسيرك ، الله هو الذي نقلك من مكان إلى مكان ، وليست السيارة التي نقلتك من مكان إلى مكان ، هي مجرد أسباب لكن الله هو المسير الحقيقي ، هو المهيمن على ذرات جسمك وعلى ذرات السيارة ، هو الذي أمر هذه الذرات أن تنتقل من مكان إلى مكان .





    وهذا الشعور بأن الله هو المهيمن على كل ذرات هذا الوجود ، يجعلك تسارع إلى الخيرات ، وتسارع إلى التوبة النصوح .

    قصة :

    ذهب مازن إلى الطبيب ،

    وقال له : أيها الطبيب أريدك أن تجري لي فحص دم لكي أعرف هل أنا مصاب بمرض الإيدز ؟

    فساله الطبيب : ولماذا تشك أنك مصاب بمرض الإيدز ؟

    فأقر مازن أنه يرتكب الفواحش .

    فقال له الطبيب : ماذا ستفعل في الحالتين ، إذا أصابك المرض أو لم يصبك ؟

    فقال مازن : إذا كنت مصاب بالمرض فسأسارع إلى التوبة النصوح قبل أن أموت ، سأتوب قبل أن أموت .

    وإذا كنت غير مصاب فإني سأستمر في عمل الفواحش ولن أتوب ، لن أتوب حتى أكبر وأكون كبير في السن ، أنا ما زلت شاباً ، وأريد أن أستمتع بشبابي .

    فمازن هذا لا يعرف الله ، لا يعرف اسم الله المهيمن ، لا يخاف الله ، لا يخشى الله ، لا يقدر الله :

    سورة الزمر : وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67)

    لكن قصة مازن ، هي نموذج لقصص الملايين من المسلمين اليوم ، ، فهم لا يتوبون ويقولون سنتوب عندما نكبر في السن .

    سورة طه : وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى (18) قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (19) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (20) قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى (21)

     التوقيع 

  7. #217
    تاريخ الانضمام
    04/06/2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    638

    افتراضي




    سورة طه : وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى (18) قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (19) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (20) قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى (21)

    (قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى)

    الله سبحانه وتعالى يأمر موسى عليه السلام بأن يأخذ الحية ، وأن لا يخاف عندما يأخذ الحية ، فالله سيعيدها عصى كما كانت أول مرة .

    النعمة في هذا المثال هي: العصى .

    الضر في هذا المثال هي : الأفعى .

    الحية التي تسعى ، والتي يأمر الله تعالى موسى عليه السلام بأن يأخذها تمثل الضر ، أما العصى فتمثل النعمة ، وهنا الضر سيتحول إلى نعمة .

    عندما يتحول الضر إلى نعمة ، فأن هذا التحول يسمي في القرآن الكريم ( كشف ) ، وهذا هو اسم الله ( الكاشف )، فعندما يكشف الله عنك الضر ويعيدك إلى النعمة التي كنت عليها ، فإن هذا يسمى كشف .

    الكشف : هو تحول الضر إلى نعمة .

    اسم الله الكاشف : يعني الله هو الذي يحول الضر إلى نعمة .

    اسم الله الكاشف : مثلاً أنت الآن في ضر ، وتدعو الله الكاشف ، أن يكشف عنك هذا الضر ، فإن الله يعيدك إلى النعمة التي كنت تتنعم بها ، النعمة التي كنت تعيش فيها ، والله يكشف عنك الضر .

    اسم الله الكاشف : الله يأمر الحية التي تسعى أن تتحول إلى عصى .

    اسم الله الكاشف : الله يأمر الضر أن يتحول إلى نعمة .

    في عالم الأسباب : هل يمكن أن تتحول الحية التي تسعى إلى عصى خشبية ؟ مستحيل أن تتحول الحية إلى عصى خشبية .

    لكن أن تتحول الحية التي تسعى إلى عصى خشبية ، عند الله الكاشف يعد هذا أمر سهل ويسير .

    اسم الله الكاشف : الله يأمر الحية التي تسعى أن تتحول إلى عصى .

    اسم الله الكاشف : الله يأمر الضر أن يتحول إلى نعمة .

    هذا يجعلك تؤمن أن الله الكاشف له قدرة مطلقة ، قدرة يعجز العقل البشري عن تصورها ، له قدرة مطلقة بأن يكشف عنك أي ضر ، أن يخرجك من أي أزمة ، أن يرفع عنك أي مصيبة ، أن يحل لك أي مشكلة ، في أي لحظة من اللحظات ، في أقل من ثانية ، وبلمح البصر ، بكيفية يعجز العقل البشري عن تصورها ، ولو كان ذلك في عالم الأسباب يعد مستحيلاً ، وهذا يجعلك دوماً تطمع في رحمة الله ، تطمع في اسمه الكاشف ، ترجو اسمه الكاشف ، تلجأ إلى اسمه الكاشف ، بمعنى لا تقع في القنوط ، لا تسقط في اليأس ، إياك أن تقنط إياك أن تيأس ، وبهذا يكون المؤمن متوازن ، متوازن في خوفه وطمعه .

    سورة طه : وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى (18) قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (19) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (20) قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى (21)

    وهذا الذي نجده في قصة زكريا عليه السلام :

    سورة مريم : قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (8) قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا (9)

    فحصول زكريا عليه السلام على غلام وهو كبير في السن وامرأته عاقر ، هذا يعد مستحيل في عالم الأسباب ، لكن هذا أمر هين عند الله ، وزكريا يعرف هذه الحقيقة ، يعرف أن الله يستطيع كشف أي ضر ، لذلك كان زكريا عليه السلام يدعو ربه رغباً ورهبا.


    سورة الأنبياء : وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90)





    ولو فرضنا أنك كمثل حال زكريا عليه السلام ، وذهبت إلى المستشفيات ،إلى عالم الطب الحديث ، إلى كل المستشفيات في العالم ، فأخبروك أن حصولك على غلام يعد أمر مستحيل ، أخبروك أن حصولك على غلام في عالم الأسباب مستحيل .

    فهل ستسقط في مستنقع اليأس ، هل ستقع في كوابيس القنوط ؟

    العلم البشري ليس كل شيء ، صحيح أنك مطالب بأن تتفاعل مع الأسباب ، يجب عليك أن تتعامل مع عالم الأسباب ، وأنه مفروض عليك أن تأخذ بالأسباب ، تقصد الاطباء ، تتجه إلى المستشفيات ، تتناول الأدوية ، تشتريها من الصيدلية ، كل هذا تقوم به ، أنت مطالب أن تتعامل مع عالم الأسباب .

    لكن وأنت موقن بأن هذه الأشياء كلها بيد الله ، وأن هذه الأشياء جميعها ليست كل شيء ، عندما يعجز كل الأطباء عن علاجك ، فإن الله غير عاجز عن شفائك ، وعندما يعجز كل الأطباء المهرة الواصلين إلى قمة علوم الطب وعرشه ، عندما يعجزون عن علاجك فالله غير عاجز عن شفائك ، له قدرة مطلقة أن يمنح لك الشفاء ، هذا يجعلك لا تقع في القنوط ، ولا تقع في اليأس ، ويجعلك تعيش الأمل ، هذا يزرع فيك الأمل .




    قصة واقعية حقيقية :

    شخص مريض بمرض سرطان وهو في ريعان الشباب ، ابتلاه الله بمرض سرطان وهو في مقتبل العمر ، وحكم عليه الأطباء بعد علاج وعلاج وعلاج بأنه لن يبقى على قيد الحياة أكثر من شهر ، وكان شعره يتساقط ، فالتجأ إلى الله ، وعرف أن الله هو الشافي ، ودعا الله بأن يكشف عنه ضره ، وبعد أيام ذهب إلى المستشفى وتفاجئ الأطباء بأنه شفي من المرض تماماً .

    القضية : كيف نقترب من الله المهيمن ، كل الأمر كيف نقترب من الله الكاشف .

    سورة الحشر : هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)

    (الْمُهَيْمِنُ ) فعندما تقول (الْمُهَيْمِنُ ) يعني المسيطر والمتحكم ، وهذه الخلايا السرطانية هي بأمر الله ، الله المهيمن عليها ، هي في ملكوته .

    سورة يس : فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83)

    القضية كلها في الأمر ، هل سيأمر الله هذه الخلايا السرطانية أن تتحول إلى خلايا طبيعية ؟

    إذا كنت موقن أن أمر هذه الخلايا السرطانية هو بيد الله المهيمن المسيطر المتحكم الكاشف ، فلجئ إلى الله كي يشفيك ، فلجئ إلى الله كي يكشف هذا الضر .

    سورة الأنعام : وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18)

    سورة يونس : وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (107)



    يتبع بإذن الله ،،،


     التوقيع 

  8. #218
    تاريخ الانضمام
    04/06/2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    638

    افتراضي




    سورة طه : وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى (18) قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (19) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (20) قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى (21)


    سورة الأنعام : وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18)


    سورة يونس : وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (107)


    (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ) قد يبدو أنه عندما يصاب الإنسان بضر ، فأنه يقول : هذا نتيجة الأسباب كذا وكذا ، ولكن بما أن الأسباب هي بيد الله ، فإن الله هو الذي حرك الأسباب لتمسك بضر ، الله هو الذي مسك بالضر وليست الأسباب هي التي مستك بالضر (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ) ولم يقل الله ( أن تمسسك الأسباب بضر ) .

    فالذي قدر لك المشكلة هو الله ، الذي قدر لك المصيبة هو الله ، الله هو الذي قدر لك النكبة ، الله هو الذي قدر لك الأزمة ، الذي قدر لك المعضلة هو الله ، لذلك عليك أن تعود إلى الله في حل مشكلتك ، فالله هو الذي قدر المشكلة لك وهو الذي يحلها لك ، اتجه إلى الله بالطلب والدعاء لكي يحل مشكلتك .



    ركز : جيداً

    هذا ذكر وتسبيح ، أذكر أن الله هو الذي أصابك ، وسبح الله الذي أصابك بالمصيبة ، نزه الله أن تشاركه الأسباب في إصابتك بمصيبة ، الله هو فقط لا شريك له هو الذي أصابك بالمصيبة ، فسبحان الله الذي يصيب عباده بالضر والمصائب ، سبحان الله الذي يمس عباده بالضر.

    صحيح أن في الظاهر ، أن شخصاً سبب لك مشكلة ، لكن الله هو الذي قدر أن تكون هذه المشكلة بيد فلان ، لكن الله هو المسبب الحقيقي لهذه المشكلة (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ) .


    هل يستشعر أكثر المسلمين عندما يقعون في المصائب أن الله هو الذي قدر المصيبة ؟

    هل يستشعر أكثر المسلمين عندما يقعون في الضر أن الله هو الذي قدر الضر لهم ؟

    أن أكثر المسلمين عندما يقعون في الضر ، فإنهم يذكرون الأسباب فقط التي أوقعتهم في الضر ، وهذه هي الغفلة ، صحيح أن نذكر الأسباب في مقام التخطيط لحل المشكلة ، لكن الله وحده الذي يكشف الضر .

    مثال : حينما يقع حادث مروري ، فإن الناس يشتغلون بذكر أسباب الحادث ، وكيف أن السيارة الأولى التي كانت مسرعة صدمت السيارة الثانية ، لكنهم يغفلون عن أن الله هو المسبب الحقيقي لهذا الحادث ، الله هو الذي مسهم بالضر .

    صحيح أن قليل من الناس من يذكرون أن الله هو الذي مسهم بالضر ، لكن أكثر الناس يرجعون الضر إلى الأسباب ، لذلك فهم غافلون عن الحقيقة .

    سورة الاعراف : ... وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (187)

    سورة البقرة : ... وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (243)

    سورة الرعد : ... وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (1)

    ونجد أن أكثر الناس لا يستحضرون أن الله هو الذي مسهم بالضر ، ولكن يرجعون الضر إلى الأسباب ، فيقلون مرضت بسبب البكتريا ، جرحت يدي بسبب السكين ، وحدث حادث بسبب عدم الانتباه .

    والأكثرية عندما يمسهم الله بالضر ، فإنهم لا يذكرون الله ، وأنه هو الذي مسهم بالضر ، بل يذكرون الأسباب والأسباب والأسباب فقط لا غير ، فيذكرون أن الأسباب هي التي مستهم بالضر وينسون ربهم وهو الذي مسهم بالضر ، ولا يذكرونه أبداً في تلك اللحظة .

    والقرآن يقدم لنا منهج ، كيف نذكر الله في الأزمات ، كيف نذكر ربنا في المشكلات ، كيف نذكر الله الكاشف في المصائب ، ولا مانع أبداً في ذكر الأسباب ولكن ذلك في مقام التخطيط لحل المشكلة ، ولا تذكر الأسباب في مقام تسبيب المشكلة ولا مانع من ذكر الأسباب في مقام الاعتبار والنصح الأخرين وارشادهم .

    سورة الكهف : ... وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ ... (24)

    سورة الأنعام : وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18)


    سورة يونس : وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (107)

    وأن كان في الظاهر أن الأسباب هي التي مستك بالضر ، لكن الله هو الذي مسك بالضر ، الله هو خالق الأسباب ، الله هو المهيمن على الأسباب ، الله هو المتحكم في الأسباب ، فلا يصيبك ضر إلا بإذن الله ، ولا تأتيك مشكلة إلا بإذن الله .










    (فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ )
    (فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ )
    (فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ )
    (فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ )
    (فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ )
    (فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ )
    (فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ )

    وهنا نقطة الارتكاز ، الله هو الذي يكشف الضر ، الله هو الذي يحل المشاكل ، الله هو الذي يعالج المصائب ، الله هو الذي ينقذك من الأزمات ، الله هو الذي يرفع عنك الاضرار .

