في الماضي كان الإقتراب من الهاتف محرماً أو محظوراً إلا على الأولاد
وإذا رن الهاتف تتعالى أصواتهم من بعيد ما حد يرد ..هذا الجهاز الساحر ارتبط بمفهوم الأخلاق والحياء
وكان اقتراب البنات منه يمثل خروجهن إلى الشارع بدون غطاء رأس ...
في الماضي كانت الفتيات يجلسن في المقعد الخلفي من السيارة واليوم يتعاركن على المقعد الأمامي وإذا كانت الواحد تقود السيارة تخرج وبلا حياء بملابس النوم أو الشورت
من حيث الجرم والعقوبة .. كان أقصى ما يمكن أن يشاهده الصغار على التلفزيون ..
أفتح يا سمسم .. والحكايات العالمية الساحرة وسندباد وليدي وهايدي وسميد واليوم ينتظرون مسلسلهم التركي بشغف ..
في الماضي كان الأب عملاقاً كبيراً ، نظرة من عينه تخرسنا .. وضحكته تطلق أعياداً في البيت
وصوت خطواته القادمة إلى الغرفة تكفي لأن نستيقظ من عميق السبات ونصلي الفجر واليوم صار من النادر أن يلعب هذا الفذ دوراً في منزله
في الماضي كانت المدرسة التي تبعد كيلوين قريبه لدرجة أننا نتمشى إليها كل صباح ونعود منها كل ظهيرة لم نحتاج إلى باصات مكيفه ولم نخش على أنفسنا .. وحن ندرس في الحواري لنشتر عصير الفيمتو المثلج في أكواب بلاستيكيه ونعود إلى المنزل بملابسنا المتبقعه
في الماضي كانت الفتيات يرتدين العبايات وهن ذاهبات إلى المدرسة واليوم وبلا حياء يرتدين أحدث الموديلات والقصات المستحدثة من المسلسل الفلاني ومن الممثلة الفلانيه ومن المغنية الفلانيه
في الماضي عندما تحضر مدرسة الدين( التربية الإسلامية) يغطى الشعر واليوم التسريحات ببلاش أذكر عندما كنت متدربة إحدى الطالبات تقول : يا أستاذه أنا مستحيل أجي المدرسة بدون تسريحه إذا أمي ما فاضيه أقول حال السايق يشلني الصالون ما تشوفني أتأخر وطبعا هي بنت هوامير
في الماضي كان فرحنا يقتصر على المية بيسه الحمراء ونركض الدكان كأنه عندا الملايين واليوم الواحد يحط رجل على رجل ويقول ما بخرج معكم ما بسوي الشي الفلاني ما بسمع الكلام الا والخمسة ريال في يدي
في الماضي كنا ندرس بشغف من أجل النسبة وحلم الجامعة وإذا مر من أمامنا رجل او هندي نغير الطريق من الحياء أحيانا وأحيانا من الخوف .. واليوم دفشني وأدفشك ..
في الماضي كان الكلام عن الزوج عيب وحرام وفضيحة واليوم صارت من مواد البنات الأساسية خلال أحاديثهن
في الماضي كنا ننتظر العيد بشغف عشان نروح المخرج أو العيود ونسمع الرزحه والفنون الأخرى ونشتري الأسكريم مال كوب إلي نصه ماي بس على الرغم من ذلك كان يفرحنا ..واليوم خلى كارفور السندباد وغيره وغيره ..
في الماضي لم تكن هناك جراثيم على عربات التسوق ولم نسمع عنها في إعلانات التلفزيون ولم نحتج لسائل معقم ندهن به يدينا كل ساعتين لكننا لم نمرض
في الماضي كان للأم سلطه وللمعلم سلطه وللمسطرة الخشبية الطوووويله سلطه نبلع ريقنا أمامها وهي إن كانت تؤلمنا ..لكنها جعلتنا نحفظ جزء عم وجدول الضرب وأصول القراءة وكتابة الخط العربي ونحن لم نتعد التاسعة بعد..
في الماضي كانت الشوارع بعد الساعة العاشرة تصبح خاليه وكانت النساء يمكثن في بيوتهن ولا يخرجن أبدا في المساء وكان الرجال لا يعرفون مكانا يفتح أبوابه ليلاً سوى المستشفى والمطار.
وكانت الصواني تدور كل ظهيرة وعصريه بين بيوت الجيران والأقارب في الماضي لم يكن الأب متعلماً ولا الأم مثقفه وكان الصغار ينجحون بدون مدرسيين ويفهمون الدرس بدون دروس خصوصية ويسجلون في المدارس الحكومية
في الماضي كان للحياة عطر وأريج وكانت الحياة اجتماعيه أكثر طيبه أكثر مليئة بالفرح أكثر وسهله .. للأسف تسرب الحب من طيات هذه الحياة ومن تفاصيلها حتى غدى الستر غريباً
ما أجمل قلووووووووب ونفوووووس تلك الأيام .. ويا ليتها تعود
مصدر هذه الكلمات :
- جلسات الشيوووبه
- جلسات الوالد والوالدة
- أنا وواعوذ بالله من الأنا
- الواتس أب
مثل ما تلاحظوا الموضوع شويه يعور الفواد .. نريد كلام منطقي وبعيد عن التخميس
إلي حاب يشارك يبدأ كلامه في الماضي كان وكان وكان ... ماذا حدث في الماضي ويريد لو أن الزمن يرجع الخلف ويعود .............