1-Click Setup for WordPress, Drupal & Joomla!

تعقيبات المدونة

  1. صورة عضوية Ahmed A Alsubhi
    bull; والسؤال: هل كان الكاردينال متجنياً على الشاب المرح والجميل quot;سان مارquot;؟!.. أم كان ذلك الوجه الجذاب ساحر النساء يخفي وراء تقاطيعه الوسيمة أخبث نفسية تتآمر ضد بلاده ومليكه كما يزعم الكاردينال ريشيليو؟!

    nbsp;

    bull; قال التاريخ كلمته في الإجابة:

    إن ريشيليو استطاع أن ينقذ عرش مليكه من أخطر مؤامرة تعرضت لها فرنسا في القرن السابع عشر.. والمؤامرة التي دبرها وحاك خيوطها وأوشك أن يصل بها إلى غايتها، الماركيز سان مار صديق الملك لم تتضح تفاصيلها، لكننا سنأتي عليها لنرى أن الماركيز سان مار لازال حراً طليقاً، بل أنه قد ازداد حظوة عند الملك والنبلاء جميعاً، والنبيلات على وجه الخصوص، إلا أن عين الكاردينال لم تغفل لحظة واحدة عن سان مار وأعوانه..nbsp;

    nbsp;

    bull; أما لماذا لم يأمر بإلقاء القبض عليه؟!.. رغم أنه صدر عن الملك نفسه، فإن الكاردينال يرى أنه لا يبدأ بتنفيذ إلقاء القبض حتى يتحرك سان مار بتنفيذ الخطة التي أعدها كي تكون لديه أدلة دامغة على اتهامه. فالكاردينال يتابع عن كثب تلك الجلسات السرية في قصور المتآمرين من أعداء الملك، فرجاله ينقلون له حرفياً كل ما كان يدور في تلك الاجتماعات، والكاردينال يطيل لـ سان مار الحبل كي يشنق نفسه بنفسه.

    ومن الأخبار التي تسربت إلى الكاردينال من قصر الدوق جاستون دورليان شقيق الملك في الريف، حيث كان الملك قد عفا عنه، وحدد إقامته في ذلك القصر ما قاله دورليان نفسه:

    ـ اللعنة على أخي لويس الثالث عشر.. لن أرحمه حين يقع أسيراً في يدي.. وستحل أنت يا ماركيز سان مار محل ذلك الكاردينال اللعين!.. فيجيبه سان مار:

    ـ هذا شرفٌ كبير يا دوق دورليان.. ولكنني صغير السن على منصب كبير كهذا..nbsp;

    ـ لن أبالي يا ماركيز.. أليس ريشيليو قد تولّى هذا المنصب وهو في الخامسة والعشرين، المهم أن تخبرني الآن إلى أين سارت الأمور، ومتى نبدأ بتنفيذ خطتنا؟!

    ـ في أقرب مما تتصور يا صاحب الجلالة!!

    ـ لا تتعجل بأن تخلع علي هذا اللقب، فلم أصل إلى التاج بعد..

    ـ سيشرّف التاج برأسك بعد ثلاثة أشهر على أكثر تقدير.. لقد نجح رجالي في إغراء فيليب الرابع ملك إسبانيا بعقد معاهدة سرية معنا من شروطها أن يمدنا بالرجال والمال لقاء أن نتنازل له عن قلعة (سيدان) موضوع الخلاف بينه وبين الكاردينال ريشيليو.

    ـ ما أهونه من ثمن.. هه..؟! وهل وقّع فيليب على المعاهدة؟

    ـ ليس بعد يا مولاي.. فقد اعترض على بعض النقاط الأخرى، وهي قليلة الأهمية، فرأيت أن آخذ رأي جلالتك حتى لا يحدث أي خلاف بعد ذلك..

    ـ لا تدخلني في التفاصيل.. اتفق مع الملك فيليب عل كل ما تراه مناسباً للموقف.. كل ما أريده هو أن يمدني بعشرة آلاف مقاتل ينضمون في اللحظة المناسبة إلى رجالنا، فأسير على رأسهم من الجنوب حتى باريس.

    ـ حسناً.. سنكتب صيغة المعاهدة.. ويحسن أن يكون ذلك بخطك يا صاحب الجلالة حتى يقتنع فيليب الرابع بجدية الأمر..

