أكدت بأنها ستستمر في تنفيذ برامج ترتقي بالمستوى التحصيلي لضعيفي المستوى
"التربية والتعليم": نتائج طلبة امتحانات صفوف "5 حتى 11" في مستواها الطبيعي حسب التحليل الإحصائي

أعلنت وزارة التربية والتعليم خلال الأسبوع الماضي نتائج الطلبة في امتحانات الصفوف من الخامس إلى الحادي عشر في مدارس السلطنة للفصل الدراسي الأول من العام الدراسي الحالي2011/2012م.
ونظرا لورود عدد من الملاحظات والمقترحات من الحقل التربوي أثناء عقد تلك الامتحانات فقد قامت الوزارة بتشكيل فريق عمل بدراستها، كما قامت بتحليل مستوى الصعوبة لبعض الاختبارات التي كثرت حولها الملاحظات وذلك مثل امتحان الفيزياء للصف الحادي عشر ووجدت بأن هذا الامتحان قد التزم بمواصفات إعداد الاختبار ولم يتجاوز ذلك وهذا يعني أن الاختبار في مستوى الصعوبة الطبيعية لمستويات الطلبة التعليمية الواجبة في هذا الصف.
تحليل النتائج
وسعيا من الوزارة لمعرفة مسببات تدني مستوى التحصيل الدراسي واقتراح المعالجات اللازمة فقد قامت الوزارة بتكليف المحافظات التعليمية بتحليل نتائج الطلبة في الصفوف (5-11) كل في محافظته التعليمية وعلى ضوء تلك التقارير تعمل الوزارة حالياً على إعداد تحليل شامل ومتكامل ومعمق لنتائج الطلبة على مستوى كل مادة دراسية وكل مدرسة وكل محافظة تعليمية لمعرفة الأسباب الفعلية الكامنة خلف ذلك ووضع المعالجات العملية اللازمة لتجاوزها إلى ما هو أفضل في مستوى أداء المدارس والطلبة وأداء المعلمين ومستوى اهتمام أولياء الأمور بتعلم أبنائهم.
ويمكن عرض النتائج الأولية لهذا التحليل حسب الفصل الدراسي على مستوى السلطنة على النحو الآتي:
1ـ المؤشرات الرقمية الأولية لنتائج الطلبة في الصف الخامس على مستوى السلطنة:
يتضح من هذا الجدول (رقم1) أن نسب النجاح في هذا الصف عالية حيث تصل إلى (99.3%) في مادة الرياضة المدرسية، كما أنها تصل في المواد الأساسية كاللغة العربية واللغة الإنجليزية والعلوم والرياضيات إلى نسب تتجاوز (81%) تقريبا، وبذلك فإن نسب النجاح على مستوى السلطنة لهذا الصف في المستوى الطبيعي وإن كانت تتدنى في مواد الرياضيات وفي العلوم تليها مواد الدراسات الاجتماعية واللغة الإنجليزية واللغة العربية.
المؤشرات الرقمية الأولية لنتائج الطلبة للصف السادس على مستوى السلطنة:
بالنظر إلى الجدول (رقم2) يلاحظ أن نسب النجاح في المواد الأساسية لهذا الصف تجاوز أيضا (84%)، ناهيك عن نسب النجاح العالية جدا في المواد الأخرى حيث تصل إلى أعلى من (99%) في بعض مواد المهارات الفردية وبذلك فإن نسب النجاح هي في مستواها الطبيعي وإن كانت تتدنى في مادة الرياضيات هذا الصف، تليها الدراسات الاجتماعية، ثم اللغة العربية وأخيرا التربية الإسلامية والعلوم.
3- المؤشرات الرقمية الأولية لنتائج الطلبة للصف السابع على مستوى السلطنة:
بالنظر إلى الجدول (رقم3) يتضح جليا أن نسب النجاح تتجاوز (97%) في بعض المواد مثل تقنية المعلومات وغيرها، وتصل في مواد العلوم إلى (82.5%) واللغة العربية (81 %) وهي نسب نجاح جيدة وتكشف عن مستوى أداء جيد من الطلبة على مستوى السلطنة ولعل نسبة تدني النجاح كانت في مادتي اللغة الإنجليزية والرياضيات.
