شهقةُ حُبَ ..
خريج لا تكلمني!
بواسطة
بتاريخ 14/02/2018 في 11:00 PM (2069 الزيارات)
علىكرسيّالتخرج!
يتكرّر المشهد كلّ فصل، أن تُصفّ المقاعد لخرّيجين جدد؛ وكُرّسيّ أو مقعدي كان من بينِ الكراسي التي تُعد، وسبق وأن كان هُناك خرّيج قد سبقني وسبقه وسبقه.
أتينا وكلّنا أمآنٍ بالمُستقبل، بل شددنا أيدينا أن يكون هذا اليوم يوم تأريخي لا يعرف غيرَ السعادة، من بعيد ترمُقنا ببؤس وتمزّق، ترمقنا بأنّ تلك السعادة ما هي إلا بُشوت ليس إلا، والفرح من على افواهِنا سينتهي حالما نخرجُ من هُنا ..
وهُناك من بعيد يصرخُ أحدهم ( خرّيج لا تكلمني وآخرتها اتجلسو في البيت هههه ..) كُنت أُتابع الجميع بصمتٍ بالغ، وأرمق تلكَ الوجوه التي من على المنصّات فجميعها تبدو عليها سعادة وما خُفيَ بين ثنايا القلب أقوى وقعًا وشدّة، فقد تخرّج فلان ولا زال يبحث منذُ 4 سنوات وفلان منذُ سنتين وفلان وفلان، والقائمة تطول ... آه كم هو متعب أن أشاهد هذه الوجوه ..
سأتخرج وكلّي سعادة هذا اليوم ولن يُكرَ صفوه أحد، مجرّد أن أخرج اليوم غدًا سأجد وظيفة تُلامس تخصّصي بل سأحارب من أجلِ تحقيقِ ذلك ولن تقتلني كلّ تلك المُحبّطات!
في ركنٍ آخر:كانت هُنا قبل سنوات، وهي الآن هُناك تشهد تخرِج أخوها الذي سيخرج من هنا كغيرهِ بائسًا لا يجد غير سطورٍ سطّرت على ورقة تُثبت أنّه هو الحامل لها لا غيره، سيتنهي الأمر وتبقى بُروازًا يُرفق مع الأوراق الأُخرى كلّ حين!
ستتصدّر كلّ مره تلك الورقة الايميلات وكذلك المسافات وكلّه من أجلِ حقٍّ من حقوقِ حاملها، وبعدها ستعود في الأدراج ودون أن تجد مأوىً يأويها غيرَ ملفٍّ كلّ وقد دسّ فيهِ أوراقه!
كانَ ذاك اليوم حافل بالفرحِ والسعادة، والآن مضت ثلاثُ سنواتٍ ونيف ولا زلتُ أتثبّثُ بالآمال، علّ وعسى أن أجدَ ايميلًا واحدًا يُريد منّي ( السي في ) أو اتصالًا واحدًا يدخل لقلبي شيء من السرور، كلّ شيء يواصل أن لا يكون، والحقيقة هي أنّي ( لا زلتُ باحث عن عمل ) وكما في تويتر تتصدر ارقام ( #عمانيون_بلا_وظائف ) هُنا ابثّ شكايتي بقلمي المُتعب والمثقل بهمّ هؤلاءِ الباحثين.
بقلم: سُليمان البهلاني ..