    ـ لا.. لا.. لا.. لا أحب أن أكتب شيئاً بخطي..

    ـ ولماذا يا صاحب الجلالة؟!

    ـ احترازاً.. من يدري؟!

    ـ يا صاحب الجلالة، إن رأسي في هذه المؤامرة قبل رأسك.. فإذا أردت جلالتك أن نتم ما بدأناه، فليكن نصف الصيغة بخطي، ونصفها الثاني بخطك!!

    ـ لا بأس بهذا.. لا بأس بهذا.. ابدأ بكتابة الجزء الأول يا ماركيز.. ولكن قل لي كيف ستصل هذه المعاهدة إلى الملك فيليب الرابع دون رقابة الكاردينال ريشيليو؟!

    ـ سيتكفل بهذا الماركيز فونتراى الذي سيخيطها بين طيّات معطفه، ويتنكر في زي راهب من الوعّاظ المتجولين.. إلى أن يصل إلى إسبانيا، فإذا حصل على توقيع الملك الإسباني أعادها مرةً أخرى إلى طيّات معطفه، وتُسلّم إلينا..

    ـ كن على حذر يا سان مار، وقل لرسولك هذا ألا يمتطي جواداً، فالوعاظ يسيرون على أقدامهم.. ولا شك أنك تعلم أن رجال الكاردينال في كل مكان.. في الجبال المقفرة.. في الوديان المزهرة.. في البيوت.. في القصور.. في الأكواخ.. ولنكن حذرين ألا يسير الرسول مع أحد، وألا يفارق معطفه حتى في عزّ شمس إسبانيا الصيفية الحارقة..

    nbsp;

    bull; ترى هل غفل الكاردينال عن هذا الذي يدبر في ذكاء وفطنة وسرية؟!..

    في الحقيقة لم يكن غافلاً، لقد نقل إليه رجاله كل كلمة دارت في ذلك الاجتماع، ومع هذا فهو لم يبادر بإلقاء القبض على المتآمرين، رغم معرفته الأكيدة أن المعطف يحتوي على الصيغة التي تؤكد على الخيانة!!

    إلا أنه كان ينتظر أن يحصل على توقيع فيليب الرابع عليها.. ليرغمه على التنازل عن كل مطالبه في جنوب فرنسا لقاء أن يسكت عن فضيحته!!

    أما كيف سيتمكن الكاردينال الأحمر ريشيليو من الحصول على الوثيقة المخاطة في معطف رجل بهيئة راهب، فإنه أرسل خلفه رجلين من أعتى رجاله ولديهم خطة بالحصول على النسخة الأصلية للمعاهدة دون أن يشعروا فونتراى الذي يحملها في باطن معطفه بذلك..

    لقد اختار لهذه المهمة رجلاً اسمه لوبار عُرف بخفة يده في السرقة..

    nbsp;

    bull; فما أن وقّع الملك فيليب الرابع على المعاهدة وقام فونتراى بخياطتها مرةً أخرى في معطفه الكهنوتي، وبدأ رحلته عائداً إلى فرنسا، حتى كان السارق الشهير لوبار بانتظاره في الممر الضيق ما بين جبال البرانس، وكان زميل لوبار إدمون، يتابع الراهب المزيف عن كثب بينما تنكر لوبار في زي أحد رعاة الأغنام.. وبعد أن اتخذ لنفسه كوخاً صغيراً على سفح الجبل..

    واقترب فونتراى بمعطفه الثقيل يجوس الطريق بعصاه ويسير سير المحاذر اليقظ، حتى إذا بلغ الراعي فألقى عليه التحية، وقال له:nbsp;

    - ليلة طيبة يا أيها الراعي الساهر في الليل رغم هذا الجو المضطرب..

    ـ ليلة طيبة يا أبتاه.. فيم اقتحامك هذا الطريق الوعر في هذا الليل المخيف؟!

    ـ الواجب يا بني.. الواجب يناديني.. ما كان لخدم الله أن تثنيهم وحشة الليل، ولا أن تقعدهم وعورة الطريق عن القيام بواجب الله..

    ـ لكن الله رحيم بعباده يا أبتاه.. اجلس وجفف ثيابك المبللة على حرارة النار، وإنك لتستطيع أن تفعل غداً ما تريد أن تفعله الليلة.. اجلس يا أبتاه..

