شهقةُ حُبَ ..

ليلةُ ذِكْرَى ..

إنّها الليلة التي كان فيها القمر كئيباً، لم يكتمل بعدها ولم يبتسم، ليلةٌ مَضت وتثاقلت فيهِا أنواعٌ كثيرة من الأحزانِ والآلآم، وكَثُر فيها البُكاء والعويل وباتَ كلّ شيءٍ فيها حزين ..


مَضى العامُ الأوّل في لحدٍ أبيض، وقبرٍ صغير، لا أنيس ولا صديق، بُتنا نذكُرُ فيهِ كلّ لحظةٍ من لحظاتِ فِراقِكَ العظيم، تصدّعت أجدرُ

...

لأنّي .. سأصرُ يوماً ما أُريد !*

لستُ آسفاً بما قُلت، تحطّمتُ كزجاجة عطر ألقتها من أعلى رفٍّ في الغُرفة، فتناثرت زجاجاً وعطر، أو كحمامةٍ تناثر ريشها فغدت بلا جناحينِ لتطير ..
مؤلم أن تسعى لتُسعِد وفي خضمّ ثوانٍ قليلة تحطّم كل الآمال وكلّ الأفعال ليُفسر منطِقكَ الأخير بأنّه هوىً كانَ أو هدف تسعى لهُ منذُ البداية، وما تدري هي أنّك قد كُنت مغمموراً بساحبةَ حبٍّ وبغمامة يقينٍ بالهوى حين قُلت وهي تعلم !


هي تعلم بأنّي كُنت أمارس معها سذاجتي المُعتادة

...

" كُوبُ شَاي "

على تلكَ الطاولة، كُوبٌ فارغ وذكرى عابرة، لا تُفارق عينيّ تلكَ الإهتزازة التي يُحدثها المارّة على الشاي كلّما كانت خُطواتهم بالقُربِ من الطاولة !

تتوشّح قلبي غَمامة بيضاء، تتمارى فيها أشياء جميلة وأخرى قاسية، فكُلّما اهتزّ الشاي كلّما اهتزّت

...

إنّهُ المساء لا شيء غيره، فكلّ ما فيه عباراتٍ راحلة، وأحاجي عابرة، الظلام سيّدهُ، والغُبار كرسيّه وعرشه.

أوّله مواجع، وأوسطهُ اشتياق، وآخرهُ لوعة وحنين، الأمس يحملُ وجعَ السنينِ الماضية، وذكرى أيّامٍ عابرة، والحاضرُ شُرفة مفتوحة

...