رحلتنا إلى رائعة القوقاز... بلاد النار... أذربيجان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله
و الصلاة و السلام على رسول الله ...
أما بعد...
فيسرني أن أضع بين أيديكم هذا التقرير السياحي المتواضع عن زيارتنا لأذربيجان ... فبعد النجاح الباهر لتقريري السابق عن بلد الأنهار و البحيرات.. البوسنة والهرسك (يمكنكم الرجوع إليه في توقيعي أدناه) و الإطراء الجميل من قبل مرتادي السبلة ... فقد شجعني ذلك على الكتابة عن بلد النار ... أذربيجان... البلد المسلم الجميل ...
أذربيجان
https://up.harajgulf.com/do.php?img=1410226
https://up.harajgulf.com/do.php?img=1410227
https://up.harajgulf.com/do.php?img=1410228
هي إحدى بلاد القوقاز أو "القفقاز" التي تقطن مناطق جبال القوقاز في حدود قارتي آسيا و أوروبا معاً... و يعد القوقاز أكثر المناطق تنوعاً من الناحيتين اللغوية والثقافية على وجه الأرض ....و يتألف القوقاز من الدول القومية السوفياتية سابقاً و جورجيا، و أرمينيا وأذربيجان.
تقع جمهورية اذربيجان في مفترق الطرق بين أوروبا الشرقية وآسيا الغربية ، ويحدها بحر قزوين إلى الشرق وروسيا من الشمال وجورجيا إلى الشمال الغربي وأرمينيا إلى الغرب وإيران في الجنوب .
يسمونها بلاد النار , نسبة إلى شعار الدولة والذي ستراه في كل مكان هناك
وسبب الشعار هو أن الغاز والنفط يظهر في بعض الأماكن التي تكون فيها التُربة غير قوية فتكون هُناك نار ( شعلة ) ، كما ستجدها مشتعلة منذ أكثر من أربعة آلاف سنة في قرية تم تسميتها ب جبل النار أو ( يانارداغ Yanar Dag)
هي دولة إسلامية بنسبة 95%، واختلف في سر تسمية البلد ببلد النار، فالمؤرخين يقولون نسبة إلى النفط السطحي المحترق في أجزاء مختلفة من الدولة، والبعض يقول نسبة إلى النار المشتعلة في كل مكان في الزمن السابق والتي يشعلها عباد النار، وطباع أهل المنطقة تأتي بالمرتبة الأولى التركية، كالهيئة والعادات والتقاليد العثمانية. (هذه المعلومات من الانترنت للعلم)
العاصمة هي باكو (Baku)و العملة المستخدمة هي مانات (Manat)،
1 مانات = 220 بيسة تقريبا
و الأفضل لكل من يجب السفر إلى أذربيجان أخذ دولارات (أو يورو) معه و تحويلها هناك إلى مانات ..
أما بالنسبة للغات ، فإن اللغات المستخدمة إضافة إلى الأذربيجانية، هي التركية والروسية. و من خلال كلامهم تلاحظ بأن هناك كلمات عربية الأصل تستخدم في لغتهم الأذرية . كما تجد القليل منهم ممن يتحدث الإنجليزية، كما أن قليلا جدا جدا ممن يتقن العربية الفصحى .
و تشتهر البلد بالعديد من الأماكن السياحية مثل : باكو (Baku) – شماخي (Samaxi) – قابالا (Gabala) – اسماعيليه (Ismaili)، شاكي (Saki) – قوبا (Quba) – قوسار (Qusar) – شاهداغ (sahdag) ، وهناك اماكن سياحية كثيرة ولكنها غير مشهورة .
الشعب ودود و راقي في تعامله و مهندم و مظهره يعطي انطباعاً طيباً على العيشة الطيبة بشكل عام. كما أنهم متعاونون جداً... و ملامحهم وطباعهم وعاداتهم ممزوجة ما بين الروسية والتركية والفارسية والعربية، و غالبية الشعب على ديانة الإسلام و لله الحمد و المنة و الفضل.
قد يتساءل البعض عن مدى الأمان في أذربيجان، و هنا أحب أن أطمن الجميع - و الحق يقال – فقد وجدنا الشرطة منتشرة في كل المواقع بشكل مرتب وبدون التسبب في أية إعاقات للمرور أو السياح، وكنا نمشي لأوقات متأخرة و الحمد لله لم نجد أي مضايقات . الكل في حاله و لا ينتبه لك أصلا. فقط ملاحظة واحدة في موضوع الأمان، و هي أن تتجنب ذكر (ارمينيا) أمام أهل البلد، لأنهم يتحسسون كثيراً من " إرمينيا" بسبب الحرب و العلاقات المضطربة بين البلدين و المناوشات على المناطق الحدودية .