    ـ الحق أنني متعب يا بني.. سأجلس ساعة.. فهل أجد لديك ما آكله؟!..

    ـ على الرحب والسعة أيها الأب الجليل.. هذا كوخي الحقير، اختزن فيه شيئاً من الطعام وقليلاً من النبيذ.. لعل في قدومك ما يخفف آلام ابنتي المريضة..

    ـ ألديك ابنة مريضة؟!

    ـ أجل يا أبتاه.. إنها في الكوخ.. بعد أن ماتت أمها وتركتها وحيدة في هذا المكان البعيد.. أرجو أن تباركها حين تصل إلى الكوخ يا أبتاه..

    ـ الرب رحيم يا ولدي.. الرب رحيم.. كيف تشعر في هذا المكان بالأمن يا ولدي.. ألا تخشى اللصوص؟!

    ـ لست أخشى غير الصواعق والعقبات.. أما البشر فلا يجتاز هذا الممر منهم غير المهربين.. وهؤلاء لا يطمعون مني في أكثر من أن أدلهم على الطريق..

    ـ الحق أيها الراعي أنني لا أدري كيف أشكرك.. وسأدعو الله أن يشمل ابنتك برعايته.

    nbsp;

    bull; وبينما هما في الطريق معاً تعثّر فونتراي في حفرةٍ عميقة كان لوبار قد أعدّها له، وما أن سقط فيها حتى هرع لوبار الذي كان يسير أمامه صائحاً:

    ـ هل أنت بخير يا أبتاه؟!

    ـ لقد وقعت في حفرةٍ عميقة يا ولدي، أنقذني بحق السماء.nbsp;

    فأمسك لوبار بمعطفه محاولاً سحبه من الحفرة، فانخلع المعطف بيده.. فصاح فونتراي:

    ـ لا تلق بالمعطف؟!..

    ـ اطمئن معطفك معي.. اطمئن.. وانتظرني لحظات يا أبتاه إذ سأحضر لك حبلاً طويلاً من الكوخ لأسحبك من الحفرة..nbsp;

    وأسرع رفيقه إدمون باستخراج نسخة المعاهدة الأصلية، ونسخها بسرعة متناهية واحتفظ بالأصل، ووضع النسخة المنسوخة مكانها وأعادها إلى مكانها في المعطف الذي أحكموا خياطته ثانيةً..

    في هذه الأثناء كان لوبار يتباطأ في محاولة إنقاذ الراهب المزيف..

    والحق أن الكاردينال ريشيليو قد اختار لهذه المهمة إثنان من الدهاة في مجال اختصاصهما مثل لوبار اللص الشهير وإدمون الذي اشتهر بتزييف المخطوطات، حيث قاما بدورهما على خير وجه..

    nbsp;

    bull; وتصل المعاهدة الأصلية إلى يد الكاردينال وعليها توقيع المتآمرين، دوق دورليان شقيق الملك، والماركيز سان مار، والماركيز فونتراى الذي كان ينقلها مخاطة في داخل المعطف، وأخيراً توقيع فيليب الرابع ملك إسبانيا.

    و ما أن يصل فونتراي إلى باريس حتى يسارع بالاجتماع بكل المتآمرين في قصره في منطقة بوردو.. وفي اللحظة التي يمزقون فيها المعطف لاستخراج المعاهدة.. يجدون أنفسهم محاطون برجال الكاردينال يقفون فوق رؤوسهم، فيصيح الدوق دورليان في ثورة وغضب:

    ـ إنني شقيق الملك.. وليس من حق الكاردينال أن يأمر بالقبض عليّ..nbsp;

    فيجيبه الضابط:

    ـ لن نقبض على أحد يا صاحب الفخامة.. الأوامر التي لدينا هي أن نحصل على هذا المعطف، ونمنعكم من مغادرة القصر، حتى يحضر صاحب النيافة الكاردينال إلى هنا..

    nbsp;

    bull; وبعد ساعات قليلة يصل الكاردينال إلى القصر، ويختلي بالدوق دورليان..

