صباحكم وداد أحبتي
معظمكم سمع بقصة ذلك الفتى الذي أخذ يدحرج خشبة عند هاتف عمومي،
فوضعها تحت الهاتف وصعد إليها واتصل،
وبينما هو كذلك إذ كان صاحب محل بالقرب من الهاتف يرصد الحدث،
فكانت المكالمة كالآتي:


الفتى: سيدتي هل تحتاجين إلى من ينظف عشب منزلك ويعتني به؟
السيدة: لا شكرا، فهناك من يقوم بهذه المهمة.
الفتى: دعيني أقوم بها بنصف الأجر.
السيدة: شكرا فأنا مرتاحة لعمله.
الفتى: إذن سأعتني برصيف المنزل وأنظفه وجوانبه وسأجعل المكان أكثر أناقة.
السيدة: لا شكرا فلست بحاجة إلى ذلك.


أعجب الرجل بما رآه، فنادى الفتى ودعاه للعمل معه في المحل، فرد الفتى:
شكرا سيدي فأنا أعمل مع هذه السيدة
وأردت أن أقيم ذاتي وعملي معها فأسعدني ذلك!!!




كثيرة هي طرائق تقييم الذات، ولا يمكن لأحد منا أن يعذر نفسه من أنه لا يجد من ينصحه،
فأنت لا تنتظر نصحا من أحد، بل اسع إلى أن تجد ضالتك فيما يخدمك ويطور من ذاتك ويرفع من قدرك،
فالفتى بطريقة ذكية أراد أن يقيم ذاته ففعل وعرف موقف السيدة من عمله... كن مثله أو أذكى فأنت تملك
الفانوس السحري لتضيء حياتك أو تظلمها..




مَـوقِـف




قبل ثلاثة أعوام جاءتني ابنة أخي فأعطتني ورقة وقلما وقالت لي:
هذه من أمي وهي تطلب منك بكل شفافية ووضوح
أن تكتب سلبياتها وإيجابياتها بدون تردد أبدا!!!
أحسست بحرج من فعل ذلك وقلت: لا توجد لدي سلبيات (من باب المجاملة) فردت
علي زوجة أخي وكانت قريبا: لا يوجد كمال لدى أي إنسان عدا الأنبياء فاكتب بلا تردد
فنحن نطبق ما نتعلمه لتطوير ذواتنا..



ثم حكيت الموقف لأختي فقالت: نعم كنت أنا وبعض إخوتي وزوجاتهم في دورة بعنوان "اكتشف ذاتك"
لمحاضر أجنبي، كانت قمة في الروعة، فأعطانا هذه التجربة وطلب منا أن نفعل ذلك مع أبنائنا وأزواجنا
وأصدقائنا بين فترات معينة ثم نرى النتيجة...




أعزتي:
هناك الكثير منا من يقع في أخطاء جسيمة ربما، لكنه لا يجد من يوجهه بينما هو يحسب
أنه يحسن صنعا، أو عندما يرى سكوتا أمام فذلك يزيده إصرارا على مواصلة ما هو عليه..
بينما كثير من أفعالنا الحسنة أو السيئة لا نستطيع اكتشافها إلا بالآخرين،،،


فغضب المرء وحلمه غالبا ما يعرفه من الآخرين..
كسله وهمته قد يكتشفها من مرآة الآخرين..
تعامله مع الآخرين وطريقتها يخبره بها أولئك الذين يتبادل معهم الحديث والتعامل الدائم..
بره لوالديه وطريقة تعامله معهم كذلك يكتشفها منهما أو ممن حوله... وهلم جرا...





1. هل تؤيد هذه الطريقة في اكتشاف ذاتك؟ ولماذا؟

2. إن كنت أباً أو أماً هل أنت مقتنع بأن تطلب من ابنك أو ابنتك أن يبدي عليك سلبياتك أمام إيجابياتك؟
أم أنك تشعر بأن ذلك لا يليق بالمقام حتى لا تفتح بابا للعقوق؟؟


3. إن كنت ابنا أو ابنة وطلب منك أحد والديك فعل ذلك فما هي ردة فعلك؟؟



تفاعلكم وإجاباتكم الواضحة الصريحة تقويم لذواتنا جميعا
لنستفيد من بعض...




تحياتي لكم:
حسام المجد