1-Click Setup for WordPress, Drupal & Joomla!

رفيف الأقحوان

فراغات مجتمعية..

قيّم هذه المشاركة
كان على موعد للقاء ودي مع بعض الإخوة المسؤولين..
عدل عمامته البيضاء وتأكد من هندامه الذي يحرص على أن يبقى أنيقا طوال الوقت تماشيا مع مكانته كرئيس قسم مهم يشغل قضايا دينية واجتماعية ويلجأ إليه القاصي والداني لطلب مشورة أو وساطة.

غادر مقر عمله وذاكرته تعيد شريط ليلته الماضية عند زوجه التي لم يعد يجد فيها مايجذب، بل بدا ممتعظا ومتبرما من شكلها الكروي الذي تشكل على إثر الولادات المتتابعة، ورغم أنها تشغل وظيفة مديرة مدرسة حكومية إلا أنه يراها امرأة قروية عادية جدا ولاحياة تذكر فيها لا كشخصية ولا حتى كجمال.

لكن صباحه اليوم كان مختلفا مع حضور ملفت لموظفة جديدة بدأت عملها كمتدربة في قسم الحسابات المالية..

لم تكن عادية كجمال وكشخصية وأناقة وحسب..
بل كحضور ملفت لمن هم حولها.

غرق في حلم لذيذ قبل أن يوقظه زمور غاضب من أحدهم في الطريق
-بعد أن خرجت سيارته عن مسارها- ولاحظ أنه شارف على الوصول.

العمامة البيضاء ولحيته الكثة السوداء تجبره على اتخاذ موضع القدوة كملتزم وتماشيا مع مصلحته المهنية تقبل الأمر على مضض ورضي به.

الموظفة الجديدة تختال بعطرها الفواح أمام مكتبه جيئة وذهابا..
ومكياجها الخفيف الملفت زادها إغراء ونعومة .
حدث نفسه بخطبتها لكنه تراجع عن قرار كهذا فهو سيقيم الدنيا على رأسه ولن يقعدها؛ فزوجته ابنة عمه وقريبة من والديه وكل العائلة تحبها ولن تقبل أن تكون شريكة مع أخرى.

ورغم إدراكه التام بفشل هذا الإقناع فقد عزم على التواصل مع الموظفة الجديدة لينسج قصة حب طالما اشتاق لتجديدها ولكن بلا هدف ولا رغبة إلا التسلية وحسب.

كانت المحاولة الأولى التي قادته للوقوع ببراثن امرأة استطاعت استدراجه بصور ومقاطع صوتية ومرئية تقتل الحياء في خدره..

فتحولت التسلية بالحب إلى تسلية بالشرف والحياء والأخلاق..

وكادت الفضيحة تغتال مهنته ومكانته الاجتماعية كشخصية مهمة ومرموقة لها صيتها وسمعتها في الوطن وتقضي على زواجه الذي أكمل عشر سنوات ونتاجه أربعة أطفال أبرياء.

قدم لها كل ماطلبته شرط أن تتخلص من جميع الصور والمقاطع المرئية والصوتية مع تهديد مبطن

؛ففعلت وغادرت مقر الدائرة الحكومية تبحث عن ضحية ساذجة أخرى..

بينما أغلق الأخير ملف مراهقته الأخيرة معاهدا نفسه على عدم الوقوع مجددا في براثن مكر أخرى كهذه..
بينما قلبه يرتجف شوقا ولهفة لمغامرة أخرى كلما صادف جميلة كتلك التي رحلت مع حزمة نقود تقدر بالآلاف.

المجموعات
غير مصنف

تعقيبات