أغلب التقارير السياحية عن أذربيجان تطرقت عن هذا الأمر، و أحببنا التأكد، فتحدثنا (أنا و أبو باسل) عن الدول المجاورة لأذربيجان بصوت واضح قليلاً و نطقنا اسم "أرمينيا" ... و على الفور انتبه لنا المرشد السياحي و سألنا عن موضوع أرمينيا فقلنا له أننا نسأل عن الدول المحيطة بأذربيجان... و قال لنا بما معناه أن نتجنب ذكر اسم تلك الدولة. ..
عوداً على بدءٍ ...
محدثكم عيسى الريامي (أبو المؤيد) و رفيق الدرب أبو باسل هما بطلي هذه الرحلة... كما هي عادتنا في رحلات سابقة ... فلله الحمد و الشكر على ذلك...
لم تكن هذه الرحلة على أجندتنا... و لم نخطط لها مسبقا ... بل إنها أسرع رحلة لنا من حيث التخطيط ... حيث صار كل شيء في نفس اليوم تقريباً....
كنت افكر في السفر ... و للأمانة كنت أفكر في العودة إلى بلاد الأنهار و البحيرات و المناظر الخلابة (البوسنة) للمرة الثانية هذا العام... لكني أجلت فكرة السفر إلى حين... حتى أنتهي من بعض الأعمال... لكن.. قدر الله تعالى أن أستلم في يوم الجمعة الرابع و العشرين من نوفمبر بريداً إلكترونياً من موقع بوكينج... يقول فيها ... إنها جمعة العروض الذهبية... استغل الفرصة...
عروض فنادق و منتجعات سياحية في كل أنحاء العالم... بأسعار رخيصة جدا ...بصراحة لم أصدق عيني... عروض فنادق في نيويورك و لندن و باريس و في مناطق كثيرة بأسعار زهيدة... بعضها..أربع نجوم بسعر 7 ريالات عمانية لليلة... نعم نعم 7 ريالات .... و هناك الأقل و بعضها في حدود العشرة .. و حسب مواقع تلك الفنادق تجد بعضها تم خصم 50 بالمئة من السعر الأصلي... وهكذا... (لكن الغريب أن أعلى الأسعار لم تكن في تلك المناطق السياحية الرائعة التي يتمناها كل واحد منا، بل كانت في بلدنا عمان ... نعم الأسعار كانت أغلى و أعلى من كثير من مناطق العالم السياحية في ذلك اليوم)
زاد هذا الايميل من رغبتي للسفر... بل ارتفع عندي معدل الحماس و الهمة...
على الفور تواصلت مع أبو باسل.... واقترحت عليه السفر... وافق على مبدأ السفر ...على أن نختار وجهة لم نسافر إليها من قبل... وكان الاتفاق على أذربيجان...
في نفس اليوم ...قمت بحجز تذكرتي السفر على طيران فلاي دبي ... مسقط - دبي - باكو - دبي - مسقط
بسعر 243 ريال (للتذكرتين) .... على أن يكون تاريخ السفر 2 ديسمبر و العودة 9 ديسمبر....
بعدها أبحرت في موقع بوكينج لحجز الفندق ... و الحقيقة أنني وجدت عرضا مغريا في أحد فنادق العاصمة باكو... غرفتين طوال فترة السفر بسعر مغري جدا حتى أنه لم يصل إلى 100 ريال عماني ... للغرفتين نعم....
حجزتهما و كان الأمر الجيد في الموضوع هو عدم الحاجة للدفع المسبق أو حتى لبطاقة البنك.... الحمد لله على ذلك ... فقد صادفتنا مفاجأة لم نكن نتوقعها... سنتحدث عنها في وقتها...
بعدها ... توسعت في البحث عن تقارير السفر إلى هذه الدولة.. أغلبها مكررة بأسماء مختلفة..
قمت كذاك بالتواصل مع بعض الاخوة المهتمين في أمور السفر.. فكان منهم أن اعطوني ارقام بعض الأشخاص هناك للتعامل معهم في تنظيم الرحلات السياحية و توفير السائق مع سيارة خاصة ...
كما أني تواصلت بالإيميل مع بعض شركات السياحة هناك لمعرفة تفاصيل البلد و الرحلات السياحية و الاسعار ..الخ
وصلتني عدة ايميلات بعروض مختلفة و بأسعار متفاوتة...
لكني في النهاية قررت التعامل مع أحد الإخوة الاذربيجانيين ممن يتقنون اللغة العربية الفصحى و يعمل برامج سياحية إضافة إلى وظيفته الأصلية كمدرس في الجامعة..
