خريف العمر يتسلق الآمال
والليل يقبل في صورة عراف أخرس
بقبلات شفاهه المتشققة
يقلب صفحات الجبين المعفر
وبعكاز الأقدار ينبش قلب الذكرى
يصوب نظراته إلى ( أنشودة الموت )
إنها تجاوزت كل الأطوار ...
وآن الأوان لتراقص السقم والألم
في حنايا روحي الحبلى بالجراح
قرار الهروب لا يحتاج إلى تفكير طويل
فعندما تحس بأنك سنديانة عجوز
مقطوعة ، وقد ماتت من الجذور
سوف تمتطي مطايا العزلة ..
وتركب سفائن العجز الأبدي
لتغرق وتختفي بقاياك العفنة
لذلك كان القرار
قرار هروبي من قرية ترتعش .. تختنق
وسط صقيع الوحشة الذي يسكنها
النور الأبيض سرُّ الأعماق الآدمية
به تنفك طلاسم النفوس
فتتطهر من قتامة الغربة واليأس
ليبزغ الفجر ...
حاملا معه مشاعل
الأمل والحب والعطاء بلا حدود
وبين الغابات المُثلى
ونقطة البداية ...
نقف على خطوات تسير في ممشى ضيق ..
لا تدري إلى أين
أو
وجوه كالجماجم المهترئة
تحتشد على قارعة الضياع
تغرس جذور الحيرة الحبلى بالألم
تستوقف هواجس أعماقي الدامية
أنا الآتي من أسفار العوالم السحيقة
مضفورا بالليل والخريف والندم
بعدما ماتت الشمس من تعثرها
آتي وعروق الحقد تلاحقني ..
كالأفاعي .. كالأخطبوط
عندما يفرض على القسمات الشقاء .. تطأطأ الرؤوس وتنسى بين جحيم الإشتياق .. رغم الدمع
إلا أن هناك ضحكات مصطنعة تتراقص فوق الشفاه .. إحداها هنا والأخرى هناك .. تصهر القلوب ..
تمثل أمامها السعادة .. ومن خلفها تجر جروحا تمزقت فوق رمال الإحتراق .
إن كان اللقاء مستحيلا .. فالفراق