يقول "سعيد بن المسيب" ـ رحمه الله تعالى ـ: "إنه ليس من شريف وﻻ عالم وﻻ ذي فضل إﻻ وفيه عيب، ولكن من الناس من ﻻ ينبغي أن تُذكر عيوبه، ومن كان فضله أكثر من نقصه؛ وهب نقصه لفضله".

سامحْ أخاك إذا خَلَطْ* * * منه الإِصَابةَ بالغَلَطْ
وتَجَافَ عن تَعْنِيفِهِ* * * إنْ زاغ يوماً أو قَسَطْ
واعْلَمْ بأنَّك إن طَلَبْـ* * * ـتَ مُهذَّباً رُمْتَ الشَّطَطْ
ولو انْتَقَدْتَ بني الزَّمَا* * * نِ وَجَدْتَ أكْثَرَهُمْ سَقَط
مَنْ ذَا الذي ما سَاءَ قَطْ* * * ومَنْ له الحُسْنَى فَقَطْ


فهل نستجيب لنداء القرآن بالصفح والعفو واﻹحسان لمن أساء إلينا؟!
قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (10) سورة الحشر
وقال تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} (199) سورة اﻷعراف
وقال تعالى: {فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (109) سورة البقرة
وقال تعالى: {وَإِنَّ السَّاعَةَ ﻵتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ} (85) سورة الحجر
وقال تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (134) سورة آل عمران
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما زاد الله عبدًا بعفو إﻻ عزًا" (رواه مسلم)
ولنا أسوة حسنة في موقف النبي صلى الله عليه وسلم وهو يسأل قريشاً: "ما تظنون أني فاعل بكم؟"،
قالوا: أخ كريم، وابن أخ كريم!!، فقال ـ صلى الله عليه وسلم -: "أقول كما قال أخي يوسف: {ﻻ تثريب عليكم اليوم}، اذهبوا فأنتم الطلقا.