1-Click Setup for WordPress, Drupal & Joomla!
 
رؤية النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: رجل آلي في مسقط

  1. #1
    تاريخ الانضمام
    28/08/2010
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    2,517
    مشاركات المدونة
    1

    افتراضي رجل آلي في مسقط

    الجزء الأول
    وصول الرجل الآلي

    أدهشه جمال أصابعها القابضة على بطاقته الشخصية وفراشات الحنا التي تتراقص على ظاهر كفها كلما تمددت خلايا بشرتها البيضاء الغضة ، غاص بصره عميقاً في ثنية الجلد بين إبهامها والسبابة، رفع بصره الى رأسها يتبع مفرق الشعر من أعلى جبهتها صعوداً الى منتصف رأسها، منعه شالها الأحمر من الصعود أكثر فانزلق نزولاً على خصلة الشعر المتدلية على شكل قوس على خدها الأيسر، بين الخصلة المتأرجحة وطرف الشال المنسدل تألقت أذنها كتحفة جميلة، بهره الزغب الذهبي الاملس أسفل أذنها، لم يتخيل يوماً أن تكون الأذن بهذا الجمال، تمنى لو أنها تلتفت للجهة الأخرى ليرى أذنها من الداخل .....

    تلك الفتاة إسمها وفاء وهي فاتنة متحررة الى أبعد ما يتقبل المجتمع، لكن وفاء الكامنة بوجدان تلك الفتاة المتحررة هي وفاء أخرى، وفاء الحقيقية ساذجة وتحترق شوقاً لسلطة قوية تسيطر عليها ، تريد أن تخضع وأن تُجبر على الخضوع، كلما زاد ذئب رغبتها تلك توحشاً تمادت في إظهار تحررها باحثة عن من يوقفها عند حدها ولكن النتيجة دوماً تأتي عكسية، فتنتها كان يلين لها القاسي و يتمهد لها الصعب، كانت تتوق لصفعة قوية تبكي بعدها بين ذراعي من صفعها، تريد أن تعتذر وهي تبكي وأن تنتحب ندماً......كانت تعي بوضوح تلك الرغبة وآثارها لكنها لم تستطع إلا أن تنجرف معها.

    وفاء كانت أيضاً تنظر لنفسها على ضوء أحداث قصة خيالية قرأتها أيام المراهقة ......بطلة القصة التي تريد أن تناقض صورة أمها القوية القاسية على أبيها الطيب تبحث عن رجل قوي له قلب قاسي تتزوجه، وبعد بحث مضني وجدت رجلاً قلبه من فخار صلب لكنه وقع في هواها وأصبح قلبه الفخاري طينة رطبة فمات، ثم وجدت رجلاً قلبه من حجر فأحبها حباً عنيفاً تفتت قلبه منه فمات، ثم بحثت بعده عن رجل قلبه من حديد، ولما وجدته وقع هو الآخر في حبها، أحبها حباً نارياً ذاب له قلبه الحديدي فمات....بحثت بعدها عن رجل بلا قلب لكنها لم تجد ومع ذلك استمرت في البحث وتجربة كل أنواع الرجال.
    هذا هو الجزء الذي تذكره وفاء من القصة لكني رأيت أن من حقك علي أيها القارئ الكريم بما أني أخذت دور الراوي هنا أن أسرد لك الجزء المتبقي منها والذي غاب عن ذاكرة وفاء او لنقل انها هي غيبته عمداً وهو كما يلي:

    لما يأست تلك الفتاة بعد أن جربت كل أنواع القلوب قررت أن تصلب نفسها على شجرة صبار كثيفة الاشواك علها تطفئ بانغراز أشواكها الحادة في جسدها لهيبها المستعر، بحثت عن شجرة صبار قوية وذات أشواك حادة، ألقت ملابسها ولفت ذراعيها حول شجرة الصبار وضمتهما بكل قوتها منتظرةً ذلك الالم الذيذ الذي تمني به بنفسها في أحلامها، إلا أنها وبخلاف ما توقعت أحست بالأشواك تنحني وإذا بشجرة الصبار تصرخ وتتألم ، تعجبت الفتاة من صراخ شجرة الصبار وسألتها عن السبب، قالت شجرة الصبار "أنت شديدة القسوة أيتها الفتاة" تعجبت الفتاة وقالت "هل جلدي الناعم هو أقسى عن أشواكك" قالت شجرة الصبار "بل قلبك هو الذي يشع قساوةً" عندها عرفت الفتاة أن دائها هو في قساوة قلبها وأن دوائها أن تلين بالحب.

