حتما نحن في عصر الفضاء **
كوريا الجنوبية تصبح الدولة الرابعة عشرة التي تغزو الفضاء وقد سبقتها في هذا المجال دول مثل أمريكا وروسيا والصين وإيران وفرنسا .. إلخ .
قد يظن البعض بأنه لهو ولعب عندما يعلم بأن أمريكا قد أنفقت حتى اﻵن أكثر من 18 مليار لرحﻼت واستكشاف الفضاء ولم يعلم بأن الكثير من اﻹختراعات كان أساسها الفضاء بدءا من الصواريخ البالستية بعيدة المدى مرورا بالنظارات الشمسية وشاشات اللمس في هواتفنا الخلوية غير القابلة للخدش وكذلك أطقم تقويم اﻷسنان ذات اﻷلوان اﻷخضر واﻷحمر وغيرها وأجهزة إنذار الحريق وكواشف الدخان وصوﻻ إلى اﻷسرة والمخدات التي ننام عليها والتي تسمى " بفراش الراحة " كلها نتجت من أفكار أساسها لخدمة الفضاء ومن ثم تحولت إلى منتج في اﻷسواق ليعود ريعه وفوائده لخدمة أهداف الفضاء .
المارد الصيني يدخل على الخط اﻵن وبقوه ويعلن عن إطﻼق مركبات فضائية عددها 20 تطلق خﻼل عام 2013 وإلى عام 2020 ستطلق 200 مركبة فضائية بما فيها المسابير . وﻻ ننسى النظام الشيوعي اﻷول روسيا فهي أول من أطلق صاروخا إلى الفضاء في منتصف القرن العشرين فلحقتها أمريكا لتطأ قدمها أرض القمر - أو هكذا كما قيل - وفي اﻵونه اﻷخيره بدأت تزداد حمى الفضاء لتتوالى أحداثها وموضتها لتصل إلى جميع أرجاء المعمورة فمن أمريكا تعلن شركة عن إنشاء أول ميناء فضائي يستخدم للتعدين الفضاء خاص بالنيازك وشركة هولندية تعلن عن خطة طموحة ﻹطﻼق المركبة الفضائية
" مارس1" عام 2023م إلى كوكب المريخ ذهاب بدون عودة لتفاجأ بمتبرعين للشركة بردود فعل إيجابية بقبول العرض .
أما من الشرق اﻷوسط فهناك بدايات خجولة من مصر لتصنيع وإطﻼق قمرها للفضاء بعد أعوام وشركة إماراتية " آبار " وباﻹتفاق مع شركة تجارية لتسيير رحﻼت إلى الفضاء تنوي تسيير أول رحلة سياحية لها إلى الفضاء مع نيه مستقبلية لها لفتح أول فندق على سطح القمر . وفي الخط الموازي إيران تنجح بإطﻼق كبسولة إلى الفضاء حاملة بداخلها قرد لمسافة 120 كم ومن ثم يعود لﻸرض مع بقاء القرد حيا وقبلها قد أطلقت كذلك إلى الفضاء كبسولة مماثلة حاملة بداخلها ديدان فتنجح أيضا باﻹختبار . قد يظن البعض أيضا أن اختراق اﻹنسان لسرعة الضوء لهو من الخيال إﻻ أني أظنه ليس ببعيد ويساعد في ذلك اكتشاف العلماء مادة الجرافين والتي أطلق عليها
" مادة المعجزات " نظرا لخصائصها الفريدة فهي أقسى من اﻷلماس وأفضل توصيﻼ للكهرباء من النحاس ويحتمل بأن تحل محل السيليكون في الخﻼيا الشمسية وكذلك من خصائصها الفريدة التمدد واﻹمتطاط كالمطاط ويطمح العلماء بها فالبدء بمشروع المصعد الفضائي الخيال الذي سيكون على أرض الواقع بعد عقود من السنين .
ربما سيقول قائل ما الجدوى من ذلك وستكون اﻹجابة كالتالي : ابتكر اﻹنسان المنظار " التلسكوب " منذ قديم اﻷزل لرصد اﻷجرام السماوية في الفضاء وتطور مع مرور السنين إلى أن أصبح أكبر منظار أرضي في الوﻻيات المتحده يصل قطره إلى 350 متر تقريبا إﻻ أن هذا المنظار ورغم حجمه الهائل يتأثر بعوامل الجو والملوثات التي فيه من غبار وانكسار للضوء من الغﻼف الجوي وأشياء أخرى ومن هنا أتت فكرة المناظير الفضائية والتي صار أشهرها المنظار هابل تيمنا بإسم أحد علماء الفلك ، كذلك هي فكرة المصعد الفضائي تأتي حﻼ لبعض المشاكل الفنية والتقنية ﻹطﻼق مركبات الفضاء من اﻷرض وكذلك تمهيدا لخطوة أعظم أﻻ وهي الموانيء الفضائية خارج اﻷرض . الوﻻيات المتحدة تسابق الزمن للحاق بسرعة الضوء وأكاد أجزم أنها ليست ببعيدة المنال فقد أجرت قبل مدة ليست ببعيدة تجربة أطلقت فيها صاروخا بأربعة أضعاف سرعة الصوت إﻻ أن الهدف لم يتحقق وتحطم الصاروخ ورغم هذا فهناك خطة طموحة ﻹنشاء سفينة الفضاء النووية التي بدأت فكرتها في ستينات القرن العشرين أطلق عليها إسم " أوريون " والتي مبدأ عملها سبعين ألف انفجار متتالية لشحنات نووية أسفل السفينة لتدفعها لمسافات هائلة في الفضاء وبسرعات خيالية .
من هنا أذكر بمقال سابق لي بعنوان : "ﻻ نفتخر بالقرآن فلسنا خالقوه" فالله سبحانه وتعالى قد خلقه ووعد بحفظه وستظهر حقائقه التي ﻻ ريب فيها جلية شاء من شاء وأبى من أبى ، والله سبحانه وتعالى ﻻ يحتاج لمزايداتنا في الكﻼم عن القرآن وإنما بالعمل به وبمقتضاه فنحن علمنا ولم نعمل حتى نحقق مبتغاه إﻻ أن هناك أمم قد عملت ولم تكتفي بالكﻼم وقد جهلت الله خالقها ؛ فالدراسات التي عملت على عينة من 1000 عالم فضاء وفيزياء تشير إلى أن
( من 5% إلى 7% ) منهم فقط يؤمنون بوجود الخالق واليوم اﻵخر والنسبة المتبقية تفاوتت ردودها بين الرفض لوجود الخالق أو اليوم اﻵخر وأحيانا باجتماع اﻹثنين .


بقلم : يونس العزيزي