كتب التنميّة البشريّة، شخصيّا أعتقد بأنّها مضيعة مطلقة للوقت، لا توجد طريقة صحيحة لعيش الحياة، لا توجد حكمة معيّنة لتجنّب الأخطاء، و لا خلطة سحريّة للتميّز و التفوّق، "كن نفسَك" كافية و تزيد. منذ عشر سنوات تقريبا كان لي صديق يحبّ قراءة هذه الكتب، حاولت كثيرا إقناعه فعجزت، لذلك لجأت إلى حيلة مقابلة، استغللت عدم تواجده في غرفته و مزّقتها جميعا. لم يستوعب الأمر آنذاك و كان غاضبا ينفث النار كالتنّين، لكن بعد سنوات طويلة، بعد قراءته دوستوييفسكي و هيرمان هيسه، أدرك أخيرا أنّ ما فعلتُه كان لصالحه. بالنسبة لي، لم تكن تلك الكتب جذّابة أبدا في يوم من الأيّام، لديّ مناعة فطريّة تجاه ذاك الهراء المنمّق!