    يتبع.....
     التوقيع 

  2. #2
    تاريخ الانضمام
    28/08/2010
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    2,517
    مشاركات المدونة
    1

    افتراضي

    الآن اعود بك عزيزي القارئ الى ذلك الشاب الواقف أمام وفاء في أحد البنوك.

    رفع يده ليتحسس أذنه ليتأكد أنها تشبه أذن وفاء ، أدخل خنصره في أذنه وأداره نصف دورة ثم أخرجه وفركه بإبهامه ليزيل الشمع الذي التصق به ، نظر الى صورته المنعكسة في المرآة التي تزين العمود خلف مقعدها ، تمعن في وجهه الذي لوحته الشمس...لابد أن هذه المرآة أوضح بكثير من مرآته، ندوب الحادث بدت أعمق، أحد شاربيه أقصر عن الآخر، كل اللوم على تلك المرآة العمياء ولو أتيح له استعمال هذه المرآة لكان قص شاربيه بالتساوي، عزاءه كان في عينه اليمنى الصناعية، بالرغم من أنها تبدو أصغر قليلاً إلا أنها تبدو طبيعية ولا تثير الانتباه.

    أخذ يتابع آثار العرق على رقبة دشداشته، أدار رأسه قليلاً وهو مثبت بصره على المرآة ليرى الجزء الخلفي من رقبة الدشداشة....
    فاجئته بضحكتها التي زادت من تأرجح خصلة الشعر المتدلية ، انتبه نحوها بنظرة متسائلة...
    قالت له
    -كيف تقدر أن تفعل هذا؟!؟!
    -أفعل ماذا؟
    -قبل قليل كنت أحول....
    سكت ولم يجبها فهذا سر من أسراره.
    عادت تكمل ادخال بياناته وهي تغالب ضحكاتها، عينه الصناعية جامدة لا تتحرك ولذلك يبدو أحولاً بشكل مضحك عندما يحرك عينه الطبيعية ناحية اليمين او اليسار، لقائهما هذا لم يكن الأول لكن وحدها وفاء تعرف أين تم اللقاء الأول.

    سالم،هذا هو اسمه، إنه مفكر عميق التفكير، هكذا يصنف نفسه، وهو كما يقول يطور نظرية لغوية اجتماعية مهمة ولم يتبقى له الا أن يختبرها على مجتمع معقد كمجتمع مسقط بعد أن اختبرها على مجتمعه البسيط ولهذا سعى للحصول على وظيفة حارس التي لا تتناسب ومستواه الفكري لكنها تمنحه الوقت الكافي للتأمل، لا أخفي عليك قارئي الكريم أني وقعت في غرامه منذ أن عرفته، إنه أقرب الى الشخصية الكاريكاتورية منه الى مفكر، بل الأكثر من ذلك أن الاحداث المرتبطة به غالباً ما تجري على نحو كاريكاتوري ، لن أطيل الحديث عن خصوصياته فهو سيحكيها بنفسه في وقت لاحق أما أنا فدعوني أبدأ من يوم وصوله الى مسقط.

    يتبع....
     التوقيع 

  3. #3
    تاريخ الانضمام
    28/08/2010
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    2,517
    مشاركات المدونة
    1

    افتراضي

    جاء سالم ليستلم وظيفة الحارس في العاصمة مسقط في بناية تستخدمها إحدى المؤسسات الكبيرة في السلطنة كسكن لموظفيها، في مقر الشركة طلبوا منه رقم حسابه في البنك ليحولوا له الراتب ، هذا شيء جديد بالنسبة لسالم فعيشته السابقة لم تكن تتطلب تعاملات بنكية.
    "إذن عليك أن تفتح حساباً في البنك وتأتينا برقمه" هكذا قال له الموظف
    حسناً سأفعل....أي بنك هو أفضل؟؟....سأل سالم
    أجابه موظف خفيف الدم من آخر ركن في المكتب "البنك المركزي أضمن شيء" دون أن يتوقع أن يؤخذ كلامه على محمل الجد، لكن هذا حصل مع سالم وبسذاجة شديدة قرر التوجه للبنك المركزي.... همّ بالخروج ورفع حقيبته ليعلقها على كتفه ،خطوة....خطوتان.. صدر صوت مألوف من داخل الحقيبة ناتج عن تحرك غطاء إبريق السمن ، وضع الحقيبة على الارض وفتحها ثم أعاد الغطاء الى مكانه، تأكد أن كل شيء في مكانه الصحيح، الدله ...علبة القاشع..الراديو الصغير ...الدشداشة والوزار..المرآة الصغيرة والمقص ...المنقاش والسكين .. أغلق الحقيبة وحملها بحرص هذه المرة وخرج.

