بسم الله الرحمن الرحيم

الحجاب في الأديان السماوية
(( اليهودية و المسيحية و الإسلام ))


كثر الحديث عن الحجاب و بسببها شنت حرب شعواء ضد المرأة المسلمة من قبل اليهود و النصارى و العلمانيين و من ليس في قلوبهم ذرة من إيمان بل أصبح الحجاب رمز العبودية و التخلف الذي تنعت به المرأة المسلمة.

وقد رأيت أن أكتب في هذا الموضوع بحثا متكاملا مشتقا الكثير من الحقائق من كتب قد قرأتها و من مقالات بعض الكتاب جزاهم الله كل خير في دفاعهم عن المرأة المسلمة موضحا و فاضحا إدعائات هؤلاء الشرذمة و الذي همهم الوحيد هو إغواء المرأة المسلمة بشتى الطرق.

قد نعتقد ان الحجاب فرض على المراة المسلمة فحسب ولكن الواقع انه مفروض على المراة في كافة الديانات والشرائع السماوية فاختلاف الديانة لايخرج الحجاب من اطاره و اهدافه التي ترتكز في السمو بالروح الانسانية و حماية المراة والحفاظ على المجتمع من التجاوزات الاخلاقية الشاذة وضبط الشهوات

والمستغربين اي الذين هم مقلدين للثقافة الغربية في اغلب افكارها بدون فرز واختيار الصحيح منها . يريدون للمرأة المسلمة ان تكون مسخاً للمرأة الغربية والشرقية في شخصيتها ولباسها وسلوكها ويطلق عليهم ايضاً اهل التغريب .

نحن نعلم ان الكثير من الناس يقدرون الحجاب باعتباره فريضة اسلامية . اما عن كونه فرض فذلك نوقش كثيراً وتبين ان العلماء باجمعهم مقرون بفرضيته ولا يوجد احد يقول بعدم فرضيته الا كل معاند مكابر . لكن ليس اهميته تنحصر لكونه فرض فقط بل له اهمية ايضاً لاسباب اخرى منها

أن الحجاب يميز شخصية المرأة المسلمة عن نساء العالمين ويعطي هوية خاصة لها ولمجتمعها .
وايضا لإعلام ذلك المجتمع . والاسلام حث على تميز شخصية المسلم -والمسلم هنا ليس محصور بالرجل بل يدخل فيه المرأة والمجتمع -فقال عليه السلام لتكونوا في الامم شامة رواه ابو داوود . وكلصيق بمفهوم الحجاب ومميز لشخصية المراة المسلمة سمت المراة المسلمة فلا تمس اي رجل ولا تقبل اي رجل ان يمسها او يمس شعرها او اي شيء منها ولا تمازحه ولا تضحك بقوة مع الرجال ولا تتميع في اسلوب كلامها وسيرها في الطرقات .
بالاضافة الى ان الرجل هو ايضاً يشعر بتميزه عن غيره كالمرأة والطفل بفضل حجاب المرأة نفسه وسمته لماذا ؟ لأن المراة الاجنبية كما في الاصطلاح الشرعي -الغير محرم- لا تلبس الحجاب إلا عنه لأنها لا تلبسه عن أي إمرأة اخرى ولا عن الطفل فقط عنه .

والحجاب بالطبع هو فريضة في كل الديانات السماوية الا اننا كما نعلم اليهوديات حجابهن لا يستر الرقبة والنحر والأذن فهو مختلف في هيئته ومعظمهن لا يلبسنه .
اما النصرانيات معظمهن ايضاً لا يلبسنه عدا الراهبات اقتداءً بمريم العذراء مع ان النصوص المقدسة في النصرانية لا تحصره في ذلك .

ومن هنا يتبين ان الحجاب الاسلامي مميز لشخصية المسلمة , بل ويجذب الكثيرات الى الاسلام لأنه يمثل قمة الاحتشام المهذب .

