ارتميت في عالم آخر عالم غريب ، عجيب وبعيد ، نعم إنه بعيد جدا لم أكن أسمع به ولم أتوقع أن يرميني الزمن فيه ، إنني وفي مقتبل عمري رحلت وتغربت عن بلدي وأهلي وأحبتي ، إنها ثلاث سنوات مرت من عمري قضيتها بعيد عن بلدي بالآلف الكيلومترات أحسست فيها بطعم الغربة وأحسست بشوق اتجاه موطني وأهلي وأحبتي ، نعم من لم يذق طعم الغربة فلن يعرف بشدة مرارتها ، ولن يعرف قيمة موطنه الذي نشاء فيه ، إنه يحس وكأنه فقد كل شي في حياته ورحل إلى عالم ثاني عالم لا يعرف طبيعتهم ولا عاداتهم فيصبح وحيدا وكأنه شجره وحيده في صحراء قاحلة .
هذه هي الغربة التي كثيرا ما نسمع عنها ، وها أنا جربتها فكم كانت قاسية عليََّ ، جربتها ثلاث سنوات أثنين منها كُنت قريب من البحر فكنت أجلس كثيراً عند البحر وأناجيه وأكتب كتاباتي وعندما لم أجد ورق أكتب ذكرياتي على رمال شاطئ البحر فتأتي الأمواج وتمسحها ثم أعود وأكتبها فتمسحها وهكذا.....!
أما السنة الثالثة والأخيرة فكانت في الطبيعة الصحراوية الموحشة التي لا أسمع فيها غير صوت الريح وأشاهد الرمال المتحركة والتي تنثر في وجهي فكم كنت أبحث عن الورق لكي أكتب خواطري وأعبر عن شوقي لموطني وأهلي وعندما لم أجد الورق أكتبها في رمال الصحراء ولكن تأتي الرياح وتمسح كل شي أكتبه ، لأن حتى الصحراء تحس بأني غريب فيها.
وبعد مضي ثلاث سنوات قاسية في الغربة ها أنا أعود إلى موطني الذي كنت أحن إليه ، وسوف تبقى سلطنة عُمان موطني الأصلي وتاج أتوسم به طول الدهر ....
وسؤالي هو : هل سأعود أتغرب مرة ثانية أم لا ؟ والإجابة يحكم عليها الزمن والمستقبل . وسوف يبقى القلم والورق أعز أصدقائي دون ملل أو كلل.