4ـ المؤشرات الرقمية الأولية لنتائج الطلبة للصف الثامن على مستوى السلطنة:
يظهر من الجدول (رقم 4) أن نسب النجاح في الصف الثامن في مواد المهارات الفردية كالرياضة المدرسية والمهارات الموسيقية والفنون التشكيلية وتقنية المعلومات تتجاوز (96%)، بينما في مواد اللغة العربية والتربية الاسلامية والعلوم والرياضيات تصل إلى (80 %) تقريبا في المتوسط ويلاحظ من الجدول أيضا تدني نسبة النجاح في مادة اللغة الإنجليزية وفي مادة العلوم وفي مادة الرياضيات ومادة اللغة العربية.
5 ـ المؤشرات الرقمية الأولية لنتائج الطلبة للصف التاسع على مستوى السلطنة:
يبدو من الجدول أعلاه (رقم 5) أن نسب النجاح في مواد: اللغة العربية والعلوم وصل في المتوسط إلى (82%) تقريبا، بينما في مواد التربية الإسلامية والدراسات الاجتماعية ارتفعت إلى قرابة (86%) لتصل في مواد المهارات الفردية إلى قرابة (98%)، إلا أن نسبة النجاح تتدنى في مادة الرياضيات وفي اللغة الإنجليزية ثم مادة العلوم ثم في مادة اللغة العربية.
6 ـ المؤشرات الرقمية الأولية لنتائج الطلبة في الصف العاشر على مستوى السلطنة:
يلاحظ من الجدول (رقم6) أن أعلى نسبة نجاح حققها الطلبة في هذا الصف هي في مادة المهارات الموسيقية (97%) وإن نسب نجاحهم في مادة اللغة العربية كانت (70.4%)، وفي اللغة الإنجليزية كانت (61.9%) وفي مادة العلوم كانت
(69.5%) وفي مادة الرياضيات كانت (60.8%) إلا أن نسب النجاح تتدنى في مواد هذا الصف في مواد: الرياضيات تليها اللغة الإنجليزية ثم العلوم وأخيراً اللغة العربية.
7 ـ المؤشرات الرقمية الأولية لنتائج الطلبة في الصف الحادي عشر على مستوى السلطنة:
يتضح من الجدول السابق (رقم 7) أن أعلى نسب نجاح الطلبة هنا كذلك في مواد المهارات الفردية بأعلى نسبة وصلت (94.5%) في الرياضة المدرسية، تليها مواد التربية الإسلامية والأحياء بنسبة وصلت (83%)، ثم مواد الدراسات الاجتماعية والكيمياء والتاريخ وبنسبة وصلت (79%) ، كما يلاحظ في هذا الجدول أن نسب النجاح تتدنى في مواد: الرياضيات التطبيقية ثم مادة الفيزياء ثم مادة اللغة الإنجليزية "ب" تليها مادة اللغة الإنجليزية "أ" ثم مادة العلوم والتقانة ثم اللغة العربية.
التحليل:
يلاحظ من خلال الجداول السبعة السابقة (1-7) أن نسبة النجاح الأعلى تتركز في مواد التنمية الفردية تليها مواد التربية الإسلامية والدراسات الاجتماعية وتقنية المعلومات، بينما تأتي مواد: اللغة العربية واللغة الإنجليزية والرياضيات والعلوم في المرحلة الثالثة في نسب نجاح الطلبة وهذه نتيجة سبق وأن أكدتها نتائج اختبارات الطلبة في المواد الأساسية في الاختبارات الوطنية سواء كان اختبارات برنامج التنمية المعرفية أو الاختبارات الوطنية للتحصيل الدراسي، كما أوضحتها الاختبارات الدولية التي شاركت فيها السلطنة مثل اختبار (Timss). الجدير بالذكر بأن مستوى تدني الطلاب في مواد العلوم والرياضيات ظاهرة عالمية ولذلك نجد أن الكثير من الدول المتقدمة تركز على تدريس مواد العلوم والرياضيات بأفرعها المختلفة وذلك لأهميتها في إعطاء الدولة القدرة التنافسية في الاقتصاد العالمي ولذلك تقوم الوزارة حاليا لمعرفة أسباب ذلك وإيجاد الحلول المناسبة للتغلب على التحديات التي يواجهها الطلاب في هاتين المادتين وسيتطلب ذلك إجراء دراسات معمقة بالاستعانة ببيوت خبرة للوقوف على مسببات تدني مستوى الطلاب في هذه المواد، علما بأن الوزارة أجرت العديد من الدراسات في هذا المجال.