تواصلت معه على الواتس اب... و رحب بنا و أبدى استعداده لاستقبالنا و توفير سائق و سيارة خاصة لنا و ترتيب برنامج سياحي... السعر المبدئي كان في حدود 500 دولار... لكني قلت له سنتحدث عن البرنامج عند وصولنا ... ما يهمنا هو الرحلات السياحية بغض النظر عن السعر ...
اسمه سمير حسن ( و هذا رقمه 00994557651141 – و يمكن لمن يريد التواصل معه على الواتس أب)
مطار دبي
أقلعت بفضل الله طائرة فلاي دبي المتجهة إلى دبي في تمام الساعة الخامسة و الربع فجرا من مسقط العامرة.... وصلنا دبي بعد فترة قصيرة .
كانت فترة الترانزيت أكثر من خمس ساعات... و تصادف في ذلك اليوم الثاني من ديسمبر هو اليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة... اللهم بارك لهم في عيدهم و احفظ بلادهم و بلاد المسلمين...
بعد الساعة التاسعة صباحا ... و نحن في مطار دبي... قام موظفو و موظفات المطار بتزيين بعض المواقع بالأعلام الإماراتية و صور لقادة الدولة حفظهم الله ... و صور لمؤسسي الدولة وعلى رأسهم الشيخ زايد (رحمه الله و أسكنه فسيح جناته)....
كما قام بعضهم بتوزيع الهدايا التذكارية و الحلويات على الأطفال و الواصلين لمطار دبي ...
كانت بحق لفتة رائعة جدا نالت استحسان المسافرين ...
بدورنا أنا و أبو باسل حصلنا على شال لعلم الإمارات به صورة لمؤسسي الدولة... وكان لنا شرف ارتدائه في المطار ... حالنا كحال الكثير من المسافرين...
مطار دبي الثاني ... ليس كبيرا ... و بحكم طول فترة الانتظار فقد مشينا فيه كثيرا ... إلى أن حان وقت الصعود إلى الطائرة المغادرة إلى باكو...
https://up.harajgulf.com/do.php?img=1405352
https://up.harajgulf.com/do.php?img=1410269
https://up.harajgulf.com/do.php?img=1405354
https://up.harajgulf.com/do.php?img=1405355
https://up.harajgulf.com/do.php?img=1405356
https://up.harajgulf.com/do.php?img=1405357
مطار حيدر علييف بحمد الله...
بحمد لله أقلعت الطائرة من مطار دبي إلى باكو، و قد كانت مدة الرحلة تقريبا ساعتين ونصف... بداية الطيران كان مريحاً و هادئاً و ما أن اقتربنا من مشارف العاصمة باكو إلا و تغير الحال... كثرة المطبات الهوائية ... الطائرة ترتجف بكاملها...
في السماء... تشاهد جبالا من الغيوم القاتمة... ما أن تدخل الطائرة فيها إلا و تهتز كثيرا ... و تسمع أصوات و صراخ بعض المسافرين ... فعلا الأمر ليس بالهين أبدا ... و على الرغم من صعوبة الموقف على الكثير من المسافرين ترى القلة الباقية مستمتعة و تتعالى ضحكاتهم و كأن الأمر طبيعي جدا بالنسبة لهم....و كذلك الحال للمضيفات.... إحداهن جلست حسب أوامر القبطان في الكرسي المقابل ...و تقول... انا احب المطبات الهوائية... تعجبني كثيرا على عكس المسافرين.... (لا تعليق)
وصلنا بحمد الله إلى مطار حيدر علييف ، أنيق و صغير ... ديكوراته جميلة و بسيطة.. و لا تأخذ وقتا طويلا في تخليص إجراءات السفر...
يوجد مكان مخصص لطلب التأشيرة (الفيزا) و هي بقيمة 20 دولار للشخص... خلال خمس دقائق فقط... تكون قد أنهيت إجراءات الفيزا و بعدها تواصل مشوارك إلى مكان استلام الحقائب ومنها إلى خارج المطار...
https://up.harajgulf.com/do.php?img=1405405
https://up.harajgulf.com/do.php?img=1405406
https://up.harajgulf.com/do.php?img=1405407
https://up.harajgulf.com/do.php?img=1405408
https://up.harajgulf.com/do.php?img=1405409
https://up.harajgulf.com/do.php?img=1405410
و خارج المطار...
https://up.harajgulf.com/do.php?img=1405411
https://up.harajgulf.com/do.php?img=1405412
و هذا نموذج لاستمارة طلب التأشيرة
https://up.harajgulf.com/do.php?img=1405413
ما أن خرجنا...إلا و يهب علينا هواء باااارد... كانت السماء ممطرة و الطقس بارد للغاية...
وجدنا الأخ سمير و السائق (إلمان) في انتظارنا...
