شهقةُ حُبَ ..
وداع أخير من طرابزون ..
بواسطة
بتاريخ 16/07/2018 في 12:15 PM (2018 الزيارات)
وداع أخير من طرابزون ..
أن تذهب لمكانٍ ما بعيدًا عن البلد التي تعشق تشتاق لتعود إلى الوطن بشتى الطرق، فكيف أن تعود وأنتَ مُحملٌ على الأكتاف لتُدفن والدمع يُغطّي التُربة التي ستُسدل على قبرك!
رأيت الرسالة من على الواتساب تُفيد بأنّ محمود بن سُليمان الرواحي انتقل إلى جوارِ ربّه، الرسالة كانت جدًّا قصيرة، الخبر كانَ كالعاصفة التي تمرّ على الإنسان وهو لا يدري أمرّت أم لا زالت في خوضها !
ودّع أهل إزكي واليمن خاصّةً وعُمان قاطبةً الأخ والأستاذ العزير محمود الرواحي الذي قلّما تجدهُ إلا باسمَ الثغر، رجلٌ عُرف بالنبلِ والهدوء، بالحبّ والسلام، عرفته رجلًا محبّ للجميع مبتسمًا وكأنّ السعادة قد خُلقت في فاه، بكاهُ الصغير والكبير، غرّد عنه كلّ من عرفه، لدماثة خلقه وكرمِ قلبه وروحه.
ودّعته طرابزون لتكون الرحلة الأخيرة التي يُغلق بعدها بوّابة الدخول إليها من خلفه، والكل ينتظر عودتهُ الأخيرة بفارغ الصبر، يوم كامل والكل لم ينم حتّى ينتظر تلك الرحلة الأخيرة لفقيدنا الحبيب، عمّ الحزن على التُربة التي لا زالت تبكيه وتبكيه، سيفقدهُ مسجدُ النور الذي لا زالَ يُنوّه قبل رحيله الأخير أن يكون في أحسن حلّه وأفضلِ مما كان بل أوصى على أن تكون تلك الشجيرات بجمالٍ يضاهي جمالِ السابقات، ستفقده الأشجار التي يرعاها كلّ حينٍ كلّما أذن المؤذن للصلاة، ستفقدهُ جامعته التي ظلَّ مناظلًا فيها حتّى آخر اللحظات! سيفقدهُ المبخر الذي يحملهُ كلّما همّ للصلاة حمله يغطّي المكان بالريحة الزكيّة في ارجاءِ المسجدِ والمكان، سنفقدُ الابتسامة التي كانت تعلو محيّاه.
كانَ وداعًا أخيرًا من طرابزون إلى إزكي من إزكي إلى مثواهِ الأخير في رحلة كانت جدًا قصيرة، ودّعكَ الجميع وبكى الكلّ على قبرك، جعلهُ اللهمّ روضةً من رياضِ الجنان، إلى اللقاء أيّها النبيل النديّ.
سُليمان بن محمّد البهلاني
15/07/2018