    سورة الأنعام : وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18)


    سورة يونس : وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (107)


    أن أكثر المسلمين عندما يخرجون من أزمة ما ، أن أكثر المسلمين عندما يحلون مشكلة ما ، أن أكثر المسلمين عندما يتخلصون من أزمة ما ، فإنهم يذكرون كم هم عباقرة وكم هم أذكياء في حل المشكلات والأزمات ، فهم يذكرون أنفسهم فقط ، ولا يذكرون الله ، في اللحظة التي يرفع الضر عنهم فإنهم لا يذكرون الله بل يذكرون أنفسهم فقط .

    فهم لا يذكرون اسم الله الكاشف ، بل يذكرون الأسباب وكأنها هي التي كشفت الضر عنهم ، فهم يذكرون الدواء عندما يشفون من مرض ، ولا يذكرون الله الذي شفاهم ، وهم يذكرون المهندس الذي أصلح السيارة ولا يذكرون الله .


    فالقرآن يذكر هؤلاء الأكثرية من المسلمين أن الله هو الكاشف :

    سورة الأنعام : وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18)


    سورة يونس : وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (107)




    مثال :

    أكثر المسلمين عندما يعالج أحدهم في المستشفى فإنهم يذكرون الفيروس أو البكتريا التي سببت المرض لهم ولا يذكرون الله الذي مسهم بالضر ، فهم يذكرون السبب فقط ، ولا يذكرون خالق الأسباب .

    كذلك حين يتعالجون ويشفون من المرض بعد رحلة طويلة من العلاج فأنهم لا يشكرون الله الكاشف ، فهم يشكرون الطبيب والمستشفى والشركة التي صنعت الدواء فقط لا غير ، وينسون الله الذي كشف المرض عنهم ، فأكثر المسلمين يذكرون الأسباب التي شفتهم فقط وفقط وفقط ، ولا يذكرون الله الكاشف أبداً أبداً أبداً .

    إلا في حالة واحدة فقط ، هي عندما يخبرهم الطبيب أن مرضهم خطير جداً ولا شفاء له ، وأنه سوف يموت بعد شهرين ، ساعتها قد يتذكر الله ، يخبره الطبيب أن كل الأسباب متوقفة عن شفائه ، في هذه الحالة فقط قد يذكر الله .

    (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)

    (فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) الله يكشف أي ضر ، الله يحل أي مشكلة ، حتى ولو كانت مستحيلة الحل في عالم الأسباب .

    (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ) وهو القاهر فوق الأطباء ، هو القاهر فوق المهندسين ، هو القاهر فوق العلماء ، هو القاهر فوق الخبراء ، هو القاهر فوق الحضارة وفوق التكنلوجيا وفوق الميكانيكا ، هو القاهر فوق كل شيء .

    سورة الأنعام : وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18)


    سورة يونس : وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (107)

    سورة فاطر : مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (2)

    سورة الزمر : ... قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ (38)



    وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: كَنْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا، فَقَالَ: يَا غُلَامُ أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ؟ احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ، لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الْأَقْلَامُ، وَجَفَّتِ الصُّحُفُ». رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.


     التوقيع 

  9. #219
    تاريخ الانضمام
    04/06/2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    638

    افتراضي



    اسم الله الكاشف من خلال قصة أيوب عليه السلام

    سورة الأنبياء : وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ (84)

    (فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ)

    عندما يصاب أحدنا بالضر ، كيف يسلك سبيل أيوب عليه السلام ، كيف يقتدي ويتأسى بأيوب عليه السلام .

    لكن في الأساس لماذا يبتلي الله سبحانه وتعالى أيوب عليه السلام ؟

    لماذا هذا الامتحان؟ ، لماذا هذا الابتلاء ؟ لماذا هذا الضر ؟

    ولماذا يقع علينا نحن ( أنا وأنت )مثل هذا الامتحان ؟

    ولماذا يقع علينا نحن ( أنا وأنت )مثل هذا الابتلاء ؟

    ولماذا يقع علينا نحن ( أنا وأنت ) مثل هذا الضر ؟

    لماذا الله بين الحين والآخر ينزع منا نعمة؟ ويجعلنا نعيش حالة الضر ؟





    سنتعرف على اجابة كل هذه الأسئلة من خلال تسبيح الله باسميه ( الخالق ) و (الملك ).

    ونجد هذان التسبيحين في سورة يس :

    سورة يس : سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ (36)

    (سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا ) الله الذي خلق الأزواج كلها ، ننزه الله من أن يشاركه أحد في الخلق .

    سورة يس : فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83)

    (فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ) لم يشاركه أحد في الملك ، ننزه الله أن يشاركه أحد في الملك .



    وهناك فرق دقيق جداً بين التسبيحين ، فركز جيداً .

    تسبيح الله باسمه الخالق : (سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا )

    تسبيح الله باسمه الملك : (فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ)

    نجدهما معاً في سورة يس .









    الأن أنتبه إلى الفرق الدقيق بين التسبيحين :

    مثلاً :

    ساعة حائط :

    مازن خبير في صناعة ساعات الحائط ، فهو يصنع ساعات الحائط ، فمازن هو الصانع وهو المالك لساعة ، لم يشارك أحد مازن في صناعة الساعة وملكها ، فمازن هو الصانع والمالك .

    أما عمر فهو مسكين ، لا يصنع الساعات ولا يملكها .

    مازن = الصانع + المالك .

    عمر = لا شيء .

    وذهب عمر إلى مازن وقال له أريد أن أشتري الساعة التي صنعتها ، فوافق مازن وباعه الساعة :

    مازن = الصانع .

    عمر = المالك .


    مازن هو الصانع

    عمر هو المالك

    هذا يقع بين المخلوق والمخلوق ، هذا يقع بين المخلوقين ، بين الناس .

    لكن الله هو الخالق وحده ، وهو المالك وحده .









    والله عندما يعطينا النعم فإنه لا يملكنا إياها ، ولكن يعطينا إياها على سبيل الإعارة ، ولذلك فالله له الحق أن يأخذ أي شيء في أي وقت ، دون أن يستأذننا ، دون أن يستشيرنا ، دون أن يطلب ذلك منا .

    ففي مثال : مازن وعمر ، لا يحق لمازن أن يستعيد الساعة بدون أذن من عمر ، لأن عمر أصبح المالك للساعة الآن .

    أما نحن فلا نملك النعم التي أعطانا الله إياها ، إلا على سبيل الإعارة ، ولذلك فالله له الحق أن يسترجعها في أي وقت وأي حين بدون أن يستأذننا .




    وهذا يوضح لنا معنى من معاني اسم الله الملك ، فالنعم التي في أيدينا والتي نعتقد أنها لنا هي في الحقيقة في يد الله ، الله هو المالك الحقيقي لها ، فالله هو الذي خلق النعم وهو الذي يملكها ، ننزه الله أن نشاركه في ملكه .

    سورة الأسراء : ... وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ ... (111)

    سورة الفرقان : ... وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا (2)








    من السهل أن نقول هذا الكلام ، الكلام شيء سهل ، لكن عندما ينزع الله منا نعمة سنعرف من يعترف بالحقيقة ، عندما ينزع الله منك نعمة هل تعترف بهذه الحقيقة ، هل هذا الإنسان مؤمن ومسبح لله باسمه الملك أم لا ؟

    فإذا رضي وصبر ، فإنه بالفعل مؤمن باسم الله الملك ، ومسبح باسم الله الملك .

    لكن إذا لم يرضى وسخط وجزع واعترض ولم يصبر ، فإنه ليس مؤمن باسم الله الملك ، وليس مسبح باسم الله الملك .

    وهذا امر خطير جدا ، لأنه جعل نفسه شريك لله في ملكه ، وهذا نوع من أنواع الشرك الخفي ، يعيش الإنسان في غياب الذكر والتسبيح حالة يشعر فيها أنه صار يملك جسمه ، يملك يده ، يملك قلبه ، يتوهم أنه صار يملك دماغه ، وهو في الحقيقة لا يملك أي شيء .



    هل تحس أنك تملك خلية في جسمك ؟

    هل تحس أنك تملك قطرة من دمك ؟

    إذا شعرت أنك تملك خلية من خلايا جسمك ، وإذا شعرت أنك تملك قطرة من دمك فأنت لست من المسبحين الله باسمه الملك ، ولست من المؤمنين باسم الله الملك ، وهذا شرك خفي .

    لكن أذا آمنت باسم الله الملك ، وإذا سبحت الله باسمه الملك ، ساعتها لا تعترض إذا أخذ الله جزء من جسدك ، جزء من جسمك ، فالله يحق له أن يأخذ أي شيء من جسمك ومن جسدك وبدون استاذان ، الله يملك كل جسمك ، وأراد أن يأخذ جزء مسيط منك ، فلا تسخط .

    سورة يس : فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83)

    ( وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) سترجع إلى الله كاملا في يوم من الأيام ، الله يستعيدك 100 % في يوم من الأيام ، لكن الأن الله يستعيد منك بعض القطع البسيطة فقط ، مثل البنكرياس والعيون واليد ونسبة من القلب .

    هذه الحقيقة يجب أن تدركها جيداً ، يجب أن تعرفها جيداً ، فالله عندما يسحب منك بعض الأجزاء ، فأنه يذكرك بأنه سيأتي يوم يسحبك فيه أنت كاملاً ، 100% ، عندما توضع كاملاً 100% في حفرة من أعلى رأسك حتى أخمس قدميك .

    في ذلك اليوم ستدرك أنك لا تملك أي شيء ، والله قد استعادك كاملاً 100% :

    سورة يس : فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83)

    سنعرف أن هذا الضر الذي يصيبك ، وأن كان مفجعاً ، وأن كان يصهر القلوب ويحطمها ، فهو رحمة تذكرك بأكبر مصائبك ، الموت أكبر المصائب وأشدها ، الموت يذكرك بالرجوع إلى ربك ، لكن الأن هذا الضر البسيط الذي يصيبك ما هو إلا مقدمة للموت ، مصائب صغيرة تأتي في مقدمة أكبر المصائب ، الله يأخذك بالتدريج ، الله يستعيدك بالتدريج ، هذه هي الرحمة ، هذه الرحمة فيها تمرين يسبق الحقيقة .



    سورة يس : فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83)

    ( وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) عند الموت الله يأخذك كاملاً بنسبة 100 % .







    لذلك الذين آمنوا يقولون عند المصيبة :

    سورة البقرة : الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156)

    (وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ) المصيبة تذكرهم بالموت ، حين يأخذهم الله بنسبة 100% ، لكن الأن هم في مصيبة صغيرة بالمقارنة بالموت ، لذلك هم يرضون بقضاء الله وقدره ، لأنهم يرون أي مصيبة تصيبهم صغيرة بالنسبة لمصيبة الموت .

    والله يسمي الموت مصيبة :

    سورة المائدة : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآثِمِينَ (106)
    يتبع بإذن الله ،،،



    آخر تحرير بواسطة أستاذ التدبر : 20/08/2013 الساعة 07:29 PM
     التوقيع 

  10. #220
    تاريخ الانضمام
    11/06/2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    139

    افتراضي

    بارك الله فيك

  11. #221
    تاريخ الانضمام
    05/07/2009
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    2,921

    افتراضي

    بارك الله فيك
     التوقيع 
    بسم الله الرحمن الرحيم
    {فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ}
    صدق الله العظيم


    [SIZE="4"][CENTER][COLOR="red"]آذآ ضيق عليك في رزقك
    قل
    {وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ}

  12. #222
    تاريخ الانضمام
    04/06/2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    638

    افتراضي


    تابع اسم الله الكاشف من خلال قصة أيوب عليه السلام



    اقرأ الآيات التالية بتدبر :

    سورة الفرقان : تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا (2) وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا (3)





    الضر : الله يأخذ جزء بسيط جداً من نعمه عليك .

    الموت : الله يأخذ كل نعمه عليك ، بل يأخذك أنت كاملاً 100% .

    فالضر يذكرك دائماً بالموت ، المصيبة الصغيرة تذكرك دائماً بأم المصائب .

    سورة البقرة : الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156)





    كلمة النعمة في القرآن تأتي مضافة إلى الله ولا تضاف إلى الإنسان في أي حال من الأحوال ، لأنها تظل ملكاً لله ، ولو كانت في الظاهر في يد الإنسان .


    سورة النحل : وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (18)


    سورة ابراهيم : ... وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34)


    سورة النحل : وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ (53) ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (54)


    سورة لقمان : أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (20)


    سورة الزمر : وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (8)


    سورة الزمر : فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (49)






    سورة النحل : وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (18)

    (نِعْمَةَ اللَّهِ ) النعمة مضافة إلى الله ، النعمة هي ملك الله ، ولم يقل نعمتكم ، لأن النعمة تظل ملك لله ، وإن كانت في الظاهر في أيدينا .





    سورة ابراهيم :... وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34)

    سورة النحل : وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (18)



    سورة ابراهيم : (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ) .

    سورة النحل : (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ) .






    سورة يونس : قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (31) فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (32) كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (33)


    (أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ )

    السمع والبصر : في رأسك ، لكنه ليس لك ، الأذن والعين في رأسك ، لكنها ليست لك .

    لذلك الله من حقه أن يسحب وأن يأخذ وأن يسترجع وأن يستعيد عينك التي أعاطاك إياها ، دون أن يستشيرك ودون أن يستأذنك ودون أن يطلب منك ذلك ، في أي وقت وأي حين وأي زمن ، لأن نعمة البصر تظل لله ، مثل سائر النعم ، ولو كانت في ظاهر الأمر ملتصقة برأس الإنسان .