تدريب وتمكين
ويلاحظ من الجداول السابقة أيضا أن انخفاض نسبة النجاح تتركز في مواد الرياضيات ثم العلوم ثم اللغة الإنجليزية ثم اللغة العربية في كافة الصفوف من الخامس وحتى الحادي عشر، ورغم أن نسب انخفاض النجاح في هذه المواد في الصفوف من الخامس وحتى التاسع ليست مرتفعة على نحو مقلق، إلا أن تلك النسب ترتفع في الصفين العاشر والحادي عشر.
عوامل مؤثرة
عملت الوزارة بعد ظهور هذه النتائج المبدئية إلى دراسة مبررات تدني مستوى التحصيل الدراسي والتي تعود ـ مبدئياً ـ إلى جملة من الأسباب يمكن تحديدها في الطالب والمعلم والأسرة ونظام تقويم أداء الطلبة المستحدث.
فبالنسبة للطلاب فإنه فيوجد لدى بعض منهم قناعة راسخة بأن المواد العلمية هي مواد صعبة ومن هنا فإن الوزارة تقوم بمعالجة هذا الوضع من خلال برامج التوجيه المهني الموجه للطلاب وتوعيتهم بأهمية مثل هذه المواد في حياتهم المستقبلية.
أما من جهة المعلم فهو بحاجة إلى أن يمتلك مهارات تطبيقية على نحو جيد، وبذل جهد أكبر لمساعدة الطلبة على النجاح وأن الوزارة تسعى في إطار خطتها التقييمية والتطويرية إلى التركيز على الانماء المهني للمعلمين وذلك إيمانا منها بان المعلم يعتبر العنصر الأساسي في العملية التعليمية وأن إعداد مثل هذه البرامج سيؤدي إلى التحقق من أن جميع المعلمين يمتلكون المهارات الأساسية التي تؤهلهم في أداء مهامهم على أكمل وجه.
أما ولي الأمر الذي ألقى بعض أولياء الأمور بكافة مسؤوليات تعليم وتربية أبنائهم وبناتهم على كاهل المدرسة والمعلم، فأصبح مطلوبا من المعلم والمدرسة القيام بواجبات ولي الأمر والأسرة معاً، إضافة إلى المهام التدريسية الفعلية التي يجب أن يؤديها المعلم في المدرسة وهذا أدى إلى غياب واضح للبيت ولولي الأمر في مساعدة المعلم والمدرسة على تحقيق أهداف التعليم المطلوب تحقيقها وهذا الغياب أدى إلى فتور اهتمام المجتمع بالتعليم ودعم المدرسة على تحقيق رسالتها، الأمر الذي ضعفت معه أدوار مجالس الآباء والأمهات وفعاليتها ولم تقم بدورها المأمول في مساندة المدرسة والمعلم على أداء دورهم وتعليم الأبناء على نحو أفضل.
وفيما يتعلق بنظام التقويم التربوي: فقد اقترح الحقل التربوي في الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي الماضي بأن تعيد الوزارة النظر في نظام تقويم أداء الطلبة، وعقدت الوزارة العديد من اللقاءات على مستوى المدارس والمحافظات التعليمية والوزارة لمناقشة تلك الأفكار. ثم إعادة النظر في وثائق تقويم أداء الطلبة وأدخلت التعديلات التي تم الاتفاق عليها داخل نظام التقويم المحدث في ضوء تلك المناقشات وطلبت من المعلمين تطبيق ذلك بعد أن ساعدتهم على حسن تطبيقه عبر البرامج التدريبية التي نفذت لهم وكان من المتوقع أن يبذل المعلمون جهداً مضاعفاً للارتقاء بمستوى التحصيل الدراسي للطلبة وإعدادهم لتجاوز متطلبات تقويم أدائهم التحصيلي بنجاح.