بطـــاقـــة الــذاكـــرة
عندما كنتُ سمينا
بواسطة
بتاريخ 22/04/2016 في 03:26 PM (2996 الزيارات)
عندما كنتُ سميناً ..
كنتُ جميلاً ..
125 كيلو جراماً من الهمومِ كنتُ أحملها لم تكن يوما عائقا في رسم البهجة على محيا كل من قابلني إلا أبو حمد 😳
أفنيتُ جسدي من عديد المحاولات في حميةٍ مناسبة
ضحِكت عليَّ أم تركي واشتريتُ منها كلين 9، فنزلتُ 9 كيلوجرامات في 9 أيام وما ام انتهيت منها إذا بهرمونات الجوع من كل حدبٍ ينسلون.
وأبو خالد والشبلي وسليمة وبنت الشرع وراعي ضنك، كل يقدم خدماته وانا صُمٌ بكمٌ عميٌ فهم لا يرجعون.
أربع سنواتٍ ولم يجدي أي نظامٍ نفعاً، ولو تصدقتُ بما انفقتُ لكان (خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا)
وبقيتُ إلى أن قال الله تعالى: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً)
سمعنا بحملة التبرع بالدم
قالوا: هيا بِنَا نقدم للهِ ما يشفع لنا يوم القيامة
قلنا: سمعنا وأطعنا
فقربوا أفضل ما عندهم
وضاقت علي نفسي بما رحبت
ولم اقرب لربي ما تمنيت
دَمكَ فيه التهاباً 😳😳
ومن هنا وهناك وفحوصاتٍ بعد فحوصاتٍ
وممرضاتٍ مؤمناتٍ وأخرُ كاسياتٍ عاريات
مائلاتٍ مميلات
وما لبثوا كثيرا حتى أدخلوني غرفة العمليات
ثمٓ خرجتُ بقائمةٍ طويلة عريضة
لا تتناول كذا وكذا
ولا تقترب من كذا وكذا
هذا ممنوع وهذا مرفوض
وبعدة عدة أسابيع ترآى لي الميزان في احدى زوايا المنزل، فتذكرت قوله تعالى:
(وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ)
وبرغم مرارة الجوع والحرمان الا ان الميزان كان حليما غفورا
85 كيلوجراما أدهشتني وقلتُ: الآن أستطيع التباهي قليلا .. وكنت لا اخرج من البيت الا قليلا
ولما علموا بما حل بي جاءت رسائل أبو خالد والشبلي وسليمة وبنت الشرع وراعي ضنك وغيرهم
قلت: ماذا تريدون الآن؟
قالوا: عندنا علاج الترهلات 😂😂😂😂
جميع من رآني سُرَّ بي إلا أبو حمد 😳
هلكنا ابو حمد ما يعجبه شي أبد
وبرغم نزول وزني الا اني احس باكتئاب
ذهبت تلك الروح المرحة
الوزن في تضاؤل بصفة مستمرة والشهية شبه معدومة
ولكن لا اشعر بالسعادة
عندما كنت سمينا كنت جميلا