قِيَمُ المواطَنَةِ .. !!
حينما يُطلق على أهل البلد أو الدولة مصطلح مواطن
فإن جُل تفكير البعض ينصب على الهوية أو الجنسية
والتي ليس لها علاقة بمفهوم المواطنة الحديثه !!
فالجنسية ليست سوى إحدى حقوق المواطنة
وهي أداة لضمان الحصول على الحقوق في المعاملات الرسمية
والدولية والتي تتمثل بوثيقة بجواز السفر وبطاقة الإقامة.
حتى تقوم بممارسة كافة حقوقك المعاملاتية التي تستوجب إثبات
الهوية سواء في الدولة أو خارجها وكذلك ضمان ووقاية
ضد كل من يحاول تزوير الهوية .
أُعلنت قيم المواطنة بشكل رسمي وشرعي لأول مره حين دعت الحاجة إلى ضرورة مشاركة المواطن العادي
كحق طبيعي من مفهوم فلسلفي في اتخاذ القرار على الأرض التي يعيش عليها من خلال اعلان حقوق الإنسان والمواطن في أواخر القرن السابع عشر
وقد جاء ذلك الإعلان بعد اجماع فلاسفة ذلك العصر على دور قيم المواطنة في تأصيل حقوق الإنسان .
وتدعو إلى بناء سلطة سياسية قائمة على رضا الأفراد، و على مساهمتهم في فعالية هذا البناء.
ومن هنا تتضح لنا الصورة حول مفهوم المواطَنة والمواطن وحقوق
المواطن الحقيقية ودوره في المشاركة الحقيقية في بناء الوطن، من خلال
ضمان حرية التعبير والنقد وأعني هنا عن الحرية المسؤلة القائمة على التوجيه والنقد
البناء والفعال، وليس النقد الذي يشوبه التجريح والتلطيخ والذي لا يخدم قيم المواطنه ..
كذلك تتجلى فعالية المواطن في تفعيل قيم المواطنة من خلال مشاركته الفاعلة في البرلمانات
والمجالس الشعبية والوطنية من خلال ممثليهم، ودور تلك المجالس والبرلمانات في تفعيل
قيم المواطنةُ من خلال قراراتها التي تتخذ بالإجماع ومشاركتها الحقيقية في سياسات الدولة
في جميع قطاعاتها التعليمية والصحية والإجتماعية والإقتصادية.
ولعل الخطوة الإيجابية التي اتخذت من خلال اعلان افتتاح كلية العلوم السياسية
في جامعة السلطان قابوس هي مبادرة رائعة تحسب للحكومة العمانية في طريق تطبيق
أسس المواطنة بشكل أوسع لمواجهة تحديات العصر على كل الأصعده، ولإيمان الحكومة
بدور المواطن في بناء مؤسسات الدولة ومشاركته الفاعله.
فالمواطن هو من يقوم بممارسة الحقوق السياسية في البلد بل المشاركة فيها بشكل مباشر،
فهو ابن البلد المتفرغ لشأنه في سبيل إصلاح شؤون البلد.
من وجهة نظركم إلى أي مدى يمكن لمخرجات الكلية أن تلعب دوراً
في نشر ثقافة المطالبة بترسيخ قيم المواطنة بين افراد المجتمع
بطريقة حضاريه تعكس صورة البلد الحضارية !!
نبض الريادة