و لمن لم يرتب مع أحد هناك لانتظاره في المطار... يوجد الكثير من سائقي سيارات الأجرة على مخرج المطار... و قليل جدا منهم يعرض عليك خدماته باللغة العربية ....
ركبنا السيارة و انطلق بنا إلمان إلى العاصمة باكو ... اقترح علينا سمير أن نذهب اولا لتغيير العملات و من ثم شراء شريحة الهاتف المحمول و بعدها إلى الفندق...
أكملنا تغيير العملات و اشترينا بطاقتي الهاتف .. دفعنا 30 مانات للبطاقتين ، و فيهما (خدمة الإنترنت سعة 5 جيجابايت + عدد كبير من الرسائل النصية + اتصالات بقيمة 3 مانات )
جاء الدور الآن للبحث عن الفندق الذي اخبرتكم عنه سابقا بأني حجزته من موقع بوكينج....
يوجد بنفس الاسم أكثر من فندق (بي بي باكو) ... و بالتالي كان صعبا على الأخ سمير معرفة أي واحد منهم... كما أن الوقت صادف موعد خروج الموظفين من أعمالهم... فكانت زحمة شديدة جدا..
عندها تذكرت بأني قد حفظت صورة الحجز من موقع بوكينج ، و حصلت على رقم هاتف الفندق و طلبت من سمير الاتصال بالفندق... كلمهم فكانت المفاجأة أن موقع الفندق بعيد جدا عن مركز المدينة ....
ذهبنا إليه... و بعد مشوار طويل في الازدحام المروري الخانق... وصلنا إلى موقع الفندق....
يقع على الشارع مباشرة ... حتى أنه لا توجد مواقف للتحميل أو الانتظار... و كأننا في منطقة صناعية لا توجد بها أية خدمات... دخلنا الاستقبال... و كان فعلا لدينا حجز فيه.. رفضنا السكن فيه لأنه لا يرقى إلى أن يكون من فئة أربع نجوم إضافة إلى موقعه غير المناسب... و لا توجد بقربه أية محلات أو أسواق ... المكان مقطوع نوعا ما إلا من أصوات و إزعاج السيارات .
اقترح لنا الأخ سمير أن نحجز في أحد الفنادق القريبة من شارع نظامي ، و هو شارع معروف في العاصمة باكو، تجد فيه جميع المحلات التجارية و الأسواق و المطاعم و الفنادق إضافة إلى أنه موقع لكل الناس، فالكل هناك... منهم من يتمشى و منهم من يتسوق ... ومن هو جالس على الكراسي بين المباني الجميلة أو تحت الأشجار الرائعة و هكذا... سأحدثكم لاحقا عن هذا الشارع بالتأكيد.....
مع زحمة الامرور في ذلك اليوم، و التأخير الحاصل بسبب ذلك الفندق ... فقد تأخرنا للوصول إلى الفندق المقترح... و قد وقع الاختيار على فندق جراند... و هو من فئة الأربع نجوم... ذو موقع رائع جدا... أمامه حديقة رائعة و تقاطع لأهم الشوارع في باكو...
استأجرنا الغرفة مع الإفطار في حدود العشرين ريالا عمانياً... غرفة واسعة و إطلالة جميلة على الشارع و الحديقة ...
و على الرغم من التعب إلا أننا و بعد أن ارتحنا لساعة واحدة قررنا النزول و استكشاف المنطقة مشياً على الأقدام...
و بسبب البرد و التعب فلم نمشي كثيراً ... تناولنا العشاء في إحدى المقاهي الملاصقة للفندق... شاب لطيف و فتاة يديران المقهى.. لا يتحدثون الإنجليزية ... تفاهمنا بالإشارة ... و كانت النتيجة كباب و مشاوي... و الحمد لله...
بعدها رجعنا للفندق ...
و هذه صور للفندق و المنطقة المحيطة و الإطلالة من نافذة الغرفة ...
https://up.harajgulf.com/do.php?img=1405498
https://up.harajgulf.com/do.php?img=1405499
https://up.harajgulf.com/do.php?img=1405500
https://up.harajgulf.com/do.php?img=1405501
https://up.harajgulf.com/do.php?img=1405502
https://up.harajgulf.com/do.php?img=1405503
https://up.harajgulf.com/do.php?img=1405504
https://up.harajgulf.com/do.php?img=1405505
https://up.harajgulf.com/do.php?img=1405506
https://up.harajgulf.com/do.php?img=1405507
https://up.harajgulf.com/do.php?img=1405532
https://up.harajgulf.com/do.php?img=1405533
https://up.harajgulf.com/do.php?img=1405534
و الآن سأحدثكم عن جولاتنا السياحية ... علماً بأنها ليست على الترتيب الزمني، بل على مواقعها الجغرافية... عسى أن تستمتعوا معنا...
حياكم الله...