    وقف على الرصيف ينتظر سيارة أجرة وحقيبته بين رجليه، توقفت له سيارة أجرة متهالكة من نوع ألتيما وسأله سائقها "أين تريد؟" أجابه سالم "البنك المركزي"
    اتفقا على السعر وحمل سالم حقيبته ممسكاً بها من الطرفين ليضمن توازنها حرصاً على ابريق السمن، ركب بجانب السائق ووضعها بين رجليه برفق، أثار هذا التصرف إنتباه السائق فسأله "ماذا في الحقيبة؟" أجابه سالم " إبريق سمن ، أخاف أن ينسكب على الثياب.
    عند صعود السيارة على الجسر شيئٌ ما في الحقيبة حرك مفتاح الراديو الى وضع التشغيل فصدرت من الحقيبة أصوات غريبة..ششششش تك تك تك شششش...عاد السائق يتفطن في سالم وسأله...ماذا تفعل في البنك المركزي؟؟
    رد عليه سالم بكل ثقة " أريد أن أفتح حساباً للراتب"...عاد السائق وألقى نظرة شك على تلك الحقيبة السوداء...ماذا لو أن بها متفجرات أو أي مصيبة، يفتح حساباً في البنك المركزي!!!! على من يضحك!!!....ماذا لو أن هذا الرجل أرهابي يريد تفجير البنك المركزي.....في غمرة أفكاره وتردد بصره بين الحقيبة وبين سالم فوجئ بسيارة دخلت مسرعةً من طريق فرعي فضغط على الفرامل بشكل عنيف ...... إندفع سالم للأمام بشدة وفي آخر لحظة تحاشى أن يصطدم رأسه بالسيارة إلا أن عينه الزجاجية خرجت من مكانها واصطدمت بالزجاج الامامي ثم تدحرجت عائدةً لتستقر بين رجلي السائق........جحظت عينا السائق من الرعب وصار ينظر الى وجه سالم تارة والى العين التي بين رجليه تارةً أخرى، أسرع سالم ليتناول عينه ويعيدها الى مكانها دون أن يقدم أي تفسير، فهذا أمر معتاد بالنسبة له.......

    يتبع....
     التوقيع 

  4. #4
    تاريخ الانضمام
    28/08/2010
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    2,517
    مشاركات المدونة
    1

    افتراضي

    أيقن السائق أن الذي بجانبه أكثر من ارهابي ، ربما هو إنسان آلي متقن الصنع أرسلته إحدى المنظمات لتدمير البنك المركزي العماني......الأمر لايحتمل، لابد من إبلاغ الشرطة، توقف السائق عند محطة الوقود واستأذن من سالم لدخول دورة المياه، في دورة المياه، اتصل بالشرطة وأخبرهم بخطة الإرهابي الذي معه ، أخبرهم عن الحقيبة السوداء التي تحوي المتفجرات وعن جهاز التوقيت الذي سمعه وعن العين الآلية التي سقطت وأعادها الآلي الى مكانها بكل سهولة.......أول من تلقى مكالمة السائق كان فرداً عادياً وبعد أن أدرك خطورة الأمر حوله الى وكيل ثم ..ثم..إلى أن وصل الى العميد .... تعليمات العميد كانت تقضي بأن يسلك طرقاً فرعية لكسب الوقت وتأخيره عن الوصول للبنك مدة ساعة دون إثارة شكوكه ريثما تكون الأجهزة الأمنية قد أعدت استعدت ونصبت كميناً للقبض عليه.
    بعد الشرطة أتصل السائق بزملاءه في محطة سيارات الاجرة ليحذر كل سائقي الاجرة من هذا الارهابي، أغلق الهاتف وفتح الباب ليجد مايقرب من عشرة أشخاص كانوا يستمعون لمكالمته بسبب صوته المرتفع من دورة المياه، كلهم يسألون عن الارهابي الذي سيفجر البنك المركزي...خاطبهم قائلاً
    "أرجوكم اخفضوا أصواتكم فهو يسمع حتى من بعيد....عينيه وأذنيه....يديه ورجليه كلها آلية ...إنه رجل آلي متطور"
    عاد السائق للسيارة وهو يحس أنه يريد التبول بشدة ، كانت عجلة القيادة تنزلق بين أصابعه من شدة التعرق، لاحظ سالم توتر السائق وظن أنه يعاني بسبب إمساك شديد فأراد أن يمازحه ليخفف عنه ، قال له...
    -هل تستطيع أن تعض أذنك؟
    -ماذا...أعض أذني؟!؟! وهل هناك من يستطيع أن يعض أذنه؟

