حول الإنجاب... في عمر متأخر..
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته...
خلقنا الله تعالى وأوجد فينا خصائص وسمات تختلف من شخص لآخر..
كما أوجد فينا قدرات جسدية.. ونفسية تختلف في الفرد نفسه من عمر لعمر آخر..
وقد خلقنا الله تعالى كذلك لإعمار الأرض بالذرية الصالحة التي تعمر الأرض بعبادة الله سبحانه..
كلنا قادرون على الإنجاب بحول الله وقوته.. ما دمنا خالين من الأمراض التي تعيق ذلك..
ولكن هل فكرنا إلى أي عمر يفترض بنا أن نستمر في ذلك؟؟؟
بالتأكيد فهذا الأمر متروك بيد الله تعالى ولكن لا بأس من تنظيم ذلك من أجل مصلحة الأبناء ومصلحتنا كذلك.. ولا يتعارض مع أمر الله..
لو نظرنا إلى الناحية الفسيولوجية سنجد بالطبع أنه بالنسبة للرجال القدرة على الإنجاب مستمرة طالما يتمتعون بصحة جسدية عالية..
وبالنسبة للنساء يستطعن ذلك أيضاً طالما هن في سن الإنجاب الذي قد يمتد لدى بعضهن إلى ما بعد الخمسين..
إلا أن علماء الطب يرون أن أفضل عمر للإنجاب بالنسبة للمرأة هو ما بين ال(20-35) وليس القدرة على الإنجاب بل الأفضل من حيث الصحة الجسدية للوالدة والمولود..
وسيقول قائل أن آباءنا وأجدادنا استمروا في الإنجاب إلى عمر متأخر وكان الأبناء أصحاء.. وذلك صحيح أيضا.. ولكن المقصود أن الأبناء سيكونون عرضة أكثر للأمراض..
وليس هذا محور حديثنا
ولا هذا ما عنيته بسؤالي "إلى أي عمر يفترض أن ننجب؟"..
وإنما عنيت أن الأبوين حين يقرران الاستمرار في الإنجاب إلى ما شاء الله لهما ذلك ينبغي أن ينتبها إلى أمر مهم جداً.. وهو قدرتهما على تربية هؤلاء الأطفال..
فمن ينجب وعمره 25 عاماً مثلاً .. حين يبلغ الابن الخامسة عشر من عمره يكون الأب في عمر الأربعين وذلك جيد بل مناسب جداً حيث أن مرحلة التربية وما ينضوي تحتها من مهام وتكاليف ومتاعب يقوم بها الأبوين وهما في مرحلة الشباب.. فيكونا قادرين على مسايرة الأبناء من سهر وتربية وتفهم لنفسياتهم وتلبية لاحتياجاتهم ومصاحبتهم فلا يكون الفرق كبير بينهما..
وحين يصبح ابنه في عمر ال 25 عاماً يكون الأب أو الأم في عمر ال50 عاماً..
وإذا استمر الإنسان في الإنجاب وقرر مواصلة ذلك بعد الخامسة والأربعين..
أرى أنه من الصعب أن تكون هناك مسايرة طبيعية بين الوالدين والأبناء.. فالطفل يريد أن يأخذ حقه من الاهتمام والرعاية وحتى اللعب مع الأبوين.. في وقت يكون فيه الأبوان غير متقبلين لذلك نفسياً حتى وإن حاولوا إعطاء الطفل حقه..
فلا تكون الرغبة لديهما في ذلك كما كانت لديهما قبل عشر سنين وأكثر..
وحين يكون عمر الابن 15 عاماً يكون عمر الأب 60 عاماً.. فهل سيكون هناك توافق وتفهم بين جيلين الفرق بينهما أربعة عقود ونصف من الزمان؟؟
كما أن الإنسان له مهام حياتية أخرى غير مسألة الإنجاب والتربية..
ونستشهد على ذلك أن رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه وهبه الله البنون والبنات في مرحلة ما قبل الدعوة.. أي في الفترة من 25- 40 عاماً ولم ينجب بعد ذلك..
علماً بأن في مرحلة إنجابه كان متزوجاً بالسيدة خديجة رضي الله عنها..
ثم تعددت زوجاته بعد وفاتها رضوان الله عليها..
أما كان من الأجدر أن يكون لديه البنين الكثر من زوجاته الكثيرات؟؟؟
ولكن بأمر من الله..
حان وقت التفرغ للدعوة ونشر الدين ولا وقت لتربية الأبناء في تلك المرحلة..
كذلك حياتنا يجب أن نحسن تنظيمها.. فلا ينبغي أن تكون عشوائية في مسارها.. فهناك وقت للأبناء.. ووقت للعطاء والبناء والعمل والسعي في الأرض لإعمارها بالخير ووقت يلي ذلك كله عندما نكبر ونشيخ فنجعله للتفرغ للعبادة..
مساحة للمشاركة بآرائكم حول ذلك..
هل ترون أنه لا فرق في قدرة الإنسان على تربية الأبناء في مراحل عمره المختلفة؟؟
دمتم بحفظ الله..