الحجاب هو الفطرة

ذلك ان الحجاب ضرورة بشرية وحقيقة فطرية..ذلك أن الإنسان بفطرته وجبلّته يميل إلى الستر والتحجب وتغطية جسده.. فحجاب الفتاة يتفق ويتلاءم مع الفطرة السليمة ، والإنسان الواعي هو الذي يحترم ويوافق الفطرة ولا يتنكر لها..ثم كيف يليق أن يحقق الإنسان كل رغبات فطرته ونوازعها في الأكل والشرب والنوم وغيرها ، وفي الوقت ذاته يبتعد عن فطرة الستر والحجاب ؟! فهل يأخذ ما يريد ويترك ما يريد حسب مزاجه وهواه ؟! .

الحجاب الإسلامي يخلق التوازن في المجتمع لماذا ؟

يخطئ من يظن ان الحجاب انما فرضه الله فقط ليستر مفاتن جسد النساء ويمنع الإغراء ويمنع ما يؤدي اليه ذلك الاغراء . فهذا الشيء ليس هو الحكمة الوحيدة في فرض الحجاب بل هناك ما هو أهم من ذلك وهو إيجاد حالة من التوازن في المجتمع تحفظه من الانحراف كيف ذلك ؟
عندما يكن نساء المجتمع الكثيرات منهن كاشفات لشعورهن واشياء اخرى فإن ذلك سوف يخلق في المجتمع شريحتين

الأولى : الشريحة التي تنجرف بفعل الإغراء وما يؤدي إليه ذلك من فساد وإفساد وانحراف .

الشريحة الثانية : كشف النساء او كثير منهن لشعورهن والرقاب وشيء من الاطراف وغيرها ورؤية هذا في كل الاماكن تقريباً اما حقيقةً او صور توضع في الشوارع وفي المحال كل ذلك يخلق في نفوس الكثيرين في المدى المتوسط من عمر اي رجل وشاب ذلك الشيء المقيت وهو الإشباع .

ما هو الاشباع ؟

والإشباع هو حالة من التململ بسبب كثرة رؤية و النظر الى شيء ما في كل مكان تقريباً (( مثل النظر الى المرأة )) فتبدو بعدها تلك المناظر في نظر شريحة ليست بالهينة كائناً باهتاً , ولعل البعض الذي سافر لاوروبا قد لاحظ ان كثير من الشباب هناك لم يعد عندهم اهتمام كبير واعجاب واندهاش من مرور إمرأة مبتذلة ابتذالاً كبيراً لأنهم ملوا من كثرة مشاهدة مثل هذه الاشياء ذلك أن تلك المناظر خلقت تلك الحالة من الإشباع لدى تلك الفئة.

بالاضافة ان من نتائج هذا الاشباع يصبح الكثير من الرجال لا يحبون الرجوع لبيوتهم ومقابلة زوجاتهم وان وصلوا لبيوتهن يكونوا في حالة ضجر واضحة واستياء وعنف في مخاطبتهن ومعاملتهن . وقد يؤدي ذلك الملل والضجر لعدة امور اولها الابتعاد عن البيت والمكوث طويلاً مع الاصدقاء وحرمان البيت من الدفئ العائلي , او ان يحاول ان يصرف المرء عن نفسه حالة الملل والضجر الذي تراكم بسبيب ذلك الاشباع من خلال المثابرة في الدراسة والعمل والاجتهاد ثم لا يلبث ان يعود مرة اخرى لنفس هذه الحالة ولو بعد حين . واما ان تكون طريقته في الاجتهاد بغير طريق صحيح كالتربح بطرق الغير شرعية لتحقيق مكانة عالية في المجتمع ونحو ذلك .

والأمر الأخر أنه قد يلجا الانسان الى التفكير بتعاطي المنكرات كالخمور وغيرها حتى يبعد الانسان حالة الملل والضجر , ولا ننسى زيادة احتمالات حالات الانتحار لأن من يقدم على هذا لا يرى الا حياةً باهتة خاصة اذا كان مع ذلك ضعف في روحانية الشخص وقوة ايمانه .