    الأن ركز جداً ، سنجيب على السؤال :

    عندما يصاب أحدنا بالضر ، كيف يسلك سبيل أيوب عليه السلام؟

    كيف يقتدي ويتأسى بأيوب عليه السلام ؟



    الجواب : هناك حالتين :

    بقدر ما تذكر نعمة الله عليك بصدق ، بقدر ما يستقر اسم الله الملك في قلبك .....(1)

    وبقدر ما تبتعد عن ذكر نعم الله عليك ، بقدر ما يبقى اسم الله الملك معلومة في الرأس فقط دون أن تنزل في القلب ، لذلك هذه المعلومة في الرأس لن تنفعك ، إذا لم يستقر معناها في القلب ، تبقى معلومة مخزنة في الرأس ، داخل الجمجمة ، ولا حقيقة لها في القلب .....(2)




    الأن إلى تفصيل الحالتين :


    الحالة الأولى : اسم الله الملك مستقر في القلب :

    بقدر ما تذكر نعمة الله عليك بصدق ، بقدر ما يستقر اسم الله الملك في قلبك .....(1)

    لذلك حين تحين ساعة الحقيقة ، وحين ينزع الله منه نعمة ، سيرضى ويصبر لأن اسم الله الملك استقر حقيقة في قلبه .

    وهذا هو نموذج نبي الله أيوب عليه السلام ، أنه صابر :

    سورة ص : إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (44)

    هل تريد أن تبقى جبلاً لا تهزه أعاصير المصائب ؟

    إذن أذكر نعمة الله عليك ، أذكر أن كل النعم التي لديك هي في الحقيقة لله ، ساعتها سينزل اسم الله الملك من رأسك إلى قلبك ، وبذلك ستكون صابر في أي موقف يصيبك فيه ضر ، سوف تقتدي بنبي الله أيوب عليه السلام الذي كان نموذجاً للصابرين في كل زمان ومكان .

    سورة ص : إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (44)








    الحالة الثانية : اسم الله الملك مخزن كمعلومة في الدماغ فقط ، ولم ينزل إلى القلب ليكون حقيقة في القلب .

    وبقدر ما تبتعد عن ذكر نعم الله عليك ، بقدر ما يبقى اسم الله الملك معلومة في الرأس فقط دون أن تنزل في القلب ، لذلك هذه المعلومة في الرأس لن تنفعك ، إذا لم يستقر معناها في القلب ، تبقى معلومة مخزنة في الرأس ، داخل الجمجمة ، ولا حقيقة لها في القلب .....(2)

    فهو لا يذكر نعم الله عليه ، بدعوى أنه يعرفها ولا حاجة لذكرها ، لذلك هذا الإنسان سيبقى اسم الله الملك معلومة في رأسه فقط ، وليس حقيقة في قلبه .

    لذلك حين تحين ساعة الحقيقة ، وحين ينزع الله منه نعمة ، سيسخط ولن يصبر لأن اسم الله الملك لم يستقر حقيقة في قلبه .

    وعندما ينزع الله منه نعمة ، يسحب الله منه نعمة ، يأخذ الله منه نعمة ، سيسخط ولن يرضى ، ولن يصبر ، خسر الدنيا والآخرة وذلك هو الخسران المبين .

    سورة الحج : وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (11)




    وهناك كثير من المسلمين ، قطعوا شوطاً كبيراً من العبادة والأعمال الصالحة ، والصلاة والحج ، وبعد ذلك يمتحنه الله بالضر ، يختبره بضر ، فينزع منه نعمة ، يأخذ منه نعمة ، فتجده لشدة سخطه يترك العبادة ويترك الصلاة .

    فتسأله لماذا ؟

    فيجيبك : أنه قبل الصلاة وقبل الأعمال الصالحة كان حاله أفضل من الآن ، عندما كان عاصياً كان حاله أفضل ، ولما تاب وبدأ بالصلاة والأعمال الصالحة أصابته مصيبة ، أصابه ضر ، وهذا يحدث كثيرا .

    وهو لا يعلم أن الله يختبره ، الله يضعه في امتحان ، فمن السهل على الإنسان أن يعبد الله في السراء ، عندما يكون الأمن ، عندما تكون الراحة تكون العبادة سهلة ، لكن هل سيثبت في الضراء؟ ، في خضم المصائب هل سيضل يعبد الله ، في مستنقع المشاكل تكون عبادة الله صعبة على غير الصادقين .

    فالله يختبره ليعرف هل هو صادق ومخلص لله ؟ أم أنه مجرد مدعي ؟ يضع قناع الصلاح ؟



    سورة البقرة : وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)


    ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ ) وهذا الابتلاء مؤكد ، بلام التوكيد ونون التوكيد ، هذا الابتلاء لا مناص مه، لا مفر ، لا بد منه لكل انسان ، إن لم يكن اليوم فغداً ، إن لم يكن في هذا الشهر ففي الشهر المقبل ، إذا لم يكن في هذه السنة ففي السنة المقبلة ، هو قادم لا محالة ، فاستعد ، وذلك بذكر نعمة الله ، أذكر أن هذه هي نعمة الله وليست نعمتك ، وحين ينزعها الله لا تسخط ، وبذلك تكون من الصابرين .


    تقول لماذا ؟

    الجواب :
    لأنك لست أفضل من نبي الله أيوب عليه السلام ، إلا إذا كنت تظن أنك أفضل من نبي الله أيوب عليه السلام .

    فإذا أبتلى الله عبده أيوب عليه السلام بالضر ، فسيبتلينا نحن بالضر ، لأننا عباده ، ويريد أن يعرف هل نحن صادقون مع الله ؟، هل نحن مخلصون مع الله؟

    ونبي الله أيوب عليه السلام هو أسوة وقدوة الصابرين في كل زمان وكل مكان .

    سورة ص : إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (44)


    بالتأكيد الآن عرفتم إجابة السؤال :

    لكن في الأساس لماذا يبتلي الله سبحانه وتعالى أيوب عليه السلام ؟

    لماذا هذا الامتحان؟ ، لماذا هذا الابتلاء ؟ لماذا هذا الضر ؟

    ولماذا يقع علينا نحن ( أنا وأنت )مثل هذا الامتحان ؟

    ولماذا يقع علينا نحن ( أنا وأنت )مثل هذا الابتلاء ؟

    ولماذا يقع علينا نحن ( أنا وأنت ) مثل هذا الضر ؟

    لماذا الله بين الحين والآخر ينزع منا نعمة؟ ويجعلنا نعيش حالة الضر ؟




    الجواب :

    لكي يختبر الله صدقنا ، لكي يختبر الله إخلاصنا ، لكي يختبر الله صبرنا .

    هل ننازع الله في ملكه؟ ، أم نعترف ونسبح الله باسمه الملك .

    هذا فقط أحد أسباب الابتلاء بالضر وهناك العديد من الأسباب غيره .

    يتبع بإذن الله ،،،


     التوقيع 

  13. #223
    تاريخ الانضمام
    04/06/2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    638

    افتراضي




    سورة البقرة : وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)

    (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ )


    أنواع المصائب المذكورة في الآية :

    1) الخوف .

    2) الجوع .

    3) نقص الأموال والأنفس والثمرات .

    الذين يصبرون في مواجهة هذه المصائب يستحقون البشارة .

    والله يصفهم بـ (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ).

    هذه الثلاثة أنواع من المصائب ( الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ) نسبتها قليلة بالنسبة للموت .

    فهي تمثل نسبة 1% ، أما الموت فيمثل نسبة 99% .

    فإذا أصبت بواحدة من المصائب الثلاث ( الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ) فقد أخذ الله منك 1% من النعم التي أعطاك إياها ، وأبقى لك باقي 99% من النعم التي أعطاك إياها ، أبقي لك العين والأذن والقلب والدماغ والدم والرئة واليدين و.........

    قارن بين الذي أخذه الله منك وبين الذي تركه لك ، تجد أن الذي أخذه الله منك لا يصل إلى 1% ، بينما أبقى لك 99% .

    وهذه النسبة 1% الصابرون يعتبرون بها ، لأنها في نظرهم مقدمة لأخذ 99% الباقية في يوم من الأيام ، وهذا الذي يجعلهم يصبرون ، عندما يصيبهم الضر يتذكرون الموت ، وهذا معنى :

    سورة البقرة : الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156)

    فنسبة 1% تذكرهم بنسبة 99% .

    (إِنَّا لِلَّهِ ) نحن لله ، الله يملكنا ، نحن لا نملك أي شيء ، ولله الحق بأن يأخذنا ويأخذ أي نعمة أعطانا إياها ، فمن أعلى الرأس إلى أخمس القدم هذا لله .

    (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ) يتذكرون الموت ، وهذا من حكم الضر ، عندما يصيبك الضر تذكر الموت ، وهو ضر خفيف جداً بالمقارنة مع الموت ، وهذا الذي يعينك على الصبر ، لأنك في لحظة الموت ستفقد النعم بنسبة 100% .





    كيف يذكرك الضر بالموت :

    وعندما تجد نفسك مريض في المستشفى ، ممدد على سرير ، تذكر أنك غداً ستكون ممدداً في الحفرة ، الضر رحمة من الله ، الضر يذكرك بالموت ، الضر يذكرك بالقبر ، من أجل أن تتمرن وتستعد ، فنحن جميعاً سنذهب إلى القبر ، والله يرحمنا بأن يذكرنا به بين الحين والآخر ، بأن يرسل لنا الضر ، الضر رسالة من الله مفادها تذكر الموت ، وهذه هي الرسالة التي فهمها الصابرون ، (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ) ، هكذا ينظر الصابرون إلى الضر بأنه يذكرهم بالموت .

    سورة البقرة : وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)














    قصة لتوضيح مفهوم الضر الذي يذكر بالموت :

    يحكى أنه في مكان بعيد جداً ، ومنذ زمن بعيد جداً ، يحكى أن مازن رجل فقير ، ومن شدة فقره لم يجد بيتاً يسكن فيه ، فذهب إلى عمر وأخبره القصة ، وطلب منه أن يسكن في بيت يملكه عمر ، وهذا البيت غير مسكون ، فوافق عمر على طلب مازن ، لكن بشروط هي :

    1) أن يضل البيت في ملكية عمر مهما طال الزمان .

    2) تضل الأواني والأثاث والأدوات الكهربائية والأدوات الصحية وأي شيء في البيت في ملكية عمر مهما طال الزمان .

    3) من حق عمر أن يطرق باب البيت في أي وقت ويطلب من مازن أي شيء مثل الخروج من البيت أو أن يأخذ ما يشاء من الأواني والأثاث والأدوات الكهربائية والأدوات الصحية وأي شيء في البيت وأن لا يعترض مازن على ذلك .



    كتبت هذه الشروط في وثيقة ، ووقعت من الطرفين مازن وعمر وبحضور الشهود ، وأستلم مازن نسخة طبق الأصل والأصل مع عمر ، ونصح عمر مازن بأن يقرأ الوثيقة بين الحين والآخر كي لا ينسى شروط العقد .

    فقال له مازن : أنا أعرفها جيداً .

    فقال عمر : لا تكفي المعرفة ، يجب عليك أن تذكرها كل يوم ، وأن تقرأها كل يوم ، لأن الأنسان ينسى .

    لكن مازن أخذ العقد ووضعه في صندوق وأهمله ونسيه ولم يذكره ولم يقرأه ، سنسن وسنين وسنين .

    وسكت عمر عن مازن وتركه يسكن في هذا المنزل لمدة 50 سنة ، وفى وقت توقيع الوثيقة كان عمر في العشرين من عمره وكذلك مازن في العشرين من عمره ، أما الآن فهما في السبعين من عمرهما .

    بعد خمسين سنة ، قدم عمر وطرق الباب ، وفتح مازن الباب ، فلم يعرفه لأنه لم يره لمدة خمسين سنة ، ولكن عمر ذكره فتذكر مازن ، وطلب عمر من مازن أن يأخذ الخزانة التي في الصالة ، لكن مازن رفض وقال هذه الخزانة أضع فيها ملابسي ، أين سأضع ملابسي ؟ على الأرض مثلاً ، لا لن أعطيك الخزانة ، أبداً لن يحدث هذا ، فأغلق في وجهه الباب وطرده .

    ماذا نسمي مازن في هذه الحالة؟ نقض الاتفاق ونقض الشروط المكتوبة في الوثيقة .

    وبعد شهرين أتي عمر وهو شيخ كبير في السن ، وطرق الباب .

    فقال له مازن : ماذا تريد لقد طردتك في المرة السابقة وأغلقت الباب في وجهك .

    فقال عمر : أريد الثلاجة التي في المطبخ .

    فقال مازن : الخزانة التي أضع فيها ملابسي لن أعطيك إياها ، فهل تتوقع أن أعطيك الثلاجة ، أين سأضع اللحم والدجاج والسمك ، والخضروات والفواكه ، كلها ستتلف ، وسأخسرها ، لا لن يحدث هذا أبداً ، فطرده شر طردة .

    وبعد سنة جاء عمر إلى مازن وهو شيخ كبير في السن يمشي على عكاز .

    فقال عمر : أريد السرير الذي في غرفة النوم .

    فرد مازن : وأين سأنام ، هل أنام على الأرض ؟ ، وأنا أحب النوم كثيراً جداً ، لا أستطيع النوم على الأرض ، كلا ، لن يحدث هذا أبداً ، فطرده وأغلق الباب في وجهه .

    وهكذا ضل عمر يأتي إلى مازن ويطلب منه بعض الأشياء من البيت ، وفي كل مرة يرفض مازن ويطرده شر طردة ويغلق الباب في وجهه ، بكل وقاحة وسوء أدب .

    وذات صباح طرق عمر الباب ، ولكن مازن لم يجد عمر وحده ، وجد عمر مع الجيش والشرطة مع الكثير من الأسلحة الثقيلة مثل الدبابات والمدفعية والصواريخ ، وكل هذه الأسلحة مصوبة نحو رأس مازن .

    فخاف مازن كثيراً ، وبدأ العرق يتصبب منه ، وبدأ يرتجف ، وتغير لونه ، وبدأ يعتذر للجيش والشرطة ، ويقول سامحوني لقد أخطأت في حقكم ، لقد كنت ظالاً ، خذوا ما شئتم ، خذوا الخزانة ، خذوا الثلاجة ، خذوا السرير ، خذوا أي شيء ، خذوا كل شيء ، خذوا كل من في البيت ، فقط أتركوني حراً طليقاً .