    -أنا أستطيع ذلك، بكم تراهن؟......ما رأيك أن تراهن بأجرة التوصيل.
    كان السائق في غاية الخوف وتخيل أن فم سالم سيتمدد كالمطاط ليصل الى أذنه أو أنه سيقتلع أذنه ويضعها في فمه....ياله من منظر مخيف، سكت ولم يستطع الكلام من شدة الخوف.
    إنتظر سالم قليلاً ولمّا لم يجد الجواب قام بحركته المعتادة.......بحركة سريعة خفيفة أخرج طقم أسنانه من فمه وأطبقه على أذنه ثم التفت ناحية السائق وهو يبتسم.....أنظر الى أذني.......أخذت السائق المفاجأة وكاد أن يتوقف قلبه...تجمد بصره على طقم الاسنان المتدلي من أذن سالم وترك عجلة القيادة..انحرفت السيارة عن الشارع الى ناحية اليمين ...ترنحت عبر حوضي شجرتين من الاشجار الجانبية ثم انقلبت بعد اصطدامها بالشجرة الثالثة.....
    بالكاد تمكن سالم أن يعيد طقم أسنانه قبل أن تنقلب السيارة..... الآن هو رأساً على عقب ويكافح لستر عورته، حقيبته على وجهه والسمن يسيل على ثيابه، الباب الذي بجانبه كان مرتفعاً عن الارض ولذلك استطاع فتحه، حمل حقيبته وزحف الى الخارج، قام واقفاً فوجد بعض السيارات التي توقف اصحابها للمساعدة، أحس بدوار ثم أغمي عليه وسقط على الارض.....تجمع أصحاب سيارات الاجرة يبحثون عن الرجل الآلي ولم يعيروا صراخ السائق المسكين أي انتباه...التفوا خلف السيارة، كان سالم راقداً على بطنه وخده الايسر،...كانت حقيبته تحته ويصدر منها صوت وشوشة الراديو شششششش....تك... تك... تك.... شششششش...، طقم الاسنان كان نصف خارج من فمه، عينه الزجاجية مقلوبة، خاطر أحدهم بالاقتراب والنظر الى العين فلاحظ عليها حروف انجليزية صغيرة، ثيابه عليها أثر السمن وعند خصره تجمعت بركة صغيرة من السمن المتسرب من الحقيبة.

    قال أحدهم وكان خبيرا في الميكانيك "يبدو أن مضخة الهيدروليك التي تحرك أعضاءه تعطلت وتسرب الزيت" وقال آخر "ألا تسمعون الصوت...يبدو أنه يرسل رسائل استغاثة"
    وقال ثالث وكان مطوع "هل يعلم أحدكم ما حكم صلاة الميت على الرجال الآليين".....
    كل يقول بقول وكل يفتي برأي...
    فجأة إنتفض سالم وما إن تحرك قليلاً حتى أصدر الراديو صوت طنين قوي...دب الرعب في المجتمعين حوله ...تراجعوا الى الوراء على شكل دائرة......أول ردة فعل له كانت سحب طقم اسنانه الى فمه ثم أعاد عينه الى وضعها الصحيح....ما إن رفع بصره الى المحيطين به حتى كان غبار تفرقهم عنه أعلى عن رؤسهم.
    بعضهم قال أنه طار بشكل دائري كالصاروخ واختفى في طبقات الجو، وبعضهم كان يقسم أنه إخترق الارض دون أن يترك أثراً وفريق ثالث قال أنه تلاشى حتى أصبح مخفياً عن الأنظار.......


    تم الجزء الأول ويتبعه الجزء الثاني بإذن الله
     التوقيع 

مواضيع مشابهه

  1. الردود: 210
    آخر مشاركة: 24/08/2013, 03:05 AM
  2. الردود: 118
    آخر مشاركة: 19/08/2012, 05:40 AM
  3. الردود: 157
    آخر مشاركة: 12/09/2011, 01:04 PM
  4. ناقلات مجاري المياه التابعة لبلدية مسقط تلوث شواطئ مسقط الجميلة !!!!
    بواسطة بوصقر2525 في القسم: سبلة السياسة والاقتصاد
    الردود: 5
    آخر مشاركة: 27/02/2011, 12:04 PM
  5. هل سيحدث توازن سكاني في مسقط بعد فتح شارع مسقط السريع وشارع بوشر العامرات
    بواسطة للتطوير في القسم: سبلة السياسة والاقتصاد
    الردود: 4
    آخر مشاركة: 10/01/2011, 09:55 AM

قواعد المشاركة

  • ليس بإمكانك إضافة مواضيع جديدة
  • ليس بإمكانك إضافة ردود
  • ليس بإمكانك رفع مرفقات
  • ليس بإمكانك تحرير مشاركاتك
  •