وقد يؤدي ذلك الإشباع إلى نتيجة اخرى غير الإنتحار وهي أن يفكر الشباب بالبديل والبديل هو الجنس المثلي وهذا انحراف وارد وحتى وإن لم يصل الأمر إليه في حالات كثيرة والأخطر كما قلت هي ازدياد حالات الانتحار كما يحدث خاصةً في الغرب .

ويتضح من هنا ان الاشباع مضاره اكبر من ايجابياته لأن الإنسان حتى لو كان في غير حالات الضجر والملل فإن هذا لا يمنع مع الالحاح عليه من المثابرة والجد والاجتهاد في الحياة , وكثير من الناس من تكون بصيرتهم داعيةً لهم الى الجد والاجتهاد .

والإسلام هو دين وسطي فلا إفراط ولا تفريط فيه .

فلا تفريط بان تكشف المرأة ما يحلوا لها ان تكشفه , و لا إفراط بفرض أن تستر المرأة كل بدنها حتى الوجه والكفين , . ففي الحالة الأخرى يؤدي بطبيعة الحال إلى أن الكثير من الشباب لايفكرون في الزواج ولا يفكرون في المرأة لأن فرصة رؤية أي امرأة في مجتمعهم ضعيفة جداً , ولذلك لا يتقدم الكثير من الشباب الى خطبة النساء لهذا ترتفع نسبة العنوسة في الجنسين الى نسب خطيرة ومروعة , وستر الوجه يقلص بقوة فرص خطبة النساء .

وربما يحصل انحراف مماثل للذي يحدث بسبب الحالة السابقة وكنتيجة لضعف فرص رؤية وجوه السيدات في مجتمع وخطبتهن قد لا يستطيع ان يفكر الإنسان في هذا المجتمع الا بمثله أي الجنس المماثل لأنه لا يرى اي امرأة حتى يفكر فيها للخطبة فالكل متنقبات . خاصةً إذا عزل تماما بين الجنسين .

والاسلام كما قلت دين وسطي فلم يحرم الاختلاط تماماً بين الجنسين , ولم يبيحه تماماً بل قال عليه الصلاة والسلام إياكم والدخول على النساء كما في الصحيحين في تحريم الخلوة اي الدخول على المرأة اثناء فقد اورده مسلم في باب تحريم الخلوة بالاجنبية والدخول عليها . واورده البغوي في شرح السنة في باب النهي عن أن يخلو الرجل بالمرأة الأجنبية .

وفي الحديث الذي في الصحيحين لا يخلون رجل بامراة الا ومعها ذي محرم وفي رواية الا مع ذي محرم . وفي الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه ورواه ابن حبان ايضا في صحيحه والبيهقي والنسائي في سننهما الكبرى وغيرهم قول عليه الصلاة والسلام لا يدخل احدكم على امراةٍ الا ومعه الرجل والرجلان . قال النووي في شرحه على صحيح مسلم يتناول هذا الحديث الجماعة يبعد وقوع المواطاة على الفاحشة لصلاحهم ومروءتهم وغير ذلك . وقصة الحديث بعيد زواج الصديق باسماء بنت عميس في السنة الثامنة للهجرة اي بعد فرض الحجاب بكثير فليست محمولةً على ما قبل الحجاب .

ولان الاسلام هو دين وسطي فهو في نفس الوقت اوجب ستر الوجه للمراة اذا كان جميلاً جمالاً غير عادي . ومن هنا يتضح ان الحجاب يخلق توازناً في المجتمع وهذا التوازن له أهميته القصوى كضرورة لحفظ هذا المجتمع .

والحجاب فى اللغه يعنى السترة من الفعل حجب أى ستر وأخفى . فلبس الحجاب يحفظ المرأه من شرور كثيرة مثل : النظرات الغير مستحبه ، وتسلط أشرار الانس ، والحجاب عفة فى ذاته.

لم يكن الحجاب فى الاسلام فقط فلو رجعنا سويا الى زمن الجاهليه لوجدنا أن النساء كن يرتدين الحجاب وما سمي لديهم "بالبرقع" وهو يعنى فى التفاسير أنه قناع الوجه للنساء.