    فقالوا له : نحن لا نريد أي شيء من الأشياء التي ذكرتها ، نحن أتينا خصيصاً لك أنت ، لقد كنا نختبرك بهذا الشيخ العجوز ، عندما كان يأتيك ويطلب منك بعض الأشياء ، كان يفترض عليك أن تعطيه بطيب نفس ، لأن هذه الأشياء أصلاً له ، حسب العقد والوثيقة الموقعة بينكما ، لكنك كنت ترفض دائماً وتطرده شر طردة وتغلق الباب في وجهه ، لم يكن هذا الشيح عمر يطلب منك الكثير ، أشياء بسيطة بالمقارنة بالبيت الذي تركك تسكن فيه ، ولقد أتاك مرات ومرات ومرات ، لكنك لم تتذكر ، لكنك في كل مرة كنت تسخط وكنت تعترض ، وكنت لا تصبر ، لآن لن نأخذ الخزانة أو الثلاجة أو السرير ، بل سنأخذك أنت كاملاً بنسبة 100% ، فأخذوه .

    هكذا لحظة موت الشقي الذي يخسر الدنيا والأخرة .

    سورة الحج : وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (11).













    عندما يمسسك الله بضر ، فأنه يرحمك :


    سورة الأنبياء : وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ (84)

    (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ )

    (وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)

    عندما يمسسك الله بضر أجتهد بأن تنسب الرحمة إلى الله ، أجتهد بأن تعترف لله بأنه لا يوجد من هو أرحم من الله ، لأن الشيطان سيوسوس لك بعكس ذلك ، سيوسوس لك الشيطان بأن الله يعذبك ، هكذا يوسوس الشيطان ، فأنت لا بد أن تنسب الرحمة إلى الله .

    أيوب عليه السلام نسب الرحمة إلى الله ، وفي نفس الوقت نسب العذاب إلى الشيطان :

    سورة ص : وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (41)

    فالإنسان يجد وسوسة بشكل دائم من الشيطان ، في كل لحظة وفي كل ثانية ، هذا في حالات السراء ، لكن في حالات الضراء ، حينما يشتد عليه الضر ، عندما يقع في حالة الضر ، يجد أن نوع من حالات الوساوس يشتد عليه أكثر وأكثر وأكثر ، من أي وقت مضى ، هذه الوساوس من الشيطان وهي متعبة وهي عذاب ، وهنا الشيطان يوسوس بأن الله ظلمك وأن الله يعذبك بهذا الضر الذي أصابك ، وأنك لا تستحق هذا الضر وهذه المصيبة وهذه الأزمة ، ويوسوس الشيطان ويقول : لماذا أنت بالذات تصاب بهذا الضر ؟ وغيرك لم يصبه الضر ، ويستمر الشيطان يوسوس : الله يعذبك بهذا الضر .

    ويستمر الشيطان في وساوسه فيقول لك حين يصيبك الضر : الله يعذبك ، أنت تعبد الله وهو يعذبك ، أنت تصلي وتتصدق وتصوم وتعبد الله وهو يعذبك ،انظر كيف يعاملك ، انصحك أن لا تعبد الله ما دام يعاملك هكذا ، كيف هذا ، أيعقل أن تعبده وهو يظلمك ويعذبك بالمصائب ،هذه هي وساوس الشيطان عندما يقع الإنسان في الضر .

    فإذا استمعت للشيطان كنت مثل المذكور في الأية :

    سورة الحج : وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (11).

    وبهذا نرجع إلى قصة ذلك الانسان الذي عندما تصيبه مصيبة ، يقع عليه ضر، فأنه يترك الصلاة ويترك عبادة الله وذلك بسبب وساوس الشيطان .

    لكن الحقيقة ، أن الشيطان كاذب كاذب كاذب في وساوسه، فالله يرحمك ولا يعذبك ، هذا الضر هو امتحان من الله ورحمة .

    فعندما تصاب بضر ، فأنسب الرحمة إلى الله وأنسب العذاب إلى الشيطان ، وجعل أيوب عليه السلام قدوتك وأسوتك في ذلك .


    سورة الأنبياء : وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83)

    سورة ص : وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (41)



    فإذا صدقنا مع الله في صبرنا واعترفنا أمام الله بأنه هو أرحم الراحمين ، وأن الشيطان هو الذي يصيب بالعذاب ، فإن الله يكشف عنا الضر كما كشفه عن أيوب عليه السلام .



    آخر تحرير بواسطة أستاذ التدبر : 22/08/2013 الساعة 12:35 AM
     التوقيع 

  14. #224
    تاريخ الانضمام
    18/05/2010
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    3,035

    افتراضي

    الا بذكر الله تطمئن القلووب
     التوقيع 
    الحمدلله

    أُم لأميرين جميلين وزوجه ل نبيلاً شجاع💓(أومول)

    ‏"اللهم احفظ لي نعمك علي
    اني امنت انك خير حافظ"

    ‏سمع الله لمن حمده
    الحمدلله حمدا يسمعني به الله يرضى عني فيرضيني

  15. #225
    تاريخ الانضمام
    14/01/2007
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    22,505

    افتراضي

    اقتباس أرسل أصلا بواسطة أومول مشاهدة المشاركات
    الا بذكر الله تطمئن القلووب
    صحيح - بارك الله فيك
     التوقيع 
    إذا لزم النقد , فلا يكون الباعث الحقد , ولكن موجها إلى الآراء بالتمحيص لا إلى الأشخاص بالتنقيص

  16. #226
    تاريخ الانضمام
    04/06/2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    638

    افتراضي

    أشكر الأخوة الكرام على التفاعل المتميز ، وبارك الله فيكم ،
    majed958
    قلم انيق
    اصلي من الذهب


    كما أشكر الأخت الكريمة أومول


    كما أشكر الأخ الكريم وأحيه تحية خاصة ،
    الوافي مشرف السبلة العامة
     التوقيع 

  17. #227
    تاريخ الانضمام
    04/06/2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    638

    افتراضي

    للقرآن روح كما أن للإنسان روح




    الحروف المقطعة في بدايات سور القرآن الكريم .





    يبلغ عدد سور القرآن الكريم 114 سورة ، منها السور التي تبتدئ بالحروف المقطعة وهي 29 سورة ، أولها سورة البقرة وآخرها سورة القلم .


    1- سورة البقرة : الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2)

    2- سورة آل عمران : الم (1) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2)

    3- سورة الأعراف : المص (1) كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)

    4- سورة يونس : الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (1)

    5- سورة هود : الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1)

    6- سورة يوسف : الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1)

    7- سورة الرعد : المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (1)

    8- سورة إبراهيم : الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1)

    9- سورة الحجر : الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ (1)

    10- سورة مريم : كهيعص (1) ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2)

    11- سورة طه : طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2)

    12- سورة الشعراء : طسم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)

    13- سورة النمل : طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1)

    14- سورة القصص : طسم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)

    15- سورة العنكبوت : الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2)

    16- سورة الروم : الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3)

    17- سورة لقمان : الم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2)

    18- سورة السجدة : الم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)

    19- سورة يس : يس (1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2)

    20- سورة ص : ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (1)

    21- سورة غافر : حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (2)

    22- سورة فصلت : حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2)

    23- سورة الشورى : حم (1) عسق (2) كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3)

    24- سورة الزخرف : حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3)

    25- سورة الدخان : حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)

    26- سورة الجاثية : حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2)

    27- سورة الأحقاف : حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2)

    28- سورة ق : ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1)

    29- سورة القلم : ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2)





    فالله سبحانه وتعالى ابتدأ كلامه في كثير من سور القرآن الكريم بهذه الحروف المقطعة ، وغالباً ما يأتي بعد هذه الحروف المقطعة ، ذكر القرآن الكريم نفسه ، فيذكر الله الحروف المقطعة ثم يذكر بعدها مباشرة القرآن الكريم ، هذا في أغلب سور القرآن التي تبدأ بالحروف المقطعة .

    وبذلك يمكن تقسيم هذه السور الـ 29 التي تبدأ بالحروف المقطعة على أساس ذكر القرآن الكريم بعد الحروف المقطعة في كل سورة .









    وذلك كالتالي :


    1- سورة البقرة : الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2)

    2- سورة آل عمران : الم (1) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2)

    3- سورة الأعراف : المص (1) كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)

    4- سورة يونس : الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (1)

    5- سورة هود : الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1)

    6- سورة يوسف : الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1)

    7- سورة الرعد : المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (1)

    8- سورة إبراهيم : الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1)

    9- سورة الحجر : الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ (1)

    10- سورة مريم : كهيعص (1) ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2)

    11- سورة طه : طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2)

    12- سورة الشعراء : طسم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)

    13- سورة النمل : طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1)

    14- سورة القصص : طسم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)

    15- سورة العنكبوت : الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2)

    16- سورة الروم : الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3)

    17- سورة لقمان : الم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2)

    18- سورة السجدة : الم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)

    19- سورة يس : يس (1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2)

    20- سورة ص : ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (1)

    21- سورة غافر : حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (2)

    22- سورة فصلت : حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2)

    23- سورة الشورى : حم (1) عسق (2) كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3)

    24- سورة الزخرف : حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3)

    25- سورة الدخان : حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)

    26- سورة الجاثية : حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2)

    27- سورة الأحقاف : حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2)

    28- سورة ق : ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1)

    29- سورة القلم : ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2)











    وبذلك نجد أن سور القرآن الكريم التي بدأت بالحروف المقطعة 29 سورة منها :

    عدد 24 سورة جاء ذكر القرآن الكريم بعد الحروف المقطعة .

    عدد 5 سور لم يأتي ذكر القرآن الكريم بعد الحروف المقطعة ، وهي سورة آل عمران وسورة مريم وسورة العنكبوت وسورة الروم وسورة القلم .

    يتبع بإذن الله ،،،

     التوقيع 

  18. #228
    تاريخ الانضمام
    04/06/2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    638

    افتراضي



    فما هو سر وجود هذه الأحرف في أوائل هذه السور?

    لكي نصل إلى هذه العبرة يجب علينا أن نتتبع كلمة الروح في القرآن الكريم ، كلمة الروح عندما نبحث عنها في القرآن الكريم ، نجدها تذكر عندما تبدأ حياة أبو البشر آدم عليه السلام .

    سورة الحجر : وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29)

    سورة ص : إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72)

    نجد أن أمر الله تعالى للملائكة بالسجود لأبينا آدم عليه السلام ، لم يصدر إلا بعد أن ينفخ الله تعالى من روحه في أبينا آدم عليه السلام ، (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ) مع أن أبينا آدم عليه السلام خلق عبر مراحل ، فهو خلق من تراب وماء ، وبخلطهما يصبح لدينا طين ، وهذا الطين يوصف بأنه لازب ، ثم ينتقل إلى مرحلة الحمأ المسنون ، ثم مرحلة الصلصال كالفخار ، في كل مرحلة من هذه المراحل لم يصدر أمر الله تعالى بالسجود لأبينا آدم عليه السلام ، وإنما صدر فقط بعدما نفخ الله تعالى فيه من روحه .








    والسؤال هنا لماذا خلق الله سبحانه وتعالى أبينا آدم عليه السلام بهذه المراحل ؟

    كان الله قادر أن يخلق أبينا آدم عليه السلام في لحظة ، ودون أن يمر بهذه المراحل ، كان قادراً أن يصدر أمره بكن فيكون آدم عليه السلام ، هكذا في لحظة معينة دون أن تأتي أي مرحلة من هذه المراحل ، فالله سبحانه وتعالى يقول :

    سورة غافر : هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (68)






    وما هي العبرة من إخبار الله تعالى لنا بهذه المراحل في القرآن الكريم ؟

    عندما نتتبع هذه المراحل ، نجدها عبارة عن المواد الأولية ، أو المادة الخام أو العناصر الأساسية التي يستطيع كل إنسان أن يحصل عليها ، فكل إنسان منا في هذا الكون يستطيع أن يتحصل على التراب والماء ، فهذا التراب يملأ هذه الأرض كلها ، ومن السهولة واليسر أن يحصل عليه الأنسان ، في أي لحظة وأي مكان ، كما أن الماء في متناول الإنسان في أي لحظة وأي مكان ، فالله تعالى يقول :

    سورة الأنبياء : ... وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ... (30)

    فالإنسان يستطيع أن يحصل على التراب والماء فيخلطهما فيحصل على الطين ، ثم ينتظر فيحصل على طين لازب ، وبعد بعض الوقت يحصل الحمأ المسنون ، وبعد بعض الوقت يحصل على الصلصال كالفخار ، فالإنسان يستطيع أن يصل إلى هذه المراحل كلها ، لكنه يعجز فقط عن الوصول إلى المرحلة الأخيرة وهي النفخ من روح الله سبحانه .


    فالله بذكره لهذه المراحل في القرآن الكريم وتبيين الأطوار التي مر بها خلق الإنسان قبل مرحلة النفخ من روح الله وتوفير المادة الأولية بكثرة في الأرض ، فيمكن لكل إنسان أن يصنع إنسان من التراب والماء لكن لا يمكنه الوصول إلى مرحلة النفخ بالروح ، فالله يتحدانا هنا بشيء متوفر لدينا ، وهو المادة الأولية وهو التراب والماء فالإنسان عاجز عن المرحلة الأخيرة فقط وهي النفخ من روح الله سبحانه وتعالى .


    فكثيرا ما سمعنا أن أناس حاولوا أن يصنعوا تماثيل للإنسان ، بحيث يكون نسخة طبق الأصل من الإنسان وذلك بالتراب والماء ، لكنهم لا يستطيعون الوصول إلى المرحلة النهائية لخلق الإنسان وهي النفخ من روح الله سبحانه وتعالى ، هنا كل واحد يعجز عن ذلك .






