    ـ يا صاحب الفخامة.. لقد رأيت بنفسك أن معي الدليل الحاسم على خيانتك لصاحب الجلالة الملك شقيقك.. ولم يبق أمامك يا سيدي سوى أن تستغفر لذنبك وأن تطلب الرحمة من الله، وأنا بدوري أعاهدك على إنقاذ رأسك من حبل المشنقة إذا أنت ساعدتني على كشف الستر عن الحقيقة كلها.. أريد الأسماء كلها.. من أكبر متآمر.. إلى أصغر جندي يعرف بالمؤامرة ويوافق عليها.

    nbsp;

    * * *

    bull; بذلك الاعتراف المفصل لجميع أسماء المتآمرين، ودور كل منهم، حصل الكاردينال على كل المعلومات للقضية التي عُرفت في التاريخ باسم (قضية سان مار) القضية التي طارت فيها رؤوس (27) من نبلاء فرنسا، ممن كانوا يريدون الإطاحة بحكم لويس الثالث عشر، ووزيره الكاردينال الأحمر ريشيليو!!


    المصدر إيلاف
    http://elaph.mobi/opinion/774186.htm...10&per-page=10
  2. صورة عضوية يحلو الوصال
    م شاء الله
  3. صورة عضوية بنت الراشد2009
    ما زالت تدفع !
  4. صورة عضوية بنت الراشد2009
    .


    ما اكثرهم في المنطقة !
  5. صورة عضوية بنت الراشد2009
    النوع الثاني هو من يكثر في هذا الزمن !
  6. صورة عضوية UnderBlueWaves
    بالله عليك .. من يذكر كل هذه التفاصيل ؟! @#$% هذا المقال ينفع لمشهد في مسلسل مكسيكي تعبان.
    كيف اصبحت نصف صفحة من مذكرات الى خمس صفحات .. عذرا ,,, هذه مغالطات واضحة في السرد.
    رجاءا لا تنقل لغرض النقل دون التحقق و وضع تعليقك الخاص , ليس عذر انك ناقل , فكفى بالمراء إثما ان يحدث بكل ما سمع وقراء.
  7. صورة عضوية صدى ايامي
    اشهد انك متعبل بس يمكن وقت الفراغ يعمل اشيا كثيره الله يوفقك ويبارك لك اترك الخلق للخالق خالي
  8. صورة عضوية TAKE ME
    هههههه كل هذاء هراء في هراء
  9. صورة عضوية Ahmed A Alsubhi
    يتبع،،


    وبعيداً عن مذكرات الأميرة فلمن لا يعرف شخصية ديانا في هكذا لحظات فكل ما عليه هو قراءة ما سربته الصحافة البريطانية حول رأي الملكة إليزابيث عنها ضمن الأحاديث العائلية الملكية التي كان من المفترض أن تظل سرية، وفيما أننا لن نخوض في التفاصيل الغير ضرورية إلا أننا سنقول ببساطة أن الأميرة "راسها يابس" وأنها عندما تقرر شيئاً فهي تصر عليه و "كل شياطين الجن تركبها".

    تقول ديانا أن المجموعة المرافقة لهما وجدت نفسها في مأزق مُحرج فمن جهة كان إصرارها على البقاء لا حدّ له، ومن جانبٍ آخر كان من غير المنطقي أن يتأخروا ليومين في نزوى فيما أن الجولة الشرق أوسطية لا زالت مستمرة وهناك مواعيد وفعاليات لا نهاية لها في انتظارهم ولا يمكن تأجيلها، وبالطبع فإن خيار بقاء الأميرة في نزوى لوحدها أو برفقة البعض غير ممكن؛ فظهور أحد الأميرين لمفرده كفيل بإثارة الشائعات التي لم تكن تنقص الأسرة الملكية حينها.

    تقول الأميرة أنها تعرف أن أحد المستشارين البريطانيين اقترح على تشارلز مجاراتها في المكوث في نزوى لتلك الليلة على أمل أن تُغيّر رأيها غداً، خصوصاً وأن الوقت حينها تجاوز المغرب ولا مواعيد بانتظارهم في مسقط حتى الليلة القادمة. ويمكنهم القول لمضيفيهم بأن تغييراً طفيفاً طرأ نظر لإعجاب الأميريين بنزوى وأنه لا داعي للحديث عن هذا حتى لا يصل الأمر لوسائل الإعلام ويقلق راحة الأميرين، وهذا ما كان..
    وهكذا وجد المرافقون نفسهم في مواجهة أزمة أخرى وهي إيجاد سكن ملائم يليق بذوي الدماء الملكية في مدينة كانت تخلو من فنادق ذات نجوم خمس فيما أن الليل كان قد بدأ انطلاقته، لكن الأزمة لم تطل كثيراً حتى اقترح أحد المرافقين العمانيين أن يستضاف الأميرين في أحد القصور التي يملكها أحد المسؤولين العمانيين في نزوى والخالي من قاطنيه هذه الليلة، وهكذا تم الترتيب على هذا الأمر الذي ناسب الجميع.

