ليس هناك - في الحياة اليومية - مكان أكثر ألفة والتصاقًا بالمعاني الإنسانية للمرء من المنزل، والمنزل أشمل في معناه من البيت أو المسكن أو الدار لأنه يحوي ذلك وأكثر ليدل على المكان الذي يقيم فيه المرء إقامة طويلة أو عابرة. وتبدأ علاقة الإنسان بهذا المكان من خلال المعرفة المرتبطة به، وهناك نوعان من المعرفة التي يكتسبها المرء من خلال وجوده في المحيط المكاني وهما: معرفة داخلية وأخرى خارجية. وحينما نتأمل الأماكن التي نزلنا فيها في حياتنا نجدها متنوعة، ولكل نوع منها خصائص تنعكس على علاقتنا بالمكان، ويسجل الدماغ أقوى الذكريات للإنسان مع المكان حينما يوجد أكثر من عنصر مرتبطان بالشخصية، فإذا حصل للمرء حدث معين ورافقه تأثير نفسي بارز، فإن الذاكرة تستعيد الحدث مربوطًا على الدوام بالمكان نفسه مهما طال الزمن.

تأسيساً على ماسبق دعونا نفتح النقاش من خلال التساؤلات الآتية :

- هل علاقة الفرد بالبيت تختلف عن علاقته بالشقة المستأجرة أو الفندق أو السكن الداخلي أو الغرفة ؟

- هل يختلف البيت الذي عاش فيه الفرد طفولته عن البيت الذي إنتقل إليه بعد الزواج أو جاء إليه بعد التقاعد ؟

- هل تؤثر حالة الفرد المادية والوظيفية والإجتماعية والنفسية في العلاقة بين الفرد و " منزله" وخصوصاً في بداية علاقته به ؟
- يطلق البعض على المنزل " مندوس الذكريات " ، هل هو حقاً كذلك ؟ لماذا
؟