    ونفس القضية بالنسبة للقرآن الكريم ، فالله يبين لنا العناصر الأولية المكونة للقرآن الكريم ، وهي هذه الأحرف المقطعة في أوائل سور القرآن الكريم ، فهذه الأحرف يستطيع بها كل إنسان عربي أن يكون كلمات من خلالها ، فالعربي وكل إنسان تعلم العربية لا بد له من استخدام هذه الحروف حتى يكون منها الكلمات ، لكن هل بإمكانه أن يأتي بمثل القرآن الكريم الذي هو أصلا مكون من كلمات تتكون من نفس هذه الحروف ، هنا يعجز كل إنسان أن يقوم بذلك ، لأن الله تعالى يصف هذا القرآن بصفة لا يتصف بها أي كلام غيره ، وهي صفة الروح ، فالروح هي صفة من صفات القرآن الكريم .

    سورة النحل : يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ (2)

    ( يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ) أي ينزل الملائكة بالوحي ، فالروح صفة للوحي ، بمعنى وإن كان الوحي كلاماً صنع من هذه الأحرف التي يصنع بها الناس جميعاً كلاماً آخر ، إلا أن الوحي كلام فيه روح .

    كذلك يقول الله في سورة غافر :

    سورة غافر : يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ (15)

    (يُلْقِي الرُّوحَ ) أي يلقي الوحي ، فالروح هنا هي الوحي .

    أما في سورة الشورى فالله تعالى يصف هذا القرآن بأنه الروح نفسه :

    سورة الشورى : وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ (53)

    (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا ) الخطاب موجه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، إذن القرآن من اسمائه الروح ، لأنه يتصف بالروح ، فالفرق بين القرآن الكريم وأي كتاب آخر ، كالفرق بين أبينا آدم في مرحلة الصلصال كالفخار وبعد أن ينفخ فيه من روح الله سبحانه وتعالى ، فكل كتاب على وجه هذه الأرض ، وكل كلام على وجه هذه الأرض ، أو في هذا الكون بأسره ، ولو كان كلاً عربياً ، ولو كان كلاماً صنع بهذه الأحرف المقطعة الموجودة في أوائل كثير من سور القرآن الكريم ، لا يعدو أن يكون مادة من ماء وطين ، هي بين هذه المراحل من مرحلة التراب إلى مرحلة الصلصال كالفخار ، أي أنه لا يعدو أن يكون ميتاً ، لأنه ليس فيه روح .

    فالصلصال كالفخار هو مادة لكنه مادة ميتة ، لا حياة فيها ، لا روح فيها ، وكذلك أي كتاب غير القرآن الكريم ، كل كلام غير القرآن الكريم لا يعدو أن يكون مادة ميتة مثل الصلصال كالفخار ، بسبب واحد وهو أنه لا يحتوي على الروح التي يصف الله بها القرآن .

    فالقرآن الكريم بما وصفه الله تعالى بأنه روح ، مثله كمثل آدم وهو حي بعد نفخ الروح فيه :

    سورة الحجر : وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29)

    سورة ص : إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72)

    (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ) فالله لم يأمر الملائكة بالسجود لآدم إلا بعد أن أرتقى آدم من المادة الميته التي لا حياة فيها وهي الصلصال كالفخار ، وعبر وتجاوز مرحلة أخرى وهي النفخ فيه من روح الله تبارك وتعالى.








    أي أن :







    أي كتاب آخر غير القرآن = مثل شيء ميت ليس فيه حياة = مثل الصلصال كالفخار = مثل آدم عليه السلام قبل نفخ الروح فيه.

    القرآن الكريم بوصفة أنه روح = مثل شيء حي فيه حياة = مثل الروح = مثل آدم عليه السلام بعد نفخ الروح فيه .











    فالقرآن الكريم هو روح ، كلماته ذات أرواح ، حروفه ذات أرواح .














    لذلك نجد أن الإنسان بدون القرآن ، هو ميت وأن رأيناه يمشي بيننا :

    سورة الأنعام : أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122)

    سورة الأنفال : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24)

    ومن يتبع القرآن الكريم في الدنيا يحصل على الحياة الحقيقية في الأخرة :

    سورة العنكبوت : وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (64)

    وأن الذي يريد أن يحيا قلبه وأن تحيا نفسه ، لا مفر له من القرآن الكريم ، لأن القرآن الكريم وحده سيمنح له هذه الروح .

    يتبع بإذن الله ،،،

     التوقيع 

  19. #229
    تاريخ الانضمام
    04/06/2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    638

    افتراضي



    مراحل خلق أبينا آدم عليه السلام :

    عندما يذكر الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان ، فإنه جل وعلا يذكر ذلك في آيات صريحة .

    سورة الفرقان : وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا (54)

    هنا عنصر الماء ، وعنصر الماء يحتاج إلى عنصر التراب .

    سورة آل عمران : إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59)

    أصبح لدينا عنصرين ( الماء + التراب ) وإذا تم مزجهما مع بعض تكون لدينا الطين .

    سورة ص : إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71)

    وهذا الطين يصفه الله في سورة الصافات .

    سورة الصافات : ... إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ (11)

    وبعد مدة يتحول الطين الازب إلى صلصال من حمإ مسنون .

    سورة الحجر : وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (26)

    والمرحلة الأخيرة هي قوله تعالى في سورة الرحمن :

    سورة الرحمن : خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (14)

    فهذه آيات تلو الآيات ، الله تعالى يتحدى بها الإنسان ، ويقول له ، ويبين له ، المراحل التي مر بها أبونا آدم عليه السلام ، مما لا يستطيع أن يصل إليه بنفسه ليعلمها ويعرفها لولا أن أخبرنا الله بها ، إذ لا يمكن للإنسان أن يعرف مراحل خلق آدم عليه السلام مهما كان علمه .

    سورة الكهف : مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا (51)

    (وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ )

    فالله تعالى ما أحضر أحداً عندما خلق السماوات والأرض ، وعندما خلق الأنسان أول مرة ، من منا كان حاضراً ، عندما كان يخلق آدم عليه السلام ، فهذه الآيات التي تعرفنا بالمراحل التي مر بها خلق أبونا آدم عليه السلام هي منة من الله علينا ، وتحد في نفس الوقت .

    لأن الله يقول لنا : هذه هي المادة الأولية ( التراب والماء ) بين أيديكم ، وبإمكانكم أن تحصلوا عليها بكل يسر فهي متوفرة وتملأ الأرض ، وقد أخبرتكم بالمراحل التي مر بها خلقكم أول مرة ، فهل تستطيعون تجاوز مرحلة الصلصال كالفخار ؟

    لا أحد يستطيع ذلك .







    فمثلما لا أحد يستطيع ذلك ، فهذه المادة الأولية التي يتكون منها القرآن الكريم وهي الحروف المقطعة .

    (الم ، المص ، الر ، المر ، كهيعص ، طه ، طسم ، طس ، يس ، ص ، حم ، ق ، ن ) وغيرها من حروف اللغة العربية .

    هي بين أيديكم ، باستطاعتكم أن تكونوا منها الكلمات ، وتنظموا منها الشعر ، وأن تفعلوا بها ما شئتم ، وأن تألفوا ما استطعتم من الكتب والمؤلفات ، فهلا استطعتم أن تأتوا بمثل القرآن ؟

    ونجد في سورة الأسراء ، أن الله يجعل الأبواب مغلقة لمن يدعي ذلك .

    سورة الأسراء : قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88)


    آخر تحرير بواسطة أستاذ التدبر : 25/08/2013 الساعة 05:54 AM
     التوقيع 

  20. #230
    تاريخ الانضمام
    04/06/2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    638

    افتراضي






    هناك أناس يعيشون بيننا يأكلون ويشربون ولكنهم موتى


    سورة الأنعام : أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122)

    (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ ) ميت ليس مدفون في قبر ، بل نراه أمامنا يأكل ويشرب ، لكنه معرض عن القرآن الكريم ، معرض عن تدبر آيات القرآن الكريم ، لا يتبع تعاليم القرآن ، فهو ميت بمفهوم القرآن.

    يحتاج إلى روح القرآن لتجعله حياً :

    سورة الشورى : وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ (53)

    (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا )

    أن أتباع القرآن وتدبره وقراءته ، لا يعطي هذا الميت روح لتجعله حي فحسب ، بل تعطيه أيضاً نوراً يمشي به بين الناس ، وهذا النور يخرجه من الظلمات إلى النور .

    سورة الأنعام : أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122)

    كذلك يقول الله سبحانه وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم في سورة النمل :

    النمل : إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (80) وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (81)

    ونجد نفس الكلمات تقريباً تتكرر في سورة الروم .

    سورة الروم : فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (52) وَمَا أَنْتَ بِهَادِ الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (53)

    (إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ )

    هناك سماع يختلف عن سماع ، فمن الناس من يستمع إلى الرسول صلى الله عليه وسلم :

    سورة الأنعام : وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (25)

    سورة محمد : وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ (16) وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ (17)

    فهؤلاء يستمعون ، لكن لما لم يكن استماعهم اسماعاً صحيحاً كما يريد الله تعالى ، لذلك وصفهم بأنهم لم يصلوا إلى حقيقة السمع ، لذلك يقول الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم .

    سورة الأنفال : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ (20) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (21) إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24)
















    سورة الأنعام : أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122)

    (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ ) لذلك نجد أن كل من لم يتحصل على روح القرآن الكريم فهو ميت بتعريف القرآن نفسه ، وعندما يستشعر الإنسان هذا الأمر ، فإنه لا مفر له من القرآن الكريم ، لكي يحصل على هذه الحياة .




    الله ربط الحياة بالماء :

    سورة الأنبياء : ... وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ ... (30)

    والله جل وعلا وصف هذا الماء بأنه مبارك :

    سورة ق : وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (9) وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ (10) رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ (11)

    المبارك يعني : مصدر الخير .

    ونحن عندما نرى قطرات الماء المبارك تتساقط أمامنا فأنها تصنع العجب ، فالماء كمادة نلمسها ونراها ونحسها ، فالله عندما يصفه بأنه مبارك ، يخبرنا كيف تحصل هذه البركة منه .

    سورة يس : وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33) وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (34) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (35) سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ (36)

    فالماء بما أنه مبارك ، والمبارك هو مصدر الخير ومصدر الحياة للنبات ، فالخير هو كل الأشجار وكل الفواكه وكل الخضروات وكل النباتات على الأرض .






    وبهذا الوصف بأن الماء مبارك ، نعقد مقارنة بينه وبين القرآن الكريم ، نجد أن الله تعالى وصف القرآن الكريم بأنه مبارك .

    سورة الأنعام : وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (92)

    سورة الأنعام : وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155)

    سورة الأنبياء : وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (50)

    سورة ص : كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29)






    ركز في الآيتين في سورة ق وسورة ص :

    سورة ق : وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (9)

    سورة ص : كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29)


    (وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ)


    (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)

    لماذا الماء مبارك ؟ لأنه مصدر الحياة للنبات .

    كذلك القرآن الكريم مبارك ، لأنه يمنح الحياة للذين يتدبرون آياته .

    القرآن الكريم مبارك ، فهو مبارك بنفسه وبذاته ، لكنه مع ذلك يمنح الحياة للذين يتدبرون آياته ، فالقرآن الكريم يمنح الروح للإنسان ، ويمنح الحياة للإنسان ، مثلما الماء يمنح الحياة للنبات ، تماماً يمنحها بنفس الدقة وبنفس الشكل .

    لكن هل تحصل هذه البركة وهذا الخير وهذه الروح وهذه الحياة هكذا بدون مقابل ، فقط ضع المصحف أمامك ، لا هناك شيء يجب عليك أن تفعله ، هناك ثمن يجب عليك أن تدفعه ، ولا بد من مقابل .

    (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)

    (لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ ) هذا هو الثمن ، هذا هو المقابل .

    (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ) لكي يكون مبارك لكل إنسان يجب أن (لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ ).


    أي على الإنسان أن يتدبر آيات القرآن الكريم لكي يحصل على بركة القرآن .

    فالقرآن مبارك لكن لا يحصل على بركة القرآن إلا الذين يتدبرون آيات القرآن .

    هذا مثلما لا يحصل على الشفاء من المرض إلا الذين يشربون الدواء .

    القرآن مبارك ، والقرآن يمنح الروح ، والقرآن يمنح الحياة ، لكن ليس لأي أحد ،ليس لأي إنسان ، فقط الذي يتدبر آياته .

    فالذي يتدبر القرآن يحصل على بركة وروح وحياة القرآن الكريم .

    وكذلك يحصل على التذكر وتنتفي منه الغفلة .

    سورة ص : كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29)

    مثلما يحصل الذين يتدبرون القرآن على :

    سورة الأسراء : وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82)

    سورة يونس : يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57)



     التوقيع 

  21. #231
    تاريخ الانضمام
    04/06/2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    638

    افتراضي




    التدبر في القرآن الكريم



    سورة ص : كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29)

    كلمة التدبر عندما نبحث عنها في القرآن الكريم ، نجدها لها علاقة بكلمة الإتباع ، فالله يقول في سورة الإنعام :

    سورة الأنعام : وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155)

    والله يقول في سورة الأعراف :

    سورة الأعراف : اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (3)

    سورة يس : إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (11)



    فهناك علاقة بين كلمة الإتباع وكلمة التدبر ، لكن كلمة التدبر نفسها ، لها مدلولها من حيث أن التدبر أصلها ( دبر) ، دبر الشيء ، والدبر هو الظهر ، فالله تعالى يقول لنا :

    سورة الأنفال : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ (15) وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (16)

    المقصود بتولية الأدبار هو الفرار من المعركة ، لأن حال الفار من المعركة يكون مظهراً ظهره لعدوه ، إذ يستحيل أن يكون الفار مقبلاً بوجهه على عدوه ، حالة الفرار يكون العدو لا يبصر فيها إلا الظهر ،حالة الظهر باستمرار هي التي يراها العدو .