    وفيما لا تتناول المذكرات كيف مرت تلك الليلة على الأميرين في قصرهما المؤقت، ولكن ما يهمنا الآن هو ما حدث في صباح اليوم التالي حيث تفاجأ الجميع في وقت الإفطار بالأميرة ديانا وهي تضع خريطة صغيرة لعمان في الطاولة وتشير إلى نقطة صغيرة فيها قائلةً "أود الذهاب إلى هنا" وكان اسم "الحمراء" بجوار أصبعها. حينما سألها تشارلز بأقصى قدر ممكن من اللطف عن سر رغبتها قالت أنها سألت مرافقيها العمانيين عن أقرب بلدة صغيرة لا تثير الضجيج ويمكن التعرف عليها عن قرب فكان جوابه بالحمراء.

    حاول مرافقوا الأميرة الأقرب لها إقناع رأيها بتغيير رأيها وبتأثير هذا على سمعة الأسرة المالكة ككل ولكن ردها كان حازماً منذ البداية ووصفت ردها لهم "بأنه ويحمل عدة ألفاظ لم يعتد المرافقون سماعها"، وهكذا انطلق الأميرين، الصامت بغضب تشارلز وديانا المتظاهرة بأنها لا تأبه بشيء، إلى الحمراء والتي كان وصولهم إليها بُعيّد العاشرة صباحاً.

    لم تذهب كامل المجموعة إلى الحمراء، فقد طلبت ديانا أن لا يكون معهم سوى مرافق عماني واحد ومثله بريطاني بحيث لا يجذبون الانتباه، وأن لا يكون هناك أي استقبال أو رفقة ملكية، وأن يلتزم الجميع بالبساطة وعدم تعريفهم بشخصياتهم الحقيقية، وهو ما كان لكونه يوافق هوى المرافقين الذين لم يكونوا يرغبون بجذب الانتباه لهذه الزيارة الغير مخطط لها.

    وتطيل الأميرة في مذكراتها في الحديث عن تفاصيل تلك الزيارة السريعة التي كانت مذهلة بالنسبة لها، ولكننا لن نطيل الحديث عن انطباع الأميرة عن هذه البلدة الصغيرة، ولا عن الصور التي التقطتها في "الشريعة" أو في الفلج بالمسفاة ولا عن الهدايا التي اشترتها من هناك لأولادها وشملت "جاعدة" صغيرة (يعلم الله كيف شُحنت لبريطانيا!) ولباساً نسائياً تقليدياً، ولكننا سننتقل سريعاً للحديث عن المحل الذي هو سبب رغبة تشارلز في العودة للحمراء بعد ثلاثين عاماً.


    تقول الأميرة عن ذكرياتها في هذا المحل والذي شغل الجزء الأكبر من المذكرات (حوالي ستة صفحات) أنه محل صغير لبيع المواد الغذائية والخضروات والفواكة في سوق الحمراء شدَ انتباهها لكون صاحبه العجوز كان يجلس بالخارج وهو يحمل راديو صغير أمام اذنه، فيما أن دشداشته كانت مختلفة قليلاً عن باقي الدشاديش الأخرى التي يرتديها العمانيين ولم يكن يرتدي "كمة" فوق رأسه.

    لم يكن هذا أول محل يدخله الزوجين في الحمراء مع رفاقهما وكأنهما مجموعة سياح عادية تشمل زوجة متحمسة وزوج ذو مزاج سيء طيلة الوقت وصديق العائلة والمرشد السياحي العماني، ولكنه كان المحل الذي بقا في ذاكرة ديانا إلى حين وفاتها كما سيتضح لنا، فور وصولهما قام الرجل العجوز والذي أطلقت عليها ديانا الاسم المستعار "الشايب محمد" Al-sahyeb Mohamed بالترحيب بهما بلغة إنجليزية طليقة. ووصفت ديانا تلك اللحظة بأنها "بداية قصة الإثارة التي أشعلها الستينيَ في حياتي" تشارلز مهتماً بأي شيء، لم يمض الكثير قبل أن يدعوا الرجل ديانا للدخول إلى المحل لتفقد بضاعته كما قال.

    سألت ديانا الشايب محمد وهم يخطون للداخل عن أين تعلم الحديث بالإنجليزية بهذه الطلاقة فضحك ضحكة طويلة وهو يقول:
    - صدقيني سيدتي، هذه قصة طويلة للغاية.
    وتقول ديانا في مذكراتها أن الشايب محمد بدأ في عرض بضاعة محله لها قبل أن يكلمها عن الحمراء فيما كان تشارلز والبقية في مدخل المحل يتفقدون البضاعة التي هناك ويحاورون الشاب الذي يعمل بالدكان مع محمد،
    وتقول ديانا أن اللحظة الحاسمة حلَت عندما كانت تنظر لتشارلز بطرف عينها بما يجمع بين الغلّ والحزن قبل أن يقطع تركيزها جملة الشايب محمد بهدوئه المعتاد:

    - سيخونك..هذا إن لم يكن قد بدأ ذلك بالفعل.
    ردّت ديانا مصدومة:
    - ماذا؟!
    حافظ محمد على هدوئه وهو يُوّضح لها:
    - حزنك، سيدتي، هو حزن امرأة تشك في خيانة زوجها. وطريقة مسكه لـ "العوال"، سيدتي، هو طريقة رجل خان زوجته أو على وشك ذلك.
    تقول ديانا في مذكراتها عن هذه اللحظات أنه – ويا للغرابة!- فإن ما شدها في كلام محمد هو كلمة "العوال" التي نطقها بالعربية والتي كتبتها ديانا في مذكراتها بحسب طريقة نطقها aiwal وليس أيّ شيء آخر، لذلك سألت باستغراب:

    - العوال؟!!
    وهكذا استغرق الشايب محمد بعضاً من الوقت ليشرح لها المقصود بالعوال وقصة حياته من البحر إلى المحل، وما ان انتهى سألت مجدداً:
    - وما علاقة هذا بالهراء الذي قلته؟

    بحسب مذكرات ديانا فقد ابتسم الشايب محمد ابتسامة هادئة وهو يقول لها:
    - سيدتي: قد أكون مجرد عجوز يعيش في بلدة صغيرة بآخر الدنيا، لكنني أملك من المعرفة ما يعينني على معرفة الكثير عن البشر، وصدقيني –سيدتي- لا طريقة أسهل لمعرفة خيانة البشر من خلال طريقة مسكهم للعوال.
    مدّ العجوز فجأة يده وأمسك باليد اليسار بديانا بطريقة ألجمتها من المفاجأة بحسب مذكراتها وقال وهو يضغط بإصبعه على الجرح:
    - هذا مثلما أستطيع القول أن المكان الذي سقطت به في الجبل الأخضر سيصبح مشهوراً جداً خلال سنوات قليلة، ومشهوراً أكثر بعد وفاتك أميرة ديانا.

    تقول ديانا في مذكراتها أنها فكرت لحظتها أن الأمر كله ليس سوى محض مزحة من مرافقيها أو طريقة لإقناعها بتغيير رأيها، وأنها همّت بترك المحل بكل فظاظة قبل أن يستوقفها العجوز محمد بجملته وهو يمسك رمانة صغيرة بعدما ترك يدها:
    - سيدتي، إن ما تفكرين به في أن زوجك هو من دفعني لقول هذا غير صحيح. وبالمناسبة فإن مرافقكم جورج سيأتي بعد قليل ليستأذنكم بالرحيل بحجة أن هناك أماكن كثيرة تنتظر زيارتكم. قولي له فقط أن حبة الموز التي سيقشرها ليست مجانية.

    التفتت ديانا للخلف لترى جورج وهو قادم نحوهما، وبينما هو يمشي بهدوئه المعتاد مد يده ليلتقط حبة موز بطريقة بدت آلية وبدأ في تقشيرها، وبعد لحظات كان يقول وهو يلتهمها:
    - إن وقت المغادرة قد حان. مرشدنا السياحي يستعجلنا.

    طلبت منه ديانا بعض الوقت وعندما غادر قالت للعجوز بكل استغراب:
    - ولكن كيف عرفت هذا؟!!
    - كل شيء واضح سيدتي، فقط عليك فتح عينيّك. هل ترغبين بقضاء الربع ساعة القادمة في محاولة معرفة هذا أم في معرفة مالذي يجب عليك فعله؟
    - مالذي تقصده؟
    - راقبي هواتفك.
    - ماذا؟!
    - راقبي هواتف منزلك.

    - لماذا؟!
    - لتنقذي زواجك.

    تقول ديانا في مذكراتها أنها أهملت النصيحة حينها ولم تأخذها على محمل الجد، ولكنها تذكرتها بصورة صادمة بعد نشر تسجيلات مكالمات زوجها مع كاميلا بعد ذلك بسنوات.

    وأضافت أنها سألت الشايب محمد:
    - ولكن كيف عرفت أنني الأميرة ديانا؟
    - قلت لك سيدتي: افتحي عينيك وستسطيعين معرفة الكثير حتى ولو كنت تعيشين في بلدة صغيرة بآخر الدنيا؟
    - هل أنت عراف؟
    فضحك:
    - لا بالطبع، وبالمناسبة فالعرافة شيء سيء في ديننا. عليك أن تتعلمي هذا..سيفيدك يوماً ما..من يعرف..ربما قد تتزوجين مسلماً.
    - أنا متزوجة!
    - نعم، وأتمنى أن يطول هذا الزواج سيدتي.
    وبينما تسترجع الأميرة ما جرى في مذكراتها فإنه من المثير قراءة حوار لم تفهمه حتى وهي تُفرَغه في مذكراتها التي كتبتها وأحالتها للإرشيف الوطني في بداية ١٩٩٧ وتحديداً قبل ستة أشهر من وفاتها. حيث سألت الشايب محمد:
    - هل سينتهي هذا الحزن الذي أشعر به يوماً ما؟
    - بالرغم من كل الحزن الذي تعانينه، سيدتي، فإنك ستموتين مع من تحبين.
    وأخذ محمد نفساً قصيراً من غليونه الذي كان استأذن الأميرة في إشعاله قبل لحظات وأشار به نحو تشارلز وهو يقول:
    -.. وهو سيحظى بمن يحب كذلك.
    لم تفهم الأميرة حينها في الثمانينات ولا حتى وهي تُفرَغ المذكرات قبيَل وفاتها بالطبع أنها ستموت بعد أشهر قليلة مع دودي الفايد، وبكل تأكيد فلم يخطر في بالها أن تشارلز وكاميلا سيتزوجان في ٢٠٠٥م!


    وحول كتابة المذكرات تقول ديانا في أوراقها "إنني واثقة من أنني نسيت كل الحوار الذي جرى مع الشايب محمط فور خروجي من المحل، ولكني وجدت نفسي الليلة (١٣ يناير ١٩٩٧م) أستذكر كل شيء دفعةً واحدة وكأنه حدث البارحة والأكثر من ذلك أنني استرجع عبارة الشايب وهو يقول لي: بعد عقد من من الآن ستقررين تغيير المحامي المسؤول عن وصيتك، وأثناء حديثكما سيذكر هو عرضاً أنه يمكن للمرء كتابة وصية تنص على أن تنشر مذكراته بعد فترة معينة من وفاته. وحينها ستتذكرين كلامي هذا، وأرجو منك ليلتها أن تقومي بإفراغ المذكرات ووضعها ضمن وصية على أن تنشر لاحقاً."
    تقول الأميرة بذات السياق أن الشايب محمد سألها:
    - في أي شهر وعام نحن؟
    فأجابت مستغربة من الرجل الذي يعرف كل شيء ولا يعرف تاريخ يومه:
    - نوفمبر ١٩٨٦.
    - إذاً اتركي في الوصية على أن تنشر مذكراتك بعد ٣٠ عاماً من اليوم، سيكون من الجيد لو جلست مع تشارلز لأخبره قليلاً عن مستقبله.
    وفي مشهد يبدو مستوحى من الأفلام الهوليودية الكلاسيكية فإن الشايب بعدها قرَب غليونه من الأميرة وسألها "هل ترغبين بتدخين بعض البابونج قليلاً؟ إنه مفيد لضغط القلب"

    قالت ديانا كذلك أنها سألت الشايب عن مستقبل أولادها وأحفادها المستقبليين وهل سيكونون حكاماً عظماء لبريطانيا ولكن الإجابة والحوار حول هذه النقطة والذي استمر لثلاثة أسطر ونصف دُمغ في نسخ المذكرات بشكل لا يترك مجالاً لقراءته وقال الإرشيف البريطاني أن هذا جرى "لأسباب أمنية" وأن "السطور الثلاث موجودة في المذكرات الأصلية التي سلمت للأمير تشارلز".

    تقول ديانا في خانمة مذكراتها "أنا لا أعرف إن كان هذا الأمر قد جرى حقاً، ولا أعرف كيف عرف الشايب محمد كل هذا، ولكنني أعرف بالتأكيد أن على الأمير تشارلز مقابلته."

    فهل سيقابل تشارلز الشايب محمد حقاً؟ ومالذي سيقوله الشايب له؟

    منقول من ولاية الحمراء.
  10. صورة عضوية Ahmed A Alsubhi
    شكرا لك يا بنت كليب.
  11. صورة عضوية اليمامة بنت كليب
    السلام عليكم .. كل ماذكر اصبح موجوداً ومقراً به في المجتمعات المسلمة للأسف الشديد .. هذا سببه هو التقليد الاعمى آه آه يآ آسفاه يا آسفاه .. آه كيف كان الشباب العربي وكيف اصبح ..!

    الله عز وجل يا اخي الكريم لم يخلق تلك الاجساد للعبث ..! .. وأنما لتعلم أنها خُلقت لما هو أعظم بكثير .. الاسلام دين أسرة أب يربي أولاده على حب الله واحترام كل ما اعطاهم أياه من حسن الجسد للصلاح ولحياة حقيقية .. والى أم تربي أولاها على كل مايحميهم من الزلل وأن تضع مخافة الله بين اعينهم ..

    فالله كرم الانسان بالعقل وأمره بترك المعاصي فالرجل عليه ان يكبح جماح شهوته .. والمرأة عليها الحفاظ على شرفها .. فهذه العلاقات المحرمه لاتجلب للشخص سوى التهلكة والامراض ..

    نحن المسلمين لا نقبل السيئة والفاحشة ..

    أرى أن السياسة والقرارات السياسية ونقاش ما هو اجتماعي أو اقتصادي أو ديني أو تربوي يلزم ويفرض نقاشاً أو رؤية سياسة للموضوع ..! .. فأكثر ما نحتاجه اليوم هو جرأة النقاش والقرار السياسي .. لان كلما تغاضينا عن الامر اكثر استفحل اكثر .. نسأل الله السلامة .. نسأل الله السلامة .. اشكرك ..
  12. صورة عضوية غدرا
    نعم وانت صادق ...اذا تعرف احد خلاص امورك طيبه ..
  13. صورة عضوية Ahmed A Alsubhi
    شكرا لك اخي الغالي؛

    ربما كما تفضلت الاباضية الان يمكن وصفها بالفرقة الناجية من هذا الاقتتال...
  14. صورة عضوية جنرال سابق
    شكرا لك الغالي أحمد ..

    كما وصفته بالفعل ربما هي اطول حرب في تاريخ الانسانية ...للاسف الشديد ..

    الحمد لله الاباضية خارج الحلبة.
  15. صورة عضوية قصة رأي
    فيما أتأدب؟ في أمثال؟
    إذا كان رسول الله فصّل هيئة المومس في أحاديثه الشريفه, لن يكون هناك من هو أكثر تهذيبا منه لكي نتأدّب معه في أمثال شعبية ليست والدين سواء
    للبغي مفردات جُمّة في اللغة , لا يجرؤ فردا على صدّها وفقا لمزاجه وإن كان أعلم الناس وأشدّهم ورعا
  16. صورة عضوية Ahmed A Alsubhi
    لو اخترت مثل اخر ...لكل افضل.
  17. صورة عضوية قصة رأي
    ................
    حذف "[/B]
    تم التحديث يوم 13/04/2015 في 09:41 PM من قبل Ahmed A Alsubhi