خواطر الشيخ د. محمد بن راتب النابلسي
* * * *
يقول ابن تيميّة رحمه الله تعالى: "القلوب الصّادقة والأدعية الصّالحة؛ هي العسكر الذي لا يُغلب".
* * * *
الدعاء قوة، بل إن الدعاء قوة كبيرة، سيدنا يونس عليه السلام في بطن الحوت... في ظلمة بطن الحوت، في ظلمة البحر، في ظلمة الليل، والأمل بالنجاة صفر.. (فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ).
* * * *
مرة في أحد الطغاة في أوربا الشرقية، ألقى خطاب، قال: هذا الصفصاف إذا حمل الأجاص فأنا سأتنحى عن منصبي، فتنحى عن منصبه، ووضع بعض أفراد شعبه الأجاص على شجر الصفصاف، الله جبار، لا يتجبر على خلق الله إلا أحمق وغبي. ﴿بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ﴾.
* * * *
ما أحوج المسلمين اليوم إلى أن يعتزوا بربهم، وأن يصطلحوا معه، وأن يستقيموا على أمره، وأن يقبلوا عليه.. عندئذٍ يصغر عدوهم في نظرهم.. وعندئذٍ لا يخيب الله أملهم.. ((أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء)).
* * * *
سبب قوة المؤمن أنه متوكل على الله، إذا أردت أن تكون أقوى الناس فتوكل على الله، وسبب قوة المؤمن أنه لا يخضع، ولا ينبطح، ولا يستكين ولا يذل، لأنه مع القوي.
* * * *
كيف أن للرجال أعماراً وللأمم أعماراً، فأية أمة طغت، وبغت، وتجبرت لا بد من أن يقصمها الله في وقت ما.
* * * *
(الكبْرِياءُ ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحداً منهما قذَفْتُهُ في النار).. أحياناً لله عز وجل في خلقه امتحانات صعبة، من هذه الامتحانات أنه يقوي أعداءه، فيفعلون ما يقولون، فيتوهم ضعيف الإيمان أنهم آلهة، فينبطحون أمامهم، والحقيقة أن الله لا يسمح لأحد أن يأخذ اسم (الجبار)، ولا اسم القهار، ولا اسم العزيز، لا بد من أن يقصمه الله، ولهذا قال الله عز وجل: ﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ﴾.
* * * *
إذا كنت مع (الجبار)، فأنت القوي...
إذا كنت مع (الجبار) فالمستقبل لك...
إذا كنت مع (الجبار) فأنت المنتصر...
إذا كنت مع (الجبار) تدور الأيام، ولا تستقر إلا على رفعة شأنك، لأن مشيئة الله نافذة في كل خلقه، ولا تنفذ فيه مشيئة أحد، يُجبر كل أحد، ولا يُجبره أحد.
* * * *
حكمة: ((خف الله على قدر قدرته عليك، واستح من الله على قدر قربه منك)).
* * * *
قال ابن رجب: ومن لطائف أسرار اقتران الفرج بالكرب، واليسر بالعسر، أن الكرب إذا اشتد و عظم وتناهى، حصل للعبد اليأس من كشفه جهة المخلوقين، و تعلّق قلبه بالله وحده، وهذا هو حقيقة التوكل على الله، وهو من أعظم الأسباب التي تقضى بها الحوائج، فإن الله يكفي من توكل عليه.
* * * *
لقي الفضيل بن عياض ذات يوم رجلاً، فقال له الفضيل: كم عمرك؟ فقال: 60 سنة. قال الفضيل: إذن أنت منذ 60 سنة تسير إلى الله توشك أن تصل. فقال الرجل: إنا لله وإنا اليه راجعون. فقال الفضيل: يا أخي هل عرفت معناها؟ قال: نعم، عرفت أني لله عبد وإني إليه راجع. فقال الفضيل: يا أخي إنما من عرف أنه لله عبد وأنه إليه راجع؛ عرف أنه موقوف بين يدي الله، ومن عرف أنه موقوف بين يدي الله عرف أنه مسؤول، ومن عرف أنه مسؤول، فليعد للسؤال جواباً. فبكى الرجل وقال يا فضيل: وما الحيلة؟ قال الفضيل: يسيرة. قال: ما هي يرحمك الله؟ قال: أن تتق الله فيما بقى؛ يغفر الله لك ما مضى وما بقى.
* * * *
كتب والي خراسان إلى الخليفة الراشد الخامس عمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه- يستأذنه في أن يرخّص له باستخدام بعض القوة والعنف مع أهلها.. قائلاً في رسالته للخليفة: إنهم لا يُصلحهم إلا السيف والسوط، فردّ عليه عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه قائلا: كَذبتَ.. بل يُصحلهم العدل والحق، فابسط ذلك فيهم، واعلم أن الله لا يُصلح عمل المفسدين.
* * * *
لا بد من إيصال هذه الرسالة العاجلة:
سيدة ليبية فاضلة، تقول: عليكم يا أهل الشام بالتكبير والتهليل، فليبيا انتصرت بالتكبير والتهليل.
* * * *
سبحان الله! إن ملوك الأرض لا يوجد لهم طريق, لا تستطيع أن تقابل ملكاً, ولا بسنة, ولا بخمس سنوات...!
أما ملك الملوك وهو الله عز وجل, هو من محبته لعباده جعل لهم مليون طريق, الطرائق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق...
كيفما تحركت تجد الطريق إلى الله عز وجل؛ إذا غضضت بصرك فهذا طريق إلى الله عز وجل...
تنفق مالك طريق... تربي ابنك طريق... تعتني بزوجتك طريق... تخلص بعملك طريق..
* * * *
الذي يؤكد إنسانية الإنسان هو طلب العلم, والعالم، والمتعلم في الأجر سواء، أي شأن المتعلم لا يقل عن شأن المعلم أبداً, كلاهما يبغي الخير؛ إنسان يعطي مما أعطاه الله, وإنسان يأخذ مما تفضل الله عليه.
* * * *
يقول الإمام علي كرم الله وجهه، ورضي عنه: قادة الناس رجلان: عالم رباني, ومتعلم على سبيل نجاة, وهمج رعاع أتباع كل ناعق؛ لم يستضيئوا بنور العلم, ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق, فاحذر أن تكون منهم.
* * * *
الباطل موجود في كل مكان في الأرض، لكن بطولة المسلم وبطولة المؤمن ألا يسمح للباطل أن ينفرد بالساحة.
* * * *
إن الحياة مبنية على الابتلاء، إن هذه الدنيا دار التواء لا دار استواء، ومنزل ترح لا منزل فرح، فمن عرفها لم يفرح لرخاء، ولم يحزن لشقاء، قد جعلها الله دار بلوى، وقد جعلها دار عقبى، فجعل بلاد الدنيا لعطاء الآخرة سبباً، وجعل عطاء الآخرة من بلوى الدنيا عوضاً، فيأخذ ليعطي، ويبتلي ليجزي.
* * * *
لو نقلت حديثاً، وأنت لست بفقيه إلى من هو أفقه منك، ونتج عن هذا النقل خير كثير، فكله في صحيفتك، لو كنت أقل فقهاً ممن نقلت إليه الفقه
* * * *
هذه الخواطر أخذتها من الصفحة الرسمية للشيخ د. محمّد راتب النابلسي في (الفيسبوك).. وانصح بمتابعة محاضرات د. محمد النابلسي.. لأنها رائعةٌ جداً جداً.. وأسلوب الشيخ بسيط ومفهوم جداً.
* * * *
نحن لا نستسلم! ننتصر أو نموت.
عمر المختار رحمه الله
* * * *