    فتدبر الآيات يصور لنا صورة ، هي أن الآية تكون أمام متدبرها ، بحيث لا يملك إلا أن يتبعها ، ولا يملك إلا أن يسير خلفها ، فالإتباع هو السير وراء الشيء ، السير خلف الشيء ، وتقليده ، ولذلك الله تعالى يصف كتاب موسى عليه السلام بأنه إمام .


    سورة هود : ... وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا ...(17)

    سورة الأحقاف : وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً ... (12)


    صفة هذا الكتاب أنه إمام ، والإمام كما نعلم مثل إمام الصلاة ، هو يظهر لنا ظهره فقط ، والإمام عندما يشرع في الصلاة لا يظهر إلا ظهره ، وذلك لكي يتبع في كل حركة يقوم بها ، لا يمكن أن يقبل بوجهه ويتبع ، لا بد أن لا يرى المأموم إلا ظهر الإمام ، وحين إذن يتبعه في كل حركة ، لا يمكن أن يكبر قبله ، لا يمكن أن يركع قبله ، لا يمكن أن يسجد قبله ، ولا يمكن أن يسلم قبله ، عليه أن يتبعه إلى أن يسلم بنفسه ، هذا هو الإمام .

    سورة هود : ... وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا ...(17)

    سورة الأحقاف : وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً ... (12)




    هذا كتاب موسى عليه السلام ، فمن باب أولى أن يكون القرآن الكريم هو إمامنا ، القرآن الكريم إمام ، لأن الله تعالى يصف القرآن الكريم بالهيمنة على الكتب الأخرى .

    سورة المائدة : وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ...(48)


    القرآن يهيمن على جميع الكتب التي جاءت قبله ، وهو مصدق لتوراة والإنجيل والزبور وجميع الكتب التي قبله ، ولكنه مهيمن عليها بأجمعها ، هو المسيطر ، فكل صفة يتصف بها كتاب من كتب الله تعالى ، وكان هذا وصفاً يصفه الله تعالى به ، فالقرآن هو أولى أن يصفه به ، فلذلك القرآن يكون إماماً .

    وعندما يكون القرآن الكريم إماماً ، فهنا سنعلم معنى التدبر ، بمعنى أن علينا أن نتبعه ، في كل حركة يقوم بها ، فالآيات يجب أن نتصورها بأنها أئمة ، الأن الأئمة هي جمع لإمام ، فعلى الإنسان أن يتخذ كل آية إماما ، وعندما يرى الإنسان أن كل آيات القرآن هي أئمة سيسير خلفها ، سيسير وراء الأئمة ، ولا يسير وراء شيء آخر ، يسير خلف الآيات التي صارت أئمة ، هذا هو المعنى الأول لتدبر آيات القرآن الكريم .

    ولكن هل الإتباع يقف هنا ، ونجد الله تعالى من رحمته يبين لنا معنى الإتباع في سورة الكهف ، في قصة موسى عليه السلام .


    سورة هود : ... وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا ...(17)

    سورة الأحقاف : وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً ... (12)


    موسى عليه السلام ، عندما يريد أن يتبع معلمه لكي يتعلم منه ، نجد الله يعلمنا معنى الإتباع من موقف موسى عليه السلام من معلمه .


    سورة الكهف : وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60)



    يقول موسى عليه السلام لفتاه : أننا قد عزمنا السفر في رحلة لطلب العلم ، وهذا العلم هو العلم الذي سيأخذه من معلمه الذي سيلتقي به ، ويقول له : (لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا) أي لا أزال على هذا الأمر من السفر حتى أبلغ مجمع البحرين ، حتى أبلغ إلى المكان الذي فيه هذا المعلم ، وإلا سأمضي حقبا ، والحقب جمع حقبة ، وهي المدة الطوية من الزمن ، أي سأستمر في الطلب مهما طال الزمن ، ستطول المدة الواحدة ، وعندما تنتهي سندخل في مدة طويلة أخرى ، وعندما تنتهي الحقبة الطويلة الثانية سندخل في الحقبة الطويلة الثالثة ثم الرابع ثم الخامسة ، حتى تنتهي حياتنا ،(لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا).


    فأول أتباع للقرآن هو أن يحاول الإنسان أن يتبع الآيات محاولاً فهمها ، وأن يستمر في طلب مراد الله تعالى من هذه الآيات ، فالقرآن يخاطب كل إنسان في هذا الكون ، فعلى الإنسان أن يعقد هذه النية الطويلة ، حقب تتلوها حقب ، تتلوها حقب ، وعندما تنتهي تتلوها حقب ، حتى تنتهي حياتنا ، وذلك للوصول إلى مفهوم الآية ، فلا يجوز أن يقول الإنسان أن أتبع القرآن مدة معينة ، شهراً أو شهرين ، سنة أو سنتين ، وبعد ذلك إذا لم أحصل على المراد فسأنقطع عن هذ القرآن ، إذا بدأ الإنسان بهذه النية في أي لحظة من لحظات حياته ، فهو غير متبع للقرآن الكريم ، لأنه في هذه الحالة مجرب لله تعالى ، يجرب وكأن حال لسانه يقول : يا الله ، أنا سأحاول أن أجرب التدبر ، وعليك أن تعلمني بسرعة ، وأنا سأحدد المدة التي إذا نفذت سينفذ معها صبري ، سأحدد المدة التي إذا انتهت ولم تعلمني شيئاً فيها فسأنقطع عن هذا القرآن ، وسأقتصر على قراءته قراءة سطحية بدون تدبر ، حتى أموت .




    فكل نية من هذه النوايا ، إنما هي نية سيئة ، لا يحصل معها التدبر لآيات القرآن الكريم ، على الإنسان أن ينوي تتبع آيات القرآن الكريم ، والبحث عن مراد الله تعالى فيها ، وعما يريد الله تعالى منه من خلال هذه الآيات ، لكن أن يعقد النية أن تكون مدة البحث لا تنتهي حتى يموت ، ولو طالت السنين ، ولو عاش مئة عام ولم يفهم شيئاً واحداً ، لأن عدم الفهم ليس حجة في الانقطاع عن تدبر آيات القرآن الكريم ، عدم فهمك لشيء في مرحلة من المراحل ، ليس عذراً لكي تنقطع عن التدبر وتقتصر على القراءة السطحية التي لا حياة فيها .



    ولذلك نجد في رحلة موسى عليه السلام ، مع فتاه للأجل طلب العلم ، وقعت بعض الأمور التي لشيطان فيها دخل ، وهي قضية أن ينسي الفتى الحوت ، من أجل أن لا يصل موسى عليه السلام إلى معلمه ، لأن الشيطان هو فوق النسيان الذي فوق طاقة البشر ، من أجل أن لا يصل الإنسان إلى الحقيقة .





    سورة الكهف : فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا (62) قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (63) قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا (64) فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65) قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70)




    سورة الكهف : قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66)


    سورة الأنعام : وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155)


    هل لديك استعداد أن تتبع هذا الكتاب ، كما أتبع موسى عليه السلام معلمه ؟





    فكر في الإجابة جيداً ، في المرة القادمة بإذن لله سنكمل قصة موسى عليه السلام مع معلمه .



     التوقيع 

  22. #232
    تاريخ الانضمام
    04/06/2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    638

    افتراضي








    تابع التدبر في القرآن الكريم



    ولما وصل موسى عليه السلام إلي معلمه قال له : (هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا) .

    سورة الكهف : قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66)

    سورة الأنعام : وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155)



    هل لديك استعداد أن تتبع هذا الكتاب ، كما أتبع موسى عليه السلام معلمه ؟









    وموسى عليه السلام لم يكن يطلب هذا العلم من أجل ثقافة سطحية ، أو لأجل إرواء فضول فكري ، أو لأجل كسب معارف معينة ، بل من أجل الرشد ، (هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا) ، والقرآن أولى من حيث أنه يهدي إلى الرشد ، فالقرآن على لسان الجن الذين استمعوا إلى هذا القرآن وتدبروه ، فالله تعالى يقول عنهم :

    سورة الجن : قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)

    فالجن يعترفون أن الرشد موجود في القرآن ، وأن القرآن يهدي إلى الرشد ، فمن هو أولى بالإتباع ، القرآن الكريم أم معلم موسى عليه السلام ، نجد أن معلم موسى عليه السلام ، انطلاقاً من أنه يوحى إليه ، لأنه لا يصدر إلا من وحي من الله تعالى ، فهو يخبر موسى عليه السلام بأنه :

    سورة الكهف : قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68)

    يخبره بوحي من الله أنه لا يستطيع أن يصبر مع هذا العلم ، لأنه علم فوق طاقة البشر ، ولكن موسى عليه السلام يتشبث مع أن معلمه يخبره بعدم مقدرته على الصبر بوحي من الله تعالى ، ويقول موسى عليه السلام لمعلمه الذي يتشبث به ولا يريد تركه لأجل العلم .

    سورة الكهف : قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69)

    فهذا علم غير واجب في حق موسى عليه السلام ، إذ لو كان واجباً ، لما تردد المعلم لحظة واحدة في تعليم موسى عليه السلام ، فهو عندما يقول له (إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ) فهذا يعني علم غير واجب على موسى عليه السلام أن يتعلمه ، ومع أنه علم غير واجب لموسى عليه السلام ، غير أن موسى عليه السلام تشبث به تشبثاً عجيباً ، وكبيراً وقوياً جداً ، والقرآن الكريم عندما يأمرنا الله تعالى بتباعه يقول :

    سورة يونس : وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ ... (109)

    العلم الذي يريده موسى عليه السلام ، يخبره معلمه أنه لا يستطيع الصبر ، والقرآن يقول لنا : اتبعوا وصبروا ، فما هو العلم الذي أولى بالإتباع ، هل علم القرآن أم علم معلم موسى عليه السلام ؟

    بالطبع هو القرآن الكريم ، كيف والله يأمر بالصبر ، لا يأمر الله بالصبر إلا إذا كان يعلم أن الإنسان يستطيع أن يقوم بهذا الصبر.

    سورة يونس : وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ ... (109)

    أي أتبع هذا القرآن وتدبر آياته واصبر ، فأنك تستطيع أن تتدبر القرآن ، والله عندما يتكلم فإنه يتكلم عن علم لديه سبحانه وتعالى ، فهو يأمر بتدبر القرآن والصبر ، لأنه جل وعلا يعلم أن الإنسان يستطيع أن يتدبر مع الصبر .

    سورة الأعراف : وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52)

    سورة النساء : لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (166)

    فالله عندما يأمر بالشيء ، فإنه يأمر مع علمه أن الإنسان يستطيع أن يفعل ذلك ، وهذه هي القاعدة الثانية لتدبر القرآن الكريم ، وهي الصبر ، الصبر مع تدبر القرآن الكريم .

    والإتباع لا تكون فيه مفارقة في أي لحظة ، أنظروا إلى موسى عليه السلام كيف اتبع معلمه إلى آخر رمق ، إلى آخر لحظة ، مع أنه لم يلتزم بالشرط الذي عقده أول مرة ، فمعلمه قال له :

    سورة الكهف : قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (72) قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73)

    سورة الكهف : (فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا)

    والسفينة كناية عن الأمور التي فيها مخاوف ، وتكون فيها مصائب ، ولم يقل موسى عليه السلام لمعلمه : أنا لا أستطيع المشي إلا في البر ، نحن لم نتفق على ركوب البحر ، فبما أنه ألتزم الإتباع فعليه أن يتبع ، ولو كان معلمه يركب البحر ، ولو لم يكن موسى عليه السلام لم يألف البحر ، ولو لم يرغب في البحر ، ولو لم تكن له علاقة بالبحر ، أو تجربة مع البحر ، عليه أن يركب مع معلمه .

    سورة الكهف : (فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا).









    ولم يستمر الأمر هكذا ، بل وقع أمر عظيم ، وقع خرق السفينة ، وقع خوف وفزع كبير ، وموسى عليه السلام ينسى الاتفاق الذي أتفقه مع معلمه ، ومع ذلك يصبر مع معلمه ويتشبث به .

    سورة الكهف : فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (74) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (75) قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا (76)

    وتستمر الرحلة ويستمر الإتباع ، فمعلم موسى يسير في الأمام ، وموسى عليه السلام يسير خلفة ويرى ظهره ، ويتبعه ويطيعه ولو لم يفهم شيئاً ، موسى عليه السلام يرى خرق السفينة من قبل معلمه ،ولم يفهم المراد ، لكن صبر ، ويرى قتل الغلام من قبل معلمه ، والمعلم لا يجيب على هذه الأسئلة ، ولا يشرح أسباب أفعاله ، ولكن هل موسى عليه السلام أنقطع عن معلمه بحجة عدم الفهم ؟ ، وبحجة أن هذا المعلم لا يريد أن يشرح لماذا يفعل هذه الأمور ، هو يتبع معلمه .

    سورة الكهف : فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (77)

    هنا الرحلة تصل بهم إلى قرية ، ويكون موسى عليه السلام مع معلمه لا يفارقه ، بل ومع ذلك يتبعه .

