تواصل عملية حصد محصول السكر بولاية نـزوى

[عميد المظلومين]

تواصل عملية حصد محصول السكر بولاية نـزوى
المزارعون: زراعة قصب السكر ذات عائد اقتصادي واجتماعي

نـزوى ـ من سالم بن عبدالله السالمي :
تتواصل هذه الأيام عملية حصد محصول السكر والذي بدأ مع بداية شهر مارس الحالي حيث تعد صناعة السكر الأحمر ذات الصناعات الموسمية التي تشتهر بها عدد من ولايات السلطنة ذات الرقعة الزراعية الممتدة في سهولها الخصبة وتعتبر هذه الصناعة مصدر دخل للكثير من المزارعين الذين دأبوا في ممارسة هذا النشاط الزراعي بشكل متوارث لما له من مردود اقتصادي جيد.
وتأتي ولاية نزوى أحد الولايات التي تشتهر بزراعة محصول قصب السكر وانتشار مصانع عصر القصب وصناعة السكر الأحمر بأنواعه المختلفة، فلهذا الموضوع تابعنا هذا الموسم خلال هذا العام وسلطنا الضوء على أهم ما يميزه في ولاية نـزوى.
لقاؤنا الأول كان مع سعيد بن عبدالله الريامي الذي أفادنا قائلا: إن هذه المزرعة من المزارع الشهيرة في الولاية والتي تعنى بزراعة القصب ذات الجودة العالية من حيث الحجم وكمية العصير المتوفرة فيه السبب الذي جعل بذور هذا النوع مطلوب بشدة من مزارعي ولاية نزوى والولايات المجاورة.
وأضاف أحمد بن سعيد الريامي قائلا: إن العام القادم سوف تشهد الولاية محصول مضاعف بإذن الله ويعزى ذلك لارتفاع منسوب المياه في الولاية وخصوصا مياه الأفلاج التي تسقي معظم مزارع القصب مما أدى بالكثير من المزارعين لحراثة أراضيهم وزراعة القصب
موعد القطف
وعن موعد قطف محصول القصب قال خميس بن جمعة المياحي: في القديم كان أجدادنا يعتمدون على معرفة موعد عملية قطف محصول القصب على نجم يسمى (بنجم كوي) وهو نجم يظهر جانب الشمال الشرقي وذلك عند دخول الصيف وهذا دليل على تحول العصير إلى المذاق الحلو وفي وقتنا الحاضر يبدأ موسم القطف في منتصف شهر فبراير ويستمر إلى منتصف شهر إبريل وطبعا على حسب نوعية القصب التي تبدأ البعض منها بالتغيير في المذاق مع اشتداد حرارة الصيف .
وعن نوعية محصول القصب الموجود في عمان قال جمعة بن مسعود المياحي: هناك نوعان من القصب النوع الأول والمسمى بالقصب العماني وهو يتميز بمذاقه المميز وقيمته المرتفعة أما النوع الثاني والمسمى ذو القصبة الحمراء وهذا النوع على الغالب من أصل هندي ويتميز بوفرة عصيره وهو يزرع في عمان لأكثر من 30 عاما .
عملية العصر وأنواع المنتج
وعن عملية العصر وأنواع المنتج حدثنا سالم بن خلفان الريامي والذي يعمل في زراعة وصناعة السكر الأحمر منذ 30 عاما، والذي يدير مصنعه الخاص به منذ 4 سنوات.
وقال: عند عصر القصب عن طريق آلة العصر بكافة أنواعها يصب العصير حفرة تسمي (الخابية) وذلك بعد تصفيته من الشوائب كمرحلة أولى للتصفية ويسمى وقتها العصير بالشارج وعند امتلاء الحفرة التي غالبا ما تكون ذات قياس بوحدة تسمى القلعة فهي مدرجة بوحدة القلعة أو القلعتين أو القلعة والنصف حسب وفرة المحصول بعد ذلك يسحب العصير وطبعا في وقتنا هذا يتم بالشفط عن طريق آلات الشفط الكهربائي أما في السابق فيتم غرفه ونقله في أواني إلى المرجل في محطته الثانية ليطبخ بالنار لمدة 3 ساعات يتخللها مرحلتين للتصفية عن طريق إزالة الرغوة التي تعلق بها الشوائب.
