العفاف لباس يتلبسه المؤمن الناجي بعرضه و شرفه من دنس الدنيا و قذاراتها. و لكن لكون الأنسان غير معصوم من الوقوع في المحظور، فإنه ربما يقع فيما يدنس به عرض الأخرين و يحسب إنه سيفلت بفعلته. المثل العربي يقول "كما تدين ، تدان" كثيرا ما ينطبق على مسألة تنديس الأعراض و بالأخص الزنا. فمن يزني ، يزنى به و لو في عقر داره.


ودع الشيخ ولده و هو مسافر في طلب الرزق في بلد آخر و قال له " أحفظ عرض أختك" . لم يكترث الشاب للعبارة و لم يجهد نفسه في السؤال عنها، بل مضى في حال سبيله، ربما شغلته أمور السفر. وصل الولد إلى أحد البلدان و أخذ يبيع و يشتري و يكون الثروة. و في يوم من الأيام لمح فتاة جميلة، فساورته نفسه اللعينة في التحرش بها. لكن عفت البنت منعتها من الوقوع في المحظور، و لم ينل منها هذا الشاب المارق سوى قبلة خاطفة في فمها. في بلد الشيخ كان لديه بنت و كان هناك ساقي الماء يأتي اليهم بالماء كل يوم. و يوم من الأيام لمح الساقي بنت الشيخ في حوش المنزل، و ما إن أفرغ الماء، حتى هب على بنت الشيخ و قبل فمها بقبلة عابرة بدون رضاها و الشيخ ينظر. عندما رجع ولد الشيخ إلى موطنه، أخذ يحدث أبيه عن ثروته و إنه أصاب من المال الكثير، فسأله الشيخ "من هي تلك البنت التي قبلتها؟". أستغرب الولد و حاول الأنكار و لكن تحت صغط الشيخ أخبره بالواقعة. فقال الشيخ " والله لو زدت ، لزاد" ويعني بذلك لو أن الولد وقع في المحظور مع تلك الفتاة، لربما فعل الساقي بأبنة الشيخ فعلة محظورة أيضا.


ربما قانون نيوتن الأول و هو "لكل فعل ، رد فعل مساوا له في المقدار و مضادا له في الأتجاه" يصلح حتى في غير الأمور الفيزيائية. فمن لا يريد أن يُدنس عرضه، فعليه الحذر من تدنيس أعراض الناس. فالفعل ، و بالأخص القبيح منه لا يزول بتقادم الزمن و إنما يتحين فيه الشيطان الفرص لكي يوقظ أوليائه في إرتكاب الفواحش.أو ترضاه في أمك؟ قال : لا ، أو ترضاه في أختك؟ قال : لا .أو ترضاه في أحد من أهلك؟ قال: لا . فقال صلى الله عليه و سلم و كذلك الناس لا يرضونه في أهلهم، هذا ما قاله صلى الله عليه و سلم للفتى الذي جاء اليه يلتمس رخصة الزنا. فحدثه خير البشر بحديث أقنعه و لم يعنفه ، ثم ضرب على صدره و دعاء له. فيقول هذا الفتى "دخلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم و ليس عندي شئ أحب من الزنا، و خرجت من عنده و ليس أبغض إلي شئ منه".


أيها الأخوة و الأخوات، من أراد منكم أن يعيش عفيفا في بيته و سربه، فعليه أن يعف نفسه عن أعراض الناس. و ليتذكر الجميع بأن الخيانة لا تتم إلا بوجود الذكر و الأنثى. لذلك علينا بستر عوراتنا و عوارات من نعول و من نحب. فيا أيتها البنت الجميلة الفاتنة لا تعرضي سلعتك على كل عابر سبيل. و أيها الشاب القوي المفتول العضلات لا تنشد الدنس فتتدنس به و اعلم بأن الحياة عادلة و من وطئها في غير موطئها ، وطئته فيمن يحب. المسألة بسيطة جدا، فلو عف كل إنسان نفسه عن غشش الدنيا، لما وجدت الفواحش. و لكم في قصة المسكي خير مثال
.


شاب جميل في مقتبل العمر، يبيع القماش و يمضي به من بيت إلى بيت. في يوم رأته أحد النساء و كانت وحيدة في المنزل، فداعبها الغرام و أشتاقت نفسها للذة الهيام. طلبت من الولد الدخول إلى المنزل، وكان من عادته يعرض بضاعته على النساء بدون الدخول للبيت. إلا أن هذه المرأة أقنعته بأنها تريد أن تأخذ وقتها في الأختيار، و ما إن دخل الشاب ،حتى أغلقت الأبواب و قالت هيت لك. هذا الشاب الذي ملاء قلبه الأيمان خاف و ارتعدت فرائصه، و هددته إن لم يفعل ما تريد فستقوم بالصراخ على إنه يحاول تدنيس عرضها! فكر الشاب في حيلة تخلصه من هذا الموقف، و من ثم طلب منها الذهاب للحمام و ذلك لكي يتهيأ لها، فوافقت. دخل الولد الحمام و قام دهن كل جسمه بغائطه و من ثم خرج إليها. نفرت المرأة من رائحته و طردته خارج المنزل و لم تنل مرادها. خرج الشاب يمشي في الطرقات و هو تنفث منه رائحة الغائط و الناس تشمئز و تضحك عليه، حتى و صل منزله. قام فتطهر و توضاء و صلى شكرا لله و لم يقم من صلاته. في تغسيله و تكفينه كانت تنبع منه رائحة المسك ، فا لله دره و لذلك لقلب "بالمسكي".


اسأل الله لكم ولي الهداية و العفاف و الكفاف و الستر في الدنيا و الأخرة.

لماذا يغفل الناس عن حقيقة كما تدين تدان؟

لماذا تعرض بعض النساء عرضها رخيصة لمتعة زائلة؟

لماذا لا يتورع الشاب من إرتكاب الفاحشة و التي ربما تنقلب عليه؟

هل نستسهل إرتكاب الفاحشة برغبة إشباع الرغبة، وننسى عواقبها؟

هل للتربية دور في إرتكاب الفواحش؟ بمعنى وجود الأختلاط، وتغاضي بعض المربين عن الأمور اليوميه كالملبس و الخروج و التفسح.