قصة الحدود بين السعودية ودول الخليج وغيرها من الدول
في موضوع سابق أثار بعض الأعضاء (ملف الحدود) بين دول الخليج العربي بحجة (الرأي والرأي الآخر) علما بأن التوقيت غير مناسب لفتح هذا الملف ، ولكن في كل الأحوال لن يستطيع كائن من كان أن ينسف العلاقات الراسخة بين دول الخليج العربي ، ومن يريد أن ينسفها بفتح ملفات الحدود وغيرها فنقول له بأن دول الخليج لا تدعي الكمال والعبرة بحسن التعامل مع أي ملف شائك ، الحمد لله ولاة الامر في كل دولنا الست لديهم من الحكمة ماليس لدى غيرهم ، والدليل أنهم إستطاعوا إدارة ملفات شائكة بكل هدوء ، ودون أن تشعر بها شعوبهم ، ففي الوقت الذي تكثر فيه الملفات الشائكة (سواء كانت حدودية أو سياسية) تكون الشعوب الخليجية أكثر قربا من بعضها ، بل وصلت إلى مرحلة الإنتماء لكيان يسمى (الخليج العربي) فكل شخص في الخليج العربي سواء كان كبيرا أو صغيرا أو ذكر أو أنثى أصبح يشعر بأنه ينتمي لكيان كبير يسمى (الخليج العربي) وهذا طبعا بفضل الله ثم بفضل السياسات الحكيمة التي يتبعها ولاة أمرنا في كل الملفات.
لكن مادام أن البعض أثار مشكلات الحدود فإن من حقي كأحد أبناء المملكة العربية السعودية أن أرد ، وإن كانت بلادي الغالية ليست بحاجة إلي فهي كل يوم تتطور أكثر فأكثر من جميع النواحي (إقتصاديا -سياسيا-عسكريا -أمنيا-ثقافيا-تنمويا) وهي مشغولة بمعركة التنمية الداخلية ، علما بأن السعودية ليس من طبعها الدخول في جدل إعلامي عميق فهي أن أرادت أن تحل المشكلة تتبع الطرق السليمة وذلك تماشيا مع حديث النبي صلى الله عليه وسلم (استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان) وللمعلومية سوف إعتمد في موضوعي على ماكتبه أحد العارفين بملف الحدود بين دول الخليج.
في البداية يجب أن يعلم الجميع بأن المملكة العربية السعودية إن ارادت حل مشكلة الحدود مع أي دولة فإنها تتبع قانون (التسوية العادلة) وملوك المملكة العربية السعودية منذو عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله إلى يومنا هذا أو لنقل إلى عهد الملك فهد رحمه الله أسهموا في إنجاح إتفاقيات للحدود حتى باتت بلادنا ولله الحمد أقل الدول العربية التي تعاني من مشاكل الحدود.
استطاعت السعودية عقد أكثر من 20 إتفاقية للحدود وعلاقات حسن الجوار مع كل الدول المتاخمة لحدودها وذلك بالاعتماد على مبدا الرضا والتنازل المتبادل ، وهذا دليل على حرص السعودية على بناء العلاقات الطيبة مع دول الجوار وقد استطاعت بفضل الله من بسط الاستقرار والسلام على جميع حدودها الشاسعة ، وعم الامن جميع نواحي المملكة حتى أصبحت المملكة مضرب مثل ليس في الدول العربية فحسب بل في جميع العالم فلا يذكر الامن حتى تذكر السعودية في مقدمة الدول.
واجهت المملكة العربية السعودية منذ تاسيسها عام 1343هـ وعلى مدى سبعين عام مصاعب كثيرة للتوصل إلى إتفاقيات حدود مع دول الخليج ، وكانت الصعوبات تكمن في ثلاثة أمور (الطبيعة الجغرافية-الحدود القبلية-التدخل البريطاني) وبالنسبة لبريطانيا فلقد نابت العديد من دول الخليج في التفاوض مع السعودية ، ولهذا السبب رفضت السعودية الكثير من الأفكار البريطانية وأستمرت المفاوضات لأكثر من 50 سنة ، ولكن عندما إستقلت دول الخليج عام 1381هـ تماما تم حل المشاكل بكل هدوء وحكمة ، وكما تعلمون بأن دول الخليج العربية مستهدفة من الكثير من القوى العالمية ، ولكن دول الخليج إستطاعت إنهاء غالبية مشاكلها الداخلية وخاصة الحدودة واتجهت للوقوف صفا واحدا أمام الأطماع الخارجية.
يتبع ......