من جانب آخر هناك شخصا يهتم بنظام النار في مكان يسمى الميسم ويكون هذا الشخص مسؤول عن درجة اشتعال النار بوضع الحطب من الحين والآخر إلى أن تأخذ الطبخة وقتها عندها يغرف السائل السكري المتكون ويصب في حفرة تسمى (البركة) ويترك فيها مدة 10 أيام ثم يستخرج من البركة ويوضع في ظروف مصنوعة من سعف النخيل فإذا كان السكر رقيقا سمي ( قطف) أما إذا اكتسب طابع التماسك فيسمى (نزالة)، وتتيح ظروف سعف النخيل الغربلة للسكر المتكون وذلك بعد أن يسيل منه باقي السائل والذي يسمى الخمير وهو عسل السكر والذي يعتبر منتج آخر لقصب السكر أما المنتج المتكون في الظروف فيطلق عليه السكر المصلول وهو المنتج الرئيسي للقصب أما بالنسبة لمنتج الزيج فيطبخ لمدة من ساعة ونصف الى ساعتين لضمان بقى عامل السيولة فيه كما إنه يصفى بالبيض ويخلط معه ماء الورد والهيل والزنجبيل ولا ننس منتج آخر وهو سكر البلوج وهو سكر خفيف يصنع في قوالب ولكننا لا ننتجه في مصنعنا رغم مطالبة الكثير من الأهالي بذلك ولكنه يحتاج إلى مهارة وأواني خاصة.
أنواع آلات العصر
وعن آلات عصر قصب السكر القديمة والحديثة قال عيسى بن صالح السالمي: كانت آلات العصر قديما تدور عن طريق الحيوانات وهي نوعان: نوع مصنوع من الخشب والتي تكون على الغالب من شجر القرط أو السدر المعروف بصلابته ومن ثم نوع آخر مصنوع من الحديد والتي ظلت فترة زمنية حتى بعد أن استبدلت الحيوانات بمحركات الديزل وطبعا هناك تتطور من سنة الى أخرى إلى نوعية آلة العصر من حيث الحجم وقوة تروس العصر (السفن) كما إن استبدال محركات الديزل بمحركات الكهرباء أضاف شيء لهذه الصناعة من ناحية النظافة وقلت الضوضاء وسهولة الحركة والانجاز ووقت العمل كما لا ننس جهود وزارة الزراعة والثروة الحيوانية المتمثلة في إمدادنا بهذه الآلات الحديثة فهناك مصانع مترامية الأطراف في ولاية نـزوى.
صعوبات المهنة
فايز بن خميس المياحي أحد العاملين في قطف القصب قال : لا توجد صعوبات أثناء عملية القطف إذا اتبع المزارع إرشادات الزراعة كما إننا نعمل على أساس توجهات من مسئول القطف.
الذي يقرر متى نبدأ وكيف يقوم العمل وتقسيماته وطبعا على حسب الخبرة الميدانية وأنا سعيد بأن أشارك هذا العام ولأول مرة في هذه الفعالية فعلاوة على إنها تكسبني أجر جيد فهي تكسبني كذلك خبر وإتقان والتي يمكن بها أن أتغلب على الصعوبات التي قد تواجهني مستقبلا خصوصا إنني أعمل مع كبار السن الذين أخذوا هذه المهنة الزراعية أبا عن جد ومارسوها طوال السنوات الماضية ولا أخفى عليك إنني استمتع معهم واطمح أن انتقل إلى أحد المصانع للعمل بها في مهنة العصر وصناعة السكر.
ومن جانب آخر قال خالد بن محمد الريامي تكمن الصعوبة خلال طهي العصير فقط وذلك لأن عدد المزارعين الذين يأتون لعصر محصولهم في ازدياد من سنة إلى أخرى فنحن نستقطب مزارعين من ولايات منح والحمراء وبهلاء وأدم وولاية المصنعة بمنطقة الباطنة ولذلك تكمن الصعوبة في قلت الحطب المستخدم في الطبخ ورغم محاولتنا استخدام آلات طبخ تعمل بالغاز إلا إنها لم تثبت جودتها رغم حجما الكبير ونأمل في المستقبل الحصول على آلات خاصة لهذا الغرض تفي بالمطلوب .
إرث زراعي
لقد تتبعنا هذا الإرث الزراعي الذي خلفه الأجداد لنا فهو إرث يمكن أن يدر ربحا وفيرا إذا ما وجد الأيادي المتقنة له وتعلمه الشباب وانخرطوا في ممارسته بمعية المحاصيل الزراعية الأخرى التي تزخر بها بلادنا واستغلوا وجود أناس من ذوي الخبرات معهم لأخذ هذه الصنعة بكل جوانبها مع وضع التخطيط السليم لجعلها ذا جدوى اقتصادية جيدة فمحصول قصب السكر يعتبر اللبنة الأساسية لجميع أنواع السكر التي لا تخلوا منه العديد من أنواع المواد الغذائية.

[عميد المظلومين]

منقول من جريدة الوطن