    سورة الكهف : قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (78) أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79) وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81) وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82)












    متى فارق موسى عليه السلام معلمه ؟

    (قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ )


    الفراق أتى عندما أذن المعلم لموسى عليه السلام بالفراق ، ولم يطلب موسى عليه السلام الفراق ، كذلك يجب على متدبر القرآن الكريم أن يمشي خلف آيات القرآن الكريم آية آية ، ولا يفرقها مهما طال الزمن ، ولو لم يفهم ، بمعنى لا يجوز للمتدبر أن يحدد وقت الفهم ، عليه أن يحاول الفهم ، عليه أن يتخذ جميع الأسباب ، جميع الوسائل ، جميع الأسباب التي تعين على الفهم ، التي توصل إلى الفهم ، لكن لا يحق له أن يحدد توقيت الفهم ، لأن الله تعالى وحده هو المتكفل بتحديد وقت الفهم ، الله تعالى يبتلي عباده بهذا الكتاب ، هل يصبرون معه أم لا ، فمن صبر منحه الله الفهم وقتما شاء ، وكيفما شاء ، لا يحق للإنسان أن يحدد التوقيت ، وبتحديده لهذا التوقيت كأنه ينازع الله تعالى ، وكأن لسان حاله يقول : أن لم تعطني الفهم بعد هذا التوقيت ، بعد هذه الثلاثة أشهر ، التي خصصتها متفرغاً مع القرآن ، بعد هذه السنوات الثلاث التي ضحيت من أجلها من أجل القرآن ، بعد هذه السنوات الطوال ، كأن لسان حاله يقول : أن لم تعطني الفهم ، فسأكتفي بعد هذا اليوم بالقراءة السطحية للقرآن الكريم حتى أموت .



    فعلى الإنسان أن يتدبر القرآن والله تعالى يحاسبه على أتخاذ الأسباب ، ويحاسبه الله على صبره وعلى نيته أنه لا ييأس في لحظة ما ، لا ينقطع عن التدبر في لحظة ما ، عليه أن يصلح نيته ، بأن ينوي أتباع هذه الآيات حتى يموت ، ولو في واقع حاله لم يحصل له الفهم ، عليه أن يسعى إلى الفهم ، عليه أن يتخذ أسباب الفهم ، لكن إذا لم يحصل الفهم في لحظة معينة ، عليه أن لا ينقطع عن القرآن ، لأن انقطاعه ذلك يعني أنه لم يصبر ، ومع عدم صبره فإن الله تعالى لا يمنحه الفهم ، ولا يمنحه الحقيقة ، ويكون من الذين يهجرون كلام الله سبحانه وتعالى ، فهذا هو أحد معاني التدبر .





    يتبع بإذن الله ،،،



     التوقيع 

  23. #233
    تاريخ الانضمام
    04/06/2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    638

    افتراضي





    ومن معاني التدبر ، أن إتباع الآيات يأدي إلى أن هذه الآيات تكون بينة ليس فيها غموض ، فالقرآن واضح ليس فيه غموض ، سهل يسير الفهم ، مع الإتباع والتدبر .

    سورة العنكبوت : بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ (49)

    (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ )

    القرآن آياته بينات في صدور الذين أوتوا العلم ، أي ليس في أي صدر ، فالشيطان يوسوس في صدور الناس .

    سورة الناس : قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)

    (الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ)

    فالذين لا يتبعون آيات القرآن ، والذين لا يتدبرون آيات القرآن ، والذين لا يتلون آيات القرآن ، تجد قلوبهم عامرة بوساوس الشيطان ، وساعتها لا تكون هناك آيات بينات في صدورهم ، تكون آيات القرآن بنسبة لهم صعبة ، غير مفهومة ، ليست بينة ، لكن ما هو الحل بالنسبة لهؤلاء .

    الحل هو تدبر وتلاوة وإتباع القرآن الكريم ، لأن القرآن الكريم يشفي الصدور العامرة بالوساوس .

    سورة يونس : يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57)

    فصدر الإنسان إما أن تكون فيه الآيات البينات وإما أن تكون فيه وسوسة الشيطان ، ومعنى الآيات البينات ليس أن الإنسان يحفظ القرآن الكريم ، ولكن المقصود هو أنه عندما يكون مواظب ، عندما يكون مستمر ، يكون دائم التلاوة والتدبر لآيات القرآن الكريم ، فإن معاني هذه الآيات تجول في صدره وذهنه وتفكيره ، وتسري في عروقه ، فهو لا ينقطع عن القرآن الكريم تلاوة وتدبراً آناء الليل وأطراف النهار .

    أي أنه بعد أن يتلو ويتدبر القرآن الكريم ، ويحصل على مفهوم ومعنى هذه الآيات ، يضل هذا المفهوم وهذا المعنى يتجول في صدره وقلبه وذهنه وعروقه ، فيكون هذا حصناً حصيناً ضد الوساوس الشيطانية ، يكون هو الشفاء الذي يشفي من وساوس الشيطان .

    لذلك نجد أنه من معاني تدبر آيات القرآن الكريم ، هو أن يتفكر في معاني الآيات التي حصل عليها من خلال تدبره للقرآن الكريم ، فيتفكر في معاني آيات القرآن الكريم ، لذلك هو إما أن يتدبر ويتلو القرآن وإما أن يتفكر في معاني هذه الآيات ، أي عليه حين هذا التفكر في الآيات أن يضع هذا التفكر محل الوسوسة تماماً ، لكي يبعد عنه الوسوسة التي في الصدر ، فعمل الشيطان يكون في الصدر .





    لذلك نجد أن الوقاية من وساوس الشياطين هي :

    1) تلاوة وتدبر آيات القرآن الكريم ليحصل على معنى هذه الآيات .

    2) بعد أن ينتهي من تلاوة وتدبر آيات القرآن الكريم ويحصل على معنى هذه الآيات ، يستمر في التفكر في معنى هذه الآيات ، وذلك ليستمر الحصن الحصين يحمي قلبه من وساوس الشيطان .

    سورة العنكبوت : بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ (49)

    فالذين أوتوا العلم هنا ، المقصود بهم كل من أقبل على كتاب الله تلاوة وتدبراً ، لذلك عندما تتلو القرآن وتتدبره تذهب هذه الآيات إلى صدرك ، ولكي تحافظ عليها في صدرك ، تفكر وتأمل هذه الآيات ، فما دمت تتفكر فيها بعد تلاوتها فإنها لن تخرج من صدرك ، وبذلك تكون الآيات البينات في صدرك ، تكون لك شفاء من وساوس الشياطين .

    سورة العنكبوت : بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ (49)

    والقرآن الكريم هو العلم ، بل هو سيد العلوم كلها ، فالذين أوتوا العلم ، هم الذين أوتوا القرآن الكريم ، وكل إنسان يمكن أن يكون من الذين أوتوا العلم ، وذلك بتدبر وتلاوة القرآن الكرم ، حتى ولو لم تفهم في مرحلة من المراحل ، فقط حاول التلاوة والتدبر .

    سورة الأنفال : ... إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا ... (70)



     التوقيع 

  24. #234
    تاريخ الانضمام
    04/06/2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    638

    افتراضي






    ولكن هناك مدخل شيطاني ، هناك وسوسة شيطانية ، وهو أن يأتي الشيطان للإنسان ويقول : عندما تفتح المصحف ، عليك أن تفهم من أول مرة ، في أول وهلة ، في أقرب وقت ، في أسرع فرصة ، لا بد أن تفهم في أسرع وقت ممكن ، هذا مدخل شيطاني ، لكن لماذا ؟


    لأن هذا الأمر إذا لم يتحقق لأول مرة ، فإن الشيطان سيقول للإنسان : ألم أقل لك أنك لا تفهم ، ألم أقل لك أنك لا تستطيع الفهم ، وإذا صدق الإنسان الشيطان فإنه سرعان ما يغلق كتاب الله تعالى ، ويقرأه بعد ذلك في حياته قراءة سطحية .


    إذن التدبر هو : البحث عن مراد الله تعالى من خلال الآيات ، البحث عن معنى الآيات ، ولو لم تفهم ، عليك بالتنقيب .



    أنظروا إلى الذين ينقبون عن البترول ، والذين ينقبون عن الذهب ، ينقبون ولو في الصحاري القاحلة ، ولو مع القحط والجفاف ، ولو مع الأوضاع الصعبة ، ولو مع الحر والشمس ، لكنهم لا يملون ولا يكلون ولو لم يحصلوا على الذهب والبترول من أول مرة ، بل يستمرون في التنقيب ، قد يبقون السنوات ، قد يمكثون الشهور الطوال ، ولو لم يجدوا البترول عليهم بالتنقيب ، كذلك هذا القرآن هو أولى ، فهو أعز من البترول ، هو أغلى من الذهب ، عليك أن تنقب عن الحقائق ، عن الكنوز القرآنية ، عن اللآلئ القرآنية ، عن الأشياء التي تنقذك من نار جهنم ، ولو لم تحصل عليها في المراحل الأولى من البحث .



    فأنظروا إلى الباحثين اليوم ، أنظروا إلى الأطباء ، المتخصصون في العلوم التجريبية ، يمكثون الشهور الطوال يبحثون عن دواء معين ، ولكن عدم حصولهم على هذا الدواء في المراحل الأولى لا تجعلهم يتوقفون ، ولا يجعلهم ييأسون ، بل يستمرون ، بل يواصلون مسيرة البحث ، ولو لم يجدوا ، فالقرآن أولى أن نتعامل معه بهذه الصفة .








    وعندما تحصل على هذه الآيات البيانات :


    سورة العنكبوت : بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ (49)

    ولتعلم أنك ستحصل عليها ، لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي يبينها ، أنت عليك البحث فقط :

    سورة الرحمن : الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4)

    والله تعالى يقول لرسوله صلى الله عليه وسلم :

    سورة القيامة : لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)

    فالبيان من الله سبحانه وتعالى ، لأن الله هو المبين ، الذي يمنح البيان ، لست أنت ، أنت فقط أبحث وتدبر والله هو الذي يبين لك ، الله هو الذي يعطيك الآيات البينات ، لتكون في صدرك :


    سورة العنكبوت : بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ (49)



    أنت عليك بالجهد ، والتوفيق من الله سبحانه وتعالى ، لكن عليك أن تجعل نيتك صادقة مع الله تعالى :

    سورة الأنفال : ... إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا ... (70)

    أن تكون صادق في بحثك وتدبرك ، لا أن تكون نية في زمن معين ، عليك أن تكون على يقين أن الله يمنح الآيات البينات ويمنح الشفاء .

    وعندما يحصل الإنسان على هذه الآيات البينات ، عليه أن لا يغادر القرآن ، فهذا الكتاب ليس كأي كتاب آخر ، عليه أن يبقى مع هذه الآيات البينات التي حصل عليها ، ويتفكر فيها لتبقى في صدره .


    سورة العنكبوت : بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ (49)



    فهي آيات ليست بينات فقط ، بل هي آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم ، هي في الصدور ، معانيها تجول في الصدور ، هي الوقاية الوحيدة من الوسوسة ، لذلك الله تعالى يقول :

    سورة فصلت : قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44)

    (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ)

    سورة يونس : يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58).



     التوقيع 

  25. #235
    تاريخ الانضمام
    04/06/2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    638

    افتراضي





    السؤال : ما هو وجه الشبه بين القرآن والماء والروح ؟

    الجواب : جميعها تعطي الحياة .





    فالماء يعطي الحياة :

    سورة الأنبياء : ... وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ ... (30)





    والروح تعطي الحياة :

    سورة الحجر : فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29)










    وكذلك القرآن يعطي الحياة ، فالله لا يسميه روحاً إلا لأنه يعطي الحياة :

    سورة الأنفال : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ... (24)

    وهنا ليس المقصود الحياة المادية ، فهم أحياء ، ولكن الحياة بهذا القرآن ، لذلك يقول الله في سورة فاطر :

    سورة فاطر : وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ (19) وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ (20) وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ (21) وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (22) إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ (23)

    (وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ) ليس المقصود هنا عمى البصر ، إنما المقصود عمى البصيرة .

    سورة الحج : ... فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46)







    كذلك يقول الله تعالى :

    سورة الأنعام : أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122)

    (وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ )

    وليس المقصود بالنور هنا هو النور المادي ، وإنما النور الذي يوصل إلى رضوان الله تعالى .

    سورة المائدة : ... قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16)









    كذلك يقول الله تعالى :

    سورة الطلاق : ... يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (10) رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ...(11)


    النور هنا هو نور معنوي ، والخروج من الظلمات إلى النور هو خروج معنوي .















    سورة فاطر : وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ (19) وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ (20) وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ (21) وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (22) إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ (23)



    الله تعالى يبين لنا بأن هناك علاقة بين البصير والنور، لأنه لا يبصر إلا بالنور ، وعندما يبصر بالنور يكون جزاءه الظل (وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا)


    وهناك أيضاً علاقة بين الأعمى والظلمات ، فإن الذي يعيش في الظلمات لا يبصر ، الذي يعيش في الظلمات لا يكون معه نور ، وبتالي يكون أعمى ، ويكون حين إذن جزاءه الحرور .


















    سورة فاطر : وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ (19) وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ (20) وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ (21) وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (22) إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ (23)

    (وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ)

    ليس المقصود هنا الأموات الذين هم في القبور ، بل ميتون بطريقة معنوية ، والدليل في تكملة الآية :


    سورة فاطر : وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (22)

    (إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ)

    لأن الله يسمع من يشاء ، يهدي من يشاء ، والله يقول لرسول صلى الله عليه وسلم ، أنك لا تسمع الموتى ، ليس المقصود الموتى الذين هم في القبور بالمفهوم المادي ، بل أنك لا تسمع الذين لا يستمعون إليك ، فإن الذين لا يستمعون إلى القرآن حق الاستماع هم موتى .

    سورة فاطر : وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (22)

    (وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ ) والله هنا يشبه الذي يعيش بدون القرآن ، الذي يعيش بدون استماع حقيقي للقرآن في هذه الحياة الدنيا ، يشبهه بالميت الذي هو في القبر ، لا حياة فيه ، والله يقول لرسول صلى الله عليه وسلم : لا تحزن فما دام هؤلاء لا يستمعون ، أنت عليك وظيفة الإنذار (إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ) .


     التوقيع 

  26. #236
    تاريخ الانضمام
    15/07/2012
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    5,479

    افتراضي

    ما شاء الله

    مبادرةرائعة منك اخي

    وفي ميزان حسناتك

    اسئل الله ان ينفعك هذا ليوم الدين

    بارك الله فيك
     التوقيع 
    (أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون)

    { ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون }

    (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا)

    يوما ما..ستنتهي مهمتي وأرحل عنكم عندها لا احتاج منكم سوى ( الدعاء ) فلا تبخلوا

    ((ربِّ اني لما أنزلت إليَّ من خيرٍ فقير))

  27. #237
    تاريخ الانضمام
    31/08/2013
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    2,737

    افتراضي

    جميلٌ ما تخطهُ هنا أخي سأظل متابعة
    في ميزان حسناتك

  28. #238
    تاريخ الانضمام
    04/06/2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    638

    افتراضي





    محاولة لتدبر القرآن الكريم




    يتم تبليغ وشرح موضوع التدبر في القرآن الكريم ، يتم شرحه بالقرآن نفسه ، لأن الله تعالى يقول :



    سورة ق : ... فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ (45)

    سورة المائدة : يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ... (67)

    سورة الأنعام : وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ ... (51)

    سورة الأنعام : وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ ... (70)




    وموضوع التدبر لا بد أن يبلغ بالقرآن نفسه ، ولا يبلغ على أنه رأي من الآراء ، بل يبلغ بالمشي مع القرآن نفسه ، والدخول إلى صلب الموضوع ، ونعطي لذلك مثال :








    مثال : على أن التدبر في القرآن الكريم يجب أن يشرح من خلال القرآن نفسه .

    نفرض أن شخصاً واقف على شاطئ البحر ، وهو لا يعرف السباحة في البحر ،وأنت خبير في السباحة ، ويطرح عليك سؤال : كيف تسبح ؟ ، فهنا مهما وصفت له كيف تسبح ، فإن هذا الشرح لا يعدو أن يكون آراء ، لأن هذا الشخص لم يجرب السباحة في يوم ما ، ويخاف من البحر ، وترتعش رجلاه إذا أقترب من البحر ، فلو أقمت له محاضرات عن كيفية السباحة ، وشرحت له مطولاً عن كيفية السباحة ، فسيهز رأسه ويقول لك : أنت من نوع خاص ، أنت تعرف السباحة ، وأنا لست مثلك ، ولو شكرك على النصح ، وشكرك على تلك المعلومات ، إلا أنه لا يزال في مرية ، لا يزال في شك من تلك القواعد ، والقاعدة تقول ليس الخبر كالعيان ، أي إنسان لا يخضع لتجربة معينة ، وأعطي نتائج تلك التجربة التي لم يقم بها فإنه لا يمكن أبداً أن يكون مثل الذي قام بالتجربة ، مثل الذي عايش التجربة ، لا يمكن أن نساوي بين النظرية والتجربة ، هناك فرق بين النظرية والتجربة ، وهناك فرق بين الكلام النظري والتطبيق العملي .



    فهذا رجلاه على شاطئ البحر ، رجلاه في تراب الشاطئ الجاف اليابس ، وأنت تشرح له كيف يسبح في الماء ، هذا تضيع للوقت ، فالأفضل من ذلك أن تسحبه إلى الماء ، وتشرح له كيفية السباحة بالتطبيق العملي ، تأخذه إلى الماء ، حتى يتعرف إلى الماء ، يحس بالماء ، يشعر بالماء ، عليه أن يعيش حياة الماء ، عليه أن تبتل قدماه ، تبتل رجلاه ، بل يبتل جسمه كله ، من أعلى رأسه حتى أخمس قدميه ، يجب أن يعايش الماء بسخونته وبرودته وعذوبته وملوحته ، يجب أن يحرك رجليه في الماء ، يحاول أن يحرك يديه ، لكن هذه هي البداية فقط ، فلا تأخذه إلى العمق ، لا تأخذه حيث التيارات ، لا تأخذه حيث البواخر ، لكن بالتدرج ، وهكذا القضية مع القرآن .


    لا يمكننا أن نشرح ، ولا يجوز لنا أن نشرح قواعد تدبر القرآن الكريم ونحن على الشاطئ ، هذا من العبث ، ومن تضيع الأوقات ، فإن ذلك في نهاية المطاف ، لا يعدو أن يكون آراء ، ولا تعدو أن تكون هناك شكوك ، لأن الأنسان حين ذلك ليس قيد التجربة ، لأن الإنسان لا يؤمن إلا بقاعدة خلاصتها ليس الخبر كالعيان .

    القرآن الكريم ، تشرح آياته بعضها البعض ، وتفسر كلماته بعضها البعض ، وهكذا نجد أن من أهم قواعد تدبر القرآن الكريم هي ربط الآيات بعضها مع بعض .


    سورة النساء : أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82)


    فالله عندما أمر بتدبر القرآن الكريم ، لم يأمر بتدبر جزء معين ، ولم يقل الله جل وعلا أفلا يتدبرون جزء كذا ، أفلا يتدبرون سورة كذا ، بل أمر الله سبحانه وتعالى بتدبر القرآن كله ، بطوله وعرضه ، في أجوائه كلها ، في كل سوره الكبيرة والصغيرة ، وفي كل آياته ، وإذا فعلتم ذلك لن تجدوا أي اختلاف في القرآن الكريم ، (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) ، ولو كان القرآن من عند غير لله لن تجدوا فيه الاختلاف فحسب ، بل ستجدون فيه اختلافا كثيرا ، لذلك عندما نمشي مع الآيات آية آية ، وسورة سورة ، نجد أن القرآن بين ، واضح ، آياته واضحة بينة .


    والله يصف القرآن أنه بين :

    سورة البقرة : إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159)

    (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ )

    البينات موجودة في هذا الكتاب ، والله هو الذي بينها ، فالقرآن بين سهل واضح ليس فيه أي غموض ، لكن الشيطان يوسوس فيقول : أن هذا القرآن صعب ، وكأنه مكتوب بلغة غير اللغة العربية ، ويستمر الشيطان في الوسوسة ليجعلك لا تبقى مع الآيات البينات ، السهلات الواضحات المفهومات اليسيرات ، لكن لماذا الشيطان يوسوس لك أن القرآن صعب وآياته ليست بينة ؟


    لأنك إذا بقيت مع الآيات البينات فإن القرآن سوف يشرح بعضه البعض ، ولأن القرآن سيوضح نفسه ، والشيطان يوسوس ليقول أن هذه الآيات أتت لتكرار ، وأن القصص مكررة ، لكن الحقيقة تقول أن كل كلمة في القرآن ، بل كل حرف في القرآن آتى في مكانه بالضبط ، بدون زيادة أو نقصان ، وأن القصة لا تتكرر بل أن سور القرآن تأخذ كل قصة من زاوية مختلفة ، لنجد في النهاية أنه يجب علينا تدبر القرآن كله .


    لذلك نحن في هذا الموضوع ، نعيش أصلاً مع التدبر ، فالموضوع أصلاً مملوء بآيات القرآن الكريم ، وأن كل من قرأ هذا الموضوع بداية من ( ذكر الله في القرآن الكريم في الصفحة الأولي ) وحتى هذه الصفحة ، كل من قرأ هذا الموضوع ، كان في الحقيقة يسبح في البحر ، وليس على الشاطئ ، كنتم في تجربة عملية داخل القرآن نفسه ، وبين آيات كتاب الرحمن ، حتى موضوع التسبيح كان مع السباحة ، وعندما نكثر من التطبيق ، وعندما نعيش حلقات مع التطبيق ، وعندما يكون هناك التطبيق تلو التطبيق ، وعندما تقرأ الكثير من مواضيع التدبر في القرآن الكريم ، وعندما نكون مع بعضنا في موضوع التدبر في القرآن الكريم ، وعندما تصبر مع هذا التطبيق ، وعندما تحب هذا القرآن من أعماق أعماق سويداء قلبك ، هذا هو التمرين على السباحة ، هذا هو التمرين على تدبر القرآن الكريم ، وبتالي يستطيع كل واحد منا بعد أن يتدرب على التدبر ، يستطيع أن يتدبر بنفسه ، يستطيع أن يسبح بنفسه ، يستطيع أن يجمع كنوز القرآن ، كلما سبح أكثر في العمق ، كلما حصل على معاني أعمق ، والقواعد تأخذ من العيش مع التطبيق ، ولا شك أن الجميع يدرك أن كل ما أخذناه هو من القرآن ، ولا شيء خارج القرآن .



    وهذا مهم جداً ، فإن من أهم أسس وقواعد التدبر في القرآن الكريم هو ربط الآيات بعضها مع بعض ، فآية في سورة ما تشرح آية في سورة أخرى ، فهناك تلاحم بين الآيات في كل المصحف ، هناك انسجام بين سور القرآن ، فآية في سورة في أول المصحف ، تعين على شرح آية في آخر المصحف ، وآية ثالثة توضح المعنى أكثر ، هذا هو التدبر ، حيث أننا نأخذ القواعد من خلال ما نسمعه من التطبيق ، وكلما سمعت أكثر عن التدبر ، وكلما قرأت أكثر عن التدبر ، أصبحت أكثر مقدرة على تدبر القرآن .







    وقد يسأل البعض : ما هي النتيجة التي نحصل عليها من التدبر ؟


    الجواب : كل هذا الموضوع الذي بين أيديكم ، هو أصلاً نتيجة تدبر القرآن الكريم .


    وكل يتدبر حسب مجهوده ، وكلما زاد إخلاصك لهذا الكتاب زادك الله علما ، فهناك فرق بين شخص لا يفتح المصحف إلا يوم الجمعة ، وشخص آخر يتنفس الآيات بدل تنفس الأكسجين .




     التوقيع 

  29. #239
    تاريخ الانضمام
    03/08/2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    435

    افتراضي

    ياالهي
    كم انا عبد فقير
    ربي يسرنا للهدى
    وفقك الله

  30. #240
    تاريخ الانضمام
    04/06/2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    638

    افتراضي






    سورة الفرقان : وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (30).


    هل تحب الرسول صلى الله عليه وسلم ؟

    هل تحب القرآن ؟


    بالطبع الكل سيقول نعم ، لكن لا نريد كلاماً باللسان ، نريد أن نرى تقرير عن تعاملك مع القرآن ، لآخر عشر سنوات ، كم ساعة كنت تخصص في اليوم لقراءة القرآن .



    فهنيئاً لكل من لم يهجر القرآن .


    لكن إذا كنت من الذين يهجرون القرآن ، ما بالك والرسول صلى الله عليه وسلم يشتكي عليك أمام الله ، ويقول يا ربي أن فلان ( يقصدك أنت ) أتخذ هذا القرآن مهجورا .


    وهذه هي الشكوى الوحيدة لرسول صلى الله عليه وسلم في القرآن كله ، لم يشتكي الرسول صلى الله عليه وسلم من إيذاء الكفار .

    ولم يقل صلى الله عليه وسلم : يا ربي أن أهل مكة آذوني .

    ولم يقل عليه الصلاة وسلام : يا ربي أن أهل الطائف رموني بالحجارة .

    ولم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم : يا ربي أن المنافقين في المدينة يحاولون القضاء على الإسلام .


    بل قال : (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا) .




    وهجر القرآن أنواع كثيرة ، منها هجر قراءة القرآن ، وهجر التدبر في القرآن .






    وقد تقول أني أحب الحديث كثيراً جداً ، لكن أتعلم ما هو أحسن الحديث :



    سورة الزمر : اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (23).










    وقد تقول أني أريد الأموال وأن أشعر بالفرح :

    الله تعالى يبين لنا أن الآية القرآنية هي خير من الأموال ، وأن الآيات القرآنية هي سبب للفرح :


    سورة يونس : يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)

    والله يصف الذين أوتوا الكتاب بأنهم يفرحون بالقرآن الكريم :


    سورة الرعد : وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ... ( 36)




    السؤال : لكن كيف هذا الفرح ؟

    هل تشعر بالفرح عندما تكون مع آيات القرآن الكريم ، أكثر من فرحك بجمع الأموال ؟


    أن الذين يدركون قيمة هذا القرآن ، هم الذين يشعرون بالفرح عندما يتلون آياته ويتدبرونها ، وهذا يولد لديهم الصبر ، وبالتالي لا تلههم أموالهم وأولادهم عن هذا القرآن ، فكثير من الناس يعرضون عن القرآن وعن ذكر الله ، بحجة العمل وتربية الأبناء ، لدرجة أنهم لا يجدون في اليوم كله ولا حتى نصف ساعة يجلسونها مع القرآن .


    سورة المنافقون : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (9)









    وفي النهاية يكون للإنسان متجرين ، متجر لجمع الأموال ، ومتجر لجمع آيات القرآن :


    سورة فاطر : إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30)




     التوقيع 

الصفحة 8 من 12 الأولىالأولى ... 3456789101112 الأخيرةالأخيرة

مواضيع مشابهه

  1. الردود: 39
    آخر مشاركة: 21/11/2011, 01:18 PM
  2. الدعاية .. أسرار وخفايا
    بواسطة محمد 2000 في القسم: السبلة العامة
    الردود: 81
    آخر مشاركة: 04/09/2011, 08:44 PM
  3. أنيبوا الى الله تعالى قبل فوات الأوان أيها العمانيون . فسنن الله لا تتبدل ولا تتغير
    بواسطة ابو حمزة الشاري في القسم: سبلة السياسة والاقتصاد
    الردود: 13
    آخر مشاركة: 03/06/2011, 02:50 PM
  4. ((((((((((أسرار وخفايا لوحة المفاتيح))))))))))))
    بواسطة كرستيانو الجيلة في القسم: سبلة أخبار التقنية
    الردود: 8
    آخر مشاركة: 06/01/2011, 02:46 PM
  5. ((((((((((أسرار وخفايا لوحة المفاتيح))))))))))))
    بواسطة كرستيانو الجيلة في القسم: السبلة العامة
    الردود: 7
    آخر مشاركة: 06/01/2011, 02:20 PM

قواعد المشاركة

  • ليس بإمكانك إضافة مواضيع جديدة
  • ليس بإمكانك إضافة ردود
  • ليس بإمكانك رفع مرفقات
  • ليس بإمكانك